مروة التجاني
الحوار المتمدن-العدد: 5604 - 2017 / 8 / 8 - 01:14
المحور:
حقوق مثليي الجنس
لازلت أشتهي أجساد النساء .. عندما عشقت اللغة العربية تسائلت كثيراً عن معنى كلمة ( مثل ) ( مثل الشئ ) هن مثلي في إشتهائهن للغة الجميلة ، عرفت بعدها أن الكلمة تعني مثيل الشئ في كل الأشياء ، مع ذلك هن مختلفات هناك الطويلة والقصيرة ، القبيحة والجميلة ، السمينة والنحيفة لكنهن مشتركات في كونهن نساء ، إناث يحضن كل شهر بغزارة ، هن مثل الأطفال يخفين الدم بمناديل ناعمة وكنت أنا أشاركهن في الطفولة والبلوغ .. كيف لا أحبهن ونحن مشتركات في وظائف الجسد .
لروائح جسدنا ذات الرغبة في الإشتهاء ومن ولأجل جلودنا صنع العطر ، هل تحب أيها الرجل رائحة جسد امرأة عارية بالتأكيد ستجيب بنعم إذن كيف لا أشتهي هذا الجمال مثلك ، كيف يحدث الا تثيرني أجساد و روائح النساء . يحدث للجسد والعقل أن يتعلق بالجماد .. الشئ كساعة يد ويتباهى بها ، يحدث للجسد أن يستريح في قميص بعينه دون جميع الملابس ، هكذا يحدث لجسدي أن يشتهي اللحم الحي بكل منعطفاته ، يحدث لعقلي أن تجذبه تفاصيل سيدة ويستريح على سهولها مثل القميص ! .
في حبهن يشاركنني الهم الواحد ، هكذا عندما أرقد في الفراش من ألم الدورة الشهرية وأجدهن راقدات مثلي ، نتألم معاً ، نبكي ، نحزن ، ننفعل في ذات المواقيت ويعذرنا الرجال دون أن تبصر عيونهم دمائنا ، ما الدم ؟ . لجسدي هواجسه الكثيرة ولهن هواجسهن فهن باحثات عن الرجال وأنا أبحث عنهن في الرائحة ، الفستان ، السوق ، ما سوق النساء ؟ حيث تلتصق أجسادهن معاً دون أن تهرب إحداهن من الأخرى فهي مجرد مثيل مختلف ، سيحدث ذات يوم أن تكشفي جسدها بدافع الصدفة وتسيل رغبتك المطفأة .
بحث جسدي في كل كتب الجنس والحب ووجدها تتحدث عن جسد الأنثى وتتغزل به منذ قديم الأزل ، لايزال الحديث عن النساء وأسرارهن تهمة ، لكن كفتاة مثلية جنسياً أحب الرجال المثليون وأحترمهم ، اتسائل كيف تكون هواجس أجسادهم وخصاهم ؟ لابد من فتح حوار علني معهم بغرض تقديس المثلية وتقديرها في المجتمع ، لازالت مجرد هواجس عقلية وروحية وتلاعب جيني ، لازالت لها روحها وذاتها .
#مروة_التجاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟