أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يفرن الحسيمي - شيزوفرينيّات أمازيغيّة - عربيّة...لقد صدق الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة (1)















المزيد.....



شيزوفرينيّات أمازيغيّة - عربيّة...لقد صدق الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة (1)


يفرن الحسيمي

الحوار المتمدن-العدد: 5613 - 2017 / 8 / 18 - 04:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أُسمِّيها [خربشات في كلّ الإتِّجاهات]، أكتبها بلُغة تفرضها/يفرضها من تقرأ/يقرأ ويطلبها الموقع...الموقع (حوار متمدِّن) حامل لِ (هويّة يساريّة علمانيّة) وليس موقع دروس لغة...وحسنًا فعل! لأنّني هكذا سأُفلتُ من أحكام عبّاد الحروف والمعلوم من اللّغة بالضرورة لأُخربش غيرآبهة بقواعدهم، وأتّبِع ما علِق في ذهني من قواعد فقط...وربّما صنعتُ لها قواعد جديدة أو تعمّدتُ هتك قواعدها المعلومة فأتجرّأ بذلك على لغة (الله) و (جنّته) و (أمّته المختارة) التي (علّمت) البشريّة (الحضارة) و (العمارة) وأصول إستعمال...الحجارة.

المهمّ وضوح المعنى والأفكار كما يُقال: وهذه لا أعلم كيف سأُفلتُ منها! فهي خربشات شيزوفرينيّة في كلّ الإتِّجاهات! ستجمع بين الأحياء والأموات، والبركات واللّعنات وكل...المتضادات! ، سأُحاول الإفلات..بالقول:

ـ للمؤمنين...أنّ إبهامها لن يصل إلى إبهام كتبكم (المُرسلة) من (إله سمائكم) كما تزعمون...
ـ لل (الكافرين)...أنّ أصلها (كفر) و (زندقة): برَكة زيادة في هذا الزمان الأغبر الملعون...

ولأفلت أكثر سأقول أنّها ليست (أدبًا) ولا...(تنويرْ)، هي خربشات عقل لا يعرِف خطوطًا حمراء ولا يمتهنُ التّلفيق و...التّزويرْ! كلّ التابوهات ستُستباح دون حسيبٍ ولا...رقِيبْ، خربشات تُناجِي العقول وتصرخ: هل من مُجيبْ!

الأفكار دوّنتُ بعضها سابقًا في شكل تعليقات...الجديد منها مُخزّن في عقلي (النّاقص) منذ زمن فات...أتوكّل على هذا الجهاز العجيب الذي أمامي وعلى النّات...وأقول:

قصّة قصيرة...ستطول إذا شئتُ وشِيءَ لها أن تُوجد...

* الشخصيّات:

ـ هما:
هي: أميرة، (كافرة) عربيّة ومُؤذِّنة...
هو: (ليس كمثله شيء)، (كافر) ومؤذِّن...

ـ أنا: أمازيغيّة (كافرة)، أحبّ المؤذِّنات والمؤذِّنين...

ـ هيلين: سريانيّة (كافرة)، (توأم روح) ومُؤذِّنة...

** المشهد الأوّل:

نِمتُ يومًا في حضن أميرتي فحلمتُ حلمًا...صوتُ آذانٍ ينبعث من بعيد...صوتُ مُؤذِّنةٍ بفجرٍ جديد...صوت جميل لحن أصيل...تانيت أكبر تانيت أكبر...ركضتُ لأُصلِّي، هرعتُ دون تفكير ككل المؤمنات والمؤمنين، تَبعتُ صوت المؤذّنة إلى أن وصلتُ، لم أجد مسجدًا لم أرى معبدًا! وجدتُ جبالاً خضراء تحضنها سحب السّماء تُحيطُ بها أنهار في أروع بهاء...فرحتُ...ونظرتُ إلى نفسي: ياهْ! تذكّرتُ أنِّي (خرجتُ أجرُّ ثوبي عريانة)، ونسيتُ أن ألبسه وأنا أتبع صوت المؤذّنة...غريب!! لم أخجلْ من عرائي...ياهْ كم أنا فرحانة!

نظرتُ إلى الجبال...ركعتُ ثمّ سجدتُ! صرخ صوتُ المؤذّنة: صلاتنا بلا ركوع ولا سجود...ركع الأجدادْ...لا غفَرَ لهم الأحفادْ...آن أوان الأمجادْ...قومِي إلى صلاتِكِ عارية...إلى قمم جبالكِ تنظرين...كلامكِ في صلاتكِ تقولين...لا كلام الأجداد المخدوعين...قولي ولا تسكتي، لكِ تسمع الجبالْ...وتسعدْ! في حضنكِ تهنأ (أنوالْ)...وترقدْ!

أسعدني كلامُها فوقفتُ...نظرتُ فلم أرها! سألتها: أينَ أنتِ؟ لماذا لا أراكِ؟

قالت ضاحكة: ليطمئنّ قلبكِ؟

قلتُ: لا لكن أريد رؤيتكِ....صوتكِ فاتن ومألوف...

ردّت: أغمضي ثم إفتحي سترين...

أغمضتُ ثم فتحتُ...

** المشهد الثاني:

أغمضتُ ثم فتحتُ...

فاستيقظتُ...كان حُلمًا! ما أجمله...وجدتُ أميرة بجانبي تنظرُ لي مُبتسمةً، قالت: هاتفني...هُو...وأنتِ نائمة، سنلتقيه الليلة...الساعة التاسعة، الثامنة والنصف يُرسل لنا صديقًا له إسمه جبريل.

قاطَعْتُها: إسمه جبريل؟! جميل...سيحملنا على بُراق إذن! ... أجابت ضاحكة: رُبَّما...قومي الآن، لنرى ماذا سنلبس الليلة...قلتُ: أتمنّى رؤيتكِ بفستان أبيض...أجابتني ضاحكة: أمّي أيضًا تمنّت ذلك، وتمنّت أمورًا أخرى لم تتحقّق لها...قلتُ: توضيح؟ ... قالت:

أذكر أوّل وآخر صفعة من أمي كانت يوم ختان أخي الصغير، كنت في سنّ الخامسة، سألتها من ختن الله؟ فصفعتني ثم أدارت وجهها عني وتركتني. لحقت بها وطلبت منها أن يقطع الطبيب لأخي كل شيء حتى لا يواصل إفتخاره عليّ بإستطاعة التبول واقفا. في عمري ذاك كنت أرى أن الله يقطع كل شيء للطفلة وهي جنين أما الأطفال فيتركهم دون قطع ليفتخروا على أخواتهم وكان ذلك يغيضني كثيرا. لم أخف من الله لكن كنت أراه شرّيرا وظلّ التساؤل عن من ختنه إلى أن سمعت قصة ختان إبراهيم فقلت أن الله فعل ذلك وحده بقادوم كبير. إعترضتني مشكلة جديدة في سن الثامنة: هل قطع الله كل شيء وأصبح إمرأة؟ أم قطع قليلا وصار رجلا؟ وبما أن الجميع يطلقون عليه صفات المذكّر خلصتُ إلى أنه قطع قليلا وصار رجلا.

لم ألعب بالعرائس يوما، كنت أترك كل اللُّعب التي تُهدى لي وألعب بلُعب أخي، لم أرتدي الفساتين ولم تستهوني المساحيق، حاولت أمي أن تصنع مني طفلة -طبيعية- بكل جهدها إلى أن يئست من ذلك، كانت تقول لصديقاتها أنها أنجبت ولدين لا بنتا وولدا، كنت أرى الألم على وجهها عندما تحملني لدروس الكاراتي وعندما نذهب لشراء ملابس، إلى اليوم تتمنى أمي رؤيتي بفستان وذهب ومساحيق...

قاطَعْتُها: في نومي قبل قليل حلمتُ بكِ...فتَنني صوتكِ وضحكتكِ ونوركِ...تركتيني وحيدة...

أجابتْ: هذا كابوس وليس حلمًا...

أنا: لماذا؟

هي: ...لترككِ وحيدة! ... ثم أخذَتْ يدي اليسرى بين يديها، نظرَتْ إلى النّافذة وأظافتْ: تَعلمين، عندما أفكّر في الموت أخاف! إذا متُّ قبلكِ أحزنْتُكِ وتركتُكِ وحيدة، وإذا متّي قبلي أحزَنْتِنِي وتَرَكْتيني وحيدة، ليتنا نموتُ في نفس اللحظة...

أنا: قبّلتُ يدها، وضعتُ خدِّي الأيسر عليها وقلتُ: وما نيل المطالب بالتمنّي...ولكن يؤخذ الموتُ غلابا...

هي: تقصدين...؟

أنا: نعم...أنا أستطيع وأنتِ؟

هي: معكِ أستطيعُ فعل كلّ شيء...لكن ليس الآن، أمامنا الكثير لنَعيشَهُ...سنرى بعد ذلك...

أنا: عِدِينِي إذن ألاّ تخافي من الموتِ...أبدًا...

هي: أعدُكِ...

سمِعنَا ضجيجًا قادمًا من الخارج، سُباب وشتائم...ذهبَتْ ناحية النّافذة ونظرَتْ...قالتْ: صعاليك يتعاركون، يتقاتلون...

عادتْ بقُربي، رأيتُ الحزن في عينيها...تألّمتُ لحزنها، حاولتُ أن أخفِّف عنها فقلتُ: أُريدُ أن أُغنِّي لكِ أُغنية جديدة كتبتها لكِ...أجابتني: بعد أن أُحدِّثكِ عن لعنةٍ من لعناتِ التاريخ علينا...قلتُ: حاضر...

قالت: سأُكلِّمكِ عن جَدِّي محمد، وكيف بدأت قصّته كما روتها الكتب التي وصلتنا، إسمعي لي جيّدا ولا تُقاطعيني...

قلتُ: ولكنّ ذلك سيُحزِنُكِ! ... قالت: اصغي ولا تقاطعيني... تابَعَتْ:

لو دقّقنا في الثقافة المفروضة في بلداننا بالحديد والنار، لوجدنا تمجيدًا خفيًّا بل وفي كثير من الأحيان علنيًّا للصعاليك، فيُقَدَّمون لنا كونهم شعراء عظام وحكماء بل وخُصِّصت لهم الكتب والمقالات والمسلسلات وصُوِّر بعضهم كعُروة وكأنه روبن هود العرب بل وماركس زمانه! (وكان عروة بن الورد يسمى: عروة الصعاليك لأنه كان يجمع الفقراء في حظيرة فيرزقهم مما يغنمه) ويقول آخر: (ومامن شك في أن الصعلكة عند عروة بالذات كانت نزعة إنسانية نبيلة، وضريبة يدفعها القوي للضعيف، والغني للفقير، وفكرة إشتراكية تشرك الفقير في مال الغني، وتجعل لهم فيه نصيبًا، بل حقّا يغتصبونه إن لم يُؤدَّ لهم)، ولأن الأمر مُريب عليْنا أن نسأل السؤال المُلِحّ: أي ثقافة هذه تُمجِّدُ المجرمين والقتلة وشذاذ الآفاق؟ ولماذا؟

الصعاليك مُجرمون قُطَّاع طرق خُلعاء خُلِعوا من الدين والحياء كما يُقال عنهم وخلعتهم قبائلهم أي تَبَرّأت منهم لخروجهم على أعرافها وعدم إحترامهم لقوانينها، سَمّوهم أيضا بالذؤبان لأنهم كانوا لصوصًا كالذئاب. وفيهم من سمُّوهم بالغربان لسواد لونهم الذي ورثوه عن أمهاتهم الإماء الحبشِيَّات لذلك إحتقروهم وهذا القول عليه نقاط إستفهام كثيرة...

يُحاول البعض تجميل سيرة الصعاليك بإدعاء أنهم ضحايا عنصريةِ آبائهم وقبائلهم للونهم أو بإدِّعاء أنهم ثوريون ضد (البورجوازيات) الحاكمة وقتها كملإ مكة مثلا بل فيهم من صار فرويد زمانه وقال أن نفسياتهم كانت تهوى المغامرة ولأجل ذلك وغيره تصعلكوا!(جواد علي مثلا)...الحقيقة أن هؤلاء وبكل بساطة مجرّد مجرمين لاغير وخلع قبائلهم لهم ينسف كل إدِّعاءات المجمِّلين مع علمنا بقيمة الولد عند العرب (قبل وبعد الإسلام) الذين جعلوا من المرأة مجرد بهيمة للإنجاب ولنتذكر أنواع الأنكحة من رهط وإستبضاع وغيره، أذكرهنا قصة عنترة (وهو إبن أمة وأسود اللون) الذي أذلّه أبوه ومع ذلك لم تتبرّأ منه قبيلته ولم يتصعلك، فلكي تتنازل القبيلة عن مقاتلٍ من المنطقي أن يكون قد تجاوز كل الخطوط الحمراء. خلع القبيلة لفردٍ منها يعني تجريده من حق الدفاع والحماية والأخذ بالثأر تحت قانون العصبية القبلية، لذلك يحقِد الصعلوك على قبيلته وهو الوحيد الذي يهاجم ويغزو أهله وينكل بهم دون رحمة وإذا كان هذا صنيعه بقبيلته فما بالكِ بغيرها!

الصعلوك رزقه تحت ظل رمحه: إمّا قاتل أو مقتول، إما غانِم أو غنيمة، يعيش ليومه لا يخشى الموت الذي يُفضله على العيش جائعًا وذليلا، هو مقاتِل شرس، لا يخشى قتال أفراد كُثر، مُخادع غدَّار مِكَرّ مِفرّ، فخره في القتل والنهب والسبي، وحش لا يرحم وإن إستوجب الأمر أن يقتل رفيقا له في الصعلكة فعل، كل شيء مشروع عنده والغاية تبرر الوسيلة مبدأه.

الصعاليك لم يقطنوا المغاور والجبال القريبة من الطرق التجارية فقط بل إنتشروا في كل مكان في جزيرة العرب أفرادا وعصابات والذي يهمنا هنا: مكة، فمن أراد قتل أحد أو الإغارة على قبيلة ما كان يأتي مكة ليُجنِّد الصعاليك لذلك، الأهم في هذا كله أن عائلة محمد كانت على علاقة وطيدة بالصعاليك الذين كانوا مثلا ينزلون عند عبد المطلب جد محمد والزبير عمّهُ...

يقولُ [لسان العرب] أن الصعلوك هو الفقير الذي لا مال له ، وهو الوصف الذي يُحاول كتّاب المسلمين خصوصا اليوم إعتمادَه للتعتيم على أصل التعريف المُشار إليه أعلاه ومعانيه السّلبية ويستعملون لذلك أحاديث مثل(... فقال رسول الله أبشروا معاشر صعاليك المهاجرين بالنور يوم القيامة تدخلون قبل الأغنياء بنصف يوم وذلك خمسمائة عام)، والحقيقة أن الصعلوك بمعنى الفقير معنى متأخر وأصل الكلمة هو الإغارة والسطو المسَلَّح والقتل المحترف الذي كان عندهم كشربة ماء ويمكن لنا أن نشبههم اليوم بالمرتزقة في الجيوش أو ب serial killers أو tueurs à gages.

بعد عشرة سنوات من دعوته لم يتبع محمدا إلا قلة من رعاع وأوباش مكة، الملأ عَلِموا جيدا أنه طالب مُلْكٍ وما توحيده إلا رغبة منه للمِّ شمل القبائل العربية المتناحرة تحت سلطته المُطلقة بإسم إله واحد/دين واحد/نبي واحد، لم يفهموا أنه يريد تأسيس دولة للعرب تحت إمرة قُريش لا ينتقص فيها من مصالحهم وسلطتهم، النبوة كانت الطريق الوحيد لقبول العصبيات القبلية بزعامته فهو يتكلم بإسم السماء ولا ينطلق من عصبيّته القرشية، الأمر كان تكتيكا مرحليا لا غير: توحيد العرب بإسم السماء في البدء وعلى أرض الواقع تحت راية قريش لذلك قال بعد نجاح دعوته أن الأئمة محصورون في قريش وقد قال للملأ منذ البداية مُجَسِّدًا بكل وضوح حقيقة دعوته (أَمُعْطِيَّ أَنْتُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ تَمْلِكُونَ بِهَا الْعَرَبَ، وَتُدِينُ لَكُمْ بِهَا الْعَجَمُ؟ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَهُوَ مُسْتَهْزِئٌ: نَعَمْ، لِلَّهِ أَبُوكَ، لَكَلِمَةً نُعْطِيكَهَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالَهَا، فَقَالَ: قُولُوا: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، فَنَفِرُوا مِنْ كَلامِهِ)

رفض ثقيف لمحمد بعد يأسه من قريش، لم يترك له إلا البحث عن قبيلة أخرى بعيدة عن مكة تأويه وتناصر مشروعه لإخضاعها، فبدأ يعرض رسالته الحقيقية على القبائل القوية والمنيعة في أوقات الحج أي الغزو لإخضاع العرب والترغيب بالنساء والمال، ويقول في هذا الصدد (فتجعلون لله عليكم أن هو أبقاكم حتى تنزلوا منازلهم وتستنكحوا نسائهم وتستعبدوا أبنائهم): الدّعوة رفضتها كل القبائل إلا تلك التي إمتهنت الصعلكة وعلى رأسها غفار قرب مكة والأوس والخزرج في يثرب. وقد ذاع عن محمد أنه مفسد لا نبي ومصلح كما يدّعي المسلمون وقيل عنه (أترون أن رجلا يصلحنا وقد أفسد قومه ولفظوه)، الجميع رفضه ليس لشرك وكفر وأمور روحية بل لأن دعوته كانت لاأخلاقية عدوانية ومغامرة غير محمودة العواقب فهي دعوة حربية بالأساس (الدم الدم والهدم الهدم) على كل العرب وهذا ما جعل كل القبائل ترفضها وتقول له: (أجئتنا... لكي ننابذ العرب. إلحق بقومك فلا حاجة لنا بك) و(فقال له النعمان ابن شريك اللهم وإن ذلك لك يا أخا قريش)...

أُكلّمكِ عن الأوس والخزرج:

إدِّعاء المسلمين أن الأوس والخزرج أهل شرف وإيمان لذلك قبِلوا دعوة محمد تُفنِّدُه كتبهم التي كتبوها بأيديهم، فهؤلاء كانوا أهل صعلكة وغزو(أوس معناها ذئاب وهذا دليل على توحشهم وتعني أيضا الرجل الذي يلهو وهو دليل على الكسل وهجر العمل وقد قال محمد عنهم (إن الأنصار يعجبهم اللهو)، خزرج معناها أسود) وقالوا عن أنفسهم (فنحن والله أبناء الحرب وأهل الحلقة (أي السلاح) ورثناها كابرا عن كابر) ولم يكن للدِّين عندهم أي قيمة بل شاغلهم الوحيد كان إشباع شهواتهم بأسهل الطرق وأسهلها طبعًا هو الغزو. كانوا متوحِّشين وعديمي الأخلاق ويتقاتلون فيما بينهم لأتفه الأسباب: مثلا آل عمران102 (فلما هاجر النبي إلى المدينة أصلح بينهم، فلما كان بعد ذلك، تنابذ منهم رجلان، فجرى الحديث بينهما فغضبا، فقال الخزرجي: أما والله لو تأخر الإسلام عنا وقدوم رسول الله علينا لقتلنا سادتكم، واستعبدنا أبناءكم، ونكحنا نساءكم ، حتى كان بينهما دفع وضرب بالأيدي والسعف والنعال، فغضبا فناديا، فجاءت الأوس إلى الأوس، والخزرج إلى الخزرج بالسلاح، وأسرع بعضهم إلى بعض بالرماح، فبلغ ذلك النبي، فركب حمارا وأتاهم، فلما أن عاينهم ناداهم: يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)

لم يكن هؤلاء أهل زراعة وتجارة فأمرهما كان بأيدي اليهود الذين سكنوا يثرب قبلهم بقرون، عداء القبيلتين لليهود ورغبتهما في القضاء عليهم ونهبهم قديم قبل الإسلام: دعوة محمد قُبِلت ليس من أجل دين وتوحيد كما يدّعي المسلمون بل من أجل غنائم اليهود والعرب وقريش، وفكرة توحيد القبيلتين تحت راية واحدة تأتي من ورائها الخيرات راقت للقبيلتين بعد اللقاء الأول مع محمد ثم العقبة الأولى(بيعة النساء) والثانية(بيعة الحرب) (...بل الدم الدم والهدم الهدم)

ما كان لمحمد أن يُقبل من الأنصار لولا جيش الصعاليك الذي كان تحت يديه وماكان للإسلام أن يوجد لولا الأنصار...

أُحدّثكِ عن محمد والصعاليك في مكة:

تذكَّري أنّ الصعلوك مُحترِفُ قتلٍ أي لا يهمه من يُسَخِّرُه ومن سَيَقْتُل، يقبل الغزو والقتل كعضروط أي مقابل إشباع بطنه فقط فما بالكِ إذا وجد المال والسبايا وبلدانًا بأكملها!

لا تنسَيْ أيضا أن الصعاليك كانوا منتشرين في مكة وفيهم من كان نازلا على العائلة (الشريفة)، إذًا لم يكن أمرهم غريبًا على محمد بل فيهم من إتّبعه منذ بداية دعوته، حيث يقول الرازي في تفسيره للأحقاف أن قريشا طعنت في القرآن قائلة (لو كان خيرا ما سبقنا إليه هؤلاء الصعاليك) وهناك قول لأبي طالب يقول فيه مادِحًا مُحمدا (يلوذ به الصعاليك من آل هاشم) ويُنسَبُ إليه أيضا (كأني أنظر إلى صعاليك العرب قد أجابوا دعوته وصدقوا كلمته وعظموا أمره فخاض بهم غمرات الموت) و (إن يك محمد كاذباً يكفيكموه صعاليك العرب)

محمد كان مُحاطًا بهؤلاء اللصوص المجرمين الشيء الذي جعل قريشا تُوَبِّخه وتهزأ به وتحتقره.

أبوذرالغفاري: قال عن نفسه (لقد رأيتني ربع الإسلام لم يسلم قبلي إلا النبي ص وأبو بكر وبلال) وهذا يؤكد العلاقة الوثيقة بين محمد والصعاليك منذ بداية دعوته، أبو ذر هذا من قبيلة غفار التي يقول هو عنها (وذاك أني كنت من قبيلة يسرقون الحاج بمحاجن لهم) وقال عنها الأقرع بن حابس [المؤلّف قلبه بمئة ناقة يوم حنين!] لمحمد (إنما بايعك سراق الحجيج، من أَسْلَمُ وغِفَارُ ومزينة و جهينة)، وبعد إسلامه واصل أبو ذر صعلكته بإذن إلهي هذه المرة فلم يعد يُسَمّى صعلوكا بل مسلما (ثم قال أبو ذر يا رسول الله إني منصرف الى أهلي وناظر متى يؤمر بالقتال فألحق بك ... فانصرف فكان يكون بأسفل ثنية غزال فكان يعترض لعيرات قريش فيقتطعها فيقول لا أرد إليكم منها شيئا حتى تشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن فعلوا رد عليهم ما أخذ منهم وإن أبوا لم يرد عليهم شيئا فكان على ذلك حتى هاجر رسول الله ومضى بدر وأحد ثم قدم فأقام بالمدينة مع النبي)

لاحظي أنّ إلتحاق أبي ذر بمحمد كان بعد أحد: بعد أن رأى نجاح خطة محمد في إيجاد قبيلة قوية تستقبله وتحميه ويحارب بها، فالأمر لم يكن آلهة وأديان بل حرب عصابات كانت مهمة غفار فيها قطع طريق التجارة على قريش.

القبائل الأخرى التي بايعت محمدا كانت كلها قبال صعلوكية تحتقرها العرب فتقول مثلا عن مُزَيْنَة (وهل مزينة إلامن قَبَـيِّلة....لايُرْتَجَى كرم فيها ولا دين)

محمد يحتوي الصعاليك تحت زعامته: يقول إبن سعد (كتب رسول الله لجُمَّاع كانوا في جبل تهامة قد غصبوا المارة من كنانة ومزينة والحكم والقارة ومن اتبعهم من العبيد فلما ظهر رسول الله وَفَدَ منهم وفْدُ على النبي، فكتب لهم رسول الله: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لعباد الله العتقاء انهم إن آمنوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فعبدهم حرومولاهم محمد ومن كان منهم من قبيلة لم يرد إليها وما كان فيهم من دم أصابوه أو مال أخذوه فهو لهم وما كان لهم من ديْن في الناس رد إليهم ولا ظلم عليهم ولا عدوان وان لهم على ذلك ذمة الله وذمة محمد والسلام عليكم)

هذه الأمثلة تؤكد أن محمدا قبل نزوحه ليثرب إمتلك قوة صعلوكية ضاربة جعلت القوة الصعلوكية اليثربية (الأنصار) تقبل التعاقد معه على حرب العرب قاطبة أو ما يُسمِيه أهل هذا الدين (أسلموا وإمتلأت قلوبهم بالإيمان)...

أحدّثكِ عن محمد والصعاليك في يثرب:

يقول خليل عبد الكريم بأسلوبه الفريد في النص المؤسس 2 (...أن إختيار موقع (الصفّة) لم يجيء خبط عشواء وأن وجودهم في المسجد الشريف وبجوار حجرات (الطيب) ليس مصادفة بل أمر مدروس وخطة رسمت بليل وأن (أهل الصفة) ليسوا كما تصفهم الكتب التراثية مجموعة من المحاويج والمساكين والمعوزين بل هم في حقيقة الأمر بمثابة (الحرس الملكي) أو (الحرس الجمهوري) ل (سيد الخلق) فهم بمثابة الدرع الواقية التي تتلقى الطعنات لو فكراليهود أو المنافقون أن يهاجموه...وهم في نفس الوقت الكتيبة الأولى التي يمكن صفّها على عجل عند سماع أول هيعة).

هؤلاء، (أهل الصفة)، كانوا مُمَيّزين جدا عند محمد فقد قال فيهم (أعَجَبَكُم صدقَةُ ابنِ عَوف، لرَوعَةُ صعلوك من صعاليك المهاجرين يجر سَوطه في سبيل الله أفضل من صدقة ابْنِ عَوف) و(إني أعجبني أني رأيت صعاليك المجاهدين في سبيل الله، أنه ليمر أحدهم بحجة الجنة فيرمى إليهم بسيفه، ويقول دونكم لم أُعْط ما أحاسب عليه ثم يدخل الجنة) و(أَوَّلُ الناس على حوضي وُرُوداً صَعَالِيكُ الْمُهَاجِرِين َقال قَائِلٌ: وَمَنْ هُمْ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال: الشَّعِثَةُ رؤوسهم الشَّحِبَةُ وُجُوهُهُمْ الدَّنِسَةُ ثِيَابُهُمْ)

الصعاليك لم يكونوا فقط من غفار ومزينة وجهينة بل توافدوا من كل الأماكن بعد نزوح محمد ليثرب وكانوا رأس الحربة في جيش محمد الذي وصل إلى 10 آلاف يوم إحتلال مكة، هؤلاء كانوا أشرس من الأنصار وأكثر جلدًا لذلك (يروى عن النبي أنه كان يستفتح بصعاليك المهاجرين) يعني يستفتح بهم القتال ويستنصر بهم.

ومع إفتخار محمد بهؤلاء المجرمين نجد العكس عند عروة بن مسعود الذي قال لمحمد في الحديبية (إني لا أرى معك إلا أوباشاً من الناس، لا أعرف وجوههم ولا أنسابهم)، وقال للمغيرة بن شعبة (فقال[عروة] أي غُدَرُ. ألستُ أَسعى في غَدْرَتِكَ. وكان المغيرة صَحِب قوما في الجاهلية، فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم)

ويقول إبن سعد (فخرج أبو جندل [صُعلوك أرجعه محمد إلى أبيه سهيل بن عمر يوم الحديبية] إلى أبي بصير بالعيص فلم يزل معه حتى مات أبو بصير فقدم أبو جندل ومن كان معه من المسلمين المدينة على رسول الله، فلم يزل يغزو معه) وأبو بصير هذا قال عنه البخاري (لَحِقَ أبو جَنْدَلِ بن سُهَيْلٍ بِأَبِي بَصِيرٍ فَجَعَلَ لَا يَخْرُجُ من قُرَيْشٍ رَجُلٌ إلا لَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ حتى اجْتَمَعَتْ منهم عِصَابَةٌ فَوَاللَّهِ ما يَسْمَعُونَ بِعِيرٍ خَرَجَتْ لِقُرَيْشٍ إلى الشام إلا اعْتَرَضُوا لها فَقَتَلُوهُمْ وَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ)

الصعاليك رافقوا قصة جدّي محمد من ألفها إلى يائها وكانوا سببا في عديد التشريعات كالمآخاة والميراث والزكاة وكثير من الأمور الأخرى التي منها ما أذل المرأة، أمرهم لم ينتهي إلى اليوم لأنهم لا يزالون يتحكمون في حياتنا بتشريعاتهم الهمجية وفكرهم الإجرامي.

سكَتَتْ برهةً، تنَهَّدتْ وقالتْ: سأُقارِنُ الآن بين أجدادي...جدّي محمد وجدّي عُروة فتأمّلي جيِّدًا...

عروة:
------
(وما طالب الحاجات من كل جهة ... من الناس إلا من أجدَّ وشَّمرا
فسر في بلاد الله والتمس الغنى ... تعش ذا يسار أو تموت فتُعذرا): الجد والتشمير والسير في البلاد وإلتماس الغنى يقصد به الغزو والصعلكة

(خاطر بنفسك كي تصيب غنيمة ... إن القعود مع العيال قبيح)

(أليس ورائي أن أَدِبَّ على العصا ... فيأمن أعدائي ويسأمني أهلي
رهينة قعر البيت كل عشية ... يطيف بي الولدان أهوج كالرأل): يقول جواد علي هنا نقلا عن الجاحظ (يعني: أليس ورائي إن سالمت الناس، وتركت مخاطر التصعلك، أن يلحقني الكبر فأهون ويضجر مني أهلى. فهو يعتذر بذلك عن التصعلك واتخاذه الصعلكة حرفة له)

وفي خبرٍ آخر عنه (وخرج بهم [عصابته الصعلوكية] غازيا يلتمس الرزق. وهو يقول لهم: إن أصبنا رغبة فذلك الذي نريد، وإن رجعنا خائبين، كنا معذورين. قد أدينا ما علينا، ولن نقعد عن الطلب)

جدّي عروة كان نبيًّا تُوحي له الأرض، نبيًّا للصعلكة، حرفته الغزو، لا يزرع لا يُتاجر، لا يَعٍدُ أتباعه إلا بمغانم دنيويّة

محمد:
------
(جُعل رزقي تحت ظل رمحي)

(إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ [أي للحرث]، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ) (والحديث يدل على الزجر الشديد والنهي الأكيد عن فعل هذه المذكورات في الحديث، لأن النبي ص جعل ذلك بمنزلة الردة، والخروج عن الإسلام، فقال: (حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ)) (وهذا كقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ) أي: تكاسلتم وملتم إلى الأرض والسكون فيها. (أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الْآخِرَةِ) أي: إن فعلتم ذلك ، فحالكم حال من رضي بالدنيا وقدمها على الآخرة، وسعى لها، ولم يبال في الآخرة. (فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ)التوبة 38)

( تَضَمَّنَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَإِيمَانًا بِي وَتَصْدِيقًا بِرُسُلِي، فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ أَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ نَائِلًا، مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ...) وهو موافق لقوله (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ...فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ/التوبة111)

جدّي محمد كان نبيًّا تُوحي له السماء، نبيًّا للإسلام، حرفته الغزو، لا يزرع لا يُتاجر، يَعٍدُ أتباعه بمغانم دنيويّة وأخروية.

فهل فهمتي الآن ما معنى إسلام؟ ولماذا ينتصِرُ الرّاعي على المزارع فيه وفي غيره من الأديان؟

قلتُ: نعم وأخطر ما في الصعلكة أنّها هويّة...

قالتْ:

الصعاليك من قبائل مختلفة ولا ينتسبون إلى نسب واحد، ونسبهم الوحيد الذي يربط بينهم هو الصعلكة، فلا تجمعهم عصبية القبيلة، ولا نخوة العشيرة، ومع ذلك فبينهم رابطة قوية ووحدة جمعت بينهم. ونجد في شعر شعرائهم إشادة بأخوة -الصنف- و-الحرفة- تحل محل أخوة العشيرة والقبيلة، إذا مات أحدهم وقتل حزنواعليه، وإن مرض عالجوه، وإن جاع قدموا له ما عندهم من طعام. (عن جواد علي بتصرف)

لذلك لا يعترف الإسلام بالوطنية والقومية ويعتبرها نزعات جاهلية، لكن يعترِفُ فقط بالأخوة الإسلامية؟ تذكّري قول مرشد الإخوان (طز في مصر) وهو إسلاميا قول صحيح: (طز) في القبيلة أي مصر والأخوة فقط للهوية، للحرفة، للصعلكة، للإخوان، للإسلام... كافر من نادى بالولاء للوطن قبل الإسلام ومرتدّ! تذكري الحديث (الشريف) (من تعزّى بعزاء الجاهلية ف... !!)

أنظري إلى داعش أليست عصابة صعاليك / عصابة مسلمين (حقيقيين)؟

عن عقيدة الولاء والبراء: القرآن واضح وضوح الشمس في هذا الصدد ولا حاجة لذكر نصوصه كالمجادلة 22 وغيرها لكن تذكَّري نتائجها يوم بدر: أبوعبيدة بن الجراح قتل أباه، نفس الشيء لأبي حذيفة بن عُتبة، عمر بن الخطاب قتل خاله، مصعب بن عمير قتل أخاه...بالعودة للصعلكة نفهم: الولاء للصعلكة لا للقبيلة والأهل...الولاء لله ورسوله لا للوطن وللعشيرة...

تجميع أغراب في عصابة والإعتداء على أهله وعشيرته فلسفة صعلوكية صرفة وليست بروليتاريًّا ثار ضدّ بورجوازية مكّة، وكذلك السماح بالزنا مع نساء قبيلته يوم إحتلاله مكة وحصد أهله القرشيين حصدًا دون شفقة...

الأخطر من هذا كله هو إدِّعاء الصعاليك أن لهم الحق فيما يملك الآخرين تحت حجج غريبة مثل أنهم بخلاء أو لم يحصلوا على ماعندهم بطرق مشروعة أو إطعام فقراء الصعاليك أو ببساطة لأنهم (الصعاليك) فقراء كما يقول الصحابي الجليل أبو ذر(عجبتُ لمن لا يجد القوت في بيته....كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه): قارِنِي ما تقدّم مع منطق الجهاد الإسلامي وآية الجزية: تشريع (إلهي) أم فلسفة ذؤبان العرب؟

الصعلوك مهنته القتل وهو عنده كشربة ماء: القتل في الإسلام أسهل من شربة ماء، لنطبق الإسلام الحقيقي...سنُكَفِّر كل العالم ثم محمد والملائكة لنصل إلى الله وسنجد عشرات النصوص لذلك، والتكفير معناه القتل.

الوحشية في القتل والتنكيل بالجثث وقطع الرؤوس وفرحهم وإفتخارهم بذلك معروف عند الصعاليك فهذا الشنفرى يفتخر(فأَيَّمْتُ نِسْواناً وأَيْتمْتُ إِلْدَةً ... وعُدْتُ كما أَبْدَأْتُ واللَّيْلُ أَلْيَلُ) وعُرِف عنه قطع رِجْلِ من يَقْتُل ويَقْلَع عَيْنَه، وهذا محمد يقطع أرجل وأيدي العُرنيين ويسمل أعينهم بالمسامير المحماة وهاهو يستقبل الرؤوس ويكبِّر كرأس كعب إبن الأشرف بل ويقول (فوالذي نفسي بيده لهو أحب إليَّ من حُمُر النعم) عندما أتاه إبن مسعود برأس أبي الحكم يوم بدر وهاهو يشق أم قرفة إلى نصفين وهاهو ينكل بكنانة لإستخراج كنزه وهاهو يقطع رؤوس القُرضِيِّين...فما الفرق؟! تشريع (إلهي) أم فلسفة ذؤبان العرب؟

سهم الصفي والخمس أصلها من زعماء الصعاليك الذين كانوا يأخذون الربع والخمس، تشريع الخمس في سورة الأنفال جاء بعد إقتراح عبد الله بن جحش إبن عمة محمد الذي خمَّس الغنيمة بكل تلقائيّة وهو دليل آخر على تفشي الصعلكة في العائلة (الشريفة).

يقول جواد علي متكلما عن تأبط شرًّا (وهو إن قابل قافلة، فلم يتمكّن منها، يكون قد رضي من فعله بما ألقاه من رعب وذعر في قلوب أصحابها، ويكون قد اشتفى بذلك منها. فهو رجلٍ منتقم، يريد أن يفرج عما ولد في قلبه من غلّ، بأية طريقة كانت)

يقول محمد ( تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) و(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ) و(نُصِرْتُ بالرُّعْب مَسِيرَةَ شَهرٍ) وفي كثير من غزوات محمد التي يُقَال عنها (عاد ولم يلقى كيدًا) كان يرضى بإرعاب القبائل وإرهابها كي يضمن إمّا حيادها أو طاعتها ومبايعتها له.

هل علِمتِي الآن أنّ الصعاليك هم الأساس الأول الذي بُني عليه الإسلام قبل الأوس والخزرج ولماذا تُمجِّدُ الثقافة المفروضة في بلداننا الصعاليك؟ وكيف دُمِّرت سوريا وليبيا والعراق بأيادي أبنائها ال...مسلمين؟

قلتُ: ذكّرتني بوطني...وطن عاقّ...هجَر الجبال ورحَل إلى صحاري...بعيدة! تركني...وحيدة! أتساءلُ كلّ لحظةٍ كيف بدونهِ ستكون الحياة...سعيدة! لم يقتلني قبل رحيله ويجعلني لحبِّهِ أموتُ...شهيدة! أبكيهِ دائمًا وأقول: لا تأبه لبكائي، البكاؤون هم الناجون، كذا قال الله وأنا...بكيتْ! قتلتني ألف قتلة، لعنات قلبي عليك من عاقٍّ في دَمِي...آويتْ!

هي: سامحيني...كانت لعنة من لعناتِ التاريخ الكثيرة علينا...لا أعلم لماذا قلتُ ما قلتُ! قلتِ عندكِ أغنية لي، هيّا غنّيها...هيّا لننسى اللعنات...

أنا: هل تسمح عظمة سيدتي ماري أنطوانيت لخادمتها المُطيعة سيدوني أن تقرأ لها قصة (كفريّة) لطيفة قبل ذلك؟

هي: تبتسم...أعوذ بالله! خالفوا النساء فإن في خلافهن البركة...قولي يا (سفيهة) فلا أراكِ ذلك الغراب الأعصم من بين مئة غراب...

أنا: تَمنّيتُ لو أن الله موجود فتحققت أمنيتي، متّ وقُمت بحثتُ عنه فوجدته نائمًا فأيقظته، نظر لي غاضبا وقال: لا تدّعي عليّ أني خلقتك! أنا لم أخلق أحدًا! لم أخلق شيئا! ما خطبكم يا بشر! منذ آلاف السنين أريد أن أنام وكل لحظة يوقظني أحدكم! أغربي عني!

كنتُ أنوي محاسبته فأشفقت عليه، المسكين لم يطلب شيئا...إلّا أن ينام!

قلتُ لنفسي إبحثي عن موسى...وجدتُه يرعى الغنم...تنبعث منه روائح نَتِنة، فلم أستطع الإقتراب منه...

ذهبت ليسوع فوجدته ذليلا باكيا، سألته...فقال طردني الله! تصوّري أنكر إبنه وطرده...فقط لينام! قلتُ له قد طردني أيضا فزاد بكاءه...المسكين، وقال أنت لستِ إبنته أنا إبنه! ضحكتُ وتركتُهُ...

قلتُ أبحثُ عن محمد...بحثت ورأيته من بعيد ومعه شيء مُخيف فخِفتُ...قال إقتربي، قلتُ لستُ مؤمنة... فضحك وقال: إيه ياحسرة على أيام زمان، لم يبقى لي الآن إلا هذا الشيء...قلتُ إنه ليس كمثله شيء! ماهذا؟ فقال: منذ قرون وأنا أجمع القمل فصنعت منه هذا الشيء ليجالسني ويكلمني فلا أحد هنا...

هي: على كل حال...هؤلاء خلقهم للجنة وهؤلاء للنار ولا يُبالي...وإني أُريتكن أكثر أهل النار...فلا تُبالي عزيزتي...الآن أغنيتي هيّا...

أنا: شقيّة أنا سبحاني لي في شقائي شؤون و..جنون! تجاوز أمّةَ في شغل...فاكهون!

إذا وجدتُ يومًا عقار الخلود لن أتناوله أنا...سيكون لها لتخلد...بِدُوني!

سأُوصي إذا مِتُّ أن...حرَّقوني! واجعلوني لأميرتي كحلا ...للعيونِ!

هي: إتّفقنا ألّا تموتي قبلي...سنموتُ معًا...سنفنى معًا...سنخلدُ معًا...

أنا: هاتفكِ سيّدتي...أحدهم يتّصل...

هي: ألو...عزيزي...جبريل ينتظر...20:32...حاضر حاضر...

أنا: مرّ الوقت بسرعة...تأخّرنا...هيّا لنلبس...هل أحضر جبريل البراق؟ ...

*** نهاية المشهد الثاني...

يتبع...

المشهد الثالث: هو...(ليس كمثله شيء)، (كافر) ومؤذِّن...
المشهد الرابع: هيلين...سريانيّة (كافرة)، (توأم روح) ومُؤذِّنة...



#يفرن_الحسيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يفرن الحسيمي - شيزوفرينيّات أمازيغيّة - عربيّة...لقد صدق الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة (1)