سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1455 - 2006 / 2 / 8 - 09:52
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
حتى قبل أن تعلن قوميساريةُ الانتخابات ( مفوضيةُ الانتخابات ) ، نتائجَها المدروســة بتمعُّــنٍ ، وقبل أن تنعقد الجلسة الأولى للمجلس المنتظَــر ، تصاعدَ الحديث عن " هيأة الحل والعقد " ، باعتبارها " الهــرم " السياسي الأعلى ، كما عبّــرتْ صفيّـة السهيل ، ذات المرجعية المعروفة .
الهيأة المقترحة ( أي الهيأة القادمة ) سيكون لها حقّ النقض .
أي أنها أعلى من مجلس النواب .
أعلى من أي تراتبيّـةٍ وطنيةٍ ( المقصود محلّــية ) أخرى .
أعلى من كل شــيء .
الهيأة المقترحة هي الجسم الفعليّ لإدامة وإدارة دكتاتورية الاحتلال محلياً .
لِــمَ جاء هذا الاقتراح في مثل الـفُـجاءةِ ؟
لا يمكن فصل الأمر عن التطورات السياسية الراهنة على المستويين الإقليمي والدولي .
مجلس النواب ليس مضموناً في زمن العواصف :
الأميركيون يريدون احتلال آبار البترول الإيرانية المحاذية للعراق ، والتي تشكِّـل تسعين بالمائة من ثروة إيران البترولية .
العراق المحتلّ هو نقطة الوثوب العملية في العمليات الحربية المقررة .
مجلس النواب ، بالرغم من خيانة القيادات ، قد يقول : لا !
لا لاحتلال إيران الإسلامية …
( لا نَنْسَ أن إيران كانت جنّـةَ المأوى ) .
ومَن يدري … ربما طالبَ نوّابٌ في أحد الأيام بجلاء قوات الاحتلال !
مجلس النواب غير مضمون .
ما العمل إذاً ؟
فلتذهبْ إلى الجحيم أحاديثُ الديموقراطية والانتخابات وبناء المجتمع المدني .
لتذهبْ إلى الجحيم ، الـنُّخَبُ المصنّـعةُ ، والصحفُ المأجورةُ ذواتُ الألسنةِ المقطوعة ، والأحزابُ الـمموّلــةُ ســرّاً وعلانيةً …
ليذهبْ إلى الجحيم ، العملاءُ ذوو الأقنعة …
الاحتلال هو الأساس .
الاحتلال له ، وحده ، الحلّ والعقد !
لندن 6/2/2006
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟