أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسنين السراج - فلسطين تحتاج هذا المجاهد البشتوني















المزيد.....

فلسطين تحتاج هذا المجاهد البشتوني


حسنين السراج

الحوار المتمدن-العدد: 5612 - 2017 / 8 / 17 - 15:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من كتاب جرائم ارتكبتها حين كنت حارسا لدين الله

كثيرا ما نسمع مفردة (اللوبي الصهيوني) يا اخي ما الذي يمنعك من ان تستعير الدهاء الاسرائيلي وتبني لنفسك (لوبي اسلامي او عربي) في امريكا وتساهم في تحريك السياسة الامريكية؟؟؟ ان مؤهلات العرب لتحريك السياسة العالمية اكثر من مؤهلات اسرائيل!!! مجرد امتلاكك للنفط يكفي ان يكون لك كلمة . لكن اسرائيل تملك شيء اخر لا يملكه العرب...انها العقلية...الدهاء... التصرف بذكاء. لا معنى لامتلاكك نقاط قوة اذا لم تكن تحسن استخدامها.

العالم لا يحترم من يملك النفط ويجعل من نفسه اضحوكة من خلال التورط بصفقات سلاح لا يحتاجه اصلا . العالم يحترم القوي الذي يحول ثرواته التي يحتاجها الاخر الى نقاط قوة . يقولون (اسرائيل الطفل المدلل لامريكا) ثم ماذا؟؟؟ هذا واقع اسرائيل الذي خلقته لنفسها . من الصعب ان يستوعب العرب والمسلمين ان مواجهة اسرائيل هي بمزاحمتها على مكانتها في العالم وليس بمعاداة جميع الدول العظمى التي تمكنت من كسبها .

كثيرا ما يتم توجيه اصابع الاتهام للمتطرفين في انهم عملاء اسرائيل وامريكا مع انهم يعتمدون في تطبيقاتهم على تراث اسلامي!!! الحديث المستمر في ان هؤلاء عملاء اسرائيل لا قيمة له ولا معنى حتى لو كان صحيح ومثبت بالدليل القاطع . لانه لون من الوان التشكي والتباكي والعجز عن تشخيص العلة الفعلية . التراث الذي يعتمد عليه هؤلاء موجود في كتب اسلامية مدونة قبل قيام دولة اسرائيل بقرون طويلة . تنقية التراث وتصفيته من الدموية والعنف هو خطوة مهمة لها الف معنى . لولا هذا التراث لما كان هناك تأصيل لذلك المنهج على ارض الواقع . في غفلة من الزمن القيت اجساد فلسطينيين ينتمون لحركة فتح من السطوح تنكيلا بهم . لكن ليست اسرائيل من فعلت ذلك بل حماس .

الحلاج والسهروردي لم تعدمهم اسرائيل بل حرض عليهم الفقهاء . فرج فودة ومرتضى مطهري لم تقتلهم الموساد بل راحوا ضحية افكارهم التنويرية . من حرضت على قتل علي بن ابي طالب لم يكن اسمها تسيبي ليفني . وليس الجيش الاسرائيلي من ضرب الكعبة بالمنجنيق . وليس الموساد من قتل الحسين واهل بيته . واقعة الحرة لم يقم بها شارون . الصراع الصفوي العثماني الذي اتخذ من العراق مسرحا له لم يكن بتخطيط يهودي . الخازوق اداة تعذيب اشتهر بها العثمانين للسيطرة على المجتمع يدخل من ترقوتهم ويخرج من دبرهم ولا زال الكثير من المسلمين الى اليوم يمجدون تلك الدولة (العلية) ولم نسمع ان اسرائيل استخدمت هكذا اداة على مواطنيها كما فعل العثمانيون على مواطنيهم . اسماعيل الصفوي هو الذي اتخذ من سب الخلفاء الثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان أمتحان لعامة الناس لمعرفة مدى انصياعهم لأوامره في ترك المذهب السني وأعتناق المذهب الشيعي وليس بن غوريون. الوزير الذي انتقم من احد الاشخاص بعد ان استوزر من خلال دق مسمار طويل في اذانه لانه قال له يوما قبل ان يصبح وزير (كلامك لا يدخل اذني) هو وزير فاطمي وليس صهيوني. موسى بن جعفر لم يكن مسجون في تل ابيب بل في سجون هارون . ليست اسرائيل من نفت ابو ذر الغفاري . ليست اسرائيل من تركت عثمان بن عفان ثلاث ايام ملقى في مكان غير لائق دون دفن . قرون من الدماء وصفحات طويلة من التراث الذي يحرض على العنف .

اسرائيل ليست ملاك فقد قامت بمجازر يندى لها الجبين لكن لم ولن تقوم بأضطهاد مواطنيها وهذا هو الفارق الجوهري بيننا وبينهم .

كثيرا ما نسمع تلك الجملة حين يسمع احدهم حديث يحرض على العنف ( هذه اسرائيليات دسها اليهود في التراث لتشويه الاسلام) ماذا تنتظرون لتنقيتها؟؟؟ لماذا لا تزال في الكتب؟؟؟ اما الدفاع المهزوم مقدما هو محاولة التنقيب في تراث الاخر عن عورات تشبه عوراتنا ليبدو الاخر مثلنا . نحن امام خياران اما ان نعترف بواقعنا المخزي ونحاول اصلاحه . او نبقى نبكي ونتشكى كالاطفال الذين اعتادوا ان يكونوا (مكفخة) في يد المتنمرين .

نسخة فلسطينية من خان عبد الغفار خان كفيلة باحراج اسرائيل امام العالم

هذا القائد البشتوني المسلم الذي ولد في هاشتناغار في وتمانزاي في بيشاور ( مقاطعه في الحدود الشمالية الغربية للهند) عام 1890 وتوفي في بيشاور بلوشستان في باكستان 1988. خان عبد الغفار خان هو النسخة الاسلامية من غاندي . تأثر به وتعاون معه . تخيل ان رجلا بشتوني ينتمي لتلك القبائل التي لا تعرف شيء غير القتال والثأر يؤسس (جيش خدام الرب) لمواجهة الاحتلال البريطاني . وما هو هذا الجيش؟؟؟ جيش سلاحه الصبر على الأذى يستلهم من حياة الرسول محمد قبل الهجرة نموذجا لمواجهة المحتل البريطاني ويعتبرها هي القاعدة والجهاد المسلح هو الاستثناء . كل واحد من افراد هذا الجيش تحول الى محمد في الطائف .

قال خان : ليس هناك ما يدعو للدهشة في مشاركة مسلم ، أو أحد البشتون مثلي، في العمل على مبدأ اللاعنف. فهو ليس بالمبدأ الجديد. لقد اتبعه النبي قبل أربعة عشر قرنًا طيلة مدة وجوده في مكة... لكننا بقينا إلى الآن ننسى هذا إلى درجة أنه عندما وضعه غاندي أمامنا ظننا أنه يحتضن مبدأ جديد. (انتهى) (1)

قال بلغة الواثق من نفسه وبنبرة المنتصر : سأقدم لكم سلاحًا فريدًا لا تقدر الشرطة ولا الجيش علي الوقوف ضده . إنه سلاح النبي ، لكن لا علم لكم به . هذا السلاح هو الصبر والاستقامة . ولا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع الوقوف ضده (انتهى) .(2)
صحيح ان خان تأثر بغاندي وقام بنسخ نموذجه اسلاميا لكن نجاحه المنقطع النظير في تأسيس هذا الجيش الذي اذهل البريطانيون قبل غيرهم جعل غاندي يقول : (اللاعنف ليس للجبناء ، إنه للشجعان الجسورين . والبشتون أكثر شجاعة من الهندوس ، وهذا هو سبب تمكنهم من اللالتزام بمنهج اللاعنف) (انتهى) (3) هذا القول يوضح مدى اعجاب غاندي بتجربة خان و تقديره لها .

مع ان الدفاع عن النفس حق طبيعي لكن ما يحتاجه الفلسطينون لاحراج اسرائيل هو جيش نظامي حركي سلاحه اللاعنف . خان فلسطيني هو ما تحتاجه فلسطين فعلا . نموذج يؤسس جيش منظم له وجود على ارض الواقع لكن سلاحه اللاعنف . خان ليس مغفل والحديث عن لاجدوى هذا الاسلوب هو حديث نظري في حين ان تجربة خان تجربة عملية لها وجود على ارض الواقع . تحول العالم الى قرية صغيرة يزيد من اسهم نجاح هكذا تجربة .

ما هو نتاج الكفاح المسلح على فلسطين؟؟؟ ما يزعج اسرائيل فعلا هو العقلانية وظهور نموذج حركي سلمي يتماهى مع خان . النموذج المسلح قد يزعجها ايضا لكن بامكانها ان تستثمر افعاله في صالحها ولا يساهم الا في تعقيد الوضع على الفلسطينيين قبل الاسرائيليين. الجيش النظامي السلمي الذي يتسلح باللاعنف كفيل بأحراج اسرائيل امام العالم وتقريب فلسطين خطوة بل خطوات من تاسيس الدولة .

قد يقول قائل (ما الذي تتحدث عنه الموضوع ليس بهذه البساطة؟؟) بل الموضوع فعلا بهذه البساطة لكن لاننا منغمسين في نمط تفكير معين منذ قرون طويلة لا نستطيع تخيل ان الموضوع بسيط لهذه الدرجة .

انتفاضة السكاكين ماذا قدمت للشعب الفلسطيني؟؟؟ هل حررت فلسطين؟؟؟تخيل لو ان الفلسطينيين يستخدمون ما هو متاح وممكن ومجدي وهو (ثورة اللاعنف) في ظل تحول العالم الى قرية صغيرة ماذا ستكون النتائج؟؟؟ اتوقع انقلاب الرأي العام العالمي لصالحهم وتقربهم من حلم الدولة المنشودة خطوة اخرى على عكس ثورة السكاكين التي لا تجدي شيء ولا تنتج الا العنف .

يكذبون حين يصورون اسرائيل على انها اسطورة
تصوير اسرائيل من قبل البعض على انها داهية زمانها التي تستطيع ان تفعل اي شيء تبتغيه هو مبالغة تفوق قدرة الكائن الحي . اكثر من حولوا اسرائيل الى اسطورة معاديها فهم يربطون اي حدث سيء مهما كان بسيط حتى لو كان اصابة احدهم بالاسهال بها . وهذه اسطرة لاسرائيل تفوق قدرتها الحقيقية . لا يوجد من لا يمكن التغلب عليه لو استخدم الانسان عقله . ولا يوجد من يتمكن من تحقيق كل ما يريد .

الاسرائيليون عندهم عقول والفلسطينيون عندهم عقول . الفارق هو في استثمار العقل واستغلال الفرص والواقعية في التعامل وفق الامكانية المتاحة . للفلسطينين (بل لكل انسان) الحق في الدفاع عن انفسهم لو تعرض لعدوان . لكن على الفلسطينيين ان يعيدوا حساباتهم وفق معيار المضرة والمنفعة . من المتضرر اكثر من الكفاح المسلح هل هي فلسطين ام اسرائيل؟؟؟ الجواب عند الفلسطينيون طبعا .

كان خان يحلم في توحيد البشتون في باكستان وافغانستان في وطن واحد .(4) وهذا حلم مشروع . لكن المؤسف ليس عدم تحقق هذا الحلم فقط بل ذهاب كل جهود خان سدى حين ساد معاتيه السلاح واخرهم المعتوه الملا محمد عمر .

تحرير العقل الفلسطيني من ثقافة العنف هو ما سيؤدي الى تحرير الارض .. اذا كان انتهاك المقدسات امر يؤدي الى الثورة فأكثر ما تم انتهاكه من قبل زعماء مؤدلجين هو عقل الانسان الفلسطيني .. ظهور شخصية فلسطينية حركية لها كاريزما الزعيم وتستخدم ثقافة اللاعنف بذكاء هو ما سيقرب الفلسطينيين من الحصول على حقوقهم وليس ثورة السكاكين البائسة .

المصادر
1- عبد الغفار خان وجيش اللاعنف الاول- ادراكات للعلوم والمعارف والخبرات والدراسات الانسانية – نورس مجيد
2- المصدر السابق
3- المصدر السابق
4- المصدر السابق



#حسنين_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلميذ ابن رشد في السجن .. نداء الى الحكومة المصرية
- الانقلاب بين ضياء الشكرجي وعبد الله القصيمي
- رجال الدين خط احمر .. لا تتجاوزوا عليهم
- الدجل اللاديني
- نظرية التطور ونظرية التصميم الذكي واثرهما على الواقع
- انا كافر .. احرقني ايها الاله
- الرب الاقطاعي .. رب عدنان ابراهيم نموذجا
- احذر المؤمنين من قراءة هذا المقال
- ابناء الزنا لا يدخلون الجنة لانهم رسبوا في امتحان الله
- لماذا خلق الله طعام الانسان يعاني ويتألم ؟
- التبشيريون والنظر بعين واحدة . بقلم مسلم كيوت
- عنفوان الكلمة .. يقتل الموت
- كتاب فلاسفة الاغريق واثرهم على الفلسفة والفكر الديني
- كتاب صولجان الالحاد وسيف الايمان
- المثلية الجنسية .. الجنس الثالث .. الايمو
- من يعذب الحيوانات في صغره قد يقتل الانسان في كبره
- بعد ان تفحم سبعة من اقاربي لم يعد للكتابة معنى
- يهود العراق بين الفرهود العراقي ومبيد الحشرات الاسرائيلي
- لماذا لا ينام الملحدين مع محارمهم؟؟؟
- النسخة الورقية من كتاب جرائم ارتكبتها ... حين كنت حارسا لدين ...


المزيد.....




- مرشح جمهوري يهودي: على رشيدة طليب وإلهان عمر التفكير بمغادر ...
- الولائي يهنئ بانتصار لبنان والمقاومة الاسلامية على العدو الا ...
- شيخ الأزهر يوجه رسالة حول الدراما الغربية و-الغزو الفكري-
- هل انتهى دور المؤسسات الدينية الرسمية؟
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ال ...
- الكشف عن خفايا واقعة مقتل الحاخام اليهودي في الإمارات
- الجهاد الاسلامي:الاتفاق أحبط مسعى ايجاد شرق اوسط حسب اوهام ا ...
- الجهاد الاسلامي:نؤكد على وحدة الدماء وصلابة الارادة التي تجم ...
- الجهاد الاسلامي:نثمن البطولات التي قدمتها المقاومة بلبنان اس ...
- الجهاد الاسلامي:اتفاق وقف اطلاق النار انجاز مهم يكسر مسار عن ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسنين السراج - فلسطين تحتاج هذا المجاهد البشتوني