بهيجة حسين
الحوار المتمدن-العدد: 1454 - 2006 / 2 / 7 - 11:13
المحور:
حقوق الانسان
بدأ فتح ملفات الفساد والإهمال في التأمين الصحي متزامنا ومواكباً للاستعداد لإخراج قانون جديد للتأمين الصحي يقضي بأن ندفع ثمن علاجنا وأمراضنا بالسعر الاستثماري وينتزع الهدف من التأمين الصحي مع التفكير في بيع منشآته وما بها من معدات وأدوات دفعنا سلفا ثمنها من أموالنا.
وفجأة ظهر الاعتراف بالإهمال في التأمين الصحي وبدأ الحديث عن معاناة منتفعيه وكأن السادة المسئولين الذين يلطمون الخدود ويذرفون الدمع لما نلاقيه من إهمال كانوا غافلين عن هذه المعاناة أو كأن قلوبهم قد رقت فجأة لحالنا، وحال الأطباء والممرضات والعاملين بالتأمين الصحي الذين يعملون في ظروف شديدة السوء لا تختلف عن ظروف مرضاهم.
ومع الحمية الفائرة علي أوضاع التأمين الصحي المتردية بدأت ملفات الفساد في الظهور وبدأ الكلام والنشر في الصحف عن وقائع إهدار أكثر من 100 مليون جنيه في مستشفي النيل للتأمين الصحي صاحب موقعة محاولة مريض الانتحار بسبب الإهمال - والتي تم نفيها - مستندة وقائع إهدار المال العام إلي معلومات وصلت إلي لجنة الصحة بمجلس الشعب التي شكلت لجنة تقصي حقائق بينت وجود مخالفات جسيمة يرجع تاريخها إلي عام 1999.
هكذا ظهر الإهمال والفساد فجأة كأنهما ورم أو طفح جلدي ظهر دون مقدمات، ولا نعرف أين كانت العيون اليقظة الحريصة علي صحتنا ومالنا العام ونحن نتسول العلاج وكرامتنا تراق علي عتبات مستشفيات التأمين الصحي وعياداته، ومرضاه لا يجدون الدواء الضروري لأمراضهم المزمنة بل يواجهون المرض بقرارات تقنن حرمانهم من الدواء؟
وأين كانت هذه العيون اليقظة وإهدار المال العام بدأ منذ عام 1999.
وربما هناك وقائع قبل هذا التاريخ بكثير في أماكن ومواقع أخري ستظهر في وقتها.
نعم التأمين الصحي ونحن نعاني من الإهمال والفساد وتردي أوضاع مرضاه والعاملين به ولكن لا يعني هذا التخلص منه بخصخصته ولابد ألا ينطلي علينا فتح ملفاته الآن حتي نبتلع الطعم ووهم تطويره وتحسينه وأمامنا ما حدث في شركات القطاع العام التي تم بيعها بنفس المبررات.
لعلنا نبدأ في التحرك لندافع عن وجود التأمين الصحي تلك القلعة الصحية ولندافع عن تطويره وتحسين أدائه قبل أن تخرج علينا بما تخبئه لنا سياسات البيع في بلادنا.
#بهيجة_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟