|
فى اليوم العالمى للشباب
امجد المصرى
الحوار المتمدن-العدد: 5603 - 2017 / 8 / 6 - 23:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في 17 ديسمبر 1999 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة ان يوم " الثانى عشر من اغسطس" من كل عام سيعلن يوما دوليا للشباب عملا بالتوصية التي قدمها المؤتمر العالمي لوزراء الشباب فى اجتماعهم المنعقد فى أغسطس 1998..ومنذ هذا التاريخ وهناك اعتراف متزايد بأن إدماج الشباب في المجتمع على نطاق أوسع هو عنصر أساسي في ارساء السلام والتنميه حول العالم تأكيدا للدور الهام الذي يمكن أن يؤديه الشباب في انهاء الصراعات وحلها والارتقاء بمستوى اوطانهم اجتماعيا واقتصاديا وبالتالى تحسين الوضع المعيشى العام على كوكب الارض واقرار السلام العالمى والتنميه المرجوه . وفى مصر.. نلاحظ فى الفتره الاخيره تزايد الاهتمام المعلن من قبل الدوله بالشباب حيث خصص عام كامل للشباب وتم البدء فى اقامة سلسله من اللقاءات الشهريه بين مجموعات شبابيه وقيادات الدوله من اجل تقليل الفجوه الفكريه بين هؤلاء الشباب وجيل الكبار والتعرف على مشاكلهم عن قرب وادماجهم فى العمليه السياسيه والتنمويه فى المجتمع ... "" ولكن "" ... عن اى فئه عمريه من الشباب نتحدث ؟؟ هذه هى قضيتنا اليوم ..!! تستخدم منظمة اليونسكوعند تنفيذ استراتيجياتها الخاصة بالشباب التعريف العالمي الذي اعتمدته الأمم المتحدة والذى ينص رسميا على أن "الشباب" هم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة... وحسب تقرير حديث للأمم المتحدة فإن واحداً من بين كل خمسة أفراد من سكان العالم الثالث ينتمي للفئة العمرية بين 15-24 عاماً وأن أكثر من نصف سكان الدول العربية لا يتجاوزون 25 عاماً وهو ما تم ربطه مؤخرا بأنه احد اسباب تفجر أحداث ما عرف بـ "الربيع العربي" نظرا لشدة إحباط هذه الفئة الواسعة من الشباب صغير السن قليل الثقافه والوعى من الوضع المزري الذي عانوه طوال سنوات حيث ارتفعت نسبة البطاله وقتها الى قرابة ال 28% من الشباب وازدادت درجات الفساد والضنك الاقتصادى مما كان من العوامل الهامه التي دفعت هذه الفئات العمريه الصغيره والمهمشه والغير مشموله بالرعايه سياسيا واجتماعيا وفكريا الى النزول للشوارع والساحات والمطالبة بحقوق لم ينعموا بها منذ نعومة أظفارهم او هكذا خيل لهم وقتها ..!! اذا نتحدث عن فئه عمريه هى الاولى بالرعايه والاهتمام حيث انها ارض خصبه للغرس والتنشئه السليمه مع احتفاظها بدرجه عاليه من المرونه والتقبل ربما افضل كثيرا من الفئات العمريه الاكبر نوعا كما ان هذه الفئه العمريه عريضة الاتساع والقاعده هى المنوط بها حمل راية المجتمع فى شتى المجالات بعد سنوات قليله وبالتالى فان اغفال هذه الفئه فى مؤتمرات الشباب وتجمعاتهم وبرامج الرئاسه المختلفه والحراك التثقيفى الذى تمارسه احيانا منظمات العمل المدنى والاحزاب السياسيه سوف يؤدى الى نتائج غير مرضيه باعتبار ان قضية الشباب كانت ولا زالت وستظل طويلا هى قضية الامن القومى الاولى فى مصر حيث تؤكد معظم الدراسات الاجتماعيه العالميه المهتمه باوضاع الشباب حول العالم أن الأموال الطائلة التي تصرفها الدول لتدعيم بنيتها التحتية لم تنجح حتى الان في النهوض بمستوى تفاعل الشباب ومشاركتهم بشكل فعّال ومثمر في مجتمعاتهم وبالتالى فمازلنا فى حاجه الى جهود مضاعفه من اجل السيطره على هذا الجيل الصاعد من ابناء الفئه العمريه 15-24 لاعدادهم فكريا ونفسيا وتاهيلهم ليصبحوا ركيزه اساسيه للتنميه والبناء مع غرس الافكار الوسطيه والانتماء للوطن داخل عقولهم وقلوبهم فى هذا السن المبكر لتجنيبهم خطر السقوط فى شباك اصحاب المناهج الفكريه المتطرفه والذين يعملون جاهدين دائما على اصطياد هؤلاء الصغار مبكرا من اجل غرس افكارهم المتطرفه وتحويلهم الى مجاهدين ضد الوطن والنظام بكل سهوله ويسر وافقادهم لاى نوع من الانتماء للارض والجيش والمؤسسات الرسميه بل والوصول الى مرحلة تكفير المجتمع واستحلال دمه وماله وعرضه وهو ما شاهدناه دائما فى معظم الحوادث الارهابيه والتخريبيه التى ينفذها غالبا شباب صغار السن ربما يقع معظمهم داخل هذه الفئه العمريه المهمشه دائما (15-24 ). كما ان هذه الفئه العمريه فى مجتمعاتنا العربيه والدول الناميه هم اكثر الفئات الاجتماعية تنقلاً حيث يمثلون وفقا لاحصائيات الامم المتحده ومنظمات مكافحة الهجره غير الشرعيه حوالى 30% من نسبة المهاجرين في العالم وبالتالى فهم معرضون ايضا للسقوط فى فخاخ اخرى كثيره قد يواجهونها فى الخارج حال تمكنهم من عبور البحار نحو بلدان القاره الاوروبيه ولذلك تظل هذه الفئه المنسيه المهمشه 15-24 هى اهم فئات المجتمع المطلوب رعايتها جيدا فى الفتره القادمه والعمل على اعداد جيل جديد من الشباب المثقف الملتزم العاشق لوطنه بعيدا عن التزيد والتطرف او الهروب خارج الحدود بطرق شرعيه او غير شرغيه وما ينتج عنه من كوارث اهمها فقدان الوطن لهذه الطاقه الشبابيه التى يحتاج اليها فى مرحلة البناء والتنميه من اجل عبور جديد مرتقب ...حفظ الله الوطن وشبابه من كل شر .
#امجد_المصرى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وكل يدعى وصلا بليلى ..!!
-
يناير تحت المجهر (المشهد الاول)
-
التحليل السياسي بين العلم والفهلوه
-
الدراويش يفسدون الحياه
-
عندما تصرخ البطون ..!!!
-
دولة الخرافه تتهاوى
-
هل يفعلها سلمان ...!!
-
شيزوفرينيا سياسيه
-
بين التهويل والتهليل ضاعت الحقيقه
-
ابو العريف يحكم المدينه..!!
-
الفتنه استيقظت فهل من حكيم يخمدها
-
لعن الله الغرض ...فهو مرض .!!
-
ضجيج بلا طحين..!!
-
روح اكتوبر ..هل تعود ..!!
-
ماذا لو احببنا الوطن ..؟؟
-
دويلة الانقلابات ..الي اين...!!!
-
نصف شعب
-
الاسكندريه التي كانت...!!
-
اين ذهبت بهجتك يا رمضان ... ؟؟؟
-
وماذا بعد ....!!!
المزيد.....
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|