أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله النملي - حتى لا ننسى -رابعة-..أفظع مَجزرة في العصر الحديث















المزيد.....

حتى لا ننسى -رابعة-..أفظع مَجزرة في العصر الحديث


عبد الله النملي

الحوار المتمدن-العدد: 5608 - 2017 / 8 / 13 - 10:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مثل هذا اليوم، 14 غشت 2013، ارتكبت قوات الانقلاب العسكري بمصر مجزرة رهيبة في ميدان "رابعة العدوية " لفض الاعتصام البطولي لأنصار الشرعية. وهي أكبر مجزرة دموية بحق المدنيين في التاريخ، خلّفت مئات الشهداء وآلاف الجرحى، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ مصر. في ليلة واحدة، قتل الإنقلابيون وحرقوا الشهداء أحياءا وأمواتا. ولم يكتف جنود السيسي بقنص وقتل المعتصمين، ودهسهم بالمدرعات، بل منعوا كل من يحاول حمل جثامينهم، أو إسعاف المصابين، في مشهد وصفه كثيرون بأنه " أبشع جريمة في التاريخ الحديث " . ومع انتهاء يوم المجزرة وقدوم الليل، ظهر ميدان "رابعة" والنار تأكل كل شيء فيه، الخيام والسيارات والمسجد والمستشفيات الميدانية. وبعد ساعات عادوا لمكان المجزرة بمعدات النظافة ليغسلوا دماء الشهداء وأشلائهم التي التصقت بالأرض، معتقدين أنهم يخفون ويمحون آثار جريمتهم .
وحينما انتهى القَتَلة من ارتكاب جريمتهم في غفلة من العيون، وظنوا أنهم نجحوا في إخفاء كل الأدلة والقرائن التي قد تظهر وحشيتهم، شاءت الأقدار أن يظهر الله لهم دليلا قويا يذكرهم بجريمتهم، وهي إشارة وعلامة "رابعة العدوية"، التي أصبح خروجها إلى العلن ينغص عليهم مضاجعهم، فتراهم يصابون بالفزع حينما يحملها أو يرفعها أي إنسان، حتى وإن كان طفلا أو كهلا. واخترقت إشارة النصر بالأربعة أصابع الحدود الجغرافية، فغزت أعماق البحار، وارتفعت في صحن الكعبة المشرفة بمكة المكرمة، وفي محيط المسجد الأقصى بالقدس الشريف. وباتت تطبع على الملابس والحقائب وتعلق فوق الصدور، ولَوَّح بها العرسان في أفراحهم، واللاعبون في ملاعبهم. كما انتشر شعار "رابعة" بتركيا بطرق مختلفة، لعل أغربها هو إقدام آلاف الشباب على عمل قصات شَعر تحمل شعار "رابعة"، فأضحت إحدى آخر صيحات قصات الشعر بتركيا، ليصبح الشعار المستوحى من اسم ميدان "رابعة العدوية" في مصر، رمزا للنصر في كل بقاع العالم.
ولم يقف الأمر عند الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" الذي رفع الشعار في مسيرة تضامنية مع أحرار "رابعة العدوية" عقب المجزرة، بل تبعه مشاهير العالم الذين رفعوا الشعار في ميادين الفن والإعلام وكرة القدم والسياسة وغيرها، في فعل تضامني عالمي. وعلى نفس النهج التضامني سارت الناشطة اليمنية، "توكل كرمان"، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، والناشط السياسي الفلسطيني البريطاني "عزام التميمي" مدير معهد الفكر الإسلامي بلندن.. و كان شعار "رابعة" حاضرا حتى بمدرجات الجماهير الرياضية، حيث فاجأ اللاعب التركي "آمره بل اوزاوغلو" لاعب نادي "فناربخشه" الجماهير برفعه شارة "رابعة"، وكذلك فعل اللاعب المالي "عمر كانوتيه" الذي وضع صورة له على تويتر وهو يلوح بشعار "رابعة"، وغيرهم كثير.
لقد أصبح شعار "رابعة" بالأصابع الأربعة رمزا للمظاهرات، وأحد العلامات الأساسية الوثيقة الصلة في كل الاحتجاجات التي ينظمها معارضو الإنقلاب العسكري في كل أنحاء العالم. وتحول إلى كابوس يزعج الانقلابيين ويسبب لهم قلقا كبيرا، لأنه يذكرهم بما اقترفوه من جرائم ضد الإنسانية، وباتوا يعتقلون النساء بجريمة لا يقرها أي نص، لمجرد أنهن يحملن شارات "رابعة" أو يعلقنها على سياراتهن، واعتقال ناشطين آخرين واتهامهم بحيازة شارة "رابعة العدوية" وأعلام مكتوب عليها "رابعة" رمز الصمود. وفي دولة يحكمها الانقلاب، اللعب ببالونة صفراء عقوبته تتراوح من السجن 5 سنوات إلى الأشغال الشاقة المؤبدة !، ومثلها رفع اليد بأربعة أصابع (علامة رابعة) فهي تتراوح من السجن 5 سنوات إلى الأشغال الشاقة المؤبدة وربما إلى الأبد !، وحَمْلُ مسطرة "رابعة"، أو دبوس "رابعة"، أو ارتداء (تي شيرت) أصفر، الحد الأدنى لعقابه 5 سنوات. وأظهرت مشاهد فيديو تدخل قوات الانقلاب لاعتقال طالبة من الفصل الدراسي رفعت علامة "رابعة"، ردا على قيام الإنقلاب باستبدال النشيد الوطني المصري بأغنية " تسلم الأيادي "، و قرار مجلس إدارة أحد النوادي الرياضية بمعاقبة لاعب كرة قدم، بخصم ألف جنيه من راتبه بسبب رفع يده بشارة "رابعة العدوية" وإحالته على التحقيق.
وقامت حركة شباب ضد الإنقلاب بإلقاء كميات كبيرة من الفوم المصنوع على شكل "رابعة" في المجرى الملاحي لقناة السويس، حيث طافت على سطح المياه ليراها كل من يعبر المجرى الملاحي. وقد أصاب هذا الإبتكار قوى الإنقلاب بالحيرة والتخبط فسارعوا بتسيير حملات أمنية على معديات بور فؤاد. ومع مرور الوقت أصبح شعار "رابعة" لعنة تطارد كذلك كل مفوضي السيسي، خاصة من المشاهير، اللذين يفاخرون بتأييدهم للسيسي، حيث أصيب عدد من الفنانين المصريين المؤيدين للانقلاب العسكري في مصر بذهول كبير أثناء توجههم لمهرجانات عالمية، بعد اعتراضهم من قبل مجاميع من رافضي الإنقلاب العسكري، رافعين في وجوههم علامة "رابعة"، ومرددين شعارات مناهضة للانقلاب العسكري، حسب ما ذكرته صحف غربية واسعة الانتشار.
ولقي شعار "رابعة" إقبالا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت صورة لشعار يتضمن إشارة "رابعة" بأربعة أصابع، وضعها العديد من مستخدمي "الفيسبوك"، بدلا من صورتهم الشخصية على صفحاتهم الخاصة، وهو الأمر الذي جعل اللون الأصفر يكتسح صفحات "الفيسبوك" بشكل غير مسبوق. وصار الشعار أيقونة يرفعها علماء ودعاة وأكاديميون، يتزايد عددهم يوما بعد يوم، عبر حساباتهم الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي " تويتر "، حتى أن إحصائية ذكرت أن أكثر من 150 مليون شخص رفعوا هذا الشعار عبر حساباتهم الشخصية في الأيام الأولى لرفعه.
وبعد مرور أربع سنوات، أصبحت مجزرة "رابعة" ترمز للصمود في وجه الانقلاب العسكري، و رمزا لمختلف فئات المسلمين المنددين بمواقف كافة الدول في الشرق والغرب، التي تجاهلت تعرض آلاف المصريين للمجازر. وقصة اتخذ العالم أبطالها قدوة للأحرار في مختلف أنحاء العالم، حتى صارت "رابعة" تعني الابن الذي فقد أباه، والأم التي تبكي ابنها، والزوجة التي تَرمّلت، والأطفال الذين يُتِّموا، وعقارب الزمن التي توقفت ليوم كامل، حتى مرّت مجزرة في حق متظاهرين سلميين خرجوا دفاعا عن الشرعية ضد من سلبهم صوتهم الانتخابي، ولم يكن أحد منهم يتصور أن أرواحهم ستلحق بصوتهم المسلوب. وهي رمز للحرية، و مخاض لولادة حركة حرية وعدالة جديدة. و"رابعة" هي من انهارت أمام أعتابها القيم الغربية الزائفة، ورمز لبطولة الأحرار الذين ضحوا بحياتهم، في وجه الاستكبار والظلم والمجازر التي يمارسها الغرب والشرق ضد الإسلام والمسلمين.



#عبد_الله_النملي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كِبار رحَلوا في صمت في حين أن مهرجاناتنا مُنشغلة بغيرهم !
- الزجال الراحل عبد المجيد بنخالي.. سلام عليك حاضرا وغائبا
- الفساد المالي مسؤول عن فَقْرِنا
- هواتف جوالة تَشْدو بالموسيقى في صلاة التراويح !
- النفار شخصية رمضانية تراثية عميقة بآسفي
- الشهيد كمال عماري..مسار ملف قضائي يُراوح مكانه
- حراك الريف البطولي والفرز في الساحة
- وفاة -إيديا- تُعري واقع الصحة المُزري
- قصر البحر..من يُنقذه من مَصير الانهيار المَحتوم؟
- الحكومة الجديدة..تمخض الجبل فولد فأرا !
- في البحث عن معنى لاسم مدينة آسفي
- 20 فبراير..النُسخة المغربية من الحِراك العربي
- رحيل عبد الكريم الفيلالي.. فنان كبير آثر الظل على الضوء
- في يومها العالمي..العربية غريبة في موطنها
- الحق في الولوجيات
- الشهيد فكري والحاجة للحكامة الأمنية
- مصر والمغرب..أزمة دبلوماسية تلوح في الأفق
- وفاة بيريز..الإرهاب يفقد أحد أقطابه
- الانتخابات..موسم الكذب الصُّراح
- صَوْتُكَ ضَمِيرُكَ..فلا تُضَيّعْهُ


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله النملي - حتى لا ننسى -رابعة-..أفظع مَجزرة في العصر الحديث