أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالص عزمي - حقا ... انها مستقلة















المزيد.....

حقا ... انها مستقلة


خالص عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 1457 - 2006 / 2 / 10 - 09:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لو رجعت الى معاجم اللغة العربية المعتبرة كلسان العرب لابن منظور او محيط المحيط للفيرزبادي او تهذيب الالفاظ لابن السكيت ؛ او الاحدث منها كالمنجد او المساعد ... الخ او حتى المدرسي كمختار الصحاح لوجدت ان معنى المفوضية لا يخرج عن المفهوم المبسط الآتي ( فوض اليه الأمر: صيره اليه وجعله الحاكم فيه ) وعلى هذا فالمفوضية تعني ؛ المخولة او الحاكمة بامرها ؛فما بالك اذاما اضيفت اليها المستقلةعندها يصبح المفهوم انها الخارجة عن السيطرة والاشراف اي ( لا مرجعية لها ) الا ذاتها ؛ وامر هذه التسمية مقصود وواضح ( ولم يدبر بليل) ؛ فهي سيدة مستقلة حينما يراد منها اظهار تطبيق القانون وهي مسودة في ذات الوقت حينما تتلقى الاوامر بالتحرك او التوقف او التقدم او التراجع ؛ اي انها تأمر حينما يراد لها ذلك وتؤمر حينما تجبر على ذلك ؛ ويتضح ذلك التناقض جليا في اعلانها نتائج الانتخابات قبل الاوان وقبل التثبت والتصديق ؛ ثم محاولة اختلاق الاعذار... ثم الصمت .. وهكذا يمر اكثر من خمسين يوما دونما الاعلان عن نتائج الانتخابات رسميا ؛... كل ذلك تحقيقا للقاعدة الوافدة والمعروفة بازدواجية المعايير .

هنا سوف لن أتحدث عن التحكم المتفرد وما ادى الى العبث برغبات الشعب العراقي من خلال الانتهاكات الكثر كالتزوير والتهريب والاستبدال والاسراف والتبذير تحت خيمة( الاستقلالية ) وانعدام الاشراف والرقابة الآنية ؛ اذ تناولت الاقلام والالسن ذلك تفصيلا في جميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ؛ وما مقالنا ( تزوير الارادة ) الذي نشر في اكثر من صحيفة وموقع ببعيد عن الذاكرة . لذا فسيقتصر الحديث اليوم على امر عجب في تاريخ الانتخابات المعاصرة ؛ الا هو مرور كل تلك المدة الطويلة على الانتخابات دون الاعلان عن النتيجة الرسمية النهائيةالمصادق علها . فأليس من المستغرب التحدث عن تشكيل حكومة ؛قبل التحدث عن استحقاقات تطبيق نصوص الدستور حيث يتوجب اعلان النتائج والمصادقة عليها ( وهي لم تعلن لحد كتابة هذا المقال ) لكي يصار الى دعوة رئيس الجمهورية( وبمرسوم جمهوري) الى انعقاد مجلس النواب خلال خمسة عشر يوما من تاريخ المصادقة على النتائج ؛ لكي يتم (عند انعقاده ) ترشيح وانتخاب رئيس الجمهوريه الذي سيكلف مرشح الكتلة النيابية الاكثر عددا بتشكيل مجلس الوزراء خلال خمسة عشر يوما من تاريخ انعقاد الجلسة الاولى ثم يقوم المرشح عند ذاك بتسمية اعضاء وزارته .... الخ ان كل ذلك لم يحدث لاسباب واهية مفتعلة؛ ومبررات ساذجة ليس اقلها الاتكاء على ( عدم رجوع الحجاج ... الخ ) الذي ضحك له الرأي العام كثيرا ...وأذن ماهي حقيقة ذلك التلكؤ ؟! ان المشكلة بكاملها تقع ضمن اطار المدد القانونية التي نص الدستورعلى ضرورة تطبيقها حرفيا بدءا من الاعلان عن نتائج الانتخابات فدعوة مجلس النواب للانعقاد .... الخ كما اسلفنا . وستتضح حقيقة الموضوع اكثر لو تتبعنا العرض الميسر التالي : لو اعلنت المفوضية عن النتائج المصدقة في وقتها المناسب لاصبح هناك الزام دستوري بدعوة المجلس ؛ واذا ما دعي المجلس فلابد من ان ان ينتخب رئيس للجمهورية ؛ واذا ما تم ذلك لتوجب عليه تكليف مرشح الاكثرية لتولي رئاسة الوزارة واذا ما حدث ذلك فلا مناص للمكلف من ان يسمي وزراءه . وهنا تبدأ سلسلة اخرى من الاشكالات التي ورطواانفسهم بها .......فلو وصلت المرحلة الى هذا الحد... فمن ياترى سيختارالمكلف؛ للوزارات السيادية ومن يسمى لوزارات الدرجة الثانية والثالثة؟!!! ثم من المعلوم ان هذه بدورها تخضع للمحاصصات طبقا للكيانات والتيارات ؛ وتلك بدورها ستتحول الى مشاكل فرعية ..؛ تدور حول الكراسي التي ستوزعها تلك الكيانات على منتسبيها تبعا للطوائف والمذاهب والاعراق والاقليات وذوي القربى اللائذين بها ... ؛

ان كلامن هذه الاشكالات ستستنفذ مددا اذا ما اعلنت نتائج الانتخابات بعد الفرز مباشرة ؛ وهو ما يقف حائلا دون تحقيق الاتصالات والمناورات والمفاوضات من خلال الرحلات والسفرات و الدعوات ؛ وعليه فلكي يتم كل ذلك المهرجان ضمن الوقت الضائع لا ضمن الوقت الدستوري .. فقد اصبح لا خيار أبدا امام المفوضية ( المستقلة ) االا ان تنصاع الى اوآمر ( المافوق ) لتختلق اكثر من عذر يحررها من ألزامية اعلان النتائج الرسمية النهائية ولأطول مدة ممكنة. ...وهذا ما جرى فعلا ؛ ... ولكن.. لما وجدت ( المستقلة) ان مدة التأجيل زادت عن حدها ولم يعد في جعبتها عذر واه آخر ؛ نصحـــت بأن تلوذ بالصمـت طبقا للمقولة الساخرة التي اطلقها فنان الشعب الراحل عزيز علي حينما قال : ( لسكوت أحسن ياولد ... أسلم وآمن ؛ أرباب الفن خاف يسيئون الظن ...)

ان هذه اللعبة السياسية التي تدور في حلقة مفرغة تذكرني بمحاورة شعبية قديمة للاطفال تتداعى فيها الطلبات والرغبات امام استحالة التحقيق ؛ حيث هي تبدأ الحكاية بضرورة ( جلب الماء من البئر ؛ في حين ان ذاك يحتاج الى حبل ؛ ولكن الحبل في قرن الغزال ؛ والغزال يحتاج الى حشيش ؛ و الحشيش يحتاج الى ماء ؛ والماء يحتاج الى مطر والمطر يحتاج الى سحاب .... الخ ) وهكذا تدورتلك الدوامة حول نفسها بدءا وانتهاءا .... ؛ ولم تكن هذه الاغنية الطفولية ببعيدة عن الاذن الامريكية ؛ فقد غنى على نسقها وبانتشار عالمي واسع في الخمسينات من القرن الماضي المطرب الاميركي الكبير (هاري بلافونت ) والتي اطلق عليها ـ عزيزتي لايزا ـ ...(دير لايزا .... دير لايزا ) والفنان هاري بلافونت هو نفسه الذي وقف خطيبا في اوكلاند قرب سان فرنسيسكو بولاية كلفورنيا في يوم 4 نيسان من عام 2003منددا بالحرب على العراق وهو يقول ( لقد سئمنا من زعمائنا المتورطين في قتل اولادنا وبناتنا على ارض غريبة عنا من اجل حماية بعض الشخصيات النافذة والمريضة في الولايات المتحدة ...) . وبعد ..ألا ترون معي بان ألاعيب السياسة قد استوحت فكرة الحلقة المفرغة في هذا العرض الانتخابي الممل ؛ من حكايات شعبية بريئة مشوقة

لم يعد خافيا على احد بعد اليوم من ان السراق الكبار والصغار قد توجهوا بكل طاقاتهم نحو نهب المال العراقي العام ؛ ولكن الجديد الذي ابتدع في عالم النهب ؛ ليس هو العملات الصعبة والنفط و والكهرباء والتحف الاثرية و المخطوطات الثمينة ونحاس التماثيل . الخ وانما تطور بفضل ذوي الايدي ( الخفيفة ) الى اختلاس المدد القانونية المنصوص عليها ( دستوريا) وهو ما يتوجب على موسوعة ( جينيــــس ) ان تلتفت اليه وتدخله ضمن سجلها الذهبي كأبداع غير مسبوق ؛ او ان تحيله الى ( المفوضية ) العالمية لبرآءات الاختراع بحسب الاختصاص .



#خالص_عزمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في عيد ميلاد اماديوس موزارت
- يحكى أن 3
- الفنان اسماعيل الشيخلي في ذكراه الرابعة
- حل الجيش العراقي
- عند الامتحان -المشهد الثاني
- عند الامتحان
- الثلوج والوطن
- الطابو ولعبة الكراسي
- 2 الانسحاب
- قوافل الانسحاب 1
- صف لي لبنان
- كان ... واختها لجنة ميليس
- لكل سؤال جواب
- مقاومة الاحتلال
- متحف العراق
- تزوير الارادة
- نثرية دامية مسلسل التعذيب
- يحكى أن ...ثانية
- تمثال عبد المحسن السعدون
- التماثيل


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالص عزمي - حقا ... انها مستقلة