أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هوشنك أوسي - أليس حريٌّ بالمسلمين أن يعتذروا من الإسلام ومن النبي -ص-..؟.















المزيد.....

أليس حريٌّ بالمسلمين أن يعتذروا من الإسلام ومن النبي -ص-..؟.


هوشنك أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 1457 - 2006 / 2 / 10 - 10:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن موجة الرفض والسخط والاستنكار العارمة التي اعتلت الحراك الرسمي والشعبي في العالم الإسلامي على الغرب "مسيحيين وعلمانيين"، على خلفية الرسوم الكاريكاتيرية التي أساءت للنبي الكريم "ص"، المنشورة في الصحف الأوروبية، بدءاً بالدانيماركية والنروجية، كشفت هذه الموجة عن جوهر التعاطي الهشّ، الذي قوامه الفلتان والانفعال والتصعيد والتهديد والوعيد المجتمعي سياسياً واقتصادياً، وإعلامياً، حيال هكذا قضايا حسَّاسة وشائكة كهذه، من جهة. ومن جهة أخرى، فتحت الباب على مصراعيه على تساؤلات كثيرة، تتخلصُّ الإجابات عنها في قول الشَّاعر :"نعيب زماناً والعيب فينا". وبالعودة للتاريخ الإسلامي، "وليس أبلغ من التاريخ حجَّة، ومن الوقائع سنداً، ومن الأحداث دليلاً." على حدِّ تعبير الدكتور الراحل فرج فودة، سنصل إلى النتيجة السابقة. وسنتعرَّف على الهوَّة الفاصلة بين الإسلام والمسلمين، نتيجة "احترامهم والتزامهم" الشديد لنبيّهم الأكرم، وكتاب وتعاليم دينهم الحنيف. فباعتقادي أنه "بوفاة الرسول، استكمل عهد الإسلام، وبدأ عهد المسلمين"، كما ذهب الدكتور فودة إليه.

وأية نظرة سطحية متابعة للتاريخ الإسلامي، ستجد أنه سفر للحروب والفتن والدسائس الداخلية التي راح ضحيتها الملايين من المسلمين، وقبلهم، راح كبار رجالات الإسلام من صحابة الرسول "ص"، وأئمته الأفاضل. فهذا التاريخ، لا يمتُّ بأية آصرة بروح الإسلام وجوهره ورسالة نبيّه "ص". فما أن توفي الرسول، حتى شبَّ التنازع على خلافته بين الصحابة من المهاجرين والأنصار الذين تركوه دون دفن، متجهين لـ"سقيفة بني ساعدة" لفضِّ الخلاف فيما بينهم، وهم يعلمون تمام العلم: "إن إكرام الميت دفنه". وحتى بعد أن رسا الرأي والقرار على خلافة أبي بكر، ظلَّ سعد بن عبادة، زعيم الخزرج والأنصار، رافضاً لبيعته، حتى مماته. وبخلافة أبي بكر الصدِّيق، بدأ العصر الراشدي الذي يعتبر أقرب العصور إلى الإسلام. وفي هذا العصر، راح ثلاثة من خلفاء وصحابة الرسول المبشرين بالجنَّة قتلاً. واشتدَّت حمأة الفتنة والشقاق والتنازع والاحتراب على الخلافة بين المسلمين وطيساً. أفلا يعتبر هذا إهانة للنبي "ص" ورسالة الإسلام؟ هل كانت لتك الحروب، وما خلقته من دمار في العقول والنفوس، وخراب في الديار والأحوال، أية علائق بالإسلام؟ ألم تكن حرب الجمل التي راح ضحيتها أكثر من عشرة آلاف قتيل إهانة للإسلام والمسلمين؟ أليس وضع معاوية بن أبي سفيان للقرآن الكريم على أسنَّة الرماح، واستخدامه كتكيتك عسكري، في صراعه مع عليٍّ "كرَّم الله وجهه" على الخلافة، إهانة لكلام الله عزَّ وجل، وللنبي وللإسلام؟ أليس قتل "المسلمين" لآل بيت الرسول، إهانة للإسلام ورسوله؟ أليس ضرب الحجَّاج بن يوسف الثقفي للكعبة بالمنجنيقات، إهانة للإسلام ونبيّه؟ أليس خزق وتمزيق أحد خلفاء المسلمين، من بني أميَّة، للقرآن الكريم، وقوله له:" فليخرج ربُّك وليحاسبني" إهانة للإسلام والنبي؟ ألم يكن التطاحن الأموي العباسي، العباسي – العباسي، الفاطمي – العباسي...الخ، وما نتج عنها، هي إهانة كبرى للإسلام والنبي؟. وسأورد هنا حادثة دفن الخلفية الراشدي الثالث عثمان بن عفَّان، الصحابي الجليل، جامع القرآن، وصهر الرسول المتزوِّج من ابنتيه "ذو النورين"، كما ذكرها الطبري في كتابه "تاريخ الأمم والملوك _ الجزء الثالث، ص 439" : (لبث عثمان، بعدما قتل، ليلتين، لا يستطيعون دفنه. ثم حمله أربعة "حكيم ابن حزام وجبير بن مطعم ونيار بن مكرم وأبو جهم بن حذيفة" فلما وضع ليصلي عليه، جاء نفر من الأنصار يمنعوهم الصلاة عليه. فيهم، أسلم بن أوس بن بجرة الساعدي وأبو حية المازني، ومنعوهم أن يدفن بالبقيع. فقال أبو جهم: ادفنوه، فقد صلى الله عليه وملائكته. فقالوا: لا والله، لا يدفن في مقابر المسلمين أبداً. فدفنوه في حشِّ كوكب (مقابر اليهود). فلما ملكت بنى أمية، أدخلوا ذلك الحش في البقيع). وفي رواية ثانية، (أقبل عمير بن ضابئ، وعثمان موضوع على باب، فنزا عليه، فكسر ضلعاً من أضلاعه). وفي رواية ثالثة، أنهم دفنوه في حشِّ كوكب، حين رماه المسلمون بالحجارة، فاحتمى حاملوه بجدار، دفنوه فوقع دفنه في حش كوكب.). أمَّا حادثة مقتل عثمان، فمعروفة للقاصي والداني. وبالتأكيد، ليس هذا هو الإسلام وقيمه وأخلاقه ومبادئه. والإسلام من هذا براء، حتى ولو كان أصحاب هذا الصنيع هم "مسلمون".
وبالعودة إلى الوضع الحالي للأمة الإسلامية والفقر والجهل والأميَّة والتخلُّف المعشِّش فيها، والخلافات والنزاعات المنتشرة بين دولها. ناهيكم عن حجم الاضطهاد والاستبداد والظلم الذي تعانيه الشعوب الإسلامية من طغي أنظمتها "الإسلامية". أليس هذا الواقع هو إهانة للإسلام_دين العدالة والمساواة والتسامح_ ورسالة نبيّه المصطفى "ص"..؟.

ممَّا لا شكَّ فيه، إن التطاول على الرسول الكريم، والاستخفاف والاستهتار بمشاعر وعقيدة أكثر من مليار مسلم على وجه المعمورة، هو مثار شجب وإدانة ورفض، وغير مقبول البتَّة، مهما كانت المسوِّغات القانونية والمهنية كـ"حرِّية التعبير عن الرَّأي". ف التعاطي بشكل ميهن لوعي ورموز دينية لأية ديانة، مهما كانت عدد معتنقيها قليلاً، تحت منشيت "حرية التعبير"، لا يمتُّ بأية علاقة بالحضارة والديمقراطية. لأن الأخيرة، لا تعني حرِّية الإهانة والاستهزاء بالرموز الدينية للبشر. والأسئلة التي يطرح نفسها هنا: الرسوم نشرت في شهر أيلول، وردَّة الفعل الآنفة، جائت بعد النشر بثلاثة أشهر ونيّف..(!!) لماذا، بالرغم من الثورة المعلوماتية والعولمة..؟. ألم يكن الشحن الإعلامي العربي للشارع، وتأجيج المشاعر العدائية للغرب المسيحي لديه، في خدمة من يقف وارء تلك الرسوم..؟. ترى، لو مرَّ قبطي أمام المظاهرات التي شهدتها مصر، ماذا كان مصيره..؟. هل حرق السفارات والقنصليات في دمشق وبيروت هو الحل الوحيد..؟. ألم يخلق التعاطي الإعلامي العربي لهذا الحدث، حالة عداء لدى المسلم، حتى للمسيحي الشرقي، ما يحيلنا للتخوّف من تصدُّع المجتمعات المسلمة التي تحوي الكثير من الديانات الأخرى..؟. ألم يغذِّي هذا التعاطي الإعلامي فكرة "صراع الحضارات" التي يرفضها الإسلام..؟. أليست حركات "الإسلام السِّياسي" الأصولية المتطرِّفة، هي الأكثر استفادة واستثماراً لهذا الحدث، لتوثيق وتصديق خطابها التكفيري الإقصائي الإلغائي..؟. لماذا غاب العقلانيون "فنانون، مثقفون، مفكرون..."، من على واجهة الإعلام العربي، ليتصدَّره المشايخ ورجال "الإسلام السَّياسي" بشكل مخيف، يثير الريبة..؟. ألم تستثمر النظم العربية هذا الحدث، لإلهاء الشارع عن الاختناقات والأزمات التي تعانيها هذه النظم..؟. ألم يكن حريق السفارة الدنماركية بدمشق مفتعلاً، الهدف منه إرسال رسالة من النظام السوري للغرب وأقطابه، خاصة أمريكا، مفادها: إن زدتم الضغوط علينا، واردتم تغييرنا، فأن النتيجة ستكون هكذا. هؤلاء سيستلمون الحكم. بمعنى، إمَّا نحن أو الفوضى..؟.

أعتقد أن التعاطي " الإسلامي" مع حدث نشر تلك الصور الكاريكاتيرية، أساءت للإسلام ونبيه "ص"، أكثر من تلك الرسوم، لأنها فوَّتت فرصة هامة، للتعريف بجوهر الإسلام الحقيقي وسنَّة نبيّه للغرب. والتأكيد على أن الإسلام ليس "بن لادن" و"الزرقاوي"، وأنه دين التسامح والإخاء والمساواة والتكافل والتواصل الحضاري. وتالياً، لقد زدنا من التشويه الذي يتعرَّض له الإسلام من داخله وخارجه، ورسَّخنا تلك الصورة المشوَّهة لدى البعض، عن هذا الدين السلامي، بأنه (دين العنف والعصبية والانغلاق...)، وهذا ما يرديه أعداء الإسلام.



#هوشنك_أوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأيل الناري الشهيد ومدن الثلج الشاهدة - الى الشاعر عبد الست ...


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هوشنك أوسي - أليس حريٌّ بالمسلمين أن يعتذروا من الإسلام ومن النبي -ص-..؟.