أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مهند حبيب السماوي - اعتقال واتسابي














المزيد.....


اعتقال واتسابي


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 5589 - 2017 / 7 / 23 - 00:56
المحور: الصحافة والاعلام
    


في حادثة تعد الاولى من نوعها في العالم، تم اعتقال شخص في الهند بسبب منشور له وصف بانه " مشين " كان قد نشره، هذا الشخص، في اكثر من مجموعة من مجموعات تطبيق الواتساب في عشية عيد الفطر المبارك.
القصة، طبقا لرواية مركز الشرطة، تقول بان المواطن الهندي باشباندرا جاترفيدي الذي يعمل في منجم مركزي للفحم، قد تم اعتقاله بسبب ادعاء قُدم ضده يتهمه بانه قد تسبب بايذاء المشاعر الدينية، والغريب في الامر ان الشكوى قد تم تقديمها من قبل صحفي يعمل في صحيفة " ديلي هندي" اسمه جيتندرا جاهان الذي يدير مجموعة على الواتساب.
جاهان اخبر صحيفة انديان اكسبريس، بان " المتهم وضع التعليق في اكثر من مجموعة من مجموعات الواتساب عشية العيد، وقد انتشر هذا المنشور او التعليق لدرجة ان الشرطة استفسرت مني عنه لتحديد هويته او مواجهة تصرف اخر! " ولذا، والكلام لازال لجاهان، اخبرت الشرطة عن عنوانه، ومع ذلك طلب مني الضابط المسؤول احضار الشخص صاحب التعليق للمركز، وقد سافرت لقريته من اجل احضاره".
وطبقا للقواعد المتعارف عليها في هكذا نوع من الاعتقالات، ان تحديد هوية من يعطي معلومات عن الشخص المتهم يجب ان تبقى سرية، ولكن في هذه القضية، تم كشف هوية الصحفي جاهان بالنسبة للمتهم جاترفيدي، والذي بدوره حذر جاهان من عواقب النتائج المترتبة على ماحدث بعد ان دخل السجن.
ومع الاخذ بنظر الاعتبار حيثيات هذه القضية، والملابسات المتعلقة بها ، وخصوصية القوانين الهندية ، وحجم تأثير المجتمع وصدى هكذا نوع من القضايا عليه ، اقول مع كل ذلك ، فان هذه الحادثة تطرح على الطاولة امامنا مسألة جديدة تتعلق بمديات حرية الكتابة في مجموعات تطبيقات التراسل الفوري كالواتساب والفايبر والتيلغرام ومايترتب عن هذه الحرية من مسؤليات او حقوق تتعلق بالنشر وماهيته وموضوعيته او درجة مطابقته للواقع والحقائق وبعده عن الاباطيل والكذب والتزييف والتشهير.
دعوني الان اطرح للقارئ بعض الاسئلة التي من شأنها ان تضيء الزوايا المعتمة في هذه القضية، وربما ستفتح امامنا، في المستقبل، فضاءات ومساحات لم نكن يوما نتصورها.
هل للكتابة في تطبيقات التراسل الفوري المختلفة محددات معينة تكون بمثابة قوانين لايمكن تجاوزها؟ ام انها غير خاضعة لاي ضوابط وتمثل بالنسبة لصاحبها فضاء لحرية مطلقة لايمكن تقييدها ؟
هل يحق لاي شخص مشترك بهذه المجموعات ان ينشر مايحلو له ؟ او يضع لنكات او روابط " مسيئة " تتعلق باخرين من غير ان يتم محاسبته او مساءلته حول ماكتب او نشر ؟
هل الترويج لكذبات او افتراءات اعلامية بحق الاخرين ممكن ان يمر في هذه المجموعات من غير ان يقع صاحبه تحت طائلة القانون ؟
هل علينا ان نراعي المعايير الدينية او الاجتماعية او القيمية ونحن نقوم بكتابة التعليقات او نشر ما نرغب ان ننشره في هذه المجموعات ؟
وماذا عن البعد السياسي في هذه القضية ؟ ماذا لو عمل احدهم سكرين شوت لتعليق كتبه احد السياسيين في احد المجموعات ؟ هل يمكن ان نعتبره تصريح ؟ ام كلام خاص لايحق للاخرين تداوله ومناقشته او بناء مواقف عليه ؟
الم يقم بعض الاشخاص في العراق باخذ سكرين شوت لبعض التعليقات او الكتابات الذي يكتبها بعض المسؤولين في الواتساب ثم انتشرت واحدثت ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي ؟
وينبغي ان نؤكد ان هذه المجموعات المقصودة هنا هي مجموعات غير رسمية ممن يقوم بانشائها بعض الاشخاص لاغراض وغايات مختلفة ولا تتعلق بالمجموعات الرسمية التي تعلن عنها المكاتب الاعلامية والتي يكون التصريح فيها رسميا ويمثل الجهة التي قد صرحت به.

ان الحادثة التي انطلقت منها المقالة، والاسئلة التي ولدت من مغزاها، تكشف عن قضايا عديدة ينبغي وضعها في الاعتبار مستقبلا، خصوصا وقد بدأت، هذه المجاميع، بالنمو واكتساح تطبيقات التراسل الفوري على نحو كبير في العالم الرقمي الجديد الذي بدأ الهروب فيه من مواقع التواصل الاجتماعي الى عوالم هذه التطبيقات.


مهند حبيب السماوي
باحث في السوشل ميديا
https://twitter.com/alsemawee



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيلتهم الواتساب الفيسبوك ؟
- اعلاميو اللايكات ... الشهرة على حساب الحقيقة
- الصفحات الرسمية والتزييف المُمَنهج
- الصراع الرقمي الشيعي- الشيعي !
- مركز صواب...استجابة لتحدي الارهاب الرقمي
- جهاد المحيسن ...ضحية جديدة لقمع حرية الفكر!
- ساسة شيعة العراق...ازمة تحديد الاولويات !
- شيعة العراق...والاسئلة المكبوتة !
- الحشد...داعش...مقاربة هادئة على طاولة الموضوعية !
- الساهر يغني لاميرة اماراتية بدلا من العراق !
- أوهام التلازم بين الاخلاق والصحافة !
- خطأ - داعشي- لفضائية العراقية !
- ثقافة الفوتوشوب...غياب الوعي أم تزييفه ؟
- فريد زكريا...مغالطات تحليلية وأخطاء معرفية بحق العراق
- أمل عراقي جديد ...
- المهمشون الحقيقيون من سنة العراق !
- اين المطالب الشيعية في الحكومة القادمة ؟
- مشكلة التمثيل السني في الحكومة القادمة !
- تصورات لمعالم رحلات داعش السياحية !
- مطلوب محلل سياسي للايجار !


المزيد.....




- شركتا هوندا ونيسان تجريان محادثات اندماج.. ماذا نعلم للآن؟
- تطورات هوية السجين الذي شهد فريق CNN إطلاق سراحه بسوريا.. مر ...
- -إسرائيل تريد إقامة مستوطنات في مصر-.. الإعلام العبري يهاجم ...
- كيف ستتغير الهجرة حول العالم في 2025؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي في عملية إطلاق ن ...
- قاض أمريكي يرفض طلب ترامب إلغاء إدانته بتهمة الرشوة.. -ليس ك ...
- الحرب بيومها الـ439: اشتعال النار في مستشفى كمال عدوان وسمو ...
- زيلينسكي يشتكي من ضعف المساعدات الغربية وتأثيرها على نفسية ج ...
- زاخاروفا: هناك أدلة على استخدام أوكرانيا ذخائر الفسفور الأبي ...
- علييف: بوريل كان يمكن أن يكون وزير خارجية جيد في عهد الديكتا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مهند حبيب السماوي - اعتقال واتسابي