حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)
الحوار المتمدن-العدد: 1454 - 2006 / 2 / 7 - 12:02
المحور:
حقوق الانسان
وافقت فتاه من أهالي مدينة غزة الأصليين، على تقدم رجل لخطبتها، بشرط أن يقوم بطلب يدها مباشرة من أهلها، قبل أن يتعارفا أو يراها وتراه.. ولكن ذكور أسرة الفتاة رفضوا استقبال "العريس" ورفضوا الموافقة على زواجه من ابنتهم، بعدما تبين لهم أنه من اللاجئين الذي هاجروا قسرا من بلدته لقطاع غزة تحت ضغوط الحرب بين الفلسطينيين واليهود عام 1948 والتي أسفرت عن قيام دولة اسرائيل المغتصبة والعنصرية.
يحمل الرجل الذي رفضته الأسرة الغزية الأصل، شهادة الدكتوراه في الفلسفة وعلم النفس. وتحمل الفتاة التي تجاوزت ثلاثة عقود من عمرها، شهادة الماجستير في حقل العلوم الإنسانية. وأصيب كلا الرجل والفتاة بصدمة نفسية من موقف الأسرة التي لا تزال تتشبث بسلوك لم يعد صالحا للعصر الراهن ولا للمجتمع الفلسطيني بعد عقود عديدة من مواجهة احتلال عنصري شرس لا يفرق بين مواطن من سكان مدينة غزة أو من قرى ومدن أخرى في فلسطين، أجبرهم العدوان الصهيوني على الهجرة والتحول إلى لاجئين!
وعلق الرجل على موقف أهل الفتاة التي كان يود الاقتران بها، بالقول إنه حزين حزنا مضاعفا لفقدانه الفرصة للاقتران بفتاة تروق له مواصفاتها العقلية، وفقا لما نما لعلمه من صديقة لها، لعبت دور الوسيط.. ولتجاهل عائلة الفتاة لحرية ابنتهم الناضجة نفسيا وعقليا في الاقتران بالرجل الذي تراه مناسبا لها..
وتابع حامل الدكتوراه القول إن استمرار وجود هذا النمط من التفكير في مجتمعنا الفلسطيني يؤكد أهمية تركيز جهود المتنورين الفلسطينيين لصالح استحداث ثورة نورانية تحرر الإنسان من ثقافة قديمة مغلقة وعنصرية، وقمعية موجهة للنساء على وجه الخصوص، بما يحرمهن من الحق الطبيعي في اختيار مصيرهن، إذا ما كنّ مؤهلات نفسيا وعقليا، لممارسة هذا الحق، كما هو حال فتاة حائزة على شهادة علمية رفيعة!!
#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟