أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامي الاجرب - المهاجرون لليمن جنود مجنده














المزيد.....

المهاجرون لليمن جنود مجنده


سامي الاجرب

الحوار المتمدن-العدد: 5607 - 2017 / 8 / 12 - 13:40
المحور: حقوق الانسان
    


نفهم عموما نحن كبشر نميز بين الظلمة والنور , أن الباحثون عن التطور والإرتقاء , يذهبون إلى مواطيء الرقي والتقدم الحضاري , عل وعسى ينالون من تلك الاماكن أو البلاد شيء من الفائدة المرجوة , لهذا نرى ونسمع عن المهاجرين للغرب أوروبا أو أمريكا , من يغرق في البحار ومنهم من ينجو ويصل غايته ومراده , ومن نوادر المهاجرين أولئك الذين وصلوا شاطيء قادش بإسبانيا ونزلوا بين المصطافين العراة من نساء ورجال يركضون والجميع ينظر لهم بحالة من الدهشة والإستغراب والإستهجان , إنما العجيب كل العجب أن نسمع أن هناك مهاجرين لليمن بحثا عن فرص العمل والمال والحياة الكريمه , حقا أن هذا من سخرية القدر , أن تأتي شباب بمقتبل العمر وبصحة جيدة من أثيوبيا والصومال وغيرها من الدول الأفريقيه لليمن تحت عنوان البحث عن العمل والمال والعيش الرغيد .
هكذا قالت وسائل الإعلام تصف المهاجرين لليمن وإلى شبوه , بعد أن غرق منهم من غرق مأخرا , ولولا غرق البعض منهم ما كنا ندري ونعلم ما الذي يجري بجنوب اليمن , الذي تسيطر عليه القوات الأماراتيه العظمى .. للحقيقة ماذا يوجد في اليمن اليوم ..؟!
اليس الكل يعلم ماذا يجري في اليمن , ذاك الذي يطوف في أرجاءه الموت يحمل منجله حصادا في الارواح اليمنيه , والقتل يفني كل من مر أمام الموت كبيرا أو صغيرا , إمرأة أو طفل أو رضيع , اليمن اليوم يسكنه الفقر والحرمان والجوع والأمراض والأوبئة والكوليرا , اليمن يقصف ليلا نهار من السماء بشهب النار السعوديه , والتكفير والتفجير والتدمير والتهجير سيد الميدان اليمني , وكل معاني ووصف للإبادة الجماعية بلا رحمة وإنسانية إسلاميه , حتى إنسانية دنيوية لم تعد تجدي وتنفع أهل اليمن .
ماذا يوجد في اليمن ليهاجر إليه المهاجرون أولئك , إلا إقتلاع اليمني من بيته , والشجر من أرضه , والحجر من جداره , والحيوان من مراعيهِ , حتى أصبح وأمسى اليمن لا شبر فيه ملاذ آمن ولا مقرولا مستقر لأبناءه , تطارده قوى العدون بكل مسمياتها وأطيافها والوانها بقيادة السعوديه الوكيل الحصري لأمريكا , لتدمير اليمن وإركاعه للهيمنة والنفوذ الإستعماري والإسرائيلي , لما لهم جميعا أطماع بالبترول اليمني الذي يفوق ما تملكه دول الخليج والسعوديه . ولوجود اليمن على معبر دولي بحري خطير , من سيطر عليه سيطر على أهم معبر بحري عالمي , منه يهز الإقتصاد العالمي ويخلخله ويدمرها , لهذا جاءت الأساطيل البحريه العالميه , لتضع عليه موطيء قدم لتمنع بعضها البعض من التفرد والهيمنة على باب المندب , وفي جبوتي تخندقوا .
نعم ماذا يوجد في اليمن غير هذا الدمار الشامل , ليشجع ويغري المهاجرين للهجرة إليه , ويتحملون مخاطر الغرق والموت , لو لم يكن في اليمن من مغريات إستدعت الهجرة إليه , اليمن الذي جاءته جيوش عديده إماراتيه وبحرانيه وسودانيه وسنغاليه ومصريه والقائمة تطول , اليمن الذي أصبح مقصد المرتزقة من كافة بقاع الأرض , من الجنجويد وكولومبيين وأكوادوريين وداعش والقاعده وبلاك ووتر الشركة الامريكيه سيئت الصيت والسمعه في العراق , والمتخصصة في القتل لمن يدفع ومقرها الامارات بعد طردها من بغداد , وقد عادت للعراق بإسم جديد لتمسك أمن الطريق الدولي الرابط بين الاردن والعراق العابر من الأنبار .
واليوم تظهر لنا رواية المهاجرون لليمن بحثا عن العمل والمال وفرص الحياة الكريمه , هنا نسأل أنفسنا كي لا نبقى في حالة غيبوبة عما يجري على الأرض العربيه , ما ماهية العمل الذي دفع وإستدعى هؤلاء المهاجرون ليأتون لليمن , إلا شيء واحد ولا شيء غيره , وهو التجنيد كجنود مرتزقة للقتال بصفوف القوات الإماراتيه العظمى لا أكثر ولا أقل .
وهذا يذكرنا في عصر حكم حسني مبارك لمصر , مبارك الذي كان يغض الطرف عن المهاجرين السودانين الجنوبين إلى إسرائيل عبر سيناء , وتحت عنوان مهاجرون سودانيون باحثين عن العمل في إسرائيل , وكانت الحقيقة غير ذلك حيث كانت إسرائيل التي لا يدخل حدودها الطير الطائر , والنمل والزواحف , تسمح وتجيز لهؤلاء بدخول إسرائيل , وفي إيلات ومعسكرات جنوب إسرائيل يتم تجنيدهم وتدريبهم وتفقيههم علوم الحرب , ليعودون إلى صفوف قوات قرنق والحرب بوجه السودان الشمالي , حتى تنتهي دورات التدريب يعودون من مطار تل أبيب إلى مطار القاهرة , ومن هناك يذهبون إلى جنوب مصر ثم إلى دارفور وإلى جوبا وكل هذا تحت إشراف المخابرات المصريه والموساد , جوبا ما إن أنتصرت حتى إعترفت بها إسرائيل كأول دولة , ورفعت علمها كأول علم رفع على جوبا , وهكذا بسطت إسرائيل سيطرتها على منابع النيل بالتعاون مع حسني مبارك ودولته المصريه الخاضعت للنفوذ السعودي , السعوديه التي كانت تشتري السلاح لقوات قرنق الإنفصاليه
واليوم في اليمن نرى ذات السيناريو للمهاجرين الذين تم دفعهم من أفريقيا وأثيوبيا والصومال لتجنيدهم كمرتزقة ودفعهم للحرب بوجه أهل اليمن الرافضون للهيمنة الإستعمارية والإسرائيليه , والتي تقود عملية إركاع اليمن لقوى الإستعمار وإسرائيل , الوكيل الحصري للشرق الاوسط السعوديه وشريكتها الامارات , وكلاهما قد قسم نفوذه في اليمن , فاليمن الجنوبي للإمارات , واليمن الشمالي للسعوديه , والمخلص ترامب جامع الجزيات راضي عما يجري باليمن من مجازر وحشيةٍ , وإبادةٍ جماعيه , ويدعي المخلص ترامب أنه حامي حمى الديمقراطيه والحرية وحقوق الإنسان والسلم الدولي . تلك هي رواية المهاجرون لليمن .



#سامي_الاجرب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربعه x أربعه = 1
- الخلافة الفانيه .. وتتبدد
- مكه المكرمة ملكيه خاصه
- فيتنام الشام ترحب بكم
- 79 + 79 = إيران العقدة العصية
- التطبيع .. والخراف الضالة
- خليفة المسلمين ترامب .. هليلوليا
- التين والطين والجين والدين والجن
- الكون .. بين يديك
- دهاء أوباما وإنزلاق أردوغان
- ديكتاتور الديمقراطيه الإسلاميه
- في تعرية الفدرله الاردنيه الفلسطينيه
- فلسفة القوة الشموليه
- أنتم قلتم .. القرآن دستورنا
- بروتوكولات حكماء الإسلام السياسي
- زبور الإسلام السياسي السني
- الخطيئه السعوديه العظمى
- سنة الإسلام السياسي السني
- نقد في رواية - تحت نقطة الصفر
- أباطيل الإسلام السياسي


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامي الاجرب - المهاجرون لليمن جنود مجنده