الإتلاف المدني من أجل الجبل تجربة متميزة في عالم الترافع

محسن كفحالي

الحوار المتمدن-العدد: 5609 - 2017 / 8 / 14 - 22:31
المحور: المجتمع المدني
    

الائتلاف المدني من أجل الجبل يضم أكثر من 120 جمعية على المستوى الوطني تشتغل في الجبل ، تؤمن بأهمية الدينامة الترافعية التي تسعى إلى التأثير في السياسات العمومية الجهوية و الوطنية لصالح المناطق الجبلية ، كذلك تؤمن بأهمية الخط ألترافعي في الضغط على الصناع القرار لسن سياسات عمومية عادلة منصفة بخصوص فئات اجتماعية ، و سعيا منها لتشبيك مع جمعيات متدخلين لتبادل الخبرات تضافر الجهود لتحقيق حياة كريمة لساكنة المناطق الجبلية۬.
يطرح سؤالا مشروعا من طرف العديد من الفعاليات السياسية و المدنية ، لماذا الجبل ؟
سؤال في جوهره تصورا فكريا و سياسيا للمجتمع المدني بصفة عامة و العمل الجمعوي بصفة خاصة ، ينبني هذا التصور على أطروحة مفادها أن العمل الجمعوي في غياب بوصلة سياسية واضحة يخدم نهج التحالف الإمبريالي الصهيوني الدولي و الأنظمة الرجعية التابعة له ، و ذلك بتفتيت و تجزيء الحقوق و خلق جمعيات تحت الطلب تتهافت على الفتات ، مما يفرمل حركات التحرر الوطني على المستوى العالمي .
اختيار الجبل كمجال ليس رغبة ذاتية أو خدمة لمنطق تفتيت الحقوق الذي لا يخدم سوى التحالف الإمبريالي و الأنظمة الرجعية التابعة له ، و بعض جمعيات المجتمع المدني التي تعيش على الفتات و تساهم بوعي أو عن غير وعي في خدمة النظام ألمخزني ،اختيار الجبل كان نتاج شروط موضوعية واضحة ، تتمثل أساسا في أن ساكنة المناطق الجبلية تعاني تهميشا مزدوجا ، تهميش ممنهج من طرف الدولة لعقود، و تهميش ناتج عن قساوة الظروف الطبيعية ، مما جعل الساكنة تعاني من فقر و تهميش و إقصاء و كل أشكال البؤس حتى أصبح ساكنة المناطق الجبلية بالمغرب خارج التصنيف ، أو يطلق عليها ساكنة من الدرجة الثانية .
العيش في الجبل و مع ساكنته ، معانقة تراب الجبل و أشجاره ، تكشف حجم معاناة ساكنته و الهشاشة التي تعيشها ، في المقابل بقيت الدولة وفية لمنطقها ألإحساني الذي يعتمد على الشفقة و حملات التبرع و القوافل الإنسانية ،أمام هذا الوضع ولد الائتلاف المدني من أجل الجبل من رحم معاناة ساكنة المناطق الجبلية ، ليقول كفى من سياسة الأذان الصماء التي تتعامل بها الدولة ، نعم لسياسة عمومية تحفظ للمواطن كرامته نعم للتنمية حقيقية و عيش كريم.

#محسن_كفحالي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات