|
القيم المجرده و كوز المحبه أتخَرَم
ابراهيم جاد الكريم
الحوار المتمدن-العدد: 5603 - 2017 / 8 / 7 - 22:01
المحور:
الصحافة والاعلام
القيم المجرده وكوز المحبه أنهارت القيم المجرّده فى مجتمع يُعانى من الأُميه بنسبة أكثر من خمسين فى المائة وليست الأمّيه هنا قاصرة من لا يعرفون القراءة والكتابه ، بل على من يُفترض فيهم المعرفة بعد مرحلة أو مراحل فى التعليم . وللأسف فأن كلمة قيمه مُجرده غير مفهومة لكثير من المتعلمين ، وربما لبعضهم الحق حيث أنهم لم يدرسوا معنى لهذه اللفظه فى أية مرحلة من مراحل التعليم !! ربما درسوا ما يزرع الأيمان والمُثل العليا فى الأنسان ولكن لم تتم عملية الربط بين ما زُرع والقيمه المجرده المقصوده بهذا الدرس ، ولهذا فكل المتعلمون تفوتهم هذه المعانى ، وهؤلاء يكون خطرهم كبير حين يزرعون الفاظاً أو مقطع فى مسرحيه ، سيسمعه أو يشاهده عدد ضخم من الأميين عبر المسرح أو التمثيليّه الأذاعيه أو التليفزيون وهذا لأن المشاهدين من الأمييّن والأطفال سيكون الأثر عليهم خطيرا ومدمرا ، خاصة أن الفكرة المدمره سيكون أثرها أخطر على هؤلاء وهذه الأفكار المدمرة التى شاهدوها فى التليفزيون ... وهى بالنسبة اليهم مثلا أو رأى عام ... يتبعوه أتوماتيكيّا ويُصبح بالنسبة لهم نوع من الثقافة ذات المصداقيه وهم لا يَعرفون أن ما أِكتسبوه هو صورة مشوهه ، والواقع أنهم مظلومون لأن أجهزة الأعلام بالنسبة لهُم أجهزة ذات مصداقيه ، وهذا أيضا ليس ذنبهم بل ذنب المؤلف أو الكاتب الذى كتب بقصد النقد !! ولكنه لم يُوضح الناحية الحقيقيه التى ينقدها فى الموضوع ، وما ظهر فى مجتمعنا من مفاهيم خاطئة بعد عرض لمسرحيات لسنين طويله ولا يوجد فرد واحد بكل أرض مصر لم يراها أمثال : مدرسة المشاغبين ... التى دمرت أجيالا كامله من التلاميذ الذين أعتبروا أن ما رأوه بالمسرحيه يعتبر مثلا يحتذى به ، بل هو فى رأيهم مثالا صادقا يجب أِتباعُه ، وصار فى رأيهم أن العلم (يُكيّل باليدنجان) كما قالت المسرحيه ، أو أن المنطق هو أن تضرب شخصا على رأسه – يُقع وما يحُطش منطق ، ثم يُعقب كلامه بضحكه غبيّه ، وذلك لأن المشاهدين يعتبرون أن مقولة المسرحيه صادقه و بكُل حذافيرها !! ، بل أن المنظور المشوه الذى فهمه التلميذ لصورة المدرس والناظر المهزوز بالمسرحية ، أصبحت هى الصوره الأعم فى عقل التلميذ فى عقل التلميذ !! لأنهُ شاهدها فى التليفزيون ، بل أن أسلوب التلميذ فى التعامُل مع المدرس والناظر فى المسرحية هو الأسلوب الذى ساد فى التعامُل بعد المسرحية ، وظهر فى مجتمعنا ولأول مرة التعدى على المدرس والناظر سواء بالضرب أو السب !! والطامة الكبرى هو ما فهمهُ أولياء امور التلاميذ – الغير متعلمين – لطريقة التعامُل مع الناظر والمدرس !! بل ساد مفهوم عام بعدم ألأحترام بعد أستمرار عرض المسرحيه لسنوات طويله ... والى الآن بل أن التليفزيون يقوم بعرضها على فترات متقاربه حتى يعطى نفس الآثار على الأجيال الجديده الصاعده !! وهكذا صار المدرسُ الذى كان فيما مضى – كاد أن يكونَ رسولا – الى مسخ مشوه مهزوز لا يستطيع أن يقول لتلميذ هذا عيب أو حرام ... أو خطأ !! لخوف المدرس على لقمة عيشه أو لخوفه من لوم الناظر أو أحتمال أن يضربه ... التلميذ أو أبوهُ الجزار على باب المدرسة أو تقوم أم التلميذ التى تقوم ببيع الفراخ على باب المدرسة باتعدى على المدرس المطحون أمام خمسين مشاغبا أو أكثر فى الفصل الواحد . أصبح التلميذ وولى أمرُه يستطيعون والحمد لله أن يفعلوا بالمدرس ما يشاؤن !! ولا يستطيع هو أن يفعل شيئاَ لأن الضرب أو توجيه اللوم قد يعرضه هو شخصيا للضرب أو اللوم أو فضيحه على صفحات الجرائد فى مجتمع سادهُ طريقة ومفهوم مدرسة المشاغبين ، بل تحولت صورة التلميذ ألى الفهلوة على أنها شطارة وكما قالت المسرحية بأن تاجرا للشنطه ... داخل وخارج المدرسة وتحول التلاميذ بداخل المدرسة الى التظاهر ... وخاصة أن الأب أصبح مليونير أو باشا وبالتالى فمن حقه أن يتصرف كما يشاء ، لأن اللى معاه قرش يساوى قرش !! وهى مقولة أثرت فى مجتمعنا كله لأنها أصبحت هى السائده حتى صدقها المتعلمون فى مجتمعنا وصارت نبراسا للتصرف ، وأذا كانت هذه الكلمه قد صارت نبراسا أو أسلوب للعمل بالنسبة للمتعلمين ، فماذا فعلت هذه المقولة فى الأميين فى مجتمعنا ، لقد حولت كل أفكارهم نحو أِمتلاك القرش !!، تحولت كل الأفكار الى أمتلاك القرش ولم توضح مقولة المسرحية كيفية الحصول على القرش !! سواء كان بالسرقه أو النهب أو تجارة المخدرات أو بيع الأعراض ، المهم أن يكون معك قرش وبدأ مجتمعنا يرى المليونيرات غير معلومى الأصول – ومبدأ من أين لك هذا وحده غير كاف للوصول الى الأزقه والحارات ليصل الى من تحوّلت للحصول على القرش – لبيع العرض لمن يرغب فى داخل الحارة أو الزقاق ، ومبدأ من أين لك هذا ... لن يصل لكل موظف تحوّل الى مُرتشى – لا يختم أو يوقع ورقة بدون رشوة ، وهكذا تحولت مقولة مسرحية ألى مقولة مدمرة لأن أقوال المسرحية لم تذكُر شيئا عن الشرف والأمانه والواجب وكان من الطبيعى وبعد ظهور هذه الطبقات الوصولية المعدومة الأصول أن يظهر لهُم أيضا من يغنوا لهم ... على طريقتهم ... كوز المحبه أتخرم أدّينى لدعتين و حبّه فوق وحبّه تحت !!! وهكذا أيضا غرق مجتمعنا فى ملايين الشرائط التى ساهمت فى كبت مبادىء الشرف والأمانه والواجب والمُثل العليا لتحل محلها مُثل جاهلة حقيرة قضت على مفاهيم الكثيرين من أنصاف المتعلمين وأصبحت دستوراّ ونبراسا وأسلوب عمل من أجل الوصول الى المال والحصول على باشويةممزقه والتى حصل عليها سائق التاكسى بعد حصوله على لقب باشمهندس وتحّول السباك الى دكتور لأنه حصل على المال الذى مكنه من ركوب الزلمكه أو البودرة ... وهما أسماء لسيارات قام بأطلاقها سوقى خريج سجون لكى يرددها خلفه مجتمع سادت فيه السوقية والغوغائيّه التى ترددها أجهزة أِعلام لها مصداقية ضخمه والمفروض فيها الوعى والفهم لما وراء الكلمات والحركات والهمز واللّمذ الذى يشوهُ مفاهيم مجتمع بأسرة ألا قد أبلغت – ضاع منّا معنى القيم – اللهم فأشهد ولا حول ولا قوة ألا بالله .
#ابراهيم_جاد_الكريم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لو ... حرف شعلقه فى الجو
-
هتيت كتيت من هديد
-
زمن .... الغث !!
-
الفقر و ... النسل
-
ليست طبيعته ولكن ... طريقته !!
-
الأمريكيين على خطى .. المصريين
-
الحب و .. التكنولوجيا
-
أنا قلت لك (شعر )
-
فى ... الأرواح الشريرة
-
فى فلسفة ... الزمن
-
داعش وغيرها
-
حقوق المرأة والنضال
-
ا لناس اللى ... طلعت
-
جماعات و نكبات
-
أشعياء13 وبداية النهايه
-
كلام مغلوط ... مقصود
-
الطبقه العامله فى الماضى والحاضر والمستقبل
-
روشته لآنقاذ وطن
المزيد.....
-
طفل بعمر 3 سنوات يطلق النار على أخته بمسدس شبح.. والشرطة تعت
...
-
مخلوق غامض.. ما قصة -بيغ فوت- ولِمَ يرتبط اسمه ببلدة أسترالي
...
-
-نيويورك تايمز-: إسرائيل اعتمدت أساليب معيبة لتحديد الأهداف
...
-
خمسة صحفيين من بين القتلى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة
-
كازاخستان: ارتفاع حصيلة ضحايا تحطم الطائرة الأذربيجانية إلى
...
-
تسونامي 2004.. عشرون عاماً على الذكرى
-
إسرائيل تعلن انتهاء عملية اقتحام مدينة طولكرم بعد مقتل ثماني
...
-
الولايات المتحدة.. سحب قطرات عين بعد شكاوى من تلوث فطري في ا
...
-
روسيا.. تطوير -مساعد ذكي- للطبيب يكشف أمراض القلب المحتملة
-
وفد استخباراتي عراقي يزور دمشق للقاء الشرع
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|