أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - تأثير التاريخ في مجتمعاتنا















المزيد.....

تأثير التاريخ في مجتمعاتنا


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 1457 - 2006 / 2 / 10 - 10:26
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


إن التاريخ، شئنا أم أبينا، يؤثر تأثيرا قويا في المجتمعات، و تاريخنا، صادقا كان أم كاذبا، يُعمق في مجتمعاتنا جذوره، بهذا الشكل أو بذاك، سلبا أو إيجابا.. فوأد البنات لا يزال يتحرك في القلوب الاسلامية عندما يُنظر إلى المرأة نظرة احتقار و تُعتبر بأنها "شر لا بد منه" ,و بالنسبة لابن تيمية أن المرأة عورة كلها، و إذا قيل بأن عبادة الأصنام قد انتهت بانتصار الاسلام و تقبيل هذه الأصنام قد أصبح تاريخا ماضيا مندثرا نجد أن البعض يقبل الحجر الأسود و يسجد له.. و عن أبي حامد الغزّالي أن النبي قال: " الحجر الأسود يمين الله في أرضه"، و عندما تكلم أبو حامد عن فريضة الحج ذكر: " أن تقصد الحجر الأسود بعد ذلك وتمسه بيدك اليمنى وتقبله وتقول "اللهم أمانتي اديتها وميثاقي وفيته اشهد لي بالموافاة" فإن لم يستطع التقبيل وقف في مقابلته ويقول ذلك". و ذكر أبو حامد عن عمر: " وقبله عمر رضي الله عنه ثم قال: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك". و بهذا يؤكد أبو حامد، عن عمر، أن الحجر لا يضر و لا ينفع، فهل تقبيله غير ضار و غير نافع؟ و هل إشارة أبي حامد لكلام عمر هي لغز أم نغز؟
و هكذا فمثلما ذكر محمد بن اسحاق في - السيرة النبوبة – أن قريشا كانوا "يعظمون الكعبة ويطوفون بها ويستغفرون عندها مع تعظيم الأوثان والشرك في ذبائحهم، ويحجون، ويقفون المواقف" نجد المسلمين اليوم يقومون بأعمال مشابهة.
و تستمر تؤثر تاثيرا كبيرا في مجتمعاتنا الأحاديث التي يُقال عنها أنها للنبي، ضعيفها و قويها، سيئها و جيدها، فلا يزال البعض يعتقد أنه عند وقوع الذبابة في الطعام يجب أن تغمس كلها فيه، إذ أنه، و كما يصرحون، أن النبي قال بأن في أحد جناحي الذبابة سم و في الجناج الآخر المضاد له، و الذبابة تقع دائما على جناحها السام....إلخ
و لا نزال نتذكر اجتماع سقيفة بني ساعدة و كأنه قد حصل البارحة، و فيه تمَّ اجبار المجتمعبن على اختيار خليفة للنبي. و اليوم فإن جميع الحكام في الدول العربية و الاسلامية موضوعين على رقابنا بإجبار ، شئنا أم أبينا... و نرى أيضا مجلس الشورى على الطريقة الإيرانية و هو يسمح لهذا للترشيح في الانتخابات و يمنع ذلك منها. و على الطريقة الايرانية يريد بعض الحكام العراقيين الحاليين أن يعمل للعراق (مجلس أهل الحل و العقد)، لحل و إنهاء آمال العراقيين في الحرية و الانتخابات.
و في حرب صفين، التي قاتل فيها الطلقاء و أتباعهم و طريدوا النبي و أبناءه ضد الذين كانوا من أوائل المسلمين و دعاة الاسلام الأسبقين، أصبح أعداء الاسلام هم دعاته "الأصيلين" و حملة قرآنه على رؤوس الرماح.. و إذا كان أهل اصفهان، يوما ما، يعتبرون معاوية بن أبي سفيان نبيا، فإن اتباع أفكاره اليوم لا يعتبرونه نبيا بل يقدسونه تقديسا أكثر من النبي.. إن حرب صفين و إن حدثت قد قبل قرون طويلة إلا أن تأثيرها لا يزال مفعوله في مجتمعنا لحد هذا اليوم.
و لا يزال الشيعة يحييون ذكرى معركة كربلاء التي أدت إلى اغتيال الحسين بن علي، ابن بنت النبي. إن هذه المعركة التي ذهب ضحيتها الكثير من عائلة النبي قد أضافت كراهية أخرى إلى الكراهية ضد أعداء النبي و أصبحت اللعنة تشمل الأمة التي قتلت الحسين أو التي رضيت بقتله أو التي سمعت بذلك.. و على الرغم من أن البعض لا يعترف بأن خليفة المسلمين، يزيد، قد أمر بقتل الحسين و بأنه لا يمكن معرفة قاتل الحسين، و بهذا لا يمكن لعنه أبدا ، فإن اللعنة لا تزال قائمة و مستمرة لحد هذا اليوم. و إذا كانت المجتمعات الأخرى تحتفل ابتهاجا بمقدم السنة الجديدة فإن المجتمع الشيعي يستقبل كل سنة هجرية جديدة بحزن و بكاء، و سيستمر البكاء و العويل إلى يوم الدين، و هم يتذكرون فاجعة اغتيال الحسين.. و من المجتمع الشيعي قال قائل: " الحسين انكتل و احنه ابتلينا"، قول يشابه القول: "الله يخلق و محمد يبتلى".
إن أعداء الاسلام و أعداء دعاته الأوائل سيطروا عليه و بدأوا يقدمون أنفسهم و كأنهم مخترعوه و خالقوه، فخدعوا سذج الناس و بسطائهم، و تبعهم من ذلك الأمي الذي لا يعرف من الألف إلى الياء شيئا، إلى ذلك الذي أراد من الاسلام أن يكون معلفه و ارتزاقه.
أؤكد جازما أن الغالبية الساحقة من الذين خرجوا في دمشق و غيرها ليحرقوا و يسرقوا سفارات الدول الأوربية في دمشق، إحتجاجا على صور كاركتورية عن النبي، لم يشاهدوها أبدا، و أنهم لا يعرفون القراءة و لا الكتابة، بل استخدموهم بسبب سذاجتهم أو جهلهم أو غبائهم، يتقدمهم رجال المخابرات السورية. فهل أصبح اليوم بعثيوا دمشق حماة للإسلام؟ أو أنهم قد رفعوا المصاحف على أطراف المشاعل كما رفعها سابقا معلمهم الأول معاوية على أطراف الرماح، لقد رفع معاوية القرائين و مزقها برؤوس الرماح بعد أن عرف أنه سيخسر الحرب، تماما مثلما يرفعها الآن بشار الأسد المتهم الرئيسي في اغتيال الرئيس السابق اللبناني توفيق الحريري.
لقد تمكن معاوية من خداع تابعيه، بإرادتهم أم بدونها، فصلى يوم الأربعاء و قال لهم أنها الجمعة و أصبح واحدهم يحلف بأن ناقة العراقي هي جمله لكي يسرقها بدعم من خليفته، بل و يشهد على ذلك خمسون، و قَـتل معاوية الكثير من أصحاب النبي، و أصحاب النبي، عند أتباع معاوبة اليوم، هم كا ينقلون عن النبي " كالنجوم بأي منهم اقتديتم اهتديتم".
لقد رفع البعثيون شعار الوحدة ليمزقوها، فهل وجدنا تمزيقا للروابط العربية-العربية أكثر مما نجده تحت ظل حكم البعث، السوري اليوم و العراقي في الامس؟ و هل يمكن أن نرى أكثر سحقا للحرية مثلما وجدناه و نجده تحت حراب البعث؟
لقد استطاع عمرو بن العاص في حرب صفين أن يُنقذ روحه من القتل بكشفه عورته، و فيه قال الشاعر أبو فراس الحمداني:
"و لا خير في ردِّ الأذى بمذلة......كما ردها يوما بسوءته عمرو"
و على درب عمرو، نائب الخليفة معاوية، سار البعثي عبد الحليم خدام، نائب رئيس الجمهورية السورية فانهزم الى فرنسا و انكشفت عورته و سرقته...
فهل سيسير بشار على طريق عمرو و خدام، و ينهزم إلى دولة "الكفر" بريطانيا؟ أم ستحميه المشاعل التي أحرقت سفارات دول غربية في دمشق؟ أم سيحترق بنفس النار التي أشعلها؟




#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي يسيء إلى النبي محمد؟
- شيخُ الأزهر الأعور
- بعثٌ يرتدُّ و يرتدُّ
- متى ستنال المرأة العراقية حقها في المساواة؟
- إلى كمال سيد قادر
- النفط و الشفط
- اصبعنا البنفسجي
- تأملات في ثقوب بهو الجادرية
- الموت السريع للزمن البطيء
- صحراءُ الشؤم
- هل احترقت يدا الملك الصغير؟
- جرذ العوجة و حكامنا المؤقتون
- قبل ظهور نتائج الإستفتاء
- رمضان تعيس للأفارقة
- لا تخنقوا صوتي
- انتصار للشريعة المبتذلة أم للمعتدلة؟
- في مذبح الإرهاب الفلسطيني
- عزائي إلى مار بيّاMarbella
- أندلسيات (7): محنة المسلمين و الموريسكيين
- أندلسيّات (6): كيف أصبحتُ مسلماً أموياً؟


المزيد.....




- مصر.. حكم بالسجن المشدد 3 سنوات على سعد الصغير في -حيازة موا ...
- 100 بالمئة.. المركزي المصري يعلن أرقام -تحويلات الخارج-
- رحلة غوص تتحول إلى كارثة.. غرق مركب سياحي في البحر الأحمر يح ...
- مصدر خاص: 4 إصابات جراء استهداف حافلة عسكرية بعبوة ناسفة في ...
- -حزب الله- يدمر منزلا تحصنت داخله قوة إسرائيلية في بلدة البي ...
- -أسوشيتد برس- و-رويترز- تزعمان اطلاعهما على بقايا صاروخ -أور ...
- رئيس اللجنة العسكرية لـ-الناتو-: تأخير وصول الأسلحة إلى أوكر ...
- CNN: نتنياهو وافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. بوصع ...
- -الغارديان-: قتل إسرائيل 3 صحفيين في لبنان قد يشكل جريمة حرب ...
- الدفاع والأمن القومي المصري يكشف سبب قانون لجوء الأجانب الجد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - تأثير التاريخ في مجتمعاتنا