افتحوا أذرعكم لبعض وتعانقوا بقوة عراقية من القلب وأجلوا خلافاتكم فقد جاء زمن العراق الجديد .
يا أبناء سومر وبابل وأكد وأشور ودجلة والفرات هذا وطن ينام في بؤبؤ العين يناديكم كلكم لتبداوا من جديد أعادة ماهدمة الطغاة والبغاة .
أيها النشامى مهما كانت أختلافاتكم فأنكم دون أستثناء تمنحون هذا الوطن المبتلى من أعماركم وأيامكم وأبداعكم وعرقكم .
الا يستحق منكم هذا البهي النقي وقفة تأمل أن تدعوا الان كل هذا السيل من الكلمات التي نطلقها كالرصاص على بعضنا البعض ؟؟ ونعود لنتأمل كيف نعيد ترميم الحجارة المثلومة والسقوف المتهدمة وأرواحنا المبعثرة ووطن من أجمل بلاد الدنيا أرادوا له أن يتحول الى مقبرة خاوية منعوا عنها حتى جثث الأبناء .
أيها الأحبة يساركم ويمينكم معتدليكم والمتطرفين حزبيين ومستقلين من ضحى ومن يضحي من يرى الطريق غرباً أوشرقاً ، أيها الأحبة كلكم تريدون أن يكون الوطن بهياً ومعافى فلم هذه الجراح التي ليس لها مايبررها ونحن على أعتاب أن نستعيد بهاء الوطن؟ بوحدتكم الوطنية لن ندع أجنــبياً ينفذ بين الصفوف ، وبالمحبة بيننا نبعد عنا أحلام الغرباء ، بتماسكنا وأخوتنا يصير العراق عراقياً ، وبالتأخي العراقي نبني سور جديد للعراق ، تكلله المحبة والشهامة والنخوة العراقية ومحبة الأنسان والسلام الذي دعت له أدياننا وأحزابنا ومضايفنا وأمهاتنا .
بالسلام الذي طالما هتفنا له ودعونا له وحلمنا به ، أجلوا كل كتاباتكم من أجل السيد العراق ، وألغوا كل خلافاتكم فهو يستحق منكم هذا .
أحلموا كما تشاؤون وأكتبوا كما تحلمون فكل ماكتبتموه من أجل خدمة هذا الوطن الذي قدم له أخوتنا وأبنائنا وأبائــنا أرواحهم فداء له ، وطن هلهلت له بناتنا وهن يصعدن الى المشانق ، وطن لم تزل فيه قباب أئمتنا شامخة وآذاننا عالياً رغم كل دمنا المستباح وتدق كنائسنا رغم كل أرهابنا ونقرأ فيه كتبنا المقدسة رغم كل سكاكين السلطة ورصاصها النابت في صدور أولادنا والمدفوع الثمن بأيصالات رسمية .
وأسأل هل يستحق منكم أن تتعانقوا ؟ أذن أفتحوا أذرعكم وتعانقوا ، أطلقوا دموعكم ترسم نذر الوطن الذي نستعيد ، بللوا أيامكم بدموع الفرح ، أرسموا خارطة العراق فوق ضمائركم وأطبقوا عليها شغاف القلب ، ففي ضمير كل واحد منكم يغفو العراق .
لا تفرطوا بوطن كان يرزخ تحت كل هذا الركام المتخلف من الضيم والقهر والألم والعذاب والفراق والخوف والموت الذي يحصد أبناؤه .
أيها الأنقياء والأتقياء أيها الممتلئين شوقاً ودمعاً وألماً وقيحاً ، دعوة من وطن يقول لكم لنبدأ يومنا التالي بمحبة عراقية وكتابات عراقية لاأثر للتجريح فيها ولاأثر للأختلاف فيها نؤجل كل مابيننا حتى نستعيد وطننا المستباح .