أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- عنجهية القوة خاسرة دائما














المزيد.....


بدون مؤاخذة- عنجهية القوة خاسرة دائما


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5595 - 2017 / 7 / 29 - 13:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت
بدون مؤاخذة- عنجهية القوة خاسرة دائما
سيسجّل التّاريخ أن حكومة نتنياهو اليمينيّة المتطرّفة هي الحكومة الأسوأ في تاريخ اسرائيل، رغم أنّ هذه الحكومة هي الأكثر توسّعا في الاستيطان، وفي سنّ قوانين عنصريّة ستكون تأثيراتها السّلبيّة لاحقا على اسرائيل وشعبها قبل غيرها. فهذه الحكومة ولأكثر من سبب ضيّعت كلّ الفرص الممكنة لتحقيق السّلام في المنطقة، واستطاعت تضليل شعبها وجرّه إلى التطرّف اليميني الذي لن يكون لصالحه أيضا.
وقد ساعد نتنياهو وحكومته اليمينيّة المتطرّفة في تنفيذ سياساتها الكارثيّة الادارات الأمريكيّة المتعاقبة، التي وفّرت ولا تزال له الغطاء العسكري والاقتصادي والسّياسي في الأحوال والظّروف كلّها، حتّى رسّخت لدى الاسرائيليين بأنّهم "شعب الله المختار" وأنّ الله يسخّر لهم الآخرين ليكونوا "حطابين وسقّائين" –حسب التّعبير التوراتي- لهم. وإذا كانت الادارات الأمريكيّة المتعاقبة ترى في اسرائيل قاعدة عسكريّة متقدّمة لحفظ المصالح الأمريكيّة في المنطقة، فإنّ كنوز أمريكا واسرائيل الاستراتيجيّة في المنطقة العربيّة، الذين ارتضوا الخنوع والهوان، وسلّموا مقدّرات أوطانهم وشعوبهم لأمريكا، لم يقابلوا من أمريكا إلا بمزيد من الضّغوطات والابتزاز، ولم تحقّق لهم شيئا يستر عوراتهم أمام شعوبهم على الأقلّ، لكنّ هذا الهوان الذي يصل درجة الاستسلام قد ساعد هو الآخر حكومة نتنياهو على الاستمرار في غيّها وضلالها، فما عادت تحسب أيّ حساب لأيّة ردود فعل عربيّة؛ لأنّها غير موجودة أصلا.
ومن هنا جاءت قرارات حكومة نتنياهو بإغلاق المسجد الأقصى، وانتهاك حرماته، ومنع المصلين المسلمين من دخوله لآداء صلواتهم فيه، وما تبع ذلك من نصب بوّابات ألكترونيّة وكاميرات ذكيّة لمراقبة المصلّين الدّاخلين الى المسجد لآداء صلواتهم فيه، كما قامت بإغلاق مداخل المدينة، وبوّابات المدينة القديمة، وما صاحب ذلك من تواجد شرطيّ وأمنيّ مكثّف، رغم معارضة الأجهزة الأمنيّة الاسرائيليّة لذلك، لمعرفتهم المسبقة بردود الفعل الواسعة التي ستواجه بها هذه الاجراءات، وأنّها قد تتمخّض عن انتفاضة شعبيّة هائلة، قد تدخل المنطقة في حروب دينيّة لا يعلم أحد متى ستنتهي، لكنّها بالتّأكيد ستحرق الأخضر واليابس ولن ينجو من لهيبها أحد.
وكانت ردّة الفعل المقدسيّة ومن فلسطينيّي الدّاخل الفلسطينيّ الذين يستطيعون الوصول إلى القدس، فخرجوا بقضّهم وقضيضهم، رافضين الاجراءات الاسرائيليّة، متسلّحين بإيمانهم وصلواتهم التي أدّوها في شوارع القدس وأسواقها حيث يبستطيعون الوصول قريبا من عتبات المسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشّريفين ومعراج خاتم النبيّين عليه صلوات الله وسلامه، ولم ترهبهم الغازات الخانقة، والرّصاص الحيّ والمطّاطيّ، وهروات الجنود والمياه العادمة، فسقط منهم شهداء وجرحى، فلم يتراجعوا، بل كانوا يزدادون إيمانا وعددا صلاة بعد أخرى. ولا يغيبنّ عن أحد موقف قيادة السّلطة الفلسطينيّة ومنظمة التحرير، والتّنظيمات الفلسطينيّة والهيئات الشّعبيّة والدّينيّة الاسلاميّة والمسيحيّة الواضح وضوح الشّمس في الدّفاع عن المقدّسات، وما صاحب ذلك من ضغوطات عالميّة، ممّا أجبر حكومة نتنياهو على التّراجع عن قراراتها الجنونيّة بخصوص الأقصى، بعد أن ثبت لهم خطورة المسّ بالعقائد الدّينيّة، وخطأ نظريّة حلّ القضايا التي تواجههم بالقوّة.
وفي الأحوال كلّها فإنّه يجب عدم تغييب الأسباب التي تهدّد أمن واستقرار دول وشعوب المنطقة، وهي استمرار الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربيّة المحتلّة وفي مقدمتها القدس العربيّة جوهرة هذه الأراضي، وأنّ الأمن والسّلام لن يتحقّق لأحد مع استمرار هذا الاحتلال، ومنع الشّعب الفلسطينيّ من حقّه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلّة بعاصمتها القدس الشّريف، بعد كنس الاحتلال ومخلّفاته كافّة.
فهل ستستوعب دول الجامعة العربيّة، ودول المؤتمر الاسلامي الدّروس والعبر ممّا جرى؟
29-7-2017



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرديّة اللفتاويّة في ندوة اليوم السابع
- دعسوقة طارق المهلوس في القدس
- بدون مؤاخذة- الأقصى ليس بحاجة لحماية الاسرائيليين
- بدون مؤاخذة- أزمة الأقصى سياسية وليست أمنية
- بدون مؤاخذة- حكومة نتنياهو تشعل الحرب الدينية
- طير بأربعة أجنحة في اليوم السابع
- ريتا عودة والحب المباغت
- بدون مؤاخذة- الصلاة بالعبرية الفصحى
- -زهرة في حوض الرّب- في اليوم السّابع
- زهرة سعاد المحتسب في حوض الرّب
- وداعا أبا سميح
- وسادة جمعة السمان عش دبابير في اليوم السّابع
- بدون مؤاخذة- اللاجئون العرب بين دول الكفر والايمان
- بدون مؤاخذة- النصر العربي المبين
- بيان شراونة تفتح الأبواب المغلقة في روايتها البكر
- وسادة جمعة السمان عش دبابير
- عناقيد أماني محمد والأدب الرفيع
- بدون مؤاخذة- ماكو عيد
- بدون مؤاخذة- جدلية الوطن والشعب والدولة
- بدون مؤاخذة-خلط الأوراق في الشرق الأوسط


المزيد.....




- شهقات.. تسجيل آخر محادثة قبل لحظات من اصطدام طائرة الركاب با ...
- متسلق جبال يستكشف -جزيرة الكنز- في السعودية من منظور فريد من ...
- المهاتما غاندي: قصة الرجل الذي قال -إن العين بالعين لن تؤدي ...
- الهند وكارثة الغطس المقدس: 30 قتيلا على الأقل في دافع في مهر ...
- اتصالات اللحظات الأخيرة تكشف مكمن الخطأ في حادث اصطدام مروحي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشكر نظيره الأمريكي على رفع الحظر عن ...
- -روستيخ- الروسية تطلق جهازا محمولا للتنفس الاصطناعي
- الملك الذي فقد رأسه: -أنتم جلادون ولستم قضاة-!
- زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب ألاسكا
- سماعات الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق تفتح أفقا جديدا في ع ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- عنجهية القوة خاسرة دائما