لماذا ينتقد الناس الأديان ؟؟

ماهر رزوق

الحوار المتمدن-العدد: 5594 - 2017 / 7 / 28 - 00:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يتساءل متدين ما : لماذا أنتم مصرون على انتقاد ديني ، و تستغلون أي فرصة لتثبتوا للعالم أن ديني غير صحيح ، و مضر بالسلامة النفسية و الجسدية ؟؟ ماذا فعل ديني لكم ؟؟

يجيبه صديق :

المشكلة يا صديقي ليست في إيمانك الشخصي و طقوس عبادتك التي تمارسها في منزلك الخاص أو في الكنيسة أو الجامع أو المعبد !!

المشكلة تحدث عندما يحاول دينك أن ينتشر و يسيطر ... و كذلك عندما يتدخل في شؤون الحياة الاجتماعية و علاقتك بزوجتك و أمك و أبيك و جارك و زملائك بالعمل و أصدقائك ..

المشكلة تحدث عندما تخدش حياءك رؤية ساقاي و أنا أرتدي سروالاً قصيراً (شورت) ...
عندما يوقظني صوت أذان الجامع القريب من منزلي في وقت صلاة الفجر ...
عندما تطالبني أن أحترم صيامك ، و أتحلى بالأخلاق التي تمنعني من تناول الطعام أمامك في رمضان !!
عندما تتصل بخدمة العملاء و ترفض أن تعطيهم اسم زوجتك ...
عندما تهمل عملك على آلة معينة ، لمدة خمس دقائق أو أكثر ، و ذلك ثلاث مرات يوميا لتأدية الصلوات ...
عندما يحدث خلاف ، قد يتطور إلى الضرب أو الشتائم ، بينك و بين زملائك ، و ذلك لتحديد الأسماء التي ستذهب إلى صلاة الجمعة ...
عندما تتحرش و تعتدي على فتيات البلدان الأجنبية التي لجأت إليها ...
عندما تعتدي بالضرب أو السب على فتاة عربية في بلد عربي أو أجنبي ، فقط لأنها لا ترتدي الحجاب ...
عندما تقطع الطرقات لتؤدي صلاتك في المرافق العامة ، زعما بأن الأرض أرض الله و لا حق لأحد فيها ...
عندما يسب شيخك جميع الأديان و الطوائف ، من على منابر الجوامع ، و يحكم على الجميع بأنهم كفار لا يستحقون إلا الاحتقار ، و عندما تستمتع إليه بإجلال و لا تعترض سوى بنفس الديباجة المعروفة : هذا لا يمثل الاسلام ...
عندما تخرج آلاف الجموع في مظاهرات (مسلحة و تخريبية أحياناً) للتنديد برسومات كاريكاتورية أو فلم مسيء ... و لا يخرج أحد للتنديد بأفعال داعش التي يدعون دائما أنها لا تمثل الاسلام !!

و هكذا يا صديقي ، و بعد كل هذا العرض المزعج ، ربما ستجد مبررات كثيرة و أجوبة جاهزة معلبة لكل هذه التساؤلات و الاتهامات ، و ربما تعتمد المبدأ المعروف : الشتائم و الوعيد ... و لكن في الحقيقة أنا فقط حاولت أن أفتح عينيك على مشكلات كثيرة يعانيها هؤلاء الناس مع دينك ... و حاولت أن أقول لك بصريح العبارة : أن ثوب الضحية لا يليق بك ... و حان الوقت لتواجه هذه الحقائق و تحاول أن تجد حلولا لها ... بدلا من الدفاع المستميت الذي لن يزيد الثورة إلا اشتعالاً و هيجاناً ...

#ماهر_رزوق (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات