|
لقطات من معاناتي مع أصحاب العقول المغسولة
مالك بارودي
الحوار المتمدن-العدد: 5596 - 2017 / 7 / 30 - 02:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لقطات من معاناتي مع أصحاب العقول المغسولة . هذا نصّ حوار دار منذ بضعة أيام على صفحتي الخاصّة على الفيسبوك بيني وبين أحد روّاد الموقع. كانت البداية بنصّ قصير نشرته تعليقًا على خبر ورد على صفحات أحد المواقع الإخباريّة التّونسيّة "بابنات" عنوانه "أحمد عظوم: وزارة الشؤون الدينية تفتقر إلى الموارد البشرية والمادية لمراقبة جميع الجوامع والمساجد" وكان نصّ الخبر كما يلي: . "باب نات - أكد وزير الشؤون الدينية، أحمد عظوم خلال جلسة استماع له، مساء اليوم الأربعاء، بلجنة التحقيق البرلمانية في شبكات التسفير إلى بؤر التوتر، أن وزارة الشؤون الدينية تفتقر إلى العديد من الموارد البشرية والمادية مما يجعلها غير قادرة على مراقبة جميع الجوامع والمساجد في أنحاء الجمهورية. "وقال إن عدد المساجد المبنية دون رخصة يقدر بـ 40 جامعا تتفاوض الوزارة بشأنها في الوقت الراهن، مذكرا بأن بقية المساجد هي حاليا تحت سيطرة الوزارة التي قال إنها لا تتردد أبدا في تنحية ايمة عينتهم اذا تبين لها أن خطبهم متشددة ويدعون إلى الجهاد في سوريا. "ولاحظ أن الوزارة لا يمكنها عمليا مراقبة أكثر من 5000 جامع من بينها حوالي 4000 جامع يؤمن صلاة الجمعة، ب580 واعظ ديني فقط وخاصة منها تلك المساجد الموجودة في المناطق النائية والجبلية، مشيرا إلى أن الوزارة تعول في هذا الإطار على المعلومات التي تتلقاها من المواطنين حيث تتحرى منها وإذا تأكد صدقها تتخذ الإجراءات اللازمة. "وفي رده على تساؤلات النواب، أكد وزير الشؤون الدينية، أن الوزارة ليست مسؤولة عن الطلبة الذين يسافرون للدراسة في الخارج ويعودون ربما بفكر متطرف. وبين في هذا السياق أن إرسال بعثات الأيمة والوعاظ إلى الخارج يمر عبر قنوات رسمية أي عن طريق وزارة الشؤون الخارجية ووزارة العدل. وشدد الوزير على أن الوزارة لا تدخر جهدا في تقصي كل الحالات التي ترد فيها شكاوي عن دعوات إلى الجهاد وعملها في هذا الإطار مستمر." (إنتهى الخبر.) . وكان تعليقي كما يلي: "يحدث في #تونس.. .#وزير_الشؤون_الدينية نفسه يعترف بأن #جامع_الزيتونة خارج سيطرة #الوزارة! لكن، ما نفع وزارة الشؤون الدينية أصلا؟ ألا يجب إلغاء هذه الوزارة وإلغاء الأموال المرصودة لمختلف أوكار الإرهاب والتطرف والجهل من مساجد وجوامع ووعاظ وأئمة (وهي أموال متأتية من الضرائب التي يدفعها #التونسيون) وإغلاقها، لفسادها وعدم مواكبتها للعصر وعدم صلاحيتها لزمننا هذا؟ من أراد #الصلاة فيمكنه الصلاة في منزله، ومن أراد تعلم #القرآن فليتعلمه في منزله أيضا. ما فائدة أموال بالمليارات تذهب في جيوب #شيوخ #الجهل المقدس وأوكار #الإرهاب، حتى لو كان #الخطاب الذي يتم تمريره فيها "معتدلا" كما يقولون؟ (وكيف يكون #الخطاب_الديني معتدلا وهو مستمد ومرتكز على الخطاب القرآني المتطرف؟) ما النفع الحاصل للبلاد من كل هذه الأوكار التي تتكاثر كجحور الفئران في كل مكان؟" . فردّ المدعو أحد التونسيين (الذي يعرف نفسه على حسابه على أنه "إختصاصي سيراميك ورخام"! والواضح من حسابه أنّه إخوانجي أو سلفي حليق اللحية!) على تعليقي بما يلي: "اخرس الله لسانك يا ملحد نسكروا المساجد ونفتحوا الحانات نسكروا رياض القرءان ونفتحوا دور البغاء حتى ترضى عنا انت وامثالك" (وكلمة "نسكّروا" الواردة تعني "نُغلقُ" في الهجة العامّية التونسية.) . فأجبته: "لم يخرج الإرهاب من الحانات ولا من دور البغاء ولكن من المساجد والجوامع والرياض القرآنية؛ لهذا نقول أن الإسلام هو سبب ومصدر الإرهاب." . وعوضا عن مناقشة أفكاري إنزلق مرة أخرى بالنقاش إلى جهات أخرى، قائلا: "لو كنت مسلما ودخلت المساجد واستمعت لكتاب الله وسنة رسول الله ولاحظت خلق واخلاق المصلين ما تجرءت اليوم على الاسلام والمسلمين والمساجد لا اقدر الا ان اقول لك ربي يتوب علينا وعليكم ويحفظنا ويحفظكم. ابتعد على محاربة الدين لانك تبحث على السياسة." . فكان جوابي: "دينك هو الذي يحاربني ويحارب كل غير المسلمين ويريد قتل العالم كله، فلا تتهمنا بما هو في الأصل سمة من السمات البارزة في دينك. نحن لا نقوم إلا بفضح إرهاب الإسلام بالكلمة والدليل والبرهان، فإن كانت لديك إجابة عقلانية فهاتها. أما اللعنات والكلام المرسل فلا حاجة لنا به. وهو لا يمثل ردا أساسا. وليكن في علمك أني لم آت من المريخ فقد رأيت ما في المساجد وسمعت خطب التحريض والتهديد ولكن الفرق بيني وبينك يتمثل في المعرفة والتفكير. لقد قرأت ما لا يخطر على بالك وبحثت في جميع أمور الإسلام فلم أجد إلا كومة من الخرافات والأفكار البالية والجرائم والإرهاب. فلا تزعم أني لا أعرف الإسلام، يا عزيزي، لأنها تهمة ثابتة عليك أنت." . فقال: "مادمت غير مسلم فما شاءنك بتونس المسلمة لا تتدخل امور المسلمين لكم دينكم ولنا ديننا. لا نعاتبكم على ديانتكم ولكن نعاتبكم على تصرفاتكم وعلى تشويه ديننا الحنيف. كلمة الزم حدودك." . فكان جوابي: "أولا، لست مسلما ولا يشرفني أن أكون مسلما، لأن لفظ "مسلم" اليوم صار مرادفا لـ "إرهابي"، وهذا ليس بسببي أنا بل بسبب دينكم. ثانيا، أنا أعيش معكم على نفس الأرض، ولا شيء يمنعني من ذلك شئت أم أبيت. ثالثا، مسألة "لكم دينكم ولنا ديننا" يمكن أن تضحك بها على الآخرين لكن ليس علي أنا ولا على من يعرفون الإسلام وإرهابه. رابعا، الضرائب التي أدفعها أنا وغيري سواء كانوا مسيحيين أو يهودا ولادينيين هي التي تخصص لنشر الجهل والإرهاب الإسلاميين عبر جامع الزيتونة ومختلف أوكار الإرهاب. خامسا، نحن لا نشوه الإسلام فالإسلام مشوه ومتعفن بطبيعته ولا يمكن تشويه ما هو في الأصل مشوه. سادسا، ليست هناك حدود في الحديث عن الأديان، إلا في عقلك أنت. فلا أحد يجبرني على السكوت عن إنتقاد دينك ومظاهره وإظهار سلبياته ومثالبه، فهذه حريتي وهي مكفولة من طرف الميثاق العالمي لحقوق الإنسان." . فقال لي: "كف على اللغو ياكافر لولا سماحة القرءان وشهامة التونسيين لبعثوك وراء الشمس." . فأجبته: "تقصد سماحة القرآن التي أنتجت جماعة التكفير والهجرة وداعش والقاعدة وبوكو حرام والنصرة وجماعة بيت المقدس؟ ونِعْمَ السماحة! لو نظرت لقرآنك بالعقل والمنطق لعرفت أنه كومة من القمامة والنفايات وأنه لا يمكن أن ينتج إلا جماعات إرهابية وإرهابيين. ولا تحدثني عن شهامة التونسيين فلا أحد منهم يحملني على ظهره. ثم، هناك تونسيون بالآلاف، إن لم نقل بالملايين، يتبنون الإرهاب القرآني ويودون تطبيقه؛ ولعلك منهم، فكما يقول المثل الشعبي التونسي "كُثْر نْبِيحْ الكَلْب عْلَى رُوحُو" (أي، معظم نُباح الكلب إنّما هو بسبب خوفه على نفسه). ولكن هناك أيضا آلاف تركوا الإسلام ورموا القرآن في القمامة، وهؤلاء مواطنون رغم أنفك وأنف ربك، ولا حق لك في تحديد حقوقهم وحريتهم." . فقال: "اطلب من المولى العلي القدير ان يريك قدرته عليك في هاته اللحظة التي تطاولت عليه فيها." . في الأثناء، وصلتني رسالة من فيسبوك بخصوص محتوى صفحتي، فأجبت صاحبنا: "وصلتني رسالة من الفيسبوك تعلمني أنك أبلغتهم عن هذا المنشور طالبا منهم أن يقوموا بمحوه لأنه لا يعجبك. الأمر بسيط: ما عليك إلا أن تخرج من صفحتي بإلغاء إعجابك ولن ترى منشوراتي. الأمر سهل للغاية. وبالمناسبة، أقول لك أن تحريضك عليّ على صفحتك لن يجدي نفعا. فحتى لو أغلقتم صفحتي على الفيسبوك، فذلك لا يهم ولا معنى له ولن يؤثر في البتة. أتعرف لماذا؟ لأن مقالاتي في كل مكان وبإمكانك الإطلاع عليها على موقع الحوار المتمدن وهي من أكثر المقالات مطالعة من طرف القراء. أنظر بنفسك لتعرف أنك لن تستطيع منعي من الكلام ومن كشف إرهاب وتفاهة دينك على كل المنابر." . وكان صاحبنا قد نشر على صفحته منشورا هذا نصّه: "اريد نشر بعض الملاحظات الى الاصدقاء. هناك شخص يدعى مالك البارودي فاتح صفحة في الفايسبوك. كامل الصفحة مخصصة للتهجم على الاسلام والمسلمين ويتشدق بالحرية الكاملة حتى حاولت حظر الصفحة لدي عجزت على ذلك. اولا اطلب منكم ارشادي كيف لي ان احظر الصفحة وثانيا اريد ان تعطوه درسا على التجرء على الاسلام وعلى المسلمين." . فقررت أن أحظُره من دخول صفحتي، لكن قبل ذلك رددتُ عليه بما يلي: "ملاحظة: أنت تطلب من الفيسبوك أن يمحو منشوري وتطلب من ربك أن يعاقبني... من الأقوى في نظرك: الفيسبوك أم ربك؟ قد يغلق الفيسبوك صفحتي ولكن تأكد أن ربك لا وجود له وأنه لن يحدث لي شيء ولو إجتمع كل مسلمي الأرض ورسولهم معهم على الدعاء علي. لن يحدث شيء، يا عزيزي، فربك خرافة سمجة لا يصدقها إلا المغفلون وذوو العقول الفارغة." . .................... الهوامش: 1- رابط المقال "أحمد عظوم: وزارة الشؤون الدينية تفتقر إلى الموارد البشرية والمادية لمراقبة جميع الجوامع والمساجد" على "بابنات": https://www.babnet.net/mobile/cadredetail-amp.php?id=145766 2- مدوّنات الكاتب مالك بارودي: http://utopia-666.over-blog.com http://ahewar1.blogspot.com http://ahewar2.blogspot.com 3- لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية": https://archive.org/details/Islamic_myths https://www.academia.edu/33820630/Malek_Baroudi_-_Islamic_Myths 4- صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك: https://www.facebook.com/malekbaroudix
#مالك_بارودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النّفاق العربي الإسلامي في الدّفاع عن حريّة الفلسطينيّين في
...
-
على هامش كتاب -القرآن كائن حي- لمصطفى محمود -ج2
-
على هامش كتاب -القرآن كائن حي- لمصطفى محمود -ج1
-
إعجاز بلاغي ولغوي في القرآن أم ركاكة وثرثرة ولغو
-
عن الأديان والسّخرية وحريّة التّعبير والحقيقة
-
خواطر لمن يعقلون – ج123
-
كلمة حول الخطاب القرآني المنافق وخرافة تجديد الخطاب الدّيني
-
جولة بين خرافات عبد الدّائم كحيل في الإعجاز العلمي القرآني:
...
-
خواطر لمن يعقلون – ج122
-
همجيّة وإرهابُ الإسلام: علّة إقامة الحدّ على المرتدّ
-
إلى السّلفي المدعو هيثم طلعت: وحي من جهة بلاد العرب أم أكاذي
...
-
فليأتوا بحديث مثله - سورة رمضان
-
هل التّكفيريّون والإرهابيّون لا يمثّلون الإسلام فِعلًا؟
-
خواطر لمن يعقلون – ج121
-
خواطر لمن يعقلون – ج120
-
خواطر لمن يعقلون – ج119
-
خواطر لمن يعقلون – ج118
-
محمد بن آمنة يفجّر كنائس مصر
-
خواطر لمن يعقلون – ج117
-
خواطر لمن يعقلون – ج116
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|