حيدر ناشي آل دبس
الحوار المتمدن-العدد: 5612 - 2017 / 8 / 17 - 15:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في كل محفل او مجلس او حديث، يتم التطرق الى سياسيي العراق الفاسدين، الذين تحكموا بمصائر الشعب (المغلوب على امره)، حيث وصل الى الحضيض جراء سياسات هؤلاء المتسدنين على رقاب بناته وابناءه، إلا ان طرحنا هذا سيبدأ من نهاية ماانتهت اليه الاغلبية في استنتاجاتهم وطروحاتهم، وهذه النتيجة، "الشعب ضعيف لا يقوى على شيء والسياسي مدعوم من جهات داخلية وخارجية تشجعه على الفساد". نبتدأ حديثنا بالاسئلة التالية، السياسي الفاسد من أي بيئة مجتمعية جاء؟ هل جاء من بيئة اخرى غير العراقية؟ ياترى هذا السياسي المفعم بالفساد حد التخمة أي بيئة ساهمت في تكوينه الفكري والسياسي والاجتماعي والثقافي؟ بعد هذه الاسئلة نجد الاجوبة في السنة الناس تُجمع على ان البيئة العراقية هي التي ساهمت بتكوين هذا السياسي الفاسد، اذن فمن الطبيعي الاستنتاج ان هذه البيئة فاسدة. ولأجل التأكد مررنا في مخيلتنا وكذلك احتكاكنا على عدد من الوظائف والمهن التي يمتهنها المواطن العراقي، فوجدنا الجزار يكذب، والفكهاني يغش، والموظف يرتشي، وسائق التاكسي عديم الاخلاق، والرياضي يزوّر تولده، والخياط لايحترم مواعيده، وشيخ العشيرة يبيع ذمته، والمثقف يتعامل بنرجسية، وووو... الخ، (لا اعمم، إلا ان القلة لم يصابوا بهذه اللوثات)، اذن السياسي نتاج هذا المجتمع المريض، فلماذا نلومه اذا كان الفساد الاكبر في المجتمع؟ اذا كان مجتمعنا هو منتج لاسوء الخصال والسلوكيات فمن الطبيعي سينتج سياسيين فاسدين غير وطنيين، لانهم تربوا في تربة وبيئة تحفّز على الاتيان والقيام بكل ما هو سلبي ومزري من التصرفات، (ولأجل تسليط الضوء اكثر سنناقش في مقالات لاحقة اسباب فساد المجتمع). ان ماضينا فاسد وراهننا فاسد ومستقبلنا فاسد، ما دمنا متشبثين بأجترار اسطوانات شرختها عقليتنا التي تدعّي الغُلب. لذا على الانسان العراقي الرؤية التمحيصية الى ذاته وتشخيص طبيعة تعامله مع الاخرين، والاعتراف بما يعتري شخصيته من سلبيات، لانه اذا اراد ايجاد الحلول وتغيير واقعه عليه معرفة المشكلة والاقرار بها دون خجل او وجل، "ان نصف الحل في معرفة المشكلة" والحقيقة المرة اننا فاسدون منذ النشأة.
#حيدر_ناشي_آل_دبس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟