أحداث ملعوب في مضمونها

حسين عجمية

الحوار المتمدن-العدد: 1454 - 2006 / 2 / 7 - 10:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

استغلال الحقوق الإنسانية بطريقة غير مدروسة يؤدي إلى تراجعية عقلية في سياقها المرتبط بالعلاقة المتولدة من توافق الوعي البشري لحل الأزمات العالقة والتقارب القائم على التفاهم بين الشعوب والأديان .
قليلون من يفهمون الطبيعة الإرتباطية القائمة لوجود جماعات ومنظمات منغلقة ضمن الواقع الإنساني غايتها إحباط الإنجازات الإنسانية المؤدية لبناء وحدة عقلية غايتها التقليل من المخاطر الناتجة عن المفاهيم المتعاكسة والمتضاربة في مدلولها التاريخي بالرغم من التعايش المرتبط بوجود هذا التباين .
فالدول الديمقراطية بتقاليدها وبنية مؤسساتها الحكومية والمدنية متحررة من التبعية والخوف في طريقة التعاطي مع المسالة الحساسة والمثيرة للعواطف الدنيا ضمن أوساط عقلية لم تتجاوز البناء التاريخي لوجودها فهي متمسكة في بنيته وتعيش على إبقاء هذه البنية كمحرك وحيد لطبيعة استمرار الوعي ضمن هذه المفاهيم لأن العلاقة قائمة على مدى تجذرها في بنية المشاعر والأحاسيس الصادرة عنها .
فالسرعة في تغيير الوضع القائم في العلاقات بين الدول والشعوب المرتبطة بأديان ومذاهب مختلفة موزعة على الكينونة البشرية مؤسسة على ارتباط وهمي تضليلي قابل للانفجار العدائي من أي كلمة أو صورة قد تحدث ارتجاجا في بنية العقل المرتبط بها عندما يتم استغلال التوجيه والإثارة والتحريض لخلق بيئة عدائيه يمكن حصاد نتائجها لمصالح أنانية ضيقة لا تخدم البنية الإنسانية في مرحلة فاصلة بين تغير وانتقال بين وضعيتين تعمل العقول الحرة المرتبطة بالمصالح الإنسانية العامة على تأسيسها لبناء واقع مغاير في ماهيته عن العلاقات المشحونة بالتوتر بين تيارات فكرية مختلفة الانتماء .
فالواقع الإنساني العام وصل إلى مرحلة مرتبطة بالمستقبل القادم ينبثق من المرحلة الراهنة في بنيتها العامة لأن البشرية تتغير وفق معطيات جديدة ومؤثرة فالتزايد المتواصل في الكم المطالب بإطلاق الحريات العامة والتأسيس لمجتمعات قائمة على المدنية واحترام حرية الصحافة والمعتقدات والمنظمات والأحزاب وإتاحة الفرص المناسبة لتأمين حقها في التعبير عن مضمون الاتصال بين البشر وجوهر التلاقي الإنساني لقيام حضارة موحدة تخدم الوجود الإنساني بكل أصنافه وعقائده .
اسمحوا لي, أن أستلف عبارة تقليدية مستخدمة في طريقة التعاطي السياسي مع المتغيرات الداخلية والعالمية , عبارة تربط اليمين المتطرف واليسار المتطرف في طريق واحدة غايتها إحداث بلبلة وتشوهات في واقع تتفق فيه الآراء على أهمية إحداث نقلة نوعية في طريقة التعاطي السياسي مع التغيرات الدولية والمحلية بشكل عام .
فالمنظمات الإرهابية والقومية المتعصبة اتفقوا بدون عقد خطي على إثارة المشاكل وإحراج العالم في مسائل حساسة مرتبطة بطبيعة الوجود والكينونة البشرية , غايتهم إقحام البشرية في نزاع مخيف مرتبط بأصول مذهبية , مستغلين ظاهرتين متباينتين في وجوديهما الإنساني , ظاهرة الحرية المرتبطة بتطور المجتمعات الغربية وتقاليدها العريقة في اتاحة حرية الرأي والتعبير وما يرتبط مع هما من بنية اجتماعية قائمة على بناء يتفق مع مضمون الحرية والديمقراطية في جميع المسائل والمهام المطروحة أمام النضال الاجتماعي.
وظاهرة الكبت ولانغلاق والبنية السلفية في المجتمعات الشرقية , سريعة التأثر بالمسائل المرتبطة بالعقائد الدينية والمذهبية بدون تحليل علمي منهجي مرتبط بالواقع الاجتماعي لأن نظام التركيز العقلي موجه ضمن بنية واحدة غير قابلة للحوار يمكن إثارة أحاسيسها بردود أ فعال سطحية هذه البنية التعارضية بين المفهوم الغربي للحرية و المفهوم الإسلامي بالا حرية فيما يخالف نظام العقيدة الدينية و الأحاسيس المرتبطة بها عمق فجوة الخلاف و طريقة التعاطي معها ,فالاستغلال المنحرف لمفهوم الحرية و الديمقراطية في البلدان الغربية عكس و بشكل مباشر استغلال منحرف لطبيعة التعاطي مع رسوم صحيفة غايتها إحراز انشقاق في التواصل الإسلامي المسيحي وعدم التوافق في إقامة حوار يوحّد الجهود الإنسانية لتحقيق عالم يسوده السلام والتفاهم . فالرد الإسلامي الاحتجاجي بإتلاف السلع المرتبطة بالدول التي تم نشر الرسوم في صحفها .كان ردّاً عفوياً لا يعبر عن اتساع الوعي في طريقة التعاطي مع المسائل الطارئة فلو كان التعبير عن حب الرسول الكريم صادقاً لكان التعبير عن طريقة الاحتجاج مغايراً و أكثر إنسانية و يتفق مع مبادئ الدين الحنيف عندما يتم جمع هذه المنتجات و بدل إتلافها يتم توزيعها على مناطق تعاني من الجوع و المرض و الفقر مثل دارفور و غيرها .
عندها يكون تعبير الاحتجاج عند المسلمين وفياً لمبادئ نبينا الكريم و مهيناً لأعدائه و أعداء السلام و التطور في هذا العالم.

#حسين_عجمية (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات