حسين البصري
الحوار المتمدن-العدد: 1454 - 2006 / 2 / 7 - 10:45
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
عندما تقرر احضار الجلاد ومعاونيه الى محكمة خاصة فريده من نوعها كان يسكن القائمين عليها هاجس واحد لاغير وهو ان مالديهم من الادلة والبراهين والوثائق سيجعل وقائع المحاكمة تمر بسلاسة ودون اي مفاجئات تكدر اجواءها لذلك غضت الهيئة المشرفة الطرف عن الكثير من التجاوزات التي يرتكبها هذا الطرف او ذاك بزعم ان الطاغية واعوانه ومهما فعلوا فأن التهمة (لابستهم )لامحالة وقد يحدث ان ينهار الطاغية او احد اعوانه تحت تأثير الحجج الدامغة والبراهين القاطعة وقد يجثو تحت تأثير تأنيب الضمير طالباً من قضاته الرحمة ومن ضحاياه المغفرة لكن هذا السيناريو سار في اتجاه اخر حيث نفى الجلادون كل التهم المنسوبه اليهم وسخروا من الضحايا والشهود واهانوا المحكمة ومن يقف من وراءها وتقمص الجلادون دور االضحية وشرعوا يقاضون ضحاياهم تحت رعاية قاض بدى متساهلا الى درجة سمحت لهيئة الدفاع عن الطاغية واعوانه بأبتزاز المحكمة عبر التهديد بالأنسحاب احتجاجاً على كل صغيرة وكبيرة بين الفينة والاخرى.
وفي بداية الجلسة الثامنة للمحاكمة التي ادارها القاضي رؤوف عبد الرحمن الذي حل محل القاض المستقيل رزكار محمد امين وبعد اخذ ورد بين المتهمين وهيئة الدفاع عنهم من جانب والقاضي عبد الرحمن من الجانب الاخر والذي تألق فيه الجلاد برزان التكريتي الذي ابدى مهارة منقطعة النظير في استعمال الكلمات السوقية. وعندما تبين لهيئة الدفاع عن صدام واعوانه بأنها لاتسنطيع ان تلعب بعد الآن دورها السابق بتحويل المحاكمة الى منبر سياسي لصالح الدكتاتورية قررت الانسحاب ومقاطعة جلسات المحاكمة وكذلك فعل الدكتاتور واعوانه؛ وقد اصدرت الهيئة بياناً شديد اللهجة وضعت فيه احد عشر شرطاً اولها عدم العودة لحضور الجلسات الا بعد اقالة القاضي رؤوف عبد الرحمن من رئاسة المحكمة اضافة الى مطالب تعجيزية اخرى.
وازاء شروط ومطالب هذه الهيئة التي ترى في الدكتاتور واعوانه قيادة شرعية لهذا البلد رغم كل الخيانات التي ارتكبوها بحقه والمآسي والنكبات التي خلفوها لشعبه؛ فأن جل مايطلبه العراقيون هو اعادة الطاغية وزبانيته الى قفص الاتهام لتأخذ العدالة مجراها ودون تأخير. .وسيرى الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.
#حسين_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟