أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - القدس وغزة الاختبار الصعب أمام قيام الدولة الفلسطينية














المزيد.....

القدس وغزة الاختبار الصعب أمام قيام الدولة الفلسطينية


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5599 - 2017 / 8 / 2 - 01:00
المحور: القضية الفلسطينية
    


من بين كل مناطق السلطة الفلسطينية فإن القدس وقطاع غزة الأكثر جذبا للانتباه والاهتمام وطنيا وإقليميا ودوليا بسبب شدة التوتر فيهما والتركيز الإسرائيلي عليهما أكثر من المناطق الأخرى . قد يبدو عدم وجود علاقة بين ما يجرى في المسجد الأقصى ومدينة القدس من ناحية وما يجري في قطاع غزة من ناحية أخرى ،فالمنطقتان متباعدتان والأحداث كما يبدو ظاهريا تحركها دوافع مختلفة وظروف كل منطقة مختلفة عن الأخرى .
إلا أن قراءة دقيقة تتعمق إلى ما وراء الظاهر والمعلن رسميا ستصل لنتيجة أن رابطا قويا بين ما يجري في القدس وما يجري في غزة ،ففي الحالتين تجري محاولات صهيونية مستميتة لفصل هاتين المنطقتين عن سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية وبالتالي عن أراضي الدولة الفلسطينية الموعودة في محاولة لإفشال المشروع الوطني وحل الدولتين .
بداية وظفت إسرائيل العامل الديني واستفزاز المشاعر الدينية في المسجد الأقصى لجر الفلسطينيين لمربع الصراع الديني والفصل بين ما يجري في المسجد الاقصى دينيا وما يجري في بقية القدس والضفة وطنيا ، كما وظفت إسرائيل قطاع غزة من انقسام وحصار وتصعيد عسكري متكرر وتدمير مقومات الصمود والهاء السكان بمشاكل الكهرباء والمعابر والعمل والرواتب الخ لإبعاد الانظار عن ما يجري في الضفة والقدس من استيطان وتهويد ، وقد نجحت إسرائيل إلى حد ما في الحالتين .
ما يجري في هاتين المنطقتين المركزيتين من أراضي السلطة الفلسطينية وما آل إليه الحال فيهما هو نتيجة جهد واشتغال استراتيجي إسرائيلي متعدد المسارات . في القدس تم توظيف خصوصية المسجد الأقصى ومدينة القدس من الناحية الدينية ،والتباس علاقة الأماكن المقدسة في القدس بكل من الأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل ،والخلافات الفلسطينية الداخلية ،بالإضافة إلى أزمة وأخطاء السلطة الفلسطينية ، وفي قطاع غزة تم توظيف الفصل الجغرافي بين غزة والضفة والخلافات الفلسطينية الداخلية والصراع على السلطة .
محاولات إسرائيل لإخراج القدس من تحت إيالة ومسؤولية السلطة الوطنية الفلسطينية ،ونجاحها النسبي في ذلك ،يعود لاعتبارات تاريخية دينية وأسباب استراتيجية سياسية ،فإسرائيل تعتبر القدس عاصمة موحدة وأبدية لها وقد اشتغلت إسرائيل على موضوع القدس منذ احتلالها عام 1967 حيث تصرفت معها ،أرضا وسكانا ،بطريقة مغايرة مع تصرفاتها مع بقية مناطق الضفة الغربية .
أما بالنسبة لقطاع غزة فقد سبق وأن كتبنا بالتفصيل عن الانقسام ووضحنا أنه نتيجة معادلة مركبة :إسرائيلية ،وفلسطينية داخلية ،وإقليمية ودولية ، إلا أن ذلك لا يُسقط المسؤولية الأكبر عن الطرف الفلسطيني ،إن لم يكن عن حدوث الانقسام والفصل الجغرافي بداية فعن استمرار الانقسام السياسي والعجز عن إبداع حلول للوحدة الوطنية تتغلب على الإرادة الإسرائيلية باستمرار الانقسام ،كما أن الفلسطينيين ،وخصوصا حركة حماس ، يتحملون المسؤولية عن الانتقال من الانقسام إلى الانفصال .
نعم ، من حق الشعب أن يتساءل أين منظمة التحرير والسلطة وحكومة التوافق الوطني مما يجري من ترتيبات بشأن غزة والقدس ؟وإلى متى سيبقى أهالي قطاع غزة وأهالي القدس ينتظرون هذه الأطراف (المنقذ الوطني الشرعي) ؟.للأسف فإن موقف هذه الجهات أصبح كشاهد الزور ،إما متواطئ بالخفاء أو عاجز عن فعل شيء ،وفي الحالتين فإن مسؤوليتهم لا تقل عن مسؤولية الآخرين .
استمرار حالة الانقسام والعجز الفلسطيني مع استمرار إسرائيل في استكمال مخططها سواء في القدس أو قطاع غزة يجعل أي حديث اليوم عن الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية مجرد لغو ولا أساس موضوعي له على أرض الواقع .
إن لم يتم التوصل لإستراتيجية وطنية موحدة لكيفية التعامل مع قضية القدس ومشكلة قطاع غزة وإعادتهما إلى ايالة وإشراف السلطة ومنظمة التحرير ،فإن أي انجاز دبلوماسي أو قانوني بخصوص الدولة الفلسطينية لن تكون له أية قيمة وسيضاف إلى عشرات القرارات الدولية حول القضية الفلسطينية التي صدرت منذ عام 1947 ، كما أن أي حديث ماضوي عن المقاومة وانجازاتها في قطاع غزة والتهديد بالويل والثبور إن لم تتوقف إسرائيل عن ممارساتها لن يكون إلا لغوا وخطابا توتيريا ممقوتا يعزز من حالة الفتنة والانقسام دون تأثير على إسرائيل . الواقع والقوة وموازينها هم المِحك الحقيقي للحكم على الأمور وليس القانون الدولي والشرعية الدولية ،ولا الشعارات والتلاعب بمشاعر وعواطف جماهير فقيرة وجائعة ومحاصرة .
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يتغير الفلسطينيون اعتدالا ويتغير الإسرائيليون تطرفا
- البعد الديني للقدس لا يُسقط الانتماء والمسؤولية الوطنية
- ما يجري في القدس يكشف عورات الجميع
- مساندة مصر في محاربة الإرهاب مسؤولية قومية
- تفاهمات القاهرة والتلاعب بمصير وطن
- تصورات مغلوطة حول العلمانية والدولة المدنية
- لعنة السلطة
- لعبة الأمم مرة أخرى
- مبادرة الرئيس ،وتفاهمات حماس-دحلان-مصر
- أية تسوية سياسية الآن ستكون أسوء من تسوية أوسلو
- رد الاعتبار لفلسطين كقضية تحرر وطني
- العرب يدينون أنفسهم ويبرئون واشنطن والغرب
- (الربيع الخليجي) وانقلاب السحر على الساحر
- حركة حماس أمام أختبار صعب
- قمة الرياض ومنزلق وصف حماس وإيران بالإرهاب
- ترامب يحصد ما زرعه أوباما
- مخاض الانتقال من الانقسام إلى الانفصال
- حركة حماس ومشروع (غزة أولا)
- وثيقة حماس : خطوة إيجابية تحتاج لإثبات جدارة وطنية
- أسرانا أشرافُنا وتاج على رؤوسنا


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - القدس وغزة الاختبار الصعب أمام قيام الدولة الفلسطينية