أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عايدة الجوهري - -يسار- عايدة الجوهري: مفهوم متحرّك للعدالة الإجتماعية














المزيد.....

-يسار- عايدة الجوهري: مفهوم متحرّك للعدالة الإجتماعية


عايدة الجوهري

الحوار المتمدن-العدد: 5603 - 2017 / 8 / 7 - 12:32
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


(من ضمن المقالات النقدية التي تناولت كتابي الاخير اليسار الماهية والدور الصادر عن دار الفارابي انتقي مقالة الصحافي معمر عطوي):


وفق منهجية جديدة غير تقليدية وإسلوب ممتع تتناول الدكتورة عايدة الجوهري مفهوم اليسار في كتابها الجديد "اليسار.. الماهية والدور" الصادر عن دار الفارابي في بيروت، إذ تقدّم للقارئ شرحاً تاريخياً مفصلاً عن تطور فكرة اليسار وعوامل تبلوره ومجالات تحققه، بعيداً عن الصورة النمطية الآيديولوجية لليسار، وبعبارة مبسطة تجعل المصطلح الفلسفي سهلاً في متناول القارئ.

ولعل الأزمة التي تعيشها معظم المجتمعات، وخصوصاً العربية منها، اليوم، مع غياب الطبقة الوسطى، تستدعي البحث عن نظام عادل غير مُستهلَك، إذ ساد مفهوم خاطئ عن ترادف ظالم بين الشيوعية السوفياتية وأخواتها بكل ما حملنه من صور استبداد وقمع، مع مفهوم اليسار الذي من المفترض أنه فضاء أوسع وأكثر قدرة على استيعاب تلك التناقضات الطبقية وأكثر تحرراً من حدود الآيديولوجيا، وفق معادلة البحث عن العدالة.



صورة اليساري

وفي سياق منهجي متناسق ينحو منحىً تأريخياً، نقلت الكاتبة شروحات دقيقة للعدالة الإجتماعية والحرية والصراع الطبقي والبرجوازية والبروليتاريا والإشتراكية، لتحيط بكل العوامل التي تشكل مناخاً لنشوء يسار، أو كما قالت في مقدمة كتابها "إعادة رسم صورة "اليساري، أي ذاك الذي اختار اليسار، هوية عقلية وجدانية سياسية".

والواضح أن القضية الأساس لدى اليسار، والتي تركز عليها الجوهري، هي قضية علاقة الحرية بالعدالة أو وعلاقة احترام الخصوصية والفطرة الإنسانية بكيفية توزيع الثروة، خصوصاً بعدما عاش العالم تجارب فاشلة ادعت اعتناقها اليسار، فقمعت الحريات وتعدت على الملكيات الخاصة وصادرت حقوق إنسانية وملكيات اقتصادية بذريعة سيادة العدالة والاشتراكية على طريق تحقيق شيوعية الملكية ومرحلة اللادولة.

لذلك بدت الكاتبة حريصة على إعادة مفهوم اليسار إلى المشهد السياسي لضبط العلاقة بين قوى الإنتاج والرأسمال، لكن وفق ذهنية نقدية تستفيد من تجارب "إشتراكية" فاشلة، حوّلت أصحابها، واقعاً، إلى طغمة يمينية تستغل الضعفاء بامتياز. فأطياف اليسار عند الجوهري هم ثلاثة: أهل "التبرؤ"، وهم "أولئك الماركسيين السابقين الذين أعلنوا توبتهم الخالصة.." و"أهل التذبذب" وهم "الذين أوقعهم الخطاب المهيمن في حيرة من أمرهم، ولكنهم لا يكفّون عن رؤية مثالب الواقع الجديد وتناقضاته ومفارقاته، ويأملون إيجاد مخارج للأزمات التي يحياها الإنسان المعاصر.." و"أهل التهوين" "الذين سبق أن هوّنوا من قيمة الحرية باسم العدالة أو الأعداء المتربصين".


حتمية تفسير البروليتاريا


وتلفت الجوهري انتباه القارئ إلى خطأ ربط اليسار بدحض المعتقدات الدينية، معتبرة "أن الظن بأن المنطلقات والرؤى اليسارية محصورة بدحض المعتقدات الدينية ظاهرة خطيرة، تحجّم تياراً فكريّاً وسياسيّاً أساسيّاً، تفرَز على أساسه التكوينات الفلسفية السياسية في البلاد الديموقراطية، المتحضرة سياسياً، لا غيرها.

لقد غاصت الكاتبة في تاريخ الفلسفة لتلتقط بذور اليسارية عند كبار أعلام الفكر الاقتصادي والسياسي والإجتماعي من سقراط وصولاً إلى كارل ماركس، مرورًا بسان سيمون وجون لوك ودافيد هيوم وآمانويل كانت وآدم سميث وشارل فورييه وآخرين.

ولعل نقدها للماركسية قد نبع من التطورات التاريخية التي تنفي وجود حتمية لتفسير مفهوم البروليتاريا بتفسيرات القرن التاسع عشر. إذ "لم تعد البروليتاريا كما تمثلها ماركس والماركسيون من بعده، القوة الأساس من قوى التغيير الاجتماعي، بعد أن شهدت المجتمعات تطوراً واسعاً للمعلوماتية وللمهن الرمزية والإدارية، وبعد أن نهجت بعض الأنظمة نهج الإقتصادات الريعية التي لا تقوم على الاقتصاد السلعي، بل على أنشطة القطاعات الخدماتية، كما في لبنان على سبيل المثال..".

وان كان من الملاحظ عدم مرور الكاتبة على نماذج حكم يسارية ناجحة في أميركا اللاتينية، ربما لضيق مجال البحث، فإنها عالجت جيداً المسألة اللبنانية وقاربت إشكاليات الفساد والاحتكار و"نيو- ليبرالية" مقاربة يسارية في بلد "تتعايش (فيه) الاحتكارات والمضاربات والوكالات الحصرية وأدبيات النظام الإقتصادي الحر تحت سماء واحدة".


العدالة والحرية

قد لا يكون كتاب بحجم 278 صفحة كافياً لمعالجة موضوع كبير عن دور وماهية اليسار، لكن ما قدمته الجوهري في بحثها المستفيض يشكل ورقة بحث تستحق المناقشة والبناء عليها لمراكمة تصورات جديدة لليسار بعيداً عن سطوة العقيدة السياسية التي تصادر حرية المرء في اختيار نظامه، وليس استجابة إلى صراعات حزبية أو سياسية ذات طابع تقليدي، بل وفق منطلقات وجودية إنسانية.

لذلك نجحت الباحثة المتخصصة في الألسنية، في لي عنق المصطلح فحوّلته إلى مفهوم فضفاض لا يمكن فرضه على المجتمع وفق معايير دوغمائية جامدة أو أفكار تقف عند عتبة التاريخ، بل تلج الواقع وتدرك متغيراته وفق مف.هوم متحرك للعدالة الاجتماعية.



#عايدة_الجوهري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلُّنا مقتولات محتَمَلات
- العرب يكرهون العمل
- التمرُّد على الله
- لماذا تكتبين؟
- أسياد وعبيد
- لعنةُ الأنوثة؟ أم لعنةُ الرّجولة؟


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية: سلاحنا للدفاع عن النفس والغزّيون طليعة ج ...
- م.م.ن.ص// من يمول الإبادة الجماعية؟ ومن يسهلها؟
- حزب النهج الديمقراطي العمالي المكتب السياسي :بيان للرأي العا ...
- بلاغ إخباري للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع
- لا لإعادة تسليح الاتحاد الأوروبي! لا لاتفاقية ترامب – بوتين ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 14 أبريل 2025
- هجوم جديد على الفقراء والعمال بزيادة أسعار الوقود والاشتراكي ...
- مكاسب الشغيلة المهددة، وتكتيك بيروقراطية المنظمات العمالية، ...
- في أجواء عائلية حميمية.. الجالية العراقية في فرنسا تحتفي بال ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 596


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عايدة الجوهري - -يسار- عايدة الجوهري: مفهوم متحرّك للعدالة الإجتماعية