أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت عوض الله - زواج المسلمه من غير المسلم














المزيد.....

زواج المسلمه من غير المسلم


رفعت عوض الله

الحوار المتمدن-العدد: 5614 - 2017 / 8 / 19 - 22:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



زواج المسلمة بغير المسلم
_________________
فجر الرئيس التونسي المستنير والمؤمن بالحضارة الإنسانية ،وبتساوي البشر بغض النظر عن أديانهم . فجر الرجل قنبلة حين ذهب إلي جواز ان تتزوج المسلمة بغير المسلم ، وان تتساوي المرأة بالرجل في الميراث .
ولتونس سبق حضاري يعود للعظيم ابي رقيبة الذي ادخل تعديلا تشريعيا يمنع تعدد الزوجات . فكانت ومازالت تونس الدولة العربية الوحيدة التي تلتزم بقانون الزوجة الواحدة .
هذه الخطو ة الحضارية الجبارة احدثت صدمة ودوي ، فكيف للمسلمة الموحدة ان تتزوج بغير المسلم والذي هو لكونه غير مسلم هو كافر ومشرك واقل شرفا واهلية ؟
منذ ان وُجد الإسلام وهناك تمييز بين المسلمين وغير المسلمين . ينبع هذا التمييز من البيئة العربية البدوية التي نشأ بها الإسلام .
العرب قوم فخر يفتخرون بشجاعة فرسانهم في القتال والزود عن حمي القبيلة ، وإباء وشرف نساءهم ، ومكانة شيوخهم وحكمتهم .
والشعر العربي ا لذي هو سجل العرب الذي يفصح عن دخيلة نفوسهم ويعكس واقع حياتهم يحفل بقصائد طوال في الفخر والتغني بالشرف والمكانة والسيادة .
في بيئة كهذه نشأ الإسلام فكان منطقيا أن يربي الإسلام في نفوس أتباعه عدم تساوي المسلم بغير المسلم ، وعلو الإسلام الذي يعلو ، ولا يُعلي عليه ، بل والنظر باحتقار لغير المسلم ونعته بالشرك وعدم التوحيد ،والكفر . من هنا فرض الجزية عليه والتي عليه اداؤها في مذلة وإنكسار .
في جو كهذا منع الإسلام منعا باتا زواج المسلمة بغير المسلم ، وفي نفس الوقت إباحة ان يتزوج المسلم بغير المسلمة .
الناظر في تاريخ الاسلام والمسلمين يلحظ بسهولة الروح التميزية التي درج عليها العرب المسلمون ،والتي صبغت ولونت افعالهم وسلوكهم وتوجهاتهم . بعد وفاة رسول الإسلام ، اجتمع الأنصار والمهاجرون في سقيفة بني ساعدة لإختيار خليفة للرسول يسوس ويحكم دولة المسلمين الوليدة .
الانصار رأوا في انفسهم أنهم الاحق بالخلافة فهم من نصروا واعانوا المسلمين المهاجرين والفارين من بطش قريش ،ورحبوا بهم ،وفتحوا امامهم بيوتهم ، والمهاجرون بزعامة ابي بكر الصديق وعمر بن الخطاب نظروا لانفسهم علي انهم الاحق بالخلافة لأنهم اهل وعشيرة النبي الكريم واول من آمن بالرسالة .
غاب معيار الكفاءة والاهلية ، وساد معيار العصبية ، وتغلبت عصبية المهاجرين فأختير ابو بكر المهاجر خليفة للمسلمين .
وكُتُب الفقه قننت عملية أختيار الخلفاء ، اذ يجب ان يكون عربيا وليس من الشعوب التي دخلت في الإسلام ، ويجب ان يكون قرشيا اي من قبيلة قريش التي إليها ينتسب الرسول نفسه .
فهناك تفرقة واضحة وتمييز وعدم مساواة بين المسلمين ،فلا يتساوي المسلم العربي بالمسلم غير العربي ، ولا يتساوي المسلم القريشي بالمسلم الذي ينتمي لقبيلة أخري .
رغم ان التاريخ يقول لنا بوضوح وجلاء ان المسلمين الموالي اي مسلمي الشعوب الداخلة في الإسلام هم من صنع الحضارة الإسلامية في كافة الوانها وليس العرب .
نخلص من كل ما تقدم أن العنصرية والتمييز كانت صفة ملازمة للمسلمين منذ بداية تاريخ المسلمين ، الانحياز للانا والذات ، والتعالي علي الاخرين ، وعدم قبول المساواة .
المسلم العربي اعلي مكانة من المسلم غير العربي ، الرجل سيد والمرأة مسودة ،الاسلام اشرف واجل من سائر الديانات بما فيها ما يُسمي باهل الكتاب .
غير المسلمين اهل ذمة لهم الاحتقار والتعالي وفرض الجزية التي عليهم اداؤها في مذلة وإنكسار .
وعلي هذا يٌمنع منعا باتا زواج المسلمة بمن هو اقل منها اي غير المسلم .
هذا المسار هوعكس مسار الحضارة .يوم ان قامت الثورة الفرنسة الكبري في القرن 18 م رفعت الشعار الخالد "حرية ، إخاء ، مساواة " البشر كلهم احرار او يجب ان يكونوا كذلك . البشر كلهم اخوة . البشر كلهم متساوون .
لا تمييز ولا عنصرية ولا تعالي اجوف كاذب مُدعي ، و والمعيار هو الكفاءة والاهلية والصلاحية
هذا هو منطق الحضارة الانسانية الحديثة ، وعلي هذا اذا ارادت مسلمة ان تتزوج غير مسلم فليكن فالمسلمة وغير المسلم متساويان إنسانيا وحقوقيا ،فأذا اتفقت الارادتان فيتم الزواج دون اعتراض من احد .
آفة تخلفنا هو نظرتنا لذاتنا والتي تقول بتعالينا وتميزنا وعدم مساواة الغير بنا . يوم ان نتحرر من هذه النظرة المريضة ، يوم ان نتصالح مع الإنسانية ونسير في ركب الحضارة ، فنتآخي ونتساوي مع كل الناس . في هذا اليوم نهجر تخلفنا ونخرج من كهف ماضينا المظلم ونساهم بفاعلية في صرح الحضارة الإنسانية .
تحية من القلب لتونس الرائدة ولرئيسها المستنير .



#رفعت_عوض_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن عقلاء ؟
- الخطاب الدينى والحياه
- حتى لا ننسى فرج فوده
- آلهه تمشى على الارض
- هذا الازهرى
- اعتذار زائف
- الدين والالحاد والتطور
- براءة الازهر
- المقدمه والنتيجه
- الاصلاح الدينى بين الغرب والشرق
- الارهاب والعلمانيه
- هكذا تكلموا عن الارهاب
- داعش تطهر امارة سيناء الاسلاميه من المسيحيين المشركين
- السيسى فى الكاتدرائيه فى ليلة عيد الميلاد
- الدوله المصريه ضالعه فى صنع الرهاب
- قضية مجدى مكين
- السيسي والاقباط
- استدعاء رئيس الطائفه المسيحيه الى قصر الاتحاديه
- الزرع و الحصاد
- الدولة المصرية ومواطنيها المسيحيين


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت عوض الله - زواج المسلمه من غير المسلم