أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسام محمود فهمي - نحن كذابون .. لماذا؟














المزيد.....

نحن كذابون .. لماذا؟


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 5612 - 2017 / 8 / 17 - 04:03
المحور: المجتمع المدني
    


سأبدأ بتجربة تعرض لها صديق مُقرب ورواها لي وقد غلبه شعور جارف مرير بالخُزلان. اشترى صديقي شقة في مدينة نصر وسَدد كامل ثمنها وسَجلها في الشهر العقاري، ورغم كل ذلك لم يتمكن من سكناها، لماذا؟ صراع الجشع اشتعل بين مالك الأرض والمقاول، فلم تُستكمل العمارة!! بدأت رحلة البحث عن محامي، ولما كانت المهمة صعبة، اختار من وقعت عيناه على لافتته، أستاذ كبير في إحدى الجامعات المنتشرة مكانيًا في كل محافظات مصر، يشغل مناصبًا كبرى ووعظه الديني في الفضائيات؛ هذا هو الاختيار الأمثل. قابله في مكتبه وآعجبه حديثه ووقار سنه الذي تجاوز السبعين عامًا، فسلمه كل الأوراق المطلوبة وطبعًا ما طَلب من أتعاب. تعددت المقابلات وفِي كل مرة يأتي الأستاذ الدكتور المحامي الواعظ بكلام عما قام به، وما سيقوم به، ومع تكرار المقابلات تبين أنه ينسى ما قال في المقابلة السابقة، وأنه يأتي بكلام مختلف تماما، الكذاب نساي كما يقول المثل. مَر عامٌ كاملٌ، مَل صديقي من المقابلات والكلام الفشنك، وأيقن آنه تعرض لعملية نصب. لم يجد أمامه سوى الفضفضة المريرة والإحساس الجارف بالخزلان بعدما أُهدِر حقه بلا أي وازع. هذه الرواية للتمهيد والتأكيد على الموضوع، فقط، أما الشخص إياه فيها فكفاه منه لله.

هذه الواقعة هي بالضبط ما نحن فيه. وعود، ولا مؤاخذة، فشنك من مسؤؤلي الدولة على نغمة لا مساس لا مساس الشهيرة، لا يرى منها المواطن إلا منتهى المساس والدهس. إعلانات عن شقق ومنتجعات ومواعيد تسليم تُفضي إلى سرقة القرشين والتوهان في دهاليز القضاء. سياراتٌ وسلعٌ الكترونية وكهربائية مضروبة تملأ الأسواق، بلا ضمان حقيقي رغم إعلانات الجودة وتسهيلات السداد التي يسقط في كمائنها المواطن؛ لا لوم على المواطن فالإعلانات منشورة في كل الصحف على مرآى ومسمع أجهزة الدولة. هل يترك المواطن عمله ويعمل مخبرًا؟ إنها أزمة أخلاق لا ترى في الكذب سلوكًا كريهًا !!

الإنجازات والفتوحات في مجالات العلم مثل السيارة التي تعمل بالماء والغواصة الطائرة والفوز في مسابقات عالمية، كله أونطة في أونطة، ومع ذلك تجد أذانًا ومساحات إعلامية!! تصريحات بعض إدارات الكليات عن تفوق دورياتها العلمية وفبركة أرقامها وتأويل أخرى والتباهي متصورين أنهم في وسط أبله ولا يعلم !! مثل هؤلاء من الوارد جدًا أن تُسند إليهم مناصب على مستوى الجامعات والدولة، إزي الصحة؟! الكذب هو وسيلة للترقي أو البقاء في المنصب !!

أصبحت التعاملاتُ اليومية، الإدارية والشخصية والتجارية مغموسة في الكذب المقرون بأغلظ الإيمان عن الصراحة والامانة والشفافية وقال الله وقال الرسول!!

لماذا نحن كذابون بشدة وحتى النخاع؟! علماء الاجتماع عندهم الإجابة، ليتهم يُعلنونها صراحةً،،

مدونتي: http://www.albahary.blogspot.com
‏Twitter: @albahary



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرعوا مريم ...
- أخاديد 25 يناير
- تيران وصنافير .. الكياسة والفطنة والملاءمة
- ‏التجربة الفنزويلية ...
- ‏نظام الثانوية العامة المقترح .. إبن من؟
- هل سيكون زمن عربات الفول والمقاهي؟؟
- فيسبوك من غير سبب ..
- هَلس لا علمي ...
- ‏عقلك حصانك ...
- ‏هل الأهلي فريق الحكومة؟
- الأوسكار .. لو حصلت عندنا
- وزارة التعليم العالي .. المتاهات
- الكيف .. والحياة تحت مزاج البلطجة
- التعليمُ الخاصُ في جامعات الحكومة .. يفقع المرارة
- الوزيرُ يأتي ويذهبُ .. ولا يرحل!!
- ‏قوانين الجامعات .. من يضعها؟
- استطلاعاتُ الرأي .. سيكو سيكو
- إغراقُ الجنيه ...
- بالبركة؟؟
- ‏نقصُ الدواءِ .. من يُحاسب؟


المزيد.....




- الرئيس الفلسطيني يستقبل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعم ...
- الجزائر: الأمم المتحدة بالتعاون مع سفارة فلسطين تحيي اليوم ا ...
- منظمة التحرير الفلسطينية تحذر من قرار إسرائيل حظر عمل الأونر ...
- الصليب الأحمر: الوضع الإنساني في قطاع غزة غير مقبول
- هل سيتم اعتقال بنيامين نتنياهو إذا قدم إلى فرنسا؟
- السعودية.. الداخلية تصدر بيانين بشأن إعدام مصري وبنغلادشي وت ...
- المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية يطلب إصدار مذكرة ا ...
- نتنياهو وغالانت في قفص اتهام جرائم الحرب
- إسرائيل تقدم طلب استئناف إلى -الجنائية الدولية- وتطلب تأجيل ...
- خبير عسكري يعدد تحديات ومعوقات اتفاق وقف إطلاق النار بلبنان ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسام محمود فهمي - نحن كذابون .. لماذا؟