أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - اسماء اغبارية زحالقة - علامات انشقاق داخل الحزب الشيوعي الاسرائيلي















المزيد.....

علامات انشقاق داخل الحزب الشيوعي الاسرائيلي


اسماء اغبارية زحالقة

الحوار المتمدن-العدد: 407 - 2003 / 2 / 24 - 03:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


انتخابات 2003

علامات انشقاق داخل الحزب الشيوعي

اسماء اغبارية

أثارت النتائج النهائية للانتخابات نقاشا خطيرا داخل الجبهة وعمادها الحزب الشيوعي. فقد تراجع تمثيل الجبهة لاول مرة في تاريخها الى عضوين، كلاهما عربيين، فيما حصل احمد الطيبي، رئيس القائمة العربية للتغيير، على المقعد الثالث. بذلك تكون هوية الجبهة كقائمة عربية يهودية مشتركة، قد شطبت، ما ادى باعضاء بارزين في الحزب، وعلى رأسهم تمار غوجانسكي وعصام مخول الامين العام، لمطالبة رئيس القائمة، محمد بركة، بتحمل المسؤولية والاستقالة (هآرتس، 31 كانون ثان).

 

نتائج الانقلاب

التحالف بين القائمتين، الجبهة والعربية للتغيير، لم يكن ليتم اذا لم يدرج الطيبي في المكان الثالث، الامر الذي دل على ان المكان الثالث لم يكن مضمونا للجبهة. غير ان هذا جاء على حساب المرشح اليهودي دوف حنين، الذي قرر الحزب الشيوعي ترشيحه في المكان الثالث في القائمة. وبالتالي، فان اصرار بركة على تغيير قرار الحزب، منع حنين من دخول الكنيست، الامر الذي الغى التمثيل البرلماني لليهود في الحزب، وذلك لاول مرة منذ مشاركة الحزب في الانتخابات، اي منذ قيام الدولة.

تبديل مكان حنين بالطيبي كان مخاطرة بهوية الجبهة والحزب الشيوعي معاً، والاخطر منه الطريقة التي تم بها. فهذا التغيير لم يتم بشكل ديمقراطي داخل مؤسسات الحزب، بل بانقلاب قام به بركة مستخدما مجلس الجبهة ضد اللجنة المركزية لحزبه، مدفوعا بالخوف من عدم تمكن الجبهة من تجاوز نسبة الحسم، بسبب توقع انخفاض نسبة التصويت عموما. (راجع الصبّار، ديسمبر 2002)

الامر المثير ان الحزب لم يرد على الاستهتار الفادح بقراراته. وكان بامكان الانقلاب ان يظل مبطنا، لو تثبتت النتائج الاولية للانتخابات التي منحت الجبهة اربعة مقاعد. غير ان انحسار عدد المقاعد الى ثلاثة ادى سريعا لانفجار الازمة.

وكان المفروض ازاء الازمة المصيرية التي يواجهها الحزب، ان تقوم قيادته بمراجعة نقدية عميقة وصريحة لانقاذه من الخطر الاكبر وهو فقدان سبب وجوده. غير اننا لا نرى على صفحات "الاتحاد"، صحيفة الحزب، اية مراجعة من هذا النوع.

الامين العام، عصام مخول، ارتأى بدل التفرغ لعلاج الازمة الوجودية، ان يعطي مقابلة لصحيفة تجارية، "كل العرب" (7 شباط)، وهناك يحاسب بركة على فشل معادلته "اعطاء المكان الثالث لضمان المكان الرابع"، كما لو كانت ازمة الحزب تنحصر في هذا الخلل التكتيكي.

الامين العام نفسه، يجب القول، غير مستعد للتنازل عن مقعده في سبيل انقاذ هوية الجبهة. هذا ما تبين من رده على سؤال كل العرب اذا كان مستعدا لاخلاء مكانه لصالح المرشح اليهودي حنين. ويبدو ان التمثيل البرلماني اهم لامين عام الحزب الشيوعي من هوية الحزب نفسه.

ولكن الازمة لا تكمن فقط في الغاء التمثيل اليهودي العربي. فقد كشفت الانتخابات عن وجود تيارين متناقضين داخل الحزب: الاول، تيار سياسي تقليدي يرى ان عليه ان يكون جزءا من كتلة اليسار الاسرائيلي؛ والثاني تيار اكثر انتهازية مسيَّر بمزاج الشارع الامر الذي يجعله يلجأ للشعارات القومية الجوفاء التي يمثلها الطيبي وبركة لانها في "الموضة"، كما انها تسهّل التنافس مع حزب التجمع القومي. 

 

التيار السياسي التقليدي

التيار الاول الذي كما يبدو تقوده غوجانسكي ومخول، يرى ان عليه ان يكون جزءا من كتلة اليسار الاسرائيلي، ويرى في حزب العمل وميرتس شركاء اساسيين بل استراتيجيين، باعتبارهما يمثلان التيار الاشتراكي الديمقراطي في البلاد. وقد بلغت الامور ان هناك اوساطا داخل الحزب ترى ان المقاطعة عام 2001 كانت خطأ وانحرافا عن هذه الاستراتيجية.

الى هذا يشير مقال لبرهوم جرايسي في "الاتحاد" (7 شباط) وهناك يقول: "ان قرار المقاطعة لم يكن بدرجة من النضوج السياسي، ولا حتى قرار التصويت بالورقة البيضاء بريء مما جرى في ذلك العام. بالامكان القول انه حتى وإن كانت نتيجة فوز شارون في ذلك العام واضحة، الا ان الامتناع عن التصويت ساهم في زيادة الفجوة بين الاثنين، مما زاد من الانجراف في الشارع اليهودي نحو شارون، وكان لهذا قسط معين في نتيجة الانتخابات الحالية".

حتى مطلع التسعينات كان حزب العمل يناصب الحزب الشيوعي العداء، فلم يكن لهذا الزواج ان يتم. اما بعد مدريد واوسلو فقد سنحت الفرصة التاريخية للحزب لان يعلن ان الصهيونية غيرت جلدها كمقدمة للتحالف معها وتنفيذ استراتيجيته، واعتبر مسيرة اوسلو اعترافا من حزب العمل بصحة نهجه السياسي الذي تلخص في شعار "دولتين لشعبين".

ان هذا التعلق بحزب العمل، علاوة على انه نهج اتبعته الاحزاب الشيوعية مع الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية في العالم، يشير الى ان الحزب الشيوعي لا يسعى لان يكون بديلا للاحزاب الاشتراكية الديمقراطية، بل يفضل العيش في كنفها، ويعتقد انه يستطيع ان يقدم طروحاته السياسية من خلالها على اساس مبدأ اهون الشرين.

وعلى هذا يؤكد جرايسي في مقاله بالقول: "بمجرد ان قررنا المشاركة في اللعبة البرلمانية علينا استغلالها حتى النهاية... والسؤال هو اين تكمن فرص الحل اكثر، وغالبا، اذا لم يكن دائما، فان الاختيار يكون ما بين السيئ والاسوأ".

في هذا ما يمكن ان يفسر بقاء الحزب الشيوعي رغم الانتفاضة في الائتلافات مع حزب العمل في السلطات المحلية والهستدروت، علاوة على قضية المنفعة المادية لرموزها. ولعل النموذج الامثل على هذا التوجه هو تصرف الحزب في حيفا، معقل الامين العام، عصام مخول. فقد كانت جبهة حيفا الرائدة في عقد التحالفات مع حزب العمل في مطلع التسعينات، واليوم تحول اعضاؤها الى نواب لرئيس البلدية.

 

تيار قومي غير سياسي

وبغض النظر عن صحة او خطأ هذا الموقف، الا انه يبقى موقفا سياسيا خاضعا للمناقشة. اما التيار الثاني فهو اخطر على ماهية الحزب كمؤسسة يجب ان تكون لها رؤية وموقف سياسي محدد وان تقود الشارع على نهجها، وليس ان تنجرف وراءه.

ان محمد بركة الذي يقود التيار الثاني حدد لنفسه مهمة واضحة: الوصول للكنيست، وليس تمرير سياسة معينة او خدمة هوية القائمة العربية اليهودية المشتركة. من هنا الحساب كان بسيطا جدا - الفرضية الاساسية: اصوات الجبهة تأتي من العرب؛ السؤال: كم يساوي حنين وكم يساوي الطيبي: الطيبي يساوي مقعدا كاملا وربما اكثر قليلا، اما حنين فيساوي في اقصى حد 5000 صوت من الشارع اليهودي اي بالكاد رجل المقعد. الجواب اذن: واضح.

التحالف مع الطيبي الذي كان مسبوقا بتغيير في لهجة تيار بركة بالاتجاه القومي خاصة بعد الانتفاضة، والميل باتجاه السلطة الفلسطينية وزيارة عرفات والخطابات الرنانة في جامعة بير زيت، كلها شكلت ابتعادا عن النهج التقليدي للحزب. المشكلة كانت ان هذا الابتعاد المطلوب شعبيا، لم يرافقه قرار ببناء معارضة حقيقية شعبية وبرلمانية بهدف بناء اليسار البديل.

نمو الاتجاه القومي داخل الحزب الشيوعي، والذي اثار قلق الشارع الاسرائيلي، دفع اليهود في الحزب للاندفاع للاتجاه المعاكس، الذي لا يقل انتهازية، ومحاولة الاقتراب من الشارع اليهودي من خلال الاهتمام بالقضايا الاجتماعية مثل البيئة وحقوق الاطفال التي اصبحت الشغل الشاغل لشخصيات بارزة في الحزب مثل غوجانسكي وحنين. المحاولات لكسب تعاطف الشارع الاسرائيلي بلغت بحنين ان توجه لحزب "عاليه ياروك" (الذي يسعى لشرعنة الماريخوانا) بهدف الائتلاف معه في قضايا البيئة.

 

انقلاب على المبادئ

مما لا شك فيه ان نتائج الانتخابات ستزيد الانقسامات داخل الحزب بين يهود وعرب. ان تحول الحزب الى عربي، يمحو الفرق بينه وبين الاحزاب العربية الاخرى، وهي الفوارق التي بدأت تنمحي اصلا عندما دعمت جميع هذه الاحزاب اتفاق اوسلو وحزب العمل. بهذا يكون بركة قد قضى على حزبه بنفسه.

ولا بد من القول ان انقلاب بركة و"انتصار" النهج القومي الانتهازي ما كان ليحدث لو لم يسبقه انقلاب الحزب الشيوعي على مبادئه الفكرية والسياسية. فالبرنامج الوطني المعارض استبدل بنهج التحالفات المستمرة حتى اليوم مع حزب العمل الصهيوني والبرجوازي. العمل الميداني استبدل بوظائف في المؤسسة الحاكمة، السلطات المحلية والهستدروت، تحظى بها الشريحة المتوسطة التي نمت في صفوف الحزب وكوّنت لها مصالحها الخاصة، بعيدا عن مصالح الشعب الذي من المفروض ان تمثله.

هذه هي الخلفية لفشل الجبهة في الانتخابات. ان الحزب الاقوى في الشارع العربي لم يكن الجبهة التي حصلت على 29% من الاصوات، بل حزب اللامبالاة. ان امتناع نحو 40% من الناخبين العرب عن التصويت هو ابلغ دلالة على عدم ثقة الجماهير العربية بنهج احزابها. والمفارقة ان انخفاض نسبة التصويت التي خفضت نسبة الحسم، هي التي انقذت الجبهة وجعلت تمثيلها في البرلمان امرا ممكنا هذه المرة، ولكن الثمن كان خطيرا وهو ذوبان هوية الحزب الشيوعي الذي اعتبر القوة الجذرية الاكبر في المجتمع العربي في البلاد.

 

 

  الصبار 
 

 



#اسماء_اغبارية_زحالقة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات 2003 - اسرائيل الاحزاب العربية تعددت القوائم وانعدم ...
- رئيس الاركان الاسرائيلي ينعى السياسة
- الدولة المؤقتة اختراع محكوم بالفشل
- عرفات، الاصلاحات وقلة الخيارات
- المبادرة السعودية تهيئ للانتداب الامريكي
- "رجال في الشمس" لغسان كنفاني على مسرح جامعة حيفا
- العراق على هامش القمة العربية
- من يطفئ النار؟
- المبادرة السعودية استفزاز للرأي العام العربي
- امريكا والسعودية في غرام وانتقام
- "راب" عربي "روح شابة وبذور تمرد
- بعد طالبان امريكا تواجه الاسلام السياسي
- اولى حروب القرن امريكا تحارب الارهاب والحلفاء


المزيد.....




- الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر ...
- لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع ...
- -حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم ...
- هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
- فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون ...
- ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن ...
- محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - اسماء اغبارية زحالقة - علامات انشقاق داخل الحزب الشيوعي الاسرائيلي