كارثة القطار وفقه الاولويات

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
(Khalid Goshan)

الحوار المتمدن-العدد: 5614 - 2017 / 8 / 19 - 00:50
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

حدث ما توقنعاه وصحونا مرة اخرى على كارثة من كوارث السكة الحديد وهى اصطدام قطارين فى الاسكندرية ومقتل العشرات واصابة المئات ، وعاد الحديث يتجدد عن تدنى مرفق السكة الحديد وحاجته الى استثمارات جديدة بمليارات الجنيهات لاعادة تحديث المنظومة باكملها وهو كلام حق يراد به باطل ،
لان الخلل الرئيسى يعود الى تدنى مستوى الادارة والكفاءة من الوزير وحتى عامل المزلقان وعامل الاشارة ،والى عدم تبنى الاوليات فى الانفاق
السكة الحديد تستطيع من خلال مواردها الهائلة واراضيها الشاسعة وقضبانها وفلنكاتها المنهوبة والملقاة فى محطاتها الرئيسية للسرقة عينى عينك ، تستطيع ادارة هذا المرفق الحيوى ادارة رشيدة
ولكن على ما يبدوا فان التطوير دائما يدور حول المظهر لا المخبر ، وحول ما يمكن الاستفادة من ورائة لا عما يفيد الناس ، وفى اطار هذه الخطة البلهاء فهم مستمرون فى هدم محطات اثرية عمرها اكثر من مائة عام بدعوى التطوير
ومحطة السكة الحديد بزفتي مثالا والتى كان قد مضى على إنشائها أكثر من مائه عام , وكانت تشكل بمبانيها الرائعة معلما تاريخيا جميلا في زفتي تم هدمها وبنيت محطة أخرى مسخ مكانها
رغم انه لو صح عدم إمكانية استخدام المبنى التاريخى كمحطة من حيث السلامة الإنشائية فانه كان يمكن إقامة مباني غيرها بالقرب منها, خاصة وان حرم محطة سكة حديد زفتي محاط بأكثر من عشرة أفدنة من كل الجهات
مع الإبقاء على المحطة القديمة وترميمها باعتبارها أثرا لا يعوض، وتوفير نفقات الهدم والازالة ، كما فى المانيا حيث يتم الابقاء على المحطات القديمة ، لكن منذ متى وكان الحرص على المال العام له اعتبار ما عند الفاسدين
بل اننا عندما قمنا بارسال تلغرفات وفاكسات ومناشدات لوزير النقل ايامها محمد يونس منصور ورئيس الوزراء احمد نظيف تم الاسراع بهدمها عن طريق اللودرات عوضا عن هدمها قطعة قطعة كما كان يجرى ، لان لصوص المال العام اردوا ان يقطعوا الطريق على عدم هدمها عندما عرفوا ان القضية محل بحث،
ان الفساد المترع فى مصر هو معول هدم اخطر من الارهاب ، فاذا تركنا الصوص يرتعون فى بلادنا دون محكمة سريعة وناجزة ستظل دماء المواطنين تنزف وستطوق بصرخاتها اعناق المسؤلين يوم القيامة

#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات