طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)
الحوار المتمدن-العدد: 5610 - 2017 / 8 / 15 - 21:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
آخ ، من الله اوضيمه..!!
عام 1969 خرج الشاعر والفنان التشكيلي المبدع ؛ ابراهيم زاير من ( قصر النهاية) بعد ان ( أسقط) سياسيا على يد (ابو حرب) ناظم كزار، وكما ( أسقط سياسيا) في دوائر الأمن الكثير ممن أصيبوا ب( داء الوطنية) آنذاك ، ومنهم ( الفقير لله) كاتب السطور ..!!
ولان ذلك الوباء ( الجيفاري) يظل يعمل كما يعمل العنكبوت المزروع تحت القحف ( كما وصفه غوركي في روايته الشهيرة، الأم !!) ، التحق ابراهيم زاير ب( الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ) مع جورج حبش في لبنان ..!
من هناك راح يكتب عمودا في مجلة ( الهدف) الناطقة باسم الجبهة الشعبية ..
كنّا نحرص آنذاك على قرائة عمود ابراهيم زاير الذي كان ( يسمط ) به ظهور الخونة من حكام الدول العربية بسوط لا يرحم ، ولم تتحرر تلك المؤخرات النتنة من ذلك السوط الى ان استشهد ابراهيم زاير العراقي ..
كان ابراهيم يذيل كل عمود يكتبه ، بحرقة قلب بعبارة دائمة هي
و.. اخ من الله اوضيمه ..!!!
سأل احدهم الشاعر ابراهيم عن سر تلك العبارة فأجابه ( بعد تردد) قائلا : عوفني الخاطر الله ...!!
قال ابراهيم :
كانت تجري كل عام في عاشوراء مراسيم اللطم والسباية في شارع الكفاح ..
و كالعادة ، كان الناس يجلسون على آرائك الخشب المسطرة على جانبي الشارع وهم يستقبلون ال( سباية) ويحيونها حين تمر في الشارع ... كان احد ( مختاري) المحلة قد دأب على رفض الحضور والتواجد ضمن المستقبلين لتلك الفعالية السنوية ..!!
في ليلة العاشر من محرم لأحد السنين ، أصر بعض الشباب المتحمسين على إقناع ، بل اجبار ذلك المختار على الحضور وأجلسوه على احدى تلك الأرائك وراحوا يراقبون رد فعله حين جائت سباية اللطم ..!!
اول ما لفت انتباه المختار هو ذلك الشاب الذي كان يتقدم السباية وهو يحمل العلم الأحمر .. دقق في وجهه من بعيد ( وهو مختار المحلة العتيد !!) .. آآآه : انه ( حمد) !!
( لا اتروحون بعيد أهل العماره من أصدقائي !! مو حمد وايرمن ..!!بل مثله !!)
قفز المختار متألما ثم جلس صابرا متصبرا !!
اجتازه حمد ثم جاء ( علية القوم من شرفاء المحلة ..! ) يتوسطهم رجل عريض المنكبين ، ضخم الجثة ، وهو يلطم صدره بأصبعيه
وَقَارا .. من هذا ، قال المختار مستغربا !! آآآه ... هذا ابن اكظيمه !! .. قفز من مكانه وراح موليا وهو يسحل بعبائته وكفه تسند عقاله الذي كاد ان يقع مِن هول المفاجأة والاحتجاج .. كان يردد :
اااخ من الله اوضيمه .. شايل البيرغ حمد ، واليلطم ابن اكضيمه ..
راح الشباب يحاولون إعادته وهو يشتم بهم ويقول معاتبا : مو كلتلكم عوفوني ما أجي ..!!
#طالب_الجليلي (هاشتاغ)
Talib_Al_Jalely#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟