أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - -الطمع فسّد الدين-














المزيد.....

-الطمع فسّد الدين-


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5605 - 2017 / 8 / 10 - 15:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"الطمع فسّد الدين"
هذه العبارة الفلسفية كانت أمي (=والدتي) ترددها دائماً، ومتخذتها أشبه بحكمة خاصة لها، وقد تعلمتها منها. وكانت أمي، كلما شاهدت موقفاً من أحد، أو طلبت منه شيئاً ولم يستجب لمطلبها، الا بمقابل، تقول له، وعلى الفور: "الطمع فسد الدين"، تقتصد بعبارة "طمع" أن كثراً من الناس لا ينفذ عملاً انسانياً خالصاً لله تعالى أبداً، الا لنيل طمع، أي جائزة، هدية، أو ثمناً مقابل ذلك العمل.
(أمي) أمية لا تقرأ ولا تكتب، ولا دخلت يوماً واحداً طيلة حياتها، في مدرسة لغرض التعليم، لكنها ليست بجاهلة، والفرق واضح ما بين الامي والجاهل، فالأمي قد لا يكون جاهلا، لكن الجاهل يكون متعلماً، فكم من متعلم هو اقرب الى الجهل منه الى العلم، كما نرى من الذين يخوضون في مسائل دينية، ويعدون انفسهم علماء في هذا المعترك، وفلاسفة في علم اللاهوت، وهم في الواقع قمة في الجهل والتعصب الديني المرفوض، والذي يفضي بالتالي الجهل المقيت؛ فحينما يناقشك في مسألة دينية، هو باعتقاده، انها حقيقة ثابتة، بل من صلب الحقيقة، وأنت تريد أن تشرحها له على ضوء العلم وخصوصاً العلم الحديث، وتثبتها له يقينياً أن تلك المسألة تخالف العلم، فهو يكذَب العلم ويجعله باطلاً مقابل النصوص الدينية التي تعلمها هو في المؤسسة الدينية وأعتبرها من المسلمّات؛ والامثلة في هذا كثيرة جداً، ونعطي مسألة واحدة في هذا، اتماماً للفائدة. فقد كان يُعتقد بل ولا زال الكثير يصر عليه، أن الجنين يخرج من صلب الرجل(= عظام الظهر) لكن العلم الحديث اثبت أن الحيامن التي تخرج من الرجل لتلقح بويضة المرأة تتكون في غدة البروستاتة، لذلك نرى أن المرأة لا تملت هذه الغدة، فهي فقط لدى الرجل، والدليل هو: إن الرجل الذي يعرض عن الزواج ولم يفرغ تلك المادة فهو دائماً يكون عرضة لسرطان هذه الغدة، فيموت على اثرها، وقد تعرض عمي اخو والدي الى هذا المرض ومات فيه.
تذكرت حكمة أمي أو فلسفتها، هذه الايام؛ فأمي هي من يؤمن بفصل الدين عن السياسة، بدون أن نعرف هذا المفهوم، اعني انها تقول بالعلمانية، لأنها كما قلت لا تقرأ ولا تكتب، لكنها كانت (رحمها الله) متدينة على الفطرة اشد التدين والايمان، لا ايمان بعض المعممين الذي يسرقون الناس ويفتقون بقتلهم باسم الله تعالى، والله بريء منهم.
أمي كانت ترى أن: الدين دين، والسياسة سياسة، ولا يجوز أن يشتركان معاً، واذا ما اشتركا فسوف يحصل فساد وافساد، فلا نحض بدين خالص ولا بسياسة خالصة، اذ يحصل هناك طمعاً، "والطمع يفسد الدين" كما تقول امي. وقد تعلمت من أمي هذه الفلسفة، والام هي المدرسة الاولى في حياة كل طفل، بحسب علماء التربية وعلماء الاخلاق والفلاسفة... نعم كانت أمي، أول مدرسة تخرجت منها بامتياز وتعلمت منها مبادئ الاخلاق الاولى والتربية وعلم الكلام والمنطق، واخيراً الفلسفة. الطمع فسد الدين، فلسفة حقيقية لا سفسطائية ولا ديالكتيكية، ثبتت واقعها اليوم في هذا العصر، عصر الواحد والعشرين، حيث سرقونا فاسدون باسم الدين، وذلك بخلط الاوراق، خلط الدين بالسياسة، لأجل المنفعة والطمع، الطمع بالمناصب والامتيازات والتسلط، والطمع فسّد الدين. واستميح أمي عذراً .. أمي، ايتها الفيلسوفة العظيمة، بأن اضيف على فلسفتك: الطمع فسد الدين، قولي: (والدين فسد السياسة).



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو العرفان؟
- سلمان الفارسي (المعلم الثاني)
- الاوائل في الفلسفة والعلوم(4)
- الاوائل في الفلسفة والعلوم (3)
- اللاأدرية (الفصل الثالث) والاخير
- اللاأدرية (الفصل الاول)
- اللاأدرية (الفصل الثاني)
- نيتشة يفتي بجهاد النكاح!
- الاوائل في الفلسفة والعلوم(2)
- الاوائل في الفلسفة والعلوم(1)
- هل لل -عقل- وجود حقيقي؟!
- فلسفة الشك لدى المعري (1)
- الله في فكر عمر الخيام 23/ 25
- الله في فكرعمر الخيام: المقدمة
- الله في فكر عمر الخيام21/ 25
- -الجبن والخور- في مفهوم مسكويه الحكيم
- محمد عبد الوهاب... واللاأدرية
- اللاأدرية وايليا ابو ماضي وعبد الوهاب
- ارسطو: الرق نظام طبيعي
- سقراط يُقتل بفتوى التكفير


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - -الطمع فسّد الدين-