أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالكريم ابراهيم - الأكراد الفيليون الانتماء المذهبي والهوية القومية














المزيد.....

الأكراد الفيليون الانتماء المذهبي والهوية القومية


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5615 - 2017 / 8 / 20 - 20:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعد الأكراد الفيليون من المكونات العراقية الأصيلة التي اضطهدت خلال اغلب الحكومات الحديثة .ولعل إثارة تبعيتهم لبلد مجاور هو إجحاف وتشكيك في هويتهم العراقية من خلال العمل على تكريس جملة قوانين الجنسية التي تؤكد أن البلد أنما هو من مخلفات الدولة العثمانية ؛ وحتى وقت قريب كان العراقيون يطلقون على شهادة الجنسية ( درجة أولى ) التي تمنح بموجب المادة 4/أ شهادة عثمانية ، وهذا اعتراف صريح أن العراق مازال يعمل وفق النظرية التركية التي كرست مذهباً معيناً وفرضه على الآخرين . والحال لا يشمل العراق فقط بل حتى مصر عندما فُرض عليها العثمانيون ومن بعدهم أحفاد محمد علي باشا المذهب الحنفي برغم أن المصريين غالبتهم من المذهب الشافعي. عند انهيار الدولة العثمانية وتشكل الدولة العراقية 1921 تحت قيادة أولاد الشريف حسين ،فان اغلب موظفي دولة الفتية كانوا من خدموا الدولة العثمانية وأصبحوا فيما بعد وزراء وقادة الجيش حتى أن شخصية مثل عبد المحسن السعدون كان يجد صعوبة في التحدث باللغة العربية لدرجة انه كتب وصيته قبل انتحاره باللغة التركية . أذا نظام الدولة العراقية اعترف بالتبعية ،ولكن فضل واحدة على أخرى نتيجة انحياز مذهبي معروف . ونجد في تعداد السكاني الذي جرى في العهد الملكي توصيف لبعض المكونات السكانية منها مفردة "الايرانيون" ، ويمكن للقارئ مراجعة كتاب حسن علوي " الشيعة والدولة القومية في العراق " ،وزاد من حدة التطرف المذهبي تعامل بعض الشخصيات ذات التوجه العروبي لحصر بعض الأكراد الشيعة في خانة (العجم ) ولعل ساطع الحصري هو من كرس هذه النظرية حتى في بعض المناهج الدراسية .
إذا صراع الهوية الذي عاشه الأكراد الفيليون لم يكن ناجم عن مسألة قومية ، بل للانتماء المذهبي دوراً كبيراً في تجريدهم من جنسيتهم العراقية حيث أشار المؤرخ العراقي حنا بطاطو في كتابه " الطبقة الاجتماعية " ص40 في تعليقه على إحصاء 1947 إلى مفردة " الشيعة الأكراد (الفيلية )" ونسبتهم السكانية ، فقدم المذهب على القومية . ما يعكس ما ذهبنا إليه أن الأكراد الفيليين لم يضطهدوا من ناحية القومية ،بل لكونهم من أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام ما جعلهم من أهداف جملة من قوانين الحكومات العراقية المتعاقبة منذ 1921 ، وربما الفترة الوحيدة التي شعر بها الفيليون بنوع من الارتياح فترة الزعيم عبد الكريم قاسم 1958- 1963. وهناك حقيقة أخرى يجب التركيز عليها هي أن الأكراد " السنة " كانوا يعشون صراع قومي مع الدولة العراقية لم يكن للأكراد الفيليين هذا الحماس لأنهم المذهب تغلب على القومية عندهم . في حين لم تسحب جنسية من الأكراد السنة ،وكان يجوز لهم دخول الأجهزة الأمنية وبعض المؤسسات الحاسة . في حين فرغت الكثير من الوزارات الحكومية من الأكراد الشيعة وتحول حتى المعلمين والمدرسين منهم إلى قراء مقايس ، وحرموا من أكمال دراستهم العُليا وغيرها من أساليب النظام البائد . وتعد فترة تولي حزب العبث السلطة هي الأسوأ على الأكراد عموما والفيليين خصوصاً لعل عملية التهجير القسري هي من اخطر القضايا المعاصرة وتواز الأنفال والحلجبة ومذبحة الأرمن ومجازر البوسنة الهرسك . مئات آلاف من العوائل تم تهجيرها إلى إيران ومصادرة أملاكهم مع اختفاء آلاف من الشباب في سجون النظام ليستخدموا فيما بعد كدروع بشرية لتفجير حقول الألغام في حرب الثمانينيات ،ومازال حتى اليوم مصير هؤلاء الشباب مجهولا .
الأكراد الفيليون دفعوا ثمن ولائهم لمذهب أهل عليهم السلام بمزيد من التضحيات والتهجير والتهميش . لكن رغم كل هذه المعاناة استطاعوا أن يزرعوا هذا الحب المحمدي في جميع إقصاء المعمورة التي انتشروا فيها من خلال إحياء العشائر الدينية وبناء الحسينيات فضلا أن الأكراد الفيليين من فئات العراقية التي لبت بناء المرجعية الدينية في فتوى الجهاد المقدس . ومن واجب الحكومة اليوم أن تعيد لهذه الشريحة العراقية الأصيلة بعض حقوقها وتعوضها الحيف الذي لحق بها من خلال إصدار قوانين منصفة .



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناضلو الأمس.. -حرامية- اليوم
- التعليم الأهلي والمجانية ودولة الفقراء
- من ينصف جيل طحين الحصة ؟
- يوم عراقي في صيف ساخن
- - أبو بريص - زائر الصيف
- -الطنطل - حكاية من ذاكرة الأجداد
- قحطان العطار صوت الجنوب المهاجر
- - تيار الحكمة - رضا عربي أمريكي وقلق إيراني
- الجميع بين أكثر من راتب مخالفة دستورية وجيل طحين الحصة أولى ...
- يا ليتني كنتُ سجيناً سياسياً
- الإمام علي (ع) ؛ العدل الذي لمْ يستطع إن يستوعبه المجتمع
- - أستاذ رحم الله والديك ،إذا ما انجح أهلي يزوجني-
- الدراما العراقية وتوظيف النص الأدبي
- عالم الجن بين فيلم -عروس النيل - ومسلسل - عفاريت عدلي علام -
- مذكرات امرأة أسمها الحرب
- رواية ( قطاع 49) والقفز على المكانية الجغرافية
- اموال الجباية والادخار ... من يركض وراء من؟
- عبادي العماري ،صوت سرق المدينة من أهلها
- قانون العشائر... إلى الوراء درّ
- الفنان العراقي المغترب إحسان الجيزاني وفن قراءة الوجوه بين و ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالكريم ابراهيم - الأكراد الفيليون الانتماء المذهبي والهوية القومية