أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر لازم الكناني - كارل ماركس والاغتراب














المزيد.....

كارل ماركس والاغتراب


حيدر لازم الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 5602 - 2017 / 8 / 5 - 16:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كارل ماركس والاغتراب
يشدد علماء النفس والاجتماع على تأثير النظام الاقتصادي في الشخصية ، واتخذ هذا النوع من المقاربة شكلا منهجيا بعمل الفيلسوف الاجتماعي الألماني كارل ماركس Karl Marx حيث أستنج ماركس أن الكثير من المؤسسات الاجتماعية(بما فيها الدين) عملت بصورة أساسية على أبقاء القدرة الاقتصادية في النخبة ، وأدت أفكاره إلى بروز اشتراكية شيوعية ، فالاشتراكيون يؤمنون بمجتمع يتم بناؤه بحيث يعمل الناس مباشرة لفائدة المجتمع أكثر منها لأنفسهم ، ويؤمن الشيوعيون باستخدام الثورات من قبل الطبقة الكادحة للتخلص من الملكية الخاصة لأنها تشجع على خلق مجتمع أناني وغير أنساني .
فما مدى صلة الفكر الماركيسي بالشخصية ؟ وبالتحديد بما يسمى الشخصية الثقافية ، فقد أكد ماركس انه يمكن تعقب اثر صفات نفسية كالاغتراب والأنانية بشكل مباشر في أبنية المجتمع الاقتصادي الرأسمالي ، وهكذا يتم فهم التأثيرات الاجتماعية الاقتصادية في بناء الشخصية.
ولكن الثورات الاشتراكية والشيوعية لم تثبت تنبؤات ماركس فإلغاء الملكية الخاصة وفرض المساواة الاقتصادية بالقوة لم يؤدي إلى فردوس الانجاز النفسي للمجتمع . الطبقة الاجتماعية الاقتصادية وعوامل البناء الاجتماعي المرتبطة هي مفاهيم أساسية في فهم السلوك الإنساني في الكثير من التحاليل الحديثة في علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي والعلوم السياسية (Kohn,1999) فعلى سبيل المثال يمكن اقتفاء اثر الاغتراب النفسي في ما يعانيه المجتمع الأمريكي الرأسمالي من اغتراب حيث أن الأمريكيين يشاركون في منظمات اجتماعية اقل وهم اقل ميلا إلى معرفة جيرانهم وحتى اقل مشاركة اجتماعية مع أصدقائهم (Putnam) ، فالمسألة ليست أن يقرر كل شخص مستقلا ومنعزلا إلى أقامة علاقات اجتماعية عن طريق الحواسيب والعالم الافتراضي على العكس فهذا انهيار للبناء الاجتماعي .
فقد كان كارل ماركس يعتقد أن الصفات الفردية كالاغتراب يمكن تعقبه أثره مباشرتاً من خلال البناء الاقتصادي للمجتمع الرأسمالي أكثر منه في البيولوجيا أو التاريخ الفريد للفرد .
في علم النفس الشخصية كان التأثير الأكبر لماركس في أراء أرك فروم كونه سلط الضوء في نظريته في الشخصية على الاغتراب الوجودي في المجتمع الحديث وفروم كـ ماركس كافح لتحديد ما الطبيعة الأساسية للكائن البشري وما نوع الثقافة الأفضل التي تعزز الانجاز الإنساني ، وكان يعتقد بان المجتمعات الرأسمالية تخلق بطبيعتها ثقافة الاستهلاك فهي تجعل الناس يشتهون ويستهلكون باستمرار منتجات حديثة أكثر وفاخرة أكثر ، عندئذ لا يستطيع المجتمع الرأسمالي الاستمرار أذا ما تم تشجيع ثقافة الاستهلاك والمنافسة (على سبيل المثال دعنا نفكر بالمؤسسات التي ستنهار أذا اكتف الناس بالملابس البسيطة ووسائل النقل البسيطة وامتنعوا عن ثقافة الاستهلاك والتنافس ).
ومن ناحية أخرى كان فروم يعتقد بأنه يمكن خلق المجتمعات التي تشجع تحقيق الذات عن طريق التشديد على المجتمع والحب والتبادلية ، ويرى فروم From بان الحب فن وهو ليس حالة يتعثر فيها الناس ولا هي ظاهرة ما سديمية ليس لها معنى حقيقي فهي ظاهرة تجعلنا نتجاوز عن أنانيتنا ونتغلب على طبيعتنا البيولوجية المدمرة فالحب وحده يساعدنا على التغلب على انعزالنا عن الآخرين .
وكان فروم قلقا من أن مجتمعنا الحديث يجعلنا مغتربين مع أنفسنا وعن الآخرين والتغلب على هذا الاغتراب الداخلي يجب أن نفهم العالم من خلال التدريب على التدرب على الصبر والتركيز والعيش بنشاط بالحاضر والتغلب على نرجسيتنا (وهذا ما يسمى بالزهد عند الفلسفات الدينية) ، أن فروم واتباعية يميلون إلى معالجة قضايا المجتمع الرأسمالي الاستهلاكي بالفلسفة الدينية والرجوع إلى الأصول الموجودة في الفكر الديني الصوفي اليهودي والمسيحي والبوذي والإسلامي التي شددت على أهمية الصلاة الروحية العميقة وفائدتها التأملية للنفس والإحساس والتفكير المرح للتخلص من شوائب الحضارة الرأسمالية وتراكماتها على المجتمع والفرد ، فعلى سبيل المثال تؤكد البوذية Buddhism بأنه يمكن بنجاح الولوج في أعماق الذات المخبئة ومعالجة مكبوتاتها وإسرارها عن طريق الحدس والشعور الفعال للحياة ، وأكد فروم على أهمية الاستغراق الفلسفي والديني والتأملي لحل مشكلات الشخصية وما تعانيه من تراكمات الحداثة وعلى رأسها الرأسمالية .
لا شك في أن ماركس وفروم سيحزنان لمجتمع استبدل النشاطات المشتركة بالمشاهد المنعزلة (التلفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي) وتخلى المجتمع عن تقاليده الثقافية إلى أساليب من المنافسة المادية من السلع الكمالية الاستهلاكية والانغماس بإشباع الذات وإظهار نرجسيتها ، وبالتأكيد فان هكذا مجتمع سيكون مجتمع أفراده مغتربين نفسيا وغير محبوبين وغير منجزين وعلاوة على ذلك سيكون مجتمع مستهلك وغير منتج .
د حيدر لازم الكناني





#حيدر_لازم_الكناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربة العلاج المعرفي لعلاج اساءة استخدام المواد
- سيكلوجية القادة والزعماء السياسيين في العراق بعد عام 2003
- العقد النفسية للقادة السياسيين في العراق بعد عام 2003 ودورها ...
- الأحلام والتحليل النفسي
- تنور الزهراء ورمزية الأم
- علم الاعصاب الشخصية
- الذكاء -النبيذ القديم في زجاجات جديدة -
- سومر تنبعث من جديد
- علم الاعصاب المعرفي
- سيكلوجية اشكالية العنف في العراق
- خرجنا من فك حوت وقعنا في فك تمساح
- الضغوط النفسية التي يعاني منها النازحون قسرا
- حكام اليوم وفوبيا الديمقراطية


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر لازم الكناني - كارل ماركس والاغتراب