أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الشراكة مع المسيح














المزيد.....

الشراكة مع المسيح


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 5598 - 2017 / 8 / 1 - 23:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


99% من بني الإنسان لا يحبذوا أن يجدوا من يشاركهم في أموالهم, وبعض الحكماء وجد طريقة لكي يشارك الناس أموالهم فقال:من حاسن الناس شاركهم في أموالهم) ومعنى كلمة,حاسن, وهي هنا عامية , أي: خالطهم بالخلق الحسن, وهذا أيضا من الصعب جدا تحقيقه مع أنه غير مستحيل, ويبقى أن نقول بأن الإنسان عموما يكره من يشاركه بأمواله من ذهب ونقود ومدخرات بنكية كالأوراق النقدية والسندات, حتى أن أغلبية الناس يرفضوا أن يشاركهم أبناءهم وأحفادهم أموالهم إلا بعد أن يموتوا فتنتقل أموالهم إلى قسم التركات في المحاكم المدنية والدينية.


وكل ما ذكرناه مقدمة بسيطة عن معنى الشراكة مع يسوع, أو المسيح أو الثقافة الإنجيلية, المسيح مثلا لم يقل بالإنجيل : تعالوا إلي لأشارككم أموالكم, بل قال: تعالوا إليّ أيها المتعبون وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم, على الغالب أصبحت الفكرة واضحة, الإنسان يرفض أن يشاركه الآخرون في نقوده(أمواله) ولكن يحب أن يجد من يشاركه في أفكاره وهمومه وتطلعاته, وأيضا الحياة الزوجية مشاركة في الهموم والأفراح, وأنا واحد من الناس الذين يفتقرون إلى هذا النوع من المشاركة, في البيت أهلي يشاركونني أموالي ولكن لا أحد يشاركني في همومي وأحزاني إلا يسوع الناصري, هو وحده الذي يشاركني كل همومي, حين أكون متعبا أذهب إليه وحين أكون حزينا ومضطهدا, دائما ما أجد الشراكة الحقيقية مع يسوع لأنه لا يشاركني أموالي بل على العكس أنا من يشاركه في المال, ولا أعطيه إلا همومي وأحزاني وتطلعاتي لحياة أفضل مما مضى.
كلنا نبحث عن شركاء يشاركوننا الحياة حلوها ومرها,ولكن أغلبية الناس يعيشون معنا على الحلوة ويتركون لنا (المُره) أنت أو أنا إن فرحنا أو أصابنا الحزن دائما ما نبحث عن صديق يشاركنا الفرح والحزن والأفكار والمعتقدات, الحياة الجميلة حينما نجد صديقا أو رفيقا يشاركنا أفكارنا وقلما نجد هذا الصديق ولكن لو وقفنا على ناصية الطريق وقلنا من يشاركنا في كيس النقود أو الراتب الشهري سنجد مليون مشارك وبنفس الوقت لو وقفنا على طرف الطريق وقلنا : من يشاركنا همومنا فلن نجد مشاركا واحدا إلا بعد جهدٍ جهيد.
تلاميذ المسيح من العشارين تركوا عشورهم والتجار تركوا تجارتهم والملوك تنازلوا عن عروشهم والأسود تركوا عرونهم وتبعوا المسيح من أجل أن يشاركهم, أو لنقل بأن هؤلاء العظماء وجدوا شريكا حقيقيا يشاركهم همومهم وأحزانهم وتطلعاتهم.
المسيحية بعظمتها عبارة عن مشاركة الفقراء أو التشارك مع الفقراء في الهموم والأحزان والتطلعات, وهي عبارة عن مشاركة المفكرين والمبدعين في إبداعاتهم, أين هو الشريك الحقيقي؟


حتى في العمل السياسي والمواثيق الدولية دائما ما نسمع بمصطلح الشراكة الحقيقية, الكل يبحث عن الشراكة الحقيقية, والشراكة تكون بالمحبة, والمشكلة أن أغلبية البشر لا يريدوا المشاركة الحقيقية, هنالك الكثير من الناس المطبوعين على سياسة الأخذ وليس العطاء..وزوجتك وزوجتي على رأس القائمة وابني وبناتي لا يشاركونني إلا في أموالي وعندما أكون مهموما وحزينا لا أجد إلا المسيح مشاركا لي, يطبطب لي على ظهري وأنا حزين ويكفكف دموعي وأنا باكي, يشاركني رغبتي في الحياة, إن أتعس شيء في هذا الوجود أن تجلس في بيتك مثلي مثل الأبله والبليد الذي لا يجد شريكا حقيقيا يشاركني آلامي وذكرياتي المريرة, لا أجد شريكا إلا على مائدة الطعام أو إلا حين أفتح له محفظتي, أما أولئك الذين أفتح لهم قلبي فإنهم يرفضوا أن يدخلوا إليه, أولئك الذين أفتح لهم ذراعيي يرفضوا أو يحتضنوني بمشهد أدرامي مؤثر, إننا نريد المسيحية والشراكة مع يسوع في العواطف والهموم والأفكار والمعتقدات, نريد أن نجلس ببيوتنا ونحن أمام شريك في الحياة يشاركنا الحياة, شاركونا الحياة, ساهموا معنا في حملة: من أجل شراكة حقيقية.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة تذكارية
- لذلك أحببتُ يسوع
- تدافع الحجيج(مكة) ومهرجان البيره(المانيا)
- حفلة وداع أمي
- ولكوا يخرب بيتكوا في رمضان
- أنا مسلم
- حرب العصابات
- حين انكسر صاحبي عاطفيا
- ماذا تعرف عن السماكيه-اعرف بلدك-الكرك-الاردن
- من أجل النساء
- دين الفن
- نريد قوة القانون وليس قانون القوة
- فنجاني
- المرأة الكوميدية ظاهرة تستحق الانتباه
- مشكلة التغيير
- نظرية التحرش أو مؤامرة التحرش
- الرب صالح فلا يعوزني شيء..كل عام وأنتم بخير
- أفقر عشرة رجال لعام 2016م
- رحمتك يا رب
- صور من الاستبداد في العالم العربي


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الشراكة مع المسيح