أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سلامة كيلة - قادة -بروليتاريا- تونس في دمشق














المزيد.....

قادة -بروليتاريا- تونس في دمشق


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 5605 - 2017 / 8 / 10 - 18:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


وفود تونس تتوالى على دمشق، لكن ليس أيّ وفود. فقبل أشهر، حجّ وفد من برلمانيين أعضاء في الجبهة الشعبية، التي من المفترض أن تمثّل اليسار الذي يعطي الأمل للشعوب بالتحرّر والتطور. وقبل أيام، حجت "البروليتاريا" التونسية، ممثلة بقيادة الاتحاد العام التونسي للشغل. ويجري الحديث عن زيارة وفد برلماني كذلك.
كل هؤلاء مع النظام نكاية بحركة النهضة، أو/ ونتيجة "معرفة" اليسار و"البروليتاريا" بالوضع العالمي، وفهم "المؤامرات" التي تقوم بها الإمبريالية ضد "النظم التقدّمية"، أو باختلاط السببين معاً. فهمٌ عظيمٌ للوضع العالمي وللمؤامرات الإمبريالية، وأعظم منه ضرورة الحج إلى دمشق، للتعبير عن "التضامن الأممي" في وجه الهجمة الإمبريالية، خصوصاً وهم يشاهدون "الجيش الأحمر"، عفواً جيش الرأسمالية الروسية، يزحف لصدّ هذه "الهجمة الشرسة"، بعد أن سبقتهم "بروليتاريا الشيعة" في لبنان والعراق وإيران وأفغانستان وباكستان. ويجب ألا ننسى أن الحكم في سورية هو للعمال والفلاحين الذي يحقّقون الاشتراكية، إلى الحد الذي جعل 70% من الاقتصاد في جيب عائلة واحدة متحالفة مع كبار التجار والسماسرة. وأنه "عادى الإمبريالية" إلى الحد الذي جعله، حينما اختلف معها، أن يطلق على وضعه: ممانعة.
في كل الأحوال، ما يجب أن يعرفه هؤلاء "الثوريون" جداً:
أولاً، كان نظام بشار الأسد حليفاً موثوقاً لنظام بن علي، وكان التنسيق الأمني في أوجه (وهو الذي سهّل فيما بعد ترحيل الدواعش)، ولا يتحقق ذلك إلا بين نظم متشابهة. ولا شك في أن تشابهاً كبيراً كان يجمعهما، فكلاهما كان يمثّل نظاماً أمنياً مافياوياً عائلياً. ولم تتوقف هذه العلاقة الأمنية بعد الثورات في تونس وسورية، وربما هذا الأمر هو الذي يجعل قياداتٍ في الاتحاد العام، عملوا تحت سلطة بن علي وكانوا من داعميه، يسعون إلى إعادة العلاقة مع النظام السوري. والآن، يجري التوافق بين هذا التيار القوي في قيادة الاتحاد وتيار "يساري" هو "متطرّف" في معاداته الإمبريالية، ومتطرّف في الفهم الشكلي للأمور، مال منذ البدء لدعم النظام السوري. ومع الأس،ف انجرفت أحزاب أخرى في المسار ذاته "نكايةً" بحركة النهضة "حليفة الأمس"، وربما لكي تظلّ مقبولةً في بيئة الجبهة الشعبية التي تخضع لـ "الهوس القومي". وهو هوس حقيقي، يظهر في النزق وإعلاء الصوت والتعصب بلا وعي ولا تدقيق.
ثانياً، لم يفعل كل هؤلاء شيئاً، ونحن نطالبهم بمواجهة القوى التي ترسل "الجهاديين" إلى سورية، والذين كانوا يشكلون خطراً على الثورة، وليس على النظام الذي أرسلهم وساعدهم، وأمدّهم بالأسلحة، بعد أن زرعهم في بيئة الثورة، لكي يسحقوا الشعب الذي ثار. وفرحوا باختراع فكرة جهاد النكاح التي جرى تلفيقها في تونس (وبعض قيادات اليسار التونسي تعرف ذلك). ربما كان كل هؤلاء فرحين بذهاب هؤلاء "الجهاديين" إلى سورية، للتخلص منهم أولاً، ولمعرفة بعض القيادات المذكورة أن دور هؤلاء مجهض للثورة ثانياً. وفوق ذلك أراحهم أن توسم الثورة السورية بأنها ليست ثورة، بل نشاط إرهابيين من أجل التمسّك بالنظام "الوطني التقدمي" و"المعادي للإمبريالية".
ثالثاً، أنهم يذهبون إلى دمشق لدعم نظامٍ لم يعد قائماً أصلاً، بعد أن أصبح القرار بيد روسيا، وباتت المتحكّم في كل شيء، وبعد أن باتت دولة محتلة، أوجدت قواعد عسكرية لتسعة وتسعين سنة، وتسعة وأربعين سنة. ومارست كل الوحشية بأحدث الأسلحة ضد الشعب، بعد أن قام النظام بعملية تدمير شاملة، وبعملية إفناء للشعب الذي تمرَّد عليه.
ربما شيء جميل من "بروليتاريا" ومن "يسار" أن يدعم احتلال بلد عربي، ونظاما إجراميا بكل معنى الكلمة. ولم يرَ كيف أن ثورة الشعب استحقت كل هذه التدخلات لكي تسحق، ولم تسحق. على الرغم من كل التشويه الذي نالها من أعدائها ومن "أصدقاء الشعب السوري". ثورة ظهر أن كل العالم تدخل لسحقها، وأنه فعل ذلك للرعب الذي أصابه من امتداد الثورة من تونس إلى سورية مروراً بكل المنطقة. ولا شك في أن اليسار العالمي كان في هذا الصفّ ضد الشعب وضد الثورة. ولهذا يستحق الفناء.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدال في شأن -إنسانية- الرأسمالية
- حول الإمبريالية وروسيا الإمبريالية 2-2
- يسار لا يعرف اليمين من اليسار!
- اليسار الممانع حين يتخلى عن فلسطين
- حول الإمبريالية وروسيا الإمبريالية (1-2)
- مهدي عامل ومسألة العلاقة والوجود
- العلاقة والوجود: حول الفهم المادي والفهم المثالي
- التكوين الاقتصادي والطبقات في النظام الرأسمالي (ملاحظات أولي ...
- بعد ست سنوات .. لماذا تعثرت الثورات العربية؟
- عن روسيا والإمبريالية
- الأمة/العالم: عالم أمم
- -الكتلة التاريخية- وغرامشي
- العفوية والوعي والبروليتاريا
- الرأسمالية.. أزمة مستمرة
- سورية: صراع من أجل روسيا مهيمنة
- إمبريالية بالتأكيد
- اليسار الممانع والثورات العربية وفقه النكاية السياسي
- روسيا المصمّمة على النصر في سورية
- الطائفية والعلوية السياسية وأشياء أخرى حول طبيعة النظام السو ...
- الطائفية والعلوية السياسية وأشياء أخرى … حول طبيعة النظام ال ...


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سلامة كيلة - قادة -بروليتاريا- تونس في دمشق