أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طه معروف - الاسلام السياسي يعبرالحدود لمواجهة حرية الرأي والتعبير














المزيد.....


الاسلام السياسي يعبرالحدود لمواجهة حرية الرأي والتعبير


طه معروف

الحوار المتمدن-العدد: 1455 - 2006 / 2 / 8 - 09:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استغلت حركات وانظمة الاسلام السياسي نشر الصور الكاريكاتورية عن محمد في الصحيفة الدانماركية والتي اعادت نشرها عدد من الصحف الاوروبية ، لتدخل الساحة مرة اخرى بكل قواها كما فعلت خلال احداث 11سيبتمبربل و بشكل اوسع ، من حيث تاثيرها على مجريات الامور السياسية في اطار الحرب الارهابية العالمية التي تشكل الفاشية الاسلامية طرفا اساسيا فيها .
وجه الاسلاميين هذه المرة حملتهم على اثمن القيم و المبادئ الانسانية وهو حرية التعبيرو الراي في ارجاء المعمورة وفي قلب اوروبا واتخذوا من نشر هذه الصورالكاريكاتورية مبررا لتهديداتهم ضد الجماهير المتمدنة بصورة علنية لم يسبق لها مثيل حيث تسابقت رموز هذه الحركة في اصدارالفتاوي بإهدار دم العشرات من اصحاب ومدراء الصحف وكان المتظاهرون الاسلاميون ينظمون احتجاجات يومية لتنظيم حملتهم بوجه حرية التعبير و الراي تحالفهم جميع الحكومات الرجعية في المنطقة التي تعتمد على المؤسسات الدينية لتبريرسياساتها الدموية بدءا بالمشايخ الرجعية الخليجية وانتهاءا بالرئيس السوري بشار الاسد والجعفري وزيباري في العراق الذين وعدوا بالانتقام من الحكومة الدانماركية تلبية لمطالب الاسلاميين و لدعم حملتهم الهوجاء . ان موقف ودور هذه الحكومات من هذه المسألة يبرهن مرة اخرى الطبيعة الرجعية لسلطتهم في اللجؤ الى الدين والرموز الدينية كأذكى وسيلة لقمع الحريات السياسية والمدنية للحفاظ على سلطتهم الاستبدادية . واختارت كل من امريكا وبريطانيا ان تقف بجانب الاسلاميين في ساحة المواجهة حيث وضعتا الرقابة على الصحف والاعلام ومنعوهم من الدخول في هذه المعركة الحساسة كمحاولة لبيان موقفهم الايجابي من الاسلاميين للتأكيد على تلك الثوابت التاريخية ،و هي ان كلا البلدين يبقيان موطنا لنشؤ ونمو الحركات الاسلامية دائما وبحجة تقليدية تافهة حول قدسية الدين واحترام مشاعير المسلمين .اية خدعة وتضليل هذا ،فلماذا لم تبديا هذا الاحترام لشعوروارادة 25 مليون انسان عندما هبوا ضد حربكم الرجعية على العراق عام 2003 ، فلماذا لم تبدوا هذه المشاعر آنذاك تجاه تلك الشعور و الاصوات الانسانية المقدسةمن اجل السلام! ولكن السؤال هو :لماذا لم تتحول مسالة نشر الصور الى قضية، عند نشرها قبل ثلاثة اشهر في سيبتمبر2005 مثلما تحولت الآن ؟ يبدو ان الفاشية الاسلامية تنوي من خلال هذه القضية تجميل صورتها البشعة للتغطية على جرائمها من القتل والتفجيرات والاختطاف وذبح الرهائن لفتح الطريق امامها ولإضفاء الشرعية على اساليبها وحكمها الدموي كما في ايران والسعودية والعراق ولبنان التي ضربت بالاسلام السياسي، و استثمروا هذه القضية كمناسبة وفرصة لتثبيت اقدامهم للهجوم على البشرية المتمدنة . واذا كانت الفاشية الاسلامية قد فقدت حكومة طالبان في افغانستان اثر احداث11سيبتمبروالحرب الامريكية التي اعقبتها ،فان هذه المرة تحاول عبر هذه الحملة الفاشية ان تعوض عن( خسارتها السابقة) من خلال فرض وتثبيت نفوذها و نماذجها السياسية.ان راية الفاشية الاسلامية في هذه الحملة العدائية ضد البشرية المتمدنة تتمحور في اتجاهين اساسيين الاول هو فرض وتعميم الاسلام السياسي في شتى مجالات الحياة السياسية والمدنية بهدف انتزاع الاعتراف من الدول الغربية باساليبها وممارساتها الرجعية عن الحرية بوجه عام و بحكومات السماسرة والمهربين الاسلامية مثل طالبان . وفي الظرف الراهن هي محاولة لكسب واخضاع تلك الدول للمشروع الاسلامي في العراق وفلسطين ولبنان ومصروان افتعال هذه القضية في الساحة الفلسطينية بهذه الدرجة من الكثافة والشدة مؤشر على وجود القيادة الميدانية هناك المتمثلة بالمنظمات الاسلامية كحماس والجهاد الاسلامي لإدارة هذه الحملة العدائية والثانية هو بهدف فرض التراجع على الحريات السياسية وحرية التعبير والرأي في قلب الدول الغربية التي يتواجد فيها اعدادا كبيرا من اللاجئين الذين فروا اصلا من ظلم واستبداد هذه الحكومات وخصوصا من بطش النظم والقوانين والشريعة الاسلامية .ان الفاشية الاسلامية تحاول عبر شعارها الزائف "الحرب الصليبية على الاسلام" زرع الحقد والكراهية والعنصرية الدينية الرجعية بين الجماهير في اوروبا الغربية و الجاليات العربية والشرق اوسطية فيها من ناحية والجماهير في العالم العربي من ناحية اخرى بهدف تمهيد الارضية المناسبة لحربهم الشرسة تحت عنوان" الجهاد لقتل الكفار" و من جانب آخر فان اليمينية العنصرية الاوروبية تتعامل مع هذه القضية كوسيلة لحملتها العنصرية ضد اللاجئين لتوسيع الهوة بينهم وبين الجماهير الاوروبية مما يخدم ويحقق بشكل اوبآخر اهداف الاسلاميين الذين طالما حاولوا من خلال متابعة اللاجئين ان يقيموا اسوارا بينهم لتمرير مشاريعهم الرجعية في العالم الخارجي . وما يثير القلق والاشمئزاز هو غياب دور فعال لليسار والعلمانيين والجماهير المتمدنة ضد هذه الحملة الموجهة الى اسس ومفاهيم المجتمع المدني وهي حرية التعبير والرأي ورفض تسلط الدين، التي اكتسبت خلال النضال الجماهيري في عهود سابقة. ان حملة الفاشية الاسلامية واليمينية العنصرية على البشرية المتمدنة تضع امام القوى اليسارية والعلمانية مهاما سياسية وحساسة لمواجهة هذه العاصفة الرجعية التي تستهدف اثمن القيم الانسانية وهي الحرية ومنها حرية التعبير والرأي ،فقط بإمكان هذه القوى الوقوف بوجه هذه الحملة الرجعية لتثبيت وضمان المثل والقيم الانسانية النبيلة .ان حضور الاسلاميين في الساحة السياسية العالمية لفرض العبودية على البشرية المتمدنة يجب ان تقابلها الجبهة الانسانية التحررية وإلا ،فان هذه الحملة العنصرية والفاشية ستسفر وستؤدي لا محال الى فرض مزيدا من التراجع على البشرية المتمدنة ومبادئها الانسانية.
طه معروف
4-2-2006



#طه_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النكسة الثالثة للقضية الفلسطينية :على هامش فوز حماس في الانت ...
- الطالباني يشترط صلاحيات اوسع للرئاسة
- بصدد مؤامرة الانتخابات الامريكية الاخيرة في العراق
- ضحايا الحزب -الشيوعي-العراقي بطلاقات الاسلاميين وبنادق الحزب ...
- حثالة المجتمع ام منتفضون ضد التهميش
- فتوى جلال طالباني ضد المتشردين الكرد في كركوك
- احمدي نجاد يهدد بإزالة اسرائيل ،خوفا من إزالة نظامه
- محاكمة صدام من فضائح العصر
- الامين العام للجامعة الدول العربية يتحدى حقوق الجماهير الكرد ...
- امريكا واستراتيجية الخروج ما بين القتال و السلام الطائفي
- اجابة على اسئلة الحوار المتمدن حول - الديمقراطية والاصلاح ال ...
- بصدد إختلافات الطالباني والجعفري الطائفية
- جريدة صباح العراقية في مهزلة -ميثاق الشرف-
- بؤس الجماهير العراقية في ظل الارهاب المزدوج
- عندما يتحكم اصحاب العمائم بعقول الناس
- مسودة الدستور اولوية امريكية وليست جماهيرية
- السجن مدى الحياة لكاتب باكستاني جراء نقده الليبرالي للدين ال ...
- الأحتجاجات الجماهيرية في كردستان ايران في ظل ا للعبة الامريك ...
- مسودة الدستور حلقة اخرى للتآمر على جماهيرالعراق
- نيجرفان بارزاني يبرئ الاسلام السياسي من الارهاب


المزيد.....




- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طه معروف - الاسلام السياسي يعبرالحدود لمواجهة حرية الرأي والتعبير