|
الإسلام والمطالبة بإحترام الأديان
حسين ديبان
الحوار المتمدن-العدد: 1456 - 2006 / 2 / 9 - 10:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في كل المظاهرات التخريبية والإبتزازية التي قام بها المسلمين بدعوى الإحتجاج على الرسوم الكاريكاتيرية المحمدية طالب هؤلاء الدول الغربية ومجتمعاتها بإحترام دينهم ومنهم الكثير من طالب رياءً ونفاقاً بإحترام كل الأديان ومؤكدين بذات الوقت أن الدين الإسلامي يحترم جميع الأديان.
ولأن موضوع إحترام الدين الإسلامي لبقية الديانات تحدثت عنه العديد من الأقلام التي بينت كيف إحترم الدين الإسلامي غيره من الأديان بالقتل والسيف والنهب والسلب والإقصاء والإستئصال ومبرهنين على ذلك بآيات بيِِِنات ناسخات وليس مستنسخات ومستندين الى ماشرحه كبار شيوخ المسلمين للمعاني الدموية والإجرامية لهذه الآيات والتي ترقى الى ماهو أكثر من مجرد نصوص تحض على العنف والكراهية إلى نصوص تعكس واقع دموي حصل فعلا ومازال يحصل والأدلة على ذلك هي أكثر من أن تعد وتحصى.
فهل حقاً يجب علينا إحترام جميع الأديان وهل يجب علينا احترام دين تحض نصوصه على إيذاء الذات وتجاوز القانون كما هو الحال مع ديانة عبدة الشياطين المحظورة على سبيل المثال. وإذا كانت ديانة عبدة الشيطان محظورة وهي التي تحض على إيذاء الذات وتجاوز القانون دون أن تحض على قتل الآخر اللامنتمي لها فكيف علينا أن نحترم ديناً كالدين الإسلامي قام على القتل وانتشر بالسيف وموَل غزواته بالنهب والسلب وروج الجهل والخرافة وشرع العبودية جاعلا الناس درجات فمنهم السيد ومنهم العبد ومنهم المرأة التي كان لها نصيباً كبيراً من الظلم والإضطهاد في شرائع هذا الدين وصلت حد مساواتها ببعض الحيوانات فيما لو مرت من أمام ذكر إسلامي وهو يقيم الصلاة.
قبل كل شيئ لا بد من التذكير بأن المقصود هنا بعبدة الشيطان ليس الأخوة الأيزيدين ولا ديانتهم الأيزيدية كما يطلق عليهم من يدعي إحترام الآخر من المسلمين فهؤلاء قوم مسالمون طيبون في المعشر والأخلاق وكرماء وغيورون على أنفسهم وغيرهم وهم كانوا على الدوام من ضحايا التطرف والإرهاب الإسلامي وإنما المقصود أتباع تلك الديانة التي كان أول ظهور لها في أوروبا في القرن الثالث عشر كما تقول الباحثة الأمريكية اليزابيت بارنت من جامعة ايلينوي وأتباع هذه الديانة يعتبرون إحدى الطوائف التي تندرج تحت الوثنية وطقوسها كلها تعتبر مخالفة للقانون مثل تعاطي المخدرات والخمور والجنس الجماعي والشذوذ والسرقة وقد اندثروا تقريبا بعد أن دعت الكنيسة الى مواجهتهم والقضاء عليهم.
عادت هذه الديانة للظهور في العصر الحديث في أوروبا وأمريكا وامتدت الى بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العشر الأخير من القرن الماضي ورأينا حالات تم القبض عليها في مصر والبحرين ولبنان والمغرب وقد إستفاد أعضاء هذه الديانة في السنوات الأخيرة من الإنترنت لنشر أفكارهم وطقوس ديانتهم.
سيئات هذه الديانة هي ماذكرناه من تعاطي المخدرات والخمور والجنس الجماعي والشذوذ والسرقة إضافة لحاجتهم الى ذبح قط أو كلب أو معزة سوداء وهي احدى الشروط الرئيسية لإستكمال طقوسهم.
وكما قلنا أيضا فأتباع هذه الديانة مطاردون وملاحقون قانونيا وهذا شيئ طبيعي لكن الغير طبيعي أبدا هو بقاء غيرهم يسرح ويمرح يقتل ويفتي بالقتل ويغتصب الطفولة ويشرع هذا الإغتصاب ويسرق وينهب تحت مسمى الجزية ويمارس الإضطهاد المشرعن وصولا الى القتل لكل من خالفه وحسب ظروفه فإن كان قوياً فعل كل ذلك وأكثر وإن كان ضعيفاً توارى بثوب السماحة والمجادلة بالحسنى.
الغير طبيعي أبدا هو أن يطارد عبدة الشيطان مع أن كل طقوسهم مع معارضتنا الشديدة لها لاترقى في لا قانونيتها مع مايفعله المسلمون من عمليات اجرامية وقتل للأبرياء كما حصل في نيويورك وواشنطن ولندن ومدريد وجاكرتا ومدن العراق والفليبين وآخر مافعلوه أول أمس في مدينة يالا جنوب تايلند حين قتلوا مواطنيين وجرحوا ثمانية عشر آخرين تقرباً من إلههم الدموي في ذات الوقت الذي كان فيه إخوانهم من المسلمون يتظاهرون أمام السفارة الدنماركية في بانكوك مطالبين دول الغرب ومجتمعاتها بإحترام دينهم وهم يدوسون ويحرقون الرمز الديني لأولئك الغربيون.
لا ياسادة فليس كل الديانات تستحق الإحترام لأن مقياس إحترام أي ديانة هو المدى التي تصله تلك الديانة في إحترام الآخر ونشر قيم التسامح والمساواة وعدم الإستعلاء وقبل كل ذلك إحترام قوانين حقوق الإنسان والعمل بها.
وعليه فإن أي ديانة تدعو إلى تجاوز القانون وتحض نصوصها على ماذكرنا من قتل وعنف وإغتصاب وإقصاء ونهب وسرقة لا تستحق عدم الإحترام فحسب وإنما تستحق الإزدراء فعلا والملاحقة القانونية والحظر ولو فعل العالم الحر ذلك اليوم لإرتاحت البشرية من خطر يهددها بين اللحظة والأخرى وليس بيننا وبين ذلك اليوم الخطير إلا بعض وقت ريثما يستكمل هؤلاء المجانين قنبلتهم النووية التي سيحكم العالم على نفسه بالدمار والهلاك إن لم يسارع الى تدميرها قبل فوات الأوان.
#حسين_ديبان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإسلام وإرهاب المقاطعة
-
أقباط مصر ومجزرة جديدة بحقهم
-
يالها من جنة على جثث الضعفاء
-
حزب الله وحماس وإرتهان الأوطان
-
لماذا يطلبون الله في الملمات؟
-
لماذا كل هذه الإتهامات لمؤتمر الأقباط؟
-
نعم.. ثمة مشاكل في الإسلام
-
إغتيال رأي..
-
الإسلام هو الحل..ولكن لِمَن؟
-
من ماأحلى النصر بعون الله الى سوريا الله حاميها
-
عبد الكريم سليمان في ذمة جند الله
-
الى متى هذا الغباء الفلسطيني؟
-
مؤتمر واشنطن...عدالة قضية وهشاشة نظام
-
المنصور وصدام والمثقفين العرب
-
محاكمة صدام...والعرب
-
بشار الأسد وفلسفة الصبيان
-
من قتل غازي كنعان؟
-
ليتني كنت عراقيا
-
بشار الأسد..اللهم نفسي
-
حماس بلا خجل أو حياء
المزيد.....
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
-
“فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|