|
الاستفتاء ورقة بيد الجبهتين الداخليتين
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 5603 - 2017 / 8 / 6 - 17:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ اقدام السيد مسعود البارزاني على عملية الاستفتاء و تغيرت المعادلات الداخلية و لُفتت الانظار نحو هذه العملية بعيدا عن الكثير من الامور الضرورية التي كان من الاولى الاهتمام بها قبل هذه المفاجئة و ان كان الاستقلال من اولى الاولويات لشعب كوردستان عبر تاريخه ، و فعل القرار فعلته التي لا يمكن ان نعتقد بانها ستؤدي الى نهاية مرضية للجميع باي حال كان . ما نريد ان نقصر الكلام عنه هو بروز جبهتين مضادتين من حيث الهدف، وهو تاييد الاستفتاء او رفضه و المنتمين للجانبين لهم اراء مختلفة و لكل منهم دوافع متعددة الا ان اكثرية الرافضين ينتمون للمعارضة مع اخرين من المحسوبين على المستقلين ظاهرا و دون ان نسمع عن ولو راي واحد فقط من ضمن هذه الجهة مؤيدا لاجراء عملية الاستفتاء و كذلك عدم ادلاء اي منتمي الى صاحب المقترح باي راي مخالف او مطالب لتاجيل العملية، هذا امر عجيب في عالم الديموقراطية و الحرية و تعدد الاراء و الرؤى، و هذا ان دل على شيء فهو يدل على مدى ثبوت الراعي و الرعية ان لم نقل القطيع عند شعبنا و احزابنا . انقسم الشعب المنتمي بشكل عام الى الجهات و ان لم ينتموا تنظيما اليهم و نادرا ما نرى مستقلا بمعنى الكلمة من حيث المواقف و الخلفية و التوجه و العمل . و عليه لم نلمس من لم يدل برايه في هذا الموضوع الحساس المصيري، و اصبحت التوجهات وفق المناطقية و المعاقل الحزبية التي فرضتها الظروف الموضوعية لما فيه المناطق من حيث التاريخ و المجتمع و الثقافة عبر الزمن . فالجبهتين المضادتين من حيث نظرتهم الى عملية الاستفتاء، ينظقون بما تمليه عليهم انتماءاتهم و مصالحهم و خلفيتهم المختلفة الشكل و اللون و البائن كلون واحد ظاهرا، اي من ينتمي او يميل الى حركة التغيير يرفض الاستفتاء جملة و تفصيلا, لانها عملية و ان تم الشعب ككل الا انها طرحت من قبل الند او المناويء لها و لهدف لا يمكن ان تصدقه هذه الحركة على انها لصالح الشعب الكوردستاني . و على الاكثر انها و بنسبة كبيرة على حق لان الاقتراح طرح في غفلة من الزمن و في لحظة و من قبل شخص و حزب منغمس في المشاكل و الازمات التي صنعها بديها محاولا انقاذ النفس و القفز على المشاكل بهذه الطريقة كهدف رئيسي له, وكما نعتقد نحن و من ثم يمكن ان يحقق الهدف الاسمى وهو الاستقلال بهذه الطريقة الغريبة و من دون اية ارضية مطلوبة . و في المقابل و الجانب الشيء من قبل حركة التغيير و من حولها لا يعلنون عن البديل المناسب الافضل غير طلبهم بتاجيل العملية و هم يعلمون بان التاجيل يعني الالغاء و من ثم مرور العقود دون اجراءها نتيجة الظروف غير المؤآتية للشعب الكوردستاني و لم نحصل على فرصة اخرى و كم من فرص هدرت دون تحقيق الهدف الاسمى، و هذا افضح من فشل العملية . اما الديموقراطي و رئيسه البارزاني يريد ان يلتف حول المستحقات القانونية و يجانب الكثير من الامور الضرورية المطلوبة قبل هذه العملية و يهدف بشكل رئيسي ان ينقذ ذاته من الاخطاء الكبيرة المتكررة التي ارتكبها هو و حزبه دون عقاب سياسي, و يهدف بهذه الخطوة ان يضرب عدة عصافير بحجر واحد و احدها وهو الاهم لديه ان يكون في المقدمة و هو المتنفذ دائما و ان اهدر اكبر الفرص لخلاص الامة الكوردية من هذه الحال . اي ان يبقى على راس السلطة و ان يتحايل على تداول السلطة بشكله الديموقراطي و بحجج اكثرها واهية و بعيدة عن الديموقراطية الحقيقية . و عينه على المجد و الفخر الحزبي و الشخصي دائما و اكثر من تحرير الامة الكوردية و مستقبله مهما ادعى غير ذلك و كما تدلنا عليه فترة حكمه و تكتيكاته من اجل البقاء على حساب القانون و الديموقراطية و تداول السلطة . اما الاتحاد الوطني و الاحزاب الاخرى الذين يريدون ان يبقوا بعيدين عن اية جبهة لاسباب حزبية ايضا و كاولوية و من ثم ما يمكنهم من ان يبقوا في الوسط لتقارب وجهات النظر و اختيار الاصح في النهاية، اضافة الى الكثير من العقد الذي يحملونها هم ايضا مع ما تتداخل مع هذه المهمة من المشاكل الدخلية التي يحملونها و ربما قد تعيق الطريق امامهم اضافة الى تعنت الاخرين في افعالهم و توجهاتهم و استنادهم على الاتكيتات السياسية الحزبية البعيدة عن المصالح العليا للشعب، ان لم نتكلم عن العقدة الانتخابية التي يحملها الاتحاد الوطني منذ انشقاق حركة التغيير عنه . من المؤسف اننا نسمع يوميا اراءا متناقضة من مختلف الجهات و كل له حجته معتبرا نفسه على الطريق الصواب، و الاكثر اسفا ان نرى الكثير من المثقفين المحسوبين على الجبهتين يتبجحون باراءهم و ان كانوا على الخطا و توزعوا على الجبهتين و لم نر مستقلا بمعنى الكلمة يطرح رايه حول هذا الموضوع المهم و الحساس و المصيري بموضوعية . هذا في الوقت الذي نفتقر الى مؤسسة مستقلة للبحث و التطرق في الموضوع ونحن نعيش في ظل تحزب المؤسسات المهمة كالقضاء و الجامعات و مراكز البحوث الضعيفة و هي المنقسمة على الجهات السياسية ايضا، عدا ما نراه من المواقف الدولية المناوئة للعملية في ظل انعدام موقف دولي مخلص و بعيد عن المصلحة و داعم للعملية. اي اننا نعيش في اصعب مرحلة و في مفترق طرق خطير لابد ان يُردس جيدا قبل اية خطوة، و لكن يجب ان نحسب بان التراجع عن العملية سوف يؤدي الى ما يمكن ان يصل لحد الكارثة المعنوية و فقدان الامل، و هذا له افرازاته السلبية اكثر من اجراء العملية و بدقة في اتخاذ الخطوات المطلوبة مهما كانت النتائج فيها . و لكل منا حججه و اسبابه في بيان الراي الاصوب لديه، و لكننا نحن من بين القليلين ممن يدلون بارائهم بصراحة و استقلالية و لكوننا مستقلين روحا و انتماءا و امام اعيننا المصلحة العامة و لا يمكن ان يدخل اي مؤثر حزبي في تفكيرنا، و عليه يمكن ان يتخذ ما هو الاصوب من اراء و مواقف امثالنا غير المنتمين حزبيا و بعيدونين عن اية مصلحة ولو قليلة جدا و هم ندّر في كوردستان, و مع ذلك نحن نعلم من انعكف عن كل شيء و له الراي و الموقف الاصوب في هذا الجانب و لكن المتنفذين لم يلتفتوا الى عمل اي كان ان لم يكن لمصلحتهم الشخصية و الحزبية الضيقة، و هذا ما ابتلينا بهم و لم ننتظر الخير منهم الا قليلا .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كوردستان بين نعم و لا للاستفتاء
-
سكتت الجامعة العربية دهرا و نطقت كفرا
-
علی كوردستان ان تتصالح مع نفسها قبل الاستفتاء
-
هل تعيد امريكا ترتيب اوراقها في كوردستان
-
رفض الاستفتاء لمصلحة من ؟
-
حركة التغيير و دورها الحاسم في هذه المرحلة
-
ان لم نحسب لردود الافعال حول الاستفتاء
-
لیس لدیك البدیل و ترفض الاستفتاء ؟
-
موقف بعض الدول من الاستفتاء في كوردستان یعكس جزء من اس
...
-
لم يبدد الديموقراطي الكوردستاني الشكوك حول ادعاءاته للاستفتا
...
-
من واجبات الكورد في العراق قبل الاستقلال التام
-
نعم للاستفتاء في اقليم كوردستان
-
هل اشتكى كمال مظهر حقا لدى الخيون بان احدهم اتهمه بالعراقجي
-
الاستفتاء كعامل لتحدید الموقع النهائی لاقلی
...
-
هل تمنع تركيا البارزاني من اجراء الاستفتاء في كوردستان ؟
-
يجب ان نقول نعم لاستقلال كوردستان في الاستفتاء ؟
-
هل زيارة وفد اقليم كوردستان الى روسيا خطوة على طريق الصحيح ؟
-
اصيبت تركيا ازاء سياسة امريكا بهستريا قوية
-
ضرورات كوردستان مابعد رحيل القائد نوشيروان مصطفى
-
خسرنا قائدا كوردستانيا متواضعا
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|