|
ملاحظات على مقال الكاتب الدكتور (عبدالخالق حسين ) الموسوم (اسباب اغتيال ثورة (14) تموز قاسم اول زعيم عراقي يبشر بروح التسامح في المجتمع العراقي .( الجزء الثاني)
احمد عبدول
الحوار المتمدن-العدد: 5595 - 2017 / 7 / 29 - 18:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نكمل في هذه المقالة الجزء الثاني من ردنا على مقال الدكتور( عبدالخالق حسين ) (الموسوم اساب اغتيال ثورة 14 تموز قاسم اول زعيم عراقي يبشر بروح التسامح في المجتمع العراقي ) يسترسل الكاتب في مقالته وهو يعرج على قضية مطالبة الزعيم الراحل بعائدية الكويت فور اعلانها الاستقلال عام 1961 متسائلا عن تلك الاسباب الغامضة التي كانت تقف وراء مطالبته بدولة الكويت لا سيما وهو الشخصية المعروفة بخبرتها العسكرية واطلاعها العام على مجمل الاوضاع السياسية التي كان لا يحسد عليها بعد اصداره قانون رقم 80 والذي تضررت منه الشركات النفطية الغربية انذاك يقول الكاتب ( لكن كيف غير قاسم سياسته ازاء الكويت فجاة واعلن المطالبة بالكويت ) ويمضي للقول ( لقد طالب الملك غازي بالكويت نظريا فقط انتهى بموته في ظروف غامضة ) لنتوقف الان عند عبارة الكاتب هذه والتي قفز من خلالها على تاريخ سياسي مهم يتعلق بالملك غازي نفسه( 1912ـ 1939 ) فتاريخ العراق السياسي القريب يحدثنا بان الملك غازي رحمه الله كان متشبعا بالروح القومية المناهضة للسياسات البريطانية فقد كان يكره الانكليز الذين نكثوا بعهودهم لجده في الحصول على دولة عربية موحده بقيادته حتى ان فيصل الاول كان يقول (اتمنى ان اكون جيشا لمحاربة الانكليز) وقبل عام واحد من وفاة الملك غازي اي في عام 1938 ظهرت دعوة صريحة ومباشرة على يد (توفيق السويدي ) وزير خارجية العراق ابان حكم الملك غازي وهو يطالب بعودة الكويت الى العراق وكان حينئذ المجلس التشريعي في الكويت قد تاسس للتو وذلك في (11 حزيران ) عام ( 1938) وقد كان عدد اعضائه (14) عضوا واستمر المجلس بعمله ( 6) اشهر وضع خلالها القوانين الاساسية للحكم الا ان الشيخ ( احمد الجابر ) قام بحل المجلس بسبب اعتراض البريطانين على تدخل المجلس بالامور المالية بعد اكتشاف النفط فيها وقد افادت انباء مطلعة انذاك بان اعضاء المجلس التشريعي داخل الكويت كانوا يراسلون الملك غازي سرا بضروة مطالبته بالكويت وضمها للعراق . وللتاريخ ايضا علينا ان لا ننسى مطالبة الملك فيصل الاول (رحمه الله) بالكويت وذلك ابان حكومة (ياسين الهاشمي عام (1924) كما علينا ان لا ننسى جهود (نوري السعيد ) الحثيثة في ادخال الكويت الى مشروع الاتحاد الهاشمي (العراق , الاردن ) لغرض قيام دولة عربية موحدة الا ان ذلك الطموح السعيدي اذا صح التعبير جوبه بمعارضة بريطانية واسعة مما حدا ب (نوري السعيد) ان يوجه كلاما غليظا للادارة البريطانية حيث قال السعيد للسفير البريطاني ما نصه ( ابلغكم وانا المعروف بصداقتكم ان سياستكم في المنطقة فاشلة وسوف يكون العراق في صف خصومكم طالما انكم ساهمتم بخلق هذا البلاء (اسرائيل) في قلب الوطن العربي لتهديده ) الى ان يقول ( لقد تجاوزت السبعين من عمري قضيتها في تمتين الصداقة معكم غير اني وجدتكم تعاملون خصومكم افضل من اصدقائكم وبمقدوري ان اصبح بطلا قوميا ارضاءا للراي العام العراقي والعربي ولكني افضل الانزواء في قرية صغيرة في اوروبا وانا اعلم ان اشخاصا اخرين سيظهرون ويلقننونكم درسا لن تنسوه ابدا ) . لا ادري كيف يتجاوز كاتب مثل الاستاذ ( عبدالخالق حسين) كل تلك الوقائع ليختزلها بقوله ان الملك غازي كان قد طالب بالكويت نظريا فقط والمشكلة الاكبر ان الكاتب نفسه يعود ليقول لنا ما نصه ( وطالب عبد الكريم قاسم بالكويت ومن دون ان يحرك جنديا واحدا انتهى به الامر باغتياله ) اذا فقاسم وباعتراف الكاتب نفسه قد اقتصر على المطالبة نظريا ليس الا كحال الملك غازي من قبل وهو امر مشكوك فيه فالتاريخ يحدثنا وبالادلة والوثائق ان الزعيم قام فور اعلان الكويت عام 1961 بتحريك اللواء الاول مشاة الموجود في منطقة المسيب واللواء (14) مشاة الموجود في محافظة الناصرية الى منطقة الحدود الكويتية كما تم نقل كتبيتي الدبابات الاولى والثانية واللواء المدرع الرابع التابع للفرقة الاولى في بغداد الى البصرة ومع كل ذلك يريد منا الكاتب ان نصدق بان الزعيم لم يحرك جنديا واحدا .قد يبرر الكاتب تلك التحركات العسكرية على انها اجراءات احترازية لا سيما وان بريطانيا قد حركت بوارجها عبر البحر بعد اعلان المطالبة بالكويت وفي اقل من (24) ساعة فقط من اعلان الزعيم بعائديتها ومثل ذلك القول ينطوي على جانب كبير من الصحة الا ان السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة ان الزعيم اذا لم يكن جادا حسب وصف الكاتب (عبدالخالق حسين) فلماذا لم يطمئن السفارة البريطانية في بغداد ويبعث لها ببرقيات تؤكد عدم تلك الجدية وان يبتعد عن التصعيد العسكري من خلال تحرك كل تلك القطعات .من حقنا على الكاتب ان نساله اذا كان الزعيم حسب قوله غير جاد بالمطالبة بالكويت فما هو المبرر لتلك الدعوة التي فتحت الابواب مشرعة لجملة من المشاكل والازمات بوجهه اللهم الا اذا كان الزعيم لا يتمتع بالمرونة السياسية والدبلوماسية وانه قد اساء استخدام عامل الزمان في حساباته السياسية . لا شك ان الزعيم الراحل انما كان جادا بمطالبته بالكويت حاله في ذلك حال من سبقه في حكم الدولة العراقية (فيصل , غازي ) الذي اطاح بحكمهم علما انه كان يشاركهم في الكثير من طموحاتهم وتطلعاتهم وكيف لا وهو الضابط الذي تربى في كنف ذلك النظام الذي انقلب عليه بمعيه زميلة العقيد (عبدالسلام محمد عارف ) وقد كان مكلفا بحمايته والحفاظ على سلامة رجالاته كونه ابن المؤسسة العسكرية وكان الاجدر به ان يتخذ ذات الموقف الذي اتخذه (ناظم الطبقجلي) عندما تمت مفاتحته بالانضمام الى حركة الضباط الاحرار لغرض الاطاحة بالحكم الملكي فكان رد الطبقجلي قوله ( لايصح ان اعمل ضد العائلة المالكة وهي بحمايتي فهذه خيانة سالتحق بكم عندما انقل من الحرس الملكي ) وهذا عكس موقف وسياسة عبدالكريم قاسم الذي كان يؤكد باستمرار ل (نوري السعيد ) ان ولائه المطلق للعائلة المالكة الا انه كان يظهر خلاف ما يبطن فلما انتهى خبر الانقلاب الى سمع( نوري السعيد) قال قولته الشهيرة (لقد خدعنا قاسم ) . لقد كانت هناك جملة من المبررات التي دعت الملك فيصل ومن بعده ابنه الملك (غازي) للمطابة بالكويت حيث كانت مطالباتهم مطالبات لها ما يبررها فلم تكن الكويت دولة مستقلة انذاك كذلك فقد كانت هناك رغبات متبادلة بين الملك (غازي) وبين جهات رسمية داخل الكويت لغرض ضمها للعراق فضلا عن ان الظروف كانت تسمح بتلك المطالبات وان كانت تثير حفيظة الجانب البريطاني حتى في ذلك الوقت . اما في حالة الزعيم قاسم فقد كانت مطالبته بالكويت في غير محلها حيث كانت ضربا من الانتحار السياسي وعدم تقدير النتائج المترتبة على تلك المطالبة .
#احمد_عبدول (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ملاحظات على مقال الكاتب الدكتور (عبدالخالق حسين ) الموسوم (ا
...
-
هل سينتهي الدواعش بعد هزيمتهم عسكريا ؟
-
هل حكم حزب الدعوة العراق منذ عام 2003 ؟
-
المعارضة العراقية من وجهة نظر ... وزير الخارجية الاسبق (طارق
...
-
ماذا قدمت الشرائع الارضية والاديان السماوية والقوانين الوضعي
...
-
وماذا عن الجنس (الجزء الثاني)؟
-
وماذا عن الجنس؟
-
فنان الشعب الراحل سعدي الحلي ... والمخيلة الشعبية
-
وقفة مع الكاتب والمفكر ضياء الشكرجي
-
اجيالنا والادب
-
التاريخ والعقيدة
-
حديث عن التسوية
-
العراقيون يزورون تاريخهم القريب
-
التشيع والتوهب ... البقاء للاصلح
-
من مقارنات العراقيين الظالمة ايهما افضل زمن صدام ام ما بعد ذ
...
-
الفتنة الكبرى
-
الراحل علي الوردي والنزعة الطائفية عند الفرد العراقي
-
رواسب نظام البعث في شخصية الفرد العراقي
-
العراقيون والشيخ زايد
-
المثقف بمواجهة السلطة ام المجتمع ؟
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|