|
مشروع لجنة العمل المدني والحوار الوطني في العراق
عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 5591 - 2017 / 7 / 25 - 22:47
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
مشروع لجنة العمل المدني والحوار الوطني في العراق
مما لا شك فيه أن المدنية والعمل الديمقراطي في العراق يشهد تعثرات عملية ومعوقات في طرح الرؤية الديمقراطية الحقيقية التي بإمكانها معالجة الوضع السياسي والأجتماعي الذي وصل إليه العراق، ونتيجة لتراكم الكثير من الأخطاء والممارسات السلطوية التي خلفها النظام الديكتاتوري السابق وجذرتها العملية السياسية المختلة بعده منذ عام 2003 ولليوم، ومما لا شك فيه أن المد الديني والقومي وتركيبة النظام السياسي القائم على الطائفية والعنصرية القومية ساهمت بشكل فعال في تمزيق النسيج الوطني في ظل المحاصصة ومفهوم المكونات التي جاء بها دستور العراق عام ،2005 ليزيد من حدة التناقضات والتشرذم الذي جعل من العمل المدني الديمقراطي الوطني شبه حالة مستحيلة والسعار الفئوي ما زال قويا وفاعلا في رسم الخريطة السياسية العراقية. ومن الحقائق المؤكدة أيضا أن الشارع العراقي المجيش بكل عناوين التفرقة والتشظي ما زالت فيه أصوات مدنية وديمقراطية وطنية عراقية خالصة، إلا أن فاعلية هذا النشاط لا تتناسب مع حجمه الحقيقي ولا تتناسب مع تطور وعي الشارع الذي بدأ يتجلى أكثر ويتضح فيه حجم الخيبة والخذلان من نتائج ما بعد 2003، خاصة مع فضائح الفساد السياسي والأداري وغياب العدالة الأجتماعية وتلاشي مفهوم الوطنية العراقية لصالح مفاهيم ورؤى وأفكار لا تتناسب مع وطنية الشعب العراقي وتمسكه بهويته الخاصة، لذا فإن الحاجة إلى العمل المنظم والممنهج والمبني على قاعدة مصالح ومستقبل العراق أرضا وشعبا أصبح اليوم ليس مطلب المدنيين والديمقراطيين والوطنين الأحرار، بل مطلب الشعب العراقي بكل قواه وقياداته وضرورة تعلو كل الضرورات لمواجهة حالة إنهيار وفشل العراق كدولة ومجتمع واحد. السؤال الوحيد الذي يتردد في الشارع العراقي ويطلب الأجابة الحتمية عليه هو (ما هو الحل؟)، المؤكد أن الحلول الأجتراحية لا تأت من السماء ولا يمكن أنتظار الغيب ليعطينا حلا عجزنا أن نخلقه من واقعنا ومن حاجات الضرورة ومستلزمات الوعي بالمخاطر، من هنا كان لا بد للقوى الأكثر تحسسا وأستجابة لتحديات المرحلة أن تجتمع وتتفق على رؤية حل أو خطوات تمهيدية ليشارك الجميع في بنيانها وبلورتها، كان خيار ثلة من العراقيين من الذين يؤمنون بحق الشعب العراقي وحده أن يقرر ما يختار وفقا لمصالحه وهويته ومستقبله، بعيدا عن الإملاءات والتدخلات الغيرية بوعي من أننا في عالم مضطرب وأقليم تتنازعه المصالح والأجندات والتدخلات الدولية، لذا كان القرار أن نبني منظومة سياسية تعددية وطنية تعلوا فوق كل المسميات الفرعية وتعانق حلم وطن لم ولن يموت ما دام فيه شعب تواق للحرية ويملك القدرة على العمل والتحدي والبناء. الخطوة الأولى العملية في هذا الأتجاه يتمثل في الألتقاء والحوار والعمل الجمعي للوصول إلى تفاهمات مشتركة نجعل منها مرجعية مدنية تنظم وتنسق كل العمل الوطني بروح مدنية وديمقراطية، تتولى مسئولية الأنفتاح على الشارع العراقي بكل أطيافه المؤمنة بعراق حر وواحد وإنساني، لتعيد تجميع القوى والأفكار والأهداف لتضعها على خط الشروع لتنظيم أكبر وعمل أكثر منهجية وعملانيا لقيادة مرحلة مهمة من تأريخ العراق، ولتكون قوة معارضة مدنية سلمية وديمقراطية تلعب دور الرقيب والمصحح والناقد في مواجهة كل أشكال الفساد والإقصاء والتهميش ومحاربة الطائفية والعنصرية والفئوية، نصرة للعراق الواحد وأن تعد الخطط والأفكار والأليات التي سيعمل بها الوطنيون والمدنيون والديمقراطيون على أنها أحد أهم البدائل الحقيقية للعملية السياسية الحالية التي أصابها الشلل والركود والفشل. لقد رسمنا مشروعا حلما للعراق يقرأ ويستوعب ويحاكي المرحلة ومتطلباتها أسميناه على سبيل الأقتراح بمشروع ( جبهة إنقاذ العراق) ليكون مفتاحا وأملا لكل العراقيين نحو غد ممكن أن يكون إنطلاقا لأعادة ترميم ما خربه مشروع المحتل الأمريكي وفعلته التدخلات الأقليمية والدولية التي تبحث عن مصالحها وإدارة صراعاتها على الساحة العراقية دون النظر إلى العراقي ووجوده ومستقبله وهو صاحب الحق الوحيد في تقرير مصيره الوطني والقومي، لذا فإن مشروع جبهة أنقاذ العراق أصبح ضرورة ملحة في ضوء ضجيج الصوت الطائفي الذي عاد بقوة هذه الأيام، سنفكر ونعمل ونتواصل من أجل مشروع الإنقاذ وبكل قوة في الأيام القادمة لعلنا نستطيع ولو جزئيا أن نرسي مفهوم وطني أخر عنوانه العراق الواحد للعراقيين، ونطوي صفحة المحاصصة والمكونات والمصطلحات التي أخترعها أبطال العملية السياسية المريضة. وفي هذه المناسبة فإن اللجنة العليا التحضيرية للقاء المدني والعمل الديمقراطي تدعوا كل الأطراف التي يهمها بجدية مستقبل العراق ووجوده، وتعمل بكل الإمكانيات لأنقاذ العراق بتقديم البديل العلمي للقاء والتحاور والعمل معا على أساس واحد هو المسئولية الأخلاقية والوطنية والإنسانية التي نتحملها أمام شعبنا وأمام أجيالنا القادمة، العمل بنكرات للذات وبعيدا عن أمراض البيروقراطية والمناصبية والأمتيازات الشخصية، نعمل بكل أخلاص ومسئولية لنعبئ الشارع العراقي ونوحد كلمة الأحرار على نقاط مشتركة ستكون جوهر عملنا المستقبلي وأن نحترم ونلتزم بكلمة شرف أمام شعبنا أننا لا نفرط بوحدتنا وأن نتحمل ضخامة وجسامة المهمة لينتصر العراق وشعبه وغده ومستقبله، سنستمع للجميع هنا ونبلور صيغة جماعية للإنقاذ بأفكار حرة ومدنية وديمقراطية، ومن الله التوفيق.
نسخه منه الحزب الشيوعي العراقي. التيار المدني الديمقراطي حركة التغيير الكردية حركة الوفاء العراقية حزب الشعب (الأستاذ فائق الشيخ علي) الحزب الجمهوري العراقي تنسيقية مستمرون. شباب الدولة المدنية. الدولة المدنية العلمانية في العراق الدولة المدنية العراقية التحالف المدني الديمقراطي أنصار التحالف المدني الديمقراطي
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ملامح مرحلة سياسية عراقية قادمة يغيب عنها طغيان الإسلام السي
...
-
تجديد في الخطاب الدي أم تحديث في إدارة عمليات الوعي والإدراك
...
-
تجديد في الخطاب الديني أم تحديث في إدارة عمليات الوعي والإدر
...
-
حين نكتشف ما هو مكتشف.... قصة قصيرة
-
تجديد في فهم الدين أم تجديد في الرؤية الدينية
-
النص الديني وإشكالية القراءة
-
عالم ما بعد الدين .... عالم ما بعد المعرفة
-
العمامة الدينية ومستلزمات الصراع البيني في المجتمع الديني ال
...
-
في مسائل توظيف الوعي لبناء المعرفة وتنمية الميل العقلاني للن
...
-
أسئلة مأزومة قبل الأنتحار
-
معيار التفريق بين التفسير والتأويل وحقيقة التدبر في فهم النص
...
-
راهنية النص ومشكلات القراءة المتتالية زمنا وحالا
-
بسط مفهوم الكفر ومفهوم الإيمان
-
حقيقة المحكم والمتشابه في النص الديني، تفريق المفهوم أم توفي
...
-
المجتمع العلماني وحلم الإنسانية بالسلام
-
الجبر والأختيار والحرية في التكليف
-
الإسلام التاريخي ونظرية الحكم
-
المشروعية ومصدر الإرادة
-
سعدي يوسف ومحاولة الظهور على سطح الموت
-
قيمة التجربة التأريخية
المزيد.....
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
-
شولتس أم بيستوريوس ـ من سيكون مرشح -الاشتراكي- للمستشارية؟
-
الأكراد يواصلون التظاهر في ألمانيا للمطالبة بالإفراج عن أوجل
...
-
العدد 580 من جريدة النهج الديمقراطي
-
الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تُعلِن استعدادها
...
-
روسيا تعيد دفن رفات أكثر من 700 ضحية قتلوا في معسكر اعتقال ن
...
-
بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
-
بلاغ صحفي حول الاجتماع الدوري للمكتب السياسي لحزب التقدم وال
...
-
لحظة القبض على مواطن ألماني متورط بتفجير محطة غاز في كالينين
...
-
الأمن الروسي يعتقل مواطنا ألمانيا قام بتفجير محطة لتوزيع الغ
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|