أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نعيم الأشهب - ارادة القدس العربية تهزم ارادة الاحتلال!














المزيد.....


ارادة القدس العربية تهزم ارادة الاحتلال!


نعيم الأشهب

الحوار المتمدن-العدد: 5602 - 2017 / 8 / 5 - 11:13
المحور: القضية الفلسطينية
    



هذه الهبة، رغم محدوديتها الزمنية، كانت كافية لتسليط الضوء على المدى الذي بلغته عملية الفرز في الساحة العربية بين معسكر الشعوب العربية، نصير الشعب الفلسطيني والمعادي لاسرائيل والامبريالية الأميركية، وبين معسكر النظام العربي بقيادة السعودية الذي يقف عمليا في الطرف الأخر؛ أذ بينما هبّ حتى الشعب اليمني المنغمس كليا في معركة صد العدوان السعودي للتظاهر تضامنا مع هبة شعبنا،فان النظام العربي ليس فقط لم يحرك ساكنا، بل ان حكام السعودية خرجوا يبررون وضع الاحتلال الاسرائيلي للبوابات الالكترونية على مداخل الأقصى.




كان تركيب قوات الاحتلال الاسرائيلي للبوابات الالكترونية على مداخل المسجد الأقصى، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير - كما يقال - وتتويجا لمسلسل من الاجراءات الاحتلالية حول المسجد الأقصى، بدأت منذ اليوم الأول للاحتلال، وعرفت تطورا نوعيا منذ اقتحام شارون لساحة هذا المسجد عام الألفين. فكان تركيب هذه البوابات كافيا لتفجير مخزون الغضب الشعبي المتراكم. وقد سجلت هذه الهبة الشعبية لسكان القدس العربية، والتي سرعان ما امتدت الى الضفة والقطاع، عددا من المؤشرات ذات المغزى العميق، الايجابي منه والسلبي، التي تستحق وتستوجب الرصد والتمعن، لاستخلاص العبر منها، في معركة شعبنا الطويلة والمريرة مع الاحتلال :

أولا - الوحدة الوطنية الرائعة التي تجلّت في نشاطات هذه الهبة الشجاعة، هذه الوحدة التي تجاوزت وتجاهلت الانقسام ومظاهره، الذي تتحمل كل من حماس وفتح مسؤولية وقوعه واستمراره، وحدة مسلمين ومسيحيين، نساء ورجالا، شيوخا وأطفالا، صهرتها نار المعركة، وعمّدتها دماء شهدائنا وجرحانا الزكية أيام هذه الهبة الباسلة.

ثانيا - ما أكدته هذه الهبة، بأن شعبنا الأعزل، قادر ومؤهل، بوحدته أن يتصدى لقوى الاحتلال المدججة بالسلاح حتى الأسنان، وارغامها علىى التراجع. وقد شهد العالم كله نتنياهو وهو يؤكد اصراره على ابقاء الأبواب الألكترونية ثم يتراجع علنا أمام ارادة شعبنا الصلبة. وهذا الدرس البليغ موجه، في الأساس، للمراهنين على المفاوضات العبثية بالرعاية الأميركية، والذين يخشون، في الوقت ذاته، أي حراك لشعبنا الفلسطيني يمكن له أن يغضب المحتل وحلفاؤه الاقليميين والدوليين.

ثالثا- أن هذه الهبة أكدت من جديد، أن نضال شعبنا ضد المحتل هو وحده القادر على تحريك التضامن مع قضيتنا العادلة. فقد فرضت هذه الهبة اعادة القضية الفلسطينية الى اجندة القوى السياسية، أصدقاء واعداء على حد سواء، وترددت أصداؤها اقليميا وعالميا، ساعة بساعة.

رابعا - أن هذه الهبة كشفت مستوى الغربة بين السلطة الفلسطينية ونبض الشارع الفلسطيني. وقد بدا جليا أن هذه الهبة أربكت السلطة الى حد، أن أقصى ما أعلنته، بعد أكثر من اسبوع على اندلاع الهبة، هو"تعليق" وليس الغاء أو قطع الاتصالات مع المحتل، وبخاصة التنسيق الأمني المشين. وقد أثار هذا الاعلان سخرية حتى الاعلام الاسرائيلي، الذي شكك في قدرة السلطة الفلسطينية على تنفيذه فعليا ؛ وكل ذلك بدل أن تتصدى هذه السلطة لقيادة هذه الهبة وتنظيمها. وقد انعكس هذا الموقف الباهت للسلطة من الهبة في مواقف الطرفين الاسرائيلي والأميركي اللذين كانا يرددان علنا بأن عنوانهم لمعالجة هذه الهبة هو الأردن ومصر، مع تجاهل كامل للسطة الفلسطينية.

خامسا - أن صورة القدس، كما أضاءها لهيب هذه الهبة من جديد، كشفت بشكل لا يحتمل التأويل أن "وحدة" القدس تحت السيادة الاسرائيلية هي مجرد وهم خادع في عقول المحتلين، وأن القدس لم تكن مقسمة كما هي اليوم، وأن خطوط التمايز بين شقيها، التي سعى ويسعى المحتلون،عبثا، لطمسها وتجاهلها، تفقأ العيون.

سادسا - أن هذه الهبة، رغم محدوديتها الزمنية، كانت كافية لتسليط الضوء على المدى الذي بلغته عملية الفرز في الساحة العربية بين معسكر الشعوب العربية، نصير الشعب الفلسطيني والمعادي لاسرائيل والامبريالية الأميركية، وبين معسكر النظام العربي بقيادة السعودية الذي يقف عمليا في الطرف الأخر؛ أذ بينما هبّ حتى الشعب اليمني المنغمس كليا في معركة صد العدوان السعودي للتظاهر تضامنا مع هبة شعبنا،فان النظام العربي ليس فقط لم يحرك ساكنا، بل ان حكام السعودية خرجوا يبررون وضع الاحتلال الاسرائيلي للبوابات الالكترونية على مداخل الأقصى.

سابعا - أن هذه الهبة الشجاعة التي أرغمت المحتل الاسرائيلي على التراجع والغاء اجراءاته الأخيرة حول الأقصى، مثلت انجازا هاما تخطى في أبعاده المعنوية الأقصى وحتى القدس العربية، وكان من الممكن، كما بدا جليا على المزاج الشعبي العام، تطوير هذه الهبة لتحقيق المزيد من المكاسب الوطنية، لولا تدخل بعض الأوساط المحلية والعربية التي تخشى مواصلة وتصعيد المواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي وتفضل سبيل مفاوضته العقيمة، دون دعم من الفعل الجماهيري. ولكن برغم ذلك، فان ما حققته هذه الهبة الجريئة جدّد المخزون الثوري في أوساط شعبنا، ليتجلى في المعارك القادمة.



#نعيم_الأشهب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اﻹنفجار في قلعة الرجعية
- لماذا كان الفشل حصيلة صراعنا، على مدى خمسين عام، مع الاحتلال ...
- هل يكون ترامب هتلر القرن الحالي
- انتصار حلب انتصار للقضية الفلسطينية
- رؤيا جديدة لمبررات القبول بقرار التقسيم
- انتخاب ترامب عنوان لأزمة النظام السياسي اﻷميركي
- أربعون عام على رحيل القائد الوطني والاممي فؤاد نصار
- هل بلغنا المفترق المصيري؟
- احتماﻻت ما بعد خروج بريطانيا من اﻹتحاد ا᥿ ...
- احتمالات
- ماذا وراء المبادرات المختلفة لحل الصراع الفلسطيني - اﻹ ...
- عبد العزيز العطي، القائد الشيوعي البارز
- في ذكرى رحيل القائد الشيوعي الكبير توفيق طوبي
- حكام السعودية الى أين؟
- مغزى الهبة الحالية
- محنة البعض من المثقفين العرب
- نرجسية نتنياهو
- مأزق القيادة الفلسطينية والمجلس الوطني
- مأزق القيادة الفلسطينية والمجلس الوطني
- لذكرى القائد الشيوعي الرحل الرفيق يعقوب زيادين: زيادين الرمز


المزيد.....




- هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل ...
- في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو- ...
- الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م ...
- البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
- الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
- السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز ...
- دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
- ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد ...
- تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
- مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نعيم الأشهب - ارادة القدس العربية تهزم ارادة الاحتلال!