أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - تجديد في الخطاب الديني أم تحديث في إدارة عمليات الوعي والإدراك ح2














المزيد.....

تجديد في الخطاب الديني أم تحديث في إدارة عمليات الوعي والإدراك ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5589 - 2017 / 7 / 23 - 23:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إذا التجديد كفهوم في الأصل معناه اللغوي والدلالي يبعث في الذهن تصورًا عاما تفصيليا تجتمع فيه ثلاثة معانٍ متصلة لا تنفرط، وهي الزمن، والحدث ومحاولة لأعادته للزمن، أي أننا إذا أردنا شرح معنى التجديد يجب توافر الأركان التالية:
• يجب أن يكون الموضوع محل إرادة التجديد حاضرا في الزمن ومحدث سابقا ومعروف للذاكرة والذهنية، فلو كان الشيء المطلوب تجديده خارج ماضوية الزمن لا يسمى تجديدا لأن المجدد بحاجة إلى إلباسه ما يجدده، فإن كان بذاته جديدا لا يصلح أن يكون محلا للتسمية، والشرط الأخر أن يكون له صورة ذهنية أو أصل معرفي سابق قبل أن يتم تجديده، فحتى بعض الأفكار الأسطورية التي لم تعد حاضرة في الذهن أو لم يعد يتذكرها العقل، في محاولة بعثها بشكل جديد لا تسمى تجديدا إن لم تحز صفة الحضور الذهني السابق.
• المعنى الثاني أن هذا الموضوع المراد له أن يتجدد قد لعب دورا في الواقع أو أنه تعرض له أو أحدث فعلا فيه، فالأمر الذي لم يدخل في باب الحدث الفعلي ولم يؤشر عليه أنه كان جزءمن المنظمة الفاعلة والمنفعلة بالزمن والمكان والحال سيقى جديدا غير قابل للتجديد، لأنه ما زال في صيغته ولم يختبر، ويمكن أن يسمى معطلا أو مهملا والتجديد هنا للحدث وليس للموضوع، والفرق كبير جدا بين تجديد الوعي به موضوعيا وبين التجديد الذهني فيه ذاتيا.
• الرغبة والقدرة والإمكانية التي تكمن في ذات الموضوع أن يتجدد، فليس كل موضوع كان من الماضي ولعب دور الحدث أو محله يمكن أن يكون قابلا للتجديد، فهناك أفكار ماتت ولم يعد بالإمكان تجديدها، أما لأنها أصلا لا يمكن بعثها من قبورها الذهنية كالخرافات التي أثبت العلم والتجربة على عدم صحتها وبالدليل القاطع، أو أنها أصلا كانت أفكارا خيالية لم تكن جزءا من المعرفة بمعناها المعرفي، ففي هذه الحالة لا يمكن تجديد مثل هذه الأنواع من الأفكار للأستحالة المنطقية ما لم تبنى على منطق أخر وفهم أخر يختلف عما كانت عليه في الأصل، وهذا الوصف لا يجعلها جديدة بل يمكن تسميتها بالمبتكرة أو الأبداعية تجريدا عن معنى التجديد.
من هنا يمكننا أن نعط حدود للمعنى ولا نزعم أننا أجملنا التعريف بكامله، وهو برأينا الشخصي أكثر عقلانية وأجدر من الأعتماد على تعريف محدد قد نتفق أو نختلف حوله، وهذه المسألة أصلا هي محل خلاف معرفي، فقد ذكر الأستاذ د.سيف الدين عبد الفتّاح في مقالته المعنونة التجديد هذه الإشكالية وأشار إلى تحديدها بقة حين قال (مفهوم التجديد من أكثر المفاهيم التي تنازعتها التيارات الثقافية والفكرية المختلفة، وقد انعكس هذا التنازع على المفهوم ذاته من حيث معناه ودلالاته، وواقعيًا يصل الباحثون لمُسلَّمة هي أن التجديد -على المستوى النظامي والحركي- قد تُخفق أهم جهوده نظرًا لعدم وضوح التأصيل الفكري والمنهجي لعملية التجديد في تأكيد واضح على أهمية الربط بين النظرية والفاعلية في مجال التجديد الحضاري) .
الأكتفاء أذن بتحديد ملامح أجمالية للتغيير يمكن أن يستوعب الكثير من المفاهيم التي يمكن أن تشكل أطارا موضوعيا أكثر قربا للمعنى وأشد ألتصاقا بالدلالة من حصره بكلمات قد تضيق معنى التجديد الذي هو في مختصرة محاولة أكيدة لأعادة ترتيب الوعي بما يمكن أن يكون طريقا للتلائم بين حاجات التجديد الإنساني وما يتبعه من تفرعات في ممارسة كل ما هو ذا صلة بالمفهوم الشائك والمتعدد والذي يعني في نهاية الأمر الفصل التام والمتناقض لمعنى التقليد المقيد.
إذا التجديد هي حاجة إنسانية طبيعية لما يمكن أن يساهم في إثراء وتطوير الواقع وبالتالي الوجود بمعناه الشمولي المساير لحركته وللوجود عامة، وعلى هذا المنوال ساق الكاتب حيدر حب الله تبريره لضروات التجديد وإن كان لا يحصرها فقط في رفض التقليد بل يعنيها كما هي سنة ضرورية من سنن الوجود المتحرك بذاته والمنفتح دوما على القبول بالأفكار التنويرية (فالتجديد كما سوف نرى سنّة كونية، ولكن الذي يحصل تحوّلات جادّة في المجدَّد يتقدّمها نقد وإصلاح) .
إن الأختلاف في تحديد محاور التجديد وأطره ومشروعيته عند الكثير من المجددين السابقين دينيا أو فكريا من داخل أو خارج المؤسسة الدينية، لا يعفينا من مهمة المسير والمواصلة طالما أن التغير بذاته مطلب ضروري، والضرورات الكونية تقدر بقدرها وبالحاجة لها بمعزل عن قبول الأخر أو رفضه لأن النهاية ستكون حتما أنتصارا لمنهج المسايرة للسنن والمستحق الوجودي سواء أقبلنا بالنتائج أو رفضها الكثيرون.




#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين نكتشف ما هو مكتشف.... قصة قصيرة
- تجديد في فهم الدين أم تجديد في الرؤية الدينية
- النص الديني وإشكالية القراءة
- عالم ما بعد الدين .... عالم ما بعد المعرفة
- العمامة الدينية ومستلزمات الصراع البيني في المجتمع الديني ال ...
- في مسائل توظيف الوعي لبناء المعرفة وتنمية الميل العقلاني للن ...
- أسئلة مأزومة قبل الأنتحار
- معيار التفريق بين التفسير والتأويل وحقيقة التدبر في فهم النص ...
- راهنية النص ومشكلات القراءة المتتالية زمنا وحالا
- بسط مفهوم الكفر ومفهوم الإيمان
- حقيقة المحكم والمتشابه في النص الديني، تفريق المفهوم أم توفي ...
- المجتمع العلماني وحلم الإنسانية بالسلام
- الجبر والأختيار والحرية في التكليف
- الإسلام التاريخي ونظرية الحكم
- المشروعية ومصدر الإرادة
- سعدي يوسف ومحاولة الظهور على سطح الموت
- قيمة التجربة التأريخية
- جدلية الفرد والجماعة
- إسلام ومسلمون
- محاولة في الأنتصار على الذات


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - تجديد في الخطاب الديني أم تحديث في إدارة عمليات الوعي والإدراك ح2