أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - بيسان عدوان - صعود اليهود الشرقيين في المشهد الاسرائيلي















المزيد.....

صعود اليهود الشرقيين في المشهد الاسرائيلي


بيسان عدوان

الحوار المتمدن-العدد: 1454 - 2006 / 2 / 7 - 12:05
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


علي ما يبدو إن التغييرات التي تشهدها الساحة الإسرائيلية غير قاصرة علي الانتخابات الإسرائيلية المبكرة، بل إنها تتجاوز لتشمل بذلك النظام السياسي الإسرائيلي القائمة علي هيمنة الاشكناز علي الدولة ومؤسساتها.
ومن أهم التغييرات التي حدثت علي الساحة الإسرائيلية هي صعود اليهود الشرقيين في مقدمة الحياة السياسية الإسرائيلية علي كافة الاصعدة، فقد فتح انتخاب عمير بيرتس لرئاسة حزب العمل الابواب لتصدر اليهود الشرقيين إلي مقدمة العمل السياسي في إسرائيل ، بل والزج بهم من قبل القيادات الاشكنازية في بعض الأحيان إلي الصدارة للمحافظة علي الكتل التصويتية داخل الاحزاب لضمان عدم ضياع أصواتهم أو لجذب أصوات أخري منهم ، كما حاولت قيادات الليكود دعم سلفان شالوم لرئاسة الانتخابات الحزبية لضمان أصوات الاعضاء الشرقيين من داخل الليكود، أو باستقطاب أصوات اليهود الشرقيين من كافة الاحزاب اليمينية خاصة من شاس والشرقيين غير المتديينيين والمنضويين داخل المعسكر اليمين لاغراض انتهازية، الا أن سقوطه في الانتخابات الداخلية بنسبة 34% مقابل نجاح نتياياهو بنسبة 46 % أكدت علي هيمنة النخبة الاشكنازية علي الحزب اليميني الاكبر في اسرائيل وبالتالي ينذر بخروج القيادات الشرقية من الحزب كما جمهور الحزب من اليهود الشرقيين لينضموا إلي حزب قاديما الجديد ، مع الزعماء التاريخيين لليهود الشرقيين في معسكر اليمين، ولضمان الحفاظ علي ما تحقق لليهود الشرقيين في العشر سنوات الماضية من صعود سياسي واقتصادي في الحياة الاسرائيلية.
فشلت دولة إسرائيل في أن تجمع في ظلها كافة يهود العالم، فشلت أيضاً في تحقيق هدف الصهيونية الثاني في أن تكون بوتقة صهر لمواطنيها اليهود. فمنذ قيامها وحتى الآن وإسرائيل منقسمة على نفسها بين اليهود الشرقيين واليهود الغربيين. وفي أحيان قليلة أخذ هذا الانقسام شكل العنف، ولكنه في الغالب، وخاصة منذ 1977، أدى إلى تغييرات جذرية في الخريطة السياسية للنخبة الحاكمة وقد استمد هذا الانقسام استمراره وخطورته من علاقته الوثيقة بالتميز الطبقي في المجتمع الإسرائيلي
في فترة الخمسينات بدأ المجتمع الإسرائيلي يشهد انقساماً طبقياً بين مواطنيه اليهود على أساس انتمائهم العرقي بسبب الهجرات من وسط وشرق أوروبا، فقد عانى اليهود الشرقيون منذ مجيئهم إلى إسرائيل من ازدراء اليهود الغربيين لهم ووصفهم بالجهل والتخلف وهو ما أدى إلى التمييز ضدهم في كافة نواحي الحياة بداية من إسكانهم في معسكرات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة، إلى استغلالهم في أعمال بدائية التي كان اليهود الغربيون يرفضون الاشتغال بها، إلى تشجيعهم على حرمان أبنائهم من التعليم المدرسي من أجل العمل في المزارع والكيبوتسات بحجة تشجيع العمل اليدوي الذي بدأ في ذلك الحين يفقد تقدير المجتمع له، وأخيراً حرمانهم من تولي المناصب السياسي الهامة بحجة جهلهم وعدم معرفتهم بأصول الديمقراطية. وقد ساعد على استغلال هؤلاء اليهود افتقادهم للقيادة الواعية التي بإمكانها المشاركة في اللعبة السياسية والدفاع عن حقوقهم نتيجة لهجرة النخبة الاقتصادية منهم إلى أوروبا والولايات المتحدة. أما عن "بوتقة الصهر" التي تغنت بها اسرائيل كأحد أدوات نظام الحكم الاسرائيلي، فقد كانت تعنى في العقود الأولى للدولة صهر اليهود الشرقيين في الثقافة الغربية التي تنتمي إليها النخبة وليس تحقيق التوافق بين الثقافتين على اعتبار أن الثقافات الشرقية "بدائية وفقيرة"، وبالتالي يجب تخليص المجتمع منها، ونتيجة لهذه التفرقة، أصبح المجتمع الإسرائيلي منقسماً إلى نصفين يبدو وكأنهما منفصلين، "إسرائيل الأولى" وقوامها يهود أوروبا ذوي القيم الغربية المسيطرين على الدولة وهم الطائفة الأكثر ثروة والارفع تعليماً والأرقى ثقافة، و"إسرائيل الثانية" التي تتكون من اليهود الشرقيين الذين لا يزالون يحملون قيم المجتمعات التقليدية وهم الأكثر فقراً وأقل تعليماً ومهارة.
بعد مرور نصف قرن على قيام إسرائيل، لا تزال الفجوة بين الجماعتين قائمة بوضوح على الرغم من التحسن النسبي الذي طرأ على وضع اليهود الشرقيين وزيادة تمثيلهم في المناصب السياسية، وقد عبر اليهود الشرقيون عن سخطهم تجاه عنصرية الدولة في شكل حوادث احتجاج متفرقة طوال الخمسينيات والستينيات كان من أشهرها وأكثرها عنفاً حادث وادي صليب في 1959 الذي شمل اضطرابات دامية بين اليهود المغاربة والشرطة الإسرائيلية استمرت أربعة أيام وامتدت إلى عدة مدن إسرائيلية. ثم تكونت حركة "الفهود السود" في 1971 كجماعة سياسية قامت بتنظيم العديد من المظاهرات للمطالبة بتحسين أوضاع اليهود الشرقيين قبل أن تسعى لدخول الكنيست بالتحالف مع بعض الأحزاب الصغيرة منذ 1973، ولفتت هذه المظاهرة نظر الدولة لوجود مشكلة إثنية ولكنها لم تفعل شيئاً يذكر لحلها.
ومع حلول الثمانينيات، ونتيجة فوز كتلة الليكود اليمينية في انتخابات الكنيست عام 1977 ووصولها للحكم لأول مرة بفضل أصوات اليهود الشرقيين، زادت حدة الجدل في الدولة العبرية حول المشكلة الإثنية وانعكاساتها على المجتمع. ومع كثرة الحديث عن وجود ثقافتين مختلفتين، انطلقت صيحات التحذير من أخطار تحول إسرائيل إلى مجتمع شرقي نتيجة للأغلبية العددية لهؤلاء اليهود وتأثيرهم على من يأتي إلى الحكم. ومع استمرار الليكود في الحكم واتباعه سياسات متعنتة ومنغلقة تجاه العالم الخارجي بصفة عامة والعرب بصفة خاصة وتمسكه بـ"أرض إسرائيل الكبرى"، ألقى العديد من المثقفين الإسرائيليين الليبراليين باللوم فيما وصلت إليه الدولة على مؤيدي الحزب من اليهود الشرقيين الذين يحكمهم الجهل والكراهية المطلقة للعرب.
يلاحظ أن العامل الشرقي قد برز بشدة في التحضير لانتخابات عام 1999 ، واصبح كل من القيادات الأشكينازية المتنافسة يضم الآخر بالعنصرية أو التمييز ضد اليهود الشرقيين ، من أجل استقطاب التأييد الشرقي، وفي حين ترأس اسحاق مردخاي عراقي الاصل، وزير الدفاع السابق " حزب الوسط " الناشئ بعد انسحابه من الليكود والحكومة ، كما ديفييد ليفي المغربي الاصل ديفيد ليفي ، وزير الخارجية السابق وزعيم حركة جيشر، وأصبح يتنافس على رئاسة شغل اليهود الشرقيون المراتب الأولى في القوائم الانتخابية للكنيست الخامسة عشرة للحزبين الكبيرين : العمل والليكود، كل ذلك إضافة إلى جزب شاس الديني الشرقي الذي يتمتع بثقل كبير في الحياة السياسية الاسرائيلية في عقد التسعينيات، كما تولي قيادات شرقية (مغربية ) رئاسة حزب المفدال أيضا ً.
يتابع اليهود الشرقيين صعودهم في الحياة السياسية الاسرائيلية وبخطوات واثقة، حيث أنهم منحوا حزب شاس مكانة جيدة في انتخابات الكنيست ال16 لعام 2000 وجعلوها ثالث حزب في الخريطة السياسية وذلك بتضافر اصوات اليهود الشرقيين المتدينيين منهم وغير المتدينيين لتأييد حزب شاس والزج به كلاعب رئيسي في السياسة الاسرائيلية ليس ذلك علي أرضية البرنامج السياسي للحزب الديني وايديولجيته حيال أرض اسرائيل ، بل علي أرضية ما يمكن أن يحوزه من مستحققات وامتيازات اجتماعية واقتصادية وما يمكن أن يقتطعه شاس من ميزانية الدولة السنوية منذ عام 2000-2005 مقابل تمرير اي قرارات سياسية للحكومة الاسرائيلية سواء علي المستوي الداخلي أو علي مستوي الخارجي، كما تم وضوحه في تمرير قرار خطة فك الارتباط احادي الجانب من قبل شارون في الكنيست وتفكيك مستوطنات غزة، فبعد المماطلة السياسية لشاس علي هذا القرار الا ان تأييدها لشارون في اخر الأمر كان من العوامل الحاسمة لاقرار هذا المشروع .
يرى بعض الباحثين والساسة الإسرائيليين أن الفروق الإثنية بين اليهود الشرقيين والغربيين قد فقدت الكثير من حدتها نظراً للتطورات الاقتصادية التي شهدتها إسرائيل على مدى نصف القرن الماضي وما صاحبها من ارتفاع مستوى المعيشة بوجه عام وهو ما أثر ايجابياً على وضع اليهود الشرقيين، وأيضاً لزيادة التفاعل الاجتماعي بين الطرفين. ولكن ما زال الكثيرون يرون أن هناك المشكلة ما زالت موجودة وأن هناك عوامل كثيرة تقف عقبة في تحقيق التوافق الاجتماعي أهمها تزايد الفجوة الطبقية والتعليمية بين الجانبين. فعلى الرغم من التحسن النسبي في مستوى الدخل الذي تحقق لليهود الشرقيين، إلا أنه لا يقارن بالطفرة الاقتصادية التي تحققت لليهود الغربيين، وهو ما أبقى على الفروق الطبقية بينهما، بل وزاد منها في بعض الأحيان، خاصة في ظل غياب الحراك الاجتماعي لدى اليهود الشرقيين. فما زال هؤلاء اليهود يشكلون أغلبية العمال وصغار الموظفين في المجتمع، وطبقاً للدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع فإن نسبة المشتغلين في هذه الوظائف قد زادت في الجيل الثاني عن الأول، وعلى هذا فإن مظاهر الرخاء والتقدم الاقتصادي قد اقتصرت تقريباً على سكان المدن الكبيرة وأغلبهم من اليهود الغربيين بينما ظلت الأوضاع المادية في الضواحي ومدن التطوير التي يقطنها اليهود الشرقيين دون تحسن يذكر، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الشعور بالسخط لدى سكان هذه المناطق خاصة الأجيال الشابة.



#بيسان_عدوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد الاسرائيلي بعد غياب شارون -قاديما وحماس
- خيار الوطن البديل - دولة فلسطين القادمة في الاردن
- أمريكا الدينية وإسرائيل3-3
- المشهد الديني السياسي الأمريكي 2-3
- أمريكا الدينية واسرائيل 1-3
- التحديات الفلسطينية فيما بعد الانسحاب من غزة
- مخططات توطين اللاجئين الفلسطينيين
- الدعم الامريكي للاستيطان ثقافة دينية ام سياسة
- الاستيطان الإسرائيلي في ضوء القانون الدولي
- هل بدأ العد التنازلي لدمشق؟
- الوضع الاقليمي الدولي بعد رحيل عرفات
- ايران النووية في مؤتمر هرتسليا الخامس
- الفلسطينيون 2004 عام الحزن
- الانتخابات الفلسطينية هل تحقق الاصلاح والديمقراطية
- الفلسطينيون في مصر بين السياسات التمييزية و الإقصاء من الجنس ...
- القضية الفلسطينية ما بين الإرهاب والكفاح المسلح جدلية الشرعي ...
- القنبلة الديمغرافية في إسرائيل وخداع النفس
- 2003 فيلم أمريكي طويل
- قراءة في أوراق فلسطيني 1948 : حول الوعي الجماعي والضبط الاجت ...
- خارطة الطريق المتاهة القادمة للفلسطينيين


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - بيسان عدوان - صعود اليهود الشرقيين في المشهد الاسرائيلي