أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشاد الشلاه - كفى هدرا للوقت














المزيد.....

كفى هدرا للوقت


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 1457 - 2006 / 2 / 10 - 10:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


طالما حذر الحريصون والمخلصون، على نجاح سير العملية السياسية السلمية العراقية، قبل وبعد تشكيل الحكومة الحالية المؤقتة، من خطورة اعتماد مبدأ المحاصصة الطائفية والقومية، ناهيك عن تكريسه، لكن المتابع لمسيرة هذه الحكومة خلال الأشهر الماضية يتيقن من وقوع المحذور في هذا البلد الذي ظل يعاني أوضاعا كارثية بالمعنى الحرفي للكلمة، وكان التدخل الإقليمي في الشأن الداخلي العراقي، و غياب برنامج سياسي اقتصادي اجتماعي محدد لهذه الحكومة، عاملين آخرين زادا في الطين بلة، فانتشرت الجريمة المنظمة المدعومة بالميليشيات، وشاع الفساد الإداري لينهش مفاصل الدولة العراقية المنهكة أصلا، وتعمق الحس الطائفي لنجد صداه في ريبة وشك متبادل، و مشهد دموي يومي "مجهول" الإخراج و التنفيذ، وتحولت هذه الوزارة أو تلك إلى إمارة مملوكة لهذا التشكيل السياسي أو ذاك، يأتمر وزيرها بأمر مرجعه الديني أو السياسي، لا بأمر "الحكومة المركزية".

إن سلطة بأصل شروط تكوينها ومواصفاتها هذه، لا يمكنها أن تنهض بمسئوليتها الجسيمة، وتحقق ما كان مؤملا منها، وبدل أن يتحقق للعراقيين بصيص أمل كان يراودهم بعد تخلصهم من النظام الديكتاتوري، نُغصت حياتهم بالرعب من الإرهاب اليومي، ومشاهد القتل و الجثث المرمية، ومن البطالة وغلاء المحروقات وشحة الكهرباء وفوضى الخدمات العامة الأساسية.

وفي هذه الأيام التي يغادر فيها قادة المحافل السياسية العراقية غرف مطابخ صنع الاتفاق والقرار السياسيين، متوجهين إلى قاعة الولائم السياسية، تفوح من صفقات هذه الولائم رائحة ذات نظام المحاصصة الطائفية والقومية، الذي وسم الحكومة الحالية بأداء مرتبك، مما أدى إلى ابتلاء الشعب بالمزيد من المحن، بل تم التمادي في استغلال هذا المبدأ، حتى غدت وزارات بعينها من حصة احد مكوني هذا الائتلاف أو ذاك، وكثر استعمال اللون الأحمر في رسم الخطوط التي لا حدود في رسمها ما دامت مصلحة الفئة السياسية ومن ثم المكوّن السياسي، هي الذات التي لا ينبغي المساس بها.

لقد قيل مرارا، وهو قول لا خلاف عليه، إن محن البلد كبيرة وثقيلة، والمخاطر تهدد كيانه حاضرا ومستقبلا، ومحيطه الإقليمي يزداد احتقانا. لذا بات التصدي لهذه التحديات مهمة تستدعي تضافر جميع من يسعى مخلصا لإنقاذ الوطن من بلواه. ولهذه الأسباب وغيرها بذات الأهمية، تتجدد المطالبة بانبثاق حكومة وحدة وطنية، لا تلغي نتائج انتخابات مجلس النواب، بل تحرص مع استحقاقاتها، على اكبر مشاركة فعالة وفاعلة من جميع المكونات السياسية، في رسم وتنفيذ برنامج حكومي، يضع في مقدمة مهامه، تحقيق استتباب الأمن للمواطن، واستكمال سيادة الوطن، والشروع بعملية إعادة بنائه.

إن مهاما جسيمة كهذه تتطلب بداهة، الإتعاض بدروس الأشهر الماضية من حياة وزارة الدكتور الجعفري. والائتلاف العراقي الموحد وحلفاؤه مطالبون بكشف حساب صريح للشعب، بما أنجزوه و بما اخفقوا فيه، ومن يتشرف بمفخرة الإنجاز، ومن يتحمل وزر الفشل. وعليهم احترام مسؤولية المنصب الحكومي وشرف النهوض به بحس وطني، لا بدوافع وحسابات فئوية، ولم يعد هناك من مسوغ لإهدار مزيد من الوقت والتأخير في تشكيل الحكومة الجديدة الدائمة، فشعبنا ينزف على مدار اليوم، دما وثروات.
لقد بُددت ثلاثة اشهر من عمر حكومة الجعفري الحالية، في سبيل إنجاز تشكيلها النهائي، من مجموع اثني عشر شهرا من عمرها المفترض، فكم شهرا سيمضي في سبيل تشكيل حكومة عمرها ثمانية وأربعون شهرا؟



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصية الفهلوية و الانتخابات النيابية
- بشارة الرئيس بوش في العام الجديد
- من يستحق الثناء في الانتخابات النيابية؟
- الأشراف الدولي على الانتخابات النيابية مطلب ملح
- الانتخابات النيابية اختبار لحسن النوايا والأفعال
- الحوار المتمدن صحيفة رصينة للتيار اليساري الديمقراطي
- توارد خواطر حول ستر العورة
- تفجيرات عمان انتصار أم علامات اندحار؟
- المواطن العراقي؛ واجبات مستحقة و حقوق مؤجلة
- التصويت بنعم لمشروع الدستور... أفضل أسوأ البدائل
- أبا ظفر....ذكراك خالدة في الذكرى الحادية والعشرين لاستشهاد ا ...
- من ينقذ العراق من الإرهاب و الطائفية
- أسبانيا الشقيقة وخير الله طلفاح
- إنها حرب مذهبية فما أنتم فاعلون؟
- لماذا يحرض خالد مشعل على استباحة دم العراقيين؟
- هيئة الرئاسة العراقية وأمانة مسئوليتها
- أهكذا يكافئ المواطن العراقي...؟
- ملايين العراقيين في الخارج ..مواطنون من الدرجة الثانية
- أيهما أمرَ على الشعب العراقي؟
- بغداد.. بعض من وفاء لعبد الكريم قاسم


المزيد.....




- أم سجنت رضيعتها 3 سنوات بدرج تحت السرير بحادثة تقشعر لها الأ ...
- لحظات حاسمة قبل مغادرة بايدن لمنصبه.. هل يصل لـ -سلام في غزة ...
- فصائل المعارضة السورية تطلق عملية -ردع العدوان- العسكرية
- رياح عاتية في مطار هيثرو وطائرات تكافح للهبوط وسط العاصفة بي ...
- الحرب في يومها الـ419: إسرائيل تكثف قصفها على غزة ولبنان يتر ...
- مبعوث أوروبي إلى سوريا.. دعم للشعب السوري أم تطبيع مع الأسد؟ ...
- خريطة لمئات آلاف الخلايا تساعد على علاج أمراض الجهاز الهضمي ...
- وسائل إعلام: على خلفية -أوريشنيك- فرنسا تناقش خطط تطوير صارو ...
- مصدر: عمليات استسلام جماعية في صفوف القوات الأوكرانية بمقاطع ...
- مصادر تتحدث عن تفاصيل اشتباكات الجيش السوري مع إرهابي -جبهة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشاد الشلاه - كفى هدرا للوقت