أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مسعود عكو - ثقافة الأغبياء في الإساءة للأنبياء














المزيد.....

ثقافة الأغبياء في الإساءة للأنبياء


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 1456 - 2006 / 2 / 9 - 10:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الجميع كان يتابع, مسلسل الرسوم المسيئة للرسول الكريم, محمد عليه أفضل الصلاة, وأتم التسليم, وجميعنا تابع استنكار حكومات تلك الدول, التي نشرت صحافتها تلك الصور, التي ألهبت قلوب المسلمين في كافة أنحاء المعمورة, في منظر ينافي كل قواعد الاحترام, والتقدير بين الأديان, والمتدينين سواءً كنت مسلماً, أو مسيحياً, أو يهودياً, أو بوذياً, أو زرادشتياً, أو إيزيدياً, وكان أكبر استنكار, وأعظم رسالة اعتذار للعالم الإسلامي هو استنكار بابا الفاتيكان لهذه الرسوم, بالإضافة إلى العديد من الشخصيات السياسية, والاجتماعية, والدينية الأخرى.

العقلية التي تسيء للأديان لا يمكن أن نطلق عليها سوى سمة الغباء, والغرابة تكمن بأنها خرجت من دول تعتبر عالمياً, ومنطقياً متحضرة, وتهتم بأبسط ثقافات حقوق الحيوان ناهيك عن الحريات الإنسانية الأساسية المقدسة في دساتير تلك الدول, والحكومات, وتأتي الإشارة إلى فذلكة تلك الصحف بأن من حقها أن تمارس حريتها الصحفية على حساب مشاعر, وحرية أديان أخرى.

بلدان تبيح زواج المثل, ولا تعتبر الخيانة الزوجية فيها جريمة, ولا يعيرون للسماء أي اعتبار - مع احترامي لكل معتقداتهم, وأخلاقياتهم, وحتى عاداتهم, وعقلياتهم - فهذه حياتهم, وهم بكل تأكيد أحرار بذلك, ولكن لو جاء آخر من أي دين, أو ملة, أو قومية, أو دولة, ونشر مقالة, وليست صورة, أو أي شيء آخر يسيء بشكل, أو بآخر إلى هذه الحريات, ألا تتهمه كل أنظمة العالم, وحكومات تلك الدول بأن هذا انتهاك صارخ لحقوق الإنسان, والحرية الشخصية للآخر؟ فكيف إذاً تبيح لنفسك الإساءة إلى رسالة ربانية تعترف بها أنت أيضاً فدينك, ودينهم من مشكاة واحدة, ونبيك, ونبيهم مرسلين من إله واحد.

لكن معالجة تلك المسألة لم تتم بالشكل المنطقي, والسليم فعندما تنزل, وتحتج على إساءة رسام عن طريق صورة هو متخيلها لنبيك, فتحرق علم دولة تتمثل لها في بلدك بمثابة جزء من ترابها, وتنتهك حرمات سفاراتها, وممثلياتها السياسية, وغيرها تؤكد بأنك فشلت أيضاً في احترام رسولك كما كان يريده الرسول الكريم منك فليست من أخلاق محمد عليه الصلاة, والسلام الإساءة بالمثل على الرغم من السيئة الواضحة, لكن! لا تنجر أنت أيضاً إلى ما هو أسوء من ذلك, وأوصى الله عز, وجل محمد إذا يقول في سورة النحل{وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولإن صبرتم لهو خير للصابرين(126)واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون(127) إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون(128)} وكانت هذه الآيات الثلاث قد أنزلها الله عز, وجل على سيدنا محمد بعدما هزم هو ورهطه في معركة أحد, وتمثلت هند بنت عتبة بجثة عمه حمزة فأقسم أن يتمثل بمائة منهم, وكانت رسالة الله جل, وعلا له بأن الصبر هو خير له, وإلا فليتمثل بواحد كما مثلوا هم, وله حق القصاص من الذين تمثلوا بعمه الكريم.

عندما يوجه الله جل, وعلا رسوله إلى الصبر, وهو خير للصابرين علينا جميعاً تعلم الصبر منه, وإلا سنكون كمن أساء للرسول بحرقنا للسفارات, أو الأعلام التي لها قدسيتها لكل شخص يحترم علمه, وإنسانيته بالدرجة الأولى, وهذا يضفي على الإسلام المزيد من سمات الهمجية التي يحاول الكثيرون اليوم الإساءة للدين على حساب المتدينين فلو تعاملت تلك الجموع المجوقلة بالمنطق, وبشكل أعقل لهزموا تلك الرسوم المسيئة للرسول الكريم, وهزموا من كان يناصرها, ويمنح لنفسه صلاحية ممارسة حريته على حساب الإساءة لمشاعر أناس آخرين يقاسمونهم نفس السماء, ونفس الأرض.

تلك الرسوم لم تسئ للرسول محمد عليه الصلاة, والسلام بقدر ما أساءت لمدعي الحرية, والديمقراطية, وحقوق الإنسان, ولا أناصر قط هؤلاء الذين أساءوا للسفارات الأجنبية, وأحرقوها هي, وأعلامها, وتهديد ممثلياته فقط ليظهروا مدى حبهم لنبيهم الذين هم أساساًَ لا يسمعون كلام الله عز, وجل ولا كلام نبيهم عليه السلام, واعتبرت هذه الممارسات التي قامت بها جموع مشكوكة فيها إساءة للمسلمين أكثر من مناصرتهم لرسولهم الذي أهينت بها أمته من خلال رسام كان يتفذلك بجرح مشاعر متدينين, ويرى ذلك كله حرية شخصية دون آبه لحريات, وكرامات الآخرين, وهو على يقين تام بأن حريته تبدأ عندما تنتهي حرية الآخرين, وليست أبعاد حريته ليست لها حدود لا في الأرض, ولا في السماء, ويرى ذلك من أهم مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان, والأخر المسلم يتعامل بنفس العقلية, ونفس المنطق فيضرم النيران في بيته, وهو داخله, ولا يدري بأنه يزيد الطين بلة فيا رب ثبت علينا العقل, والدين, وارحمنا إنك ارحم الراحمين, ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا!!! اللهم آمين!!!



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في البحث عن وطن
- نادي الجهاد:أزمة رياضية أم قضية سياسية؟
- ربيعنا الذي صار خريفاً
- الشعب سيحاسب مجلس الشعب
- انشقاق خدام: صفقة أم انتقام؟
- الإرهابية القاتلة في ثقافة الأشلاء المتناثرة
- القلم الشهيد بل شهيد القلم
- فاقد الشيء لا يعطيه
- الديمقراطية والحرية للكرد الفيلية
- الشاهد المقنع: زوبعة سورية أم عاصفة لبنانية؟
- من شهر العسل إلى شهر البصل
- القرار الدولي ثلاثي الأبعاد
- بين تقرير ميليس وانتحار كنعان أسئلة برسم الإجابة
- ديتليف ميليس... إلى أين؟
- إعلان دمشق... مستلزمات ونواقص
- القتل بدافع الشرف مباح اجتماعياً محمي قانونياً
- دستور العراق ... مستقبل العراق
- تحية إلى جون قرنق
- عن أي نسيج يتحدثون
- العمليات الانتحارية استشهادية أم إرهابية


المزيد.....




- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...
- قائد الثورة الاسلامية: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكي ...
- قائد الثورة الاسلامية: ينبغي صدور أحكام الاعدام ضد قيادات ال ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مسعود عكو - ثقافة الأغبياء في الإساءة للأنبياء