عادل محفوض
الحوار المتمدن-العدد: 1454 - 2006 / 2 / 7 - 12:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إن الفنان الكاريكاتوري الدنمركي الذي قام بنشر رسوم للرسول محمد إنما قام به بوحي من ممارسات رجال دين إسلاميين وسياسيين إسلاميين ، فما نراه ونسمعه على محطات التلفاز قبل أن يحدث ماحدث في دمشق وبيروت لهو مرعب ومثير للاشمئزاز لنا نحن أبناء المنطقة قبل الآخرين وأعتقد انه لايعبر عن الدين الإسلامي بأي شكل من الأشكال إنما يعبر عن شخصيات حاقدة على الإنسانية ومريضة نفسيا أرادت حشر الإسلام كدين وفكر في زاوية مصالحهم وعقدهم النفسية وتحاول جاهدة جر الشارع معها إلى قعر الهاوية .
لقد استفاد أولئك الحاقدين على الإنسانية من عدة عوامل داخلية وخارجية ، فعلى المستوى الداخلي وبدعم خارجي أساسي من كلا طرفي الحرب الباردة في القرن الماضي تسلطت على بلدان المنطقة أنظمة استبدادية أوقفت حركة التاريخ ومنعت الحوار والنقاش وسفهت العقل البشري وفتحت المجال فقط لعقول الجهل والحقد من كل الاتجاهات الدينية ، وبات العقل البشري المتمثل ببعض المتنورين من الدين الإسلامي وغيره وكذلك المثقفين وبعض السياسيين من أبناء المنطقة هدفا سهلا لكل تلك الأطراف فأبعدتهم وغيبتهم عن ساحة الفعل .
ولن ننسى فلسطين والدور الأوروبي القذر الذي أوجد مشكلة لأبناء المنطقة والعالم صعبة الحل حتى هذه اللحظة ولمستقبل ليس بقريب.
ولن ننسى بكل تأكيد تواطأ حكومات الغرب المتحضر وحكومات المعسكر الاشتراكي وحكومات أمريكا في مساعدة سلطات الاستبداد في المنطقة بنهب ثرواتنا وتحويلها إلى بنوكهم وبقائنا نرزح تحت ديون ومساعدات خارجية تجلب لنا مزيد من الجهل والفقر والمرض بكل أشكاله .
لقد قام فنان الكاريكاتير الدنمركي بالضرب على الوتر الحساس وقال لهم هذا مافهمته من إسلامكم وسياساتكم فانتفض الجهل والحقد محاولا الدفاع عن نفسه متلطيا خلف الرسول والإسلام ، وهما منهم براء .
لقد سقط الاستبداد الجاهل والحاقد في شر أعماله وظهر على حقيقته في ماجرى بدمشق وبيروت .
إن ماجرى في دمشق وبيروت رسالة واضحة إلى أنظمة الاستبداد من قبل تلك الجموع التي قام الاستبداد بتجهيلها ، هكذا نفهم التغيير وهكذا سوف نغيركم وان غدا لناظره قريب .
#عادل_محفوض (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟