أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نور الدين بدران - من ذاكرة الراهن- 18 حماس الواقع وحماس الشعارات














المزيد.....

من ذاكرة الراهن- 18 حماس الواقع وحماس الشعارات


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1454 - 2006 / 2 / 7 - 12:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


(1)
من حظ الشعب الفلسطيني أن يكون رئيسه اليوم السيد أبو مازن ، حيث يثبت هذا الرجل يوماً بعد آخر أنه رجل دولة بكل معنى الكلمة ، فلا تأخذه الحمية الحزبية إلى تجاوز الوطن والدولة ، وهو الفتحاوي العريق والقائد الدائم فيها وفي منظمة التحرير الفلسطينية، واليوم يعلن الرجل بكل روح ديمقراطية أنه لن يشترط على حماس أي شرط لتشكيل الحكومة الجديدة.
الأهم أن هذا التأكيد على ديمقراطية الرئيس الفلسطيني ، جاء على لسان القائد البارز في حماس السيد إسماعيل هنية ، حتى فيما يخص قضية الاعتراف بإسرائيل، أو بما يخص قوام ومهام وأداء الحكومة العتيدة.
(2)
لكن حماس كغيرها، ومنذ وضع قدمها الأولى على أرض الواقع ، ستجد نفسها أمام حالة نوعية جديدة ، فالشعارات السابقة وأهمها وأخطرها "تدمير إسرائيل" لم يعد لها معنى ، بل منذ هذه الساعات الأولى أعلن السيد هنية وغيره من قادة حماس: أن البنادق لا تدمر دولة تملك الطيران والدبابات وأكثر من مائتي رأس نووي.
بالطبع لم تصل هذه المعلومات إلى قادة حماس صباح هذا اليوم ، وكانت معلومة لديهم بالأمس ، ولكن حديث الواقع غير حديث الشعار ، وكلام المسؤولية يختلف عن كلام الهامشية.
(3)
كانت فتح قبل السلطة الوطنية ، ترفع شعار إزالة إسرائيل،لكنها على أبواب تسنمها دفة المسؤولية والحكم ، أدركت الفارق النوعي بين الشعار والواقع واعترفت بإسرائيل.
هذا التغيير في تعامل فتح مع دولة إسرائيل ، لم يرافقه تغير في طبيعتها وتركيبتها البيروقراطية الفاسدة، بل كان وجودها في السلطة ، يستكمل دورة الفساد ، وها هو اليوم النائب العام الفلسطيني يعلن أن أكثر من خمسين ملفاً للفساد من اختلاس وإساءة للمال العام ،برسم مسؤولين كبار في تلك السلطة، وهذا يعني أن ما ظنه الآخرون إشاعات أو أخبارا مبالغا بها ،هو في الواقع أكبر بكثير .
ربما بسبب غرقها في الفساد والنهب ، لم تنجز فتح وسلطتها أي تقدم يذكر ، سواء في قضية تسوية أمورها كسلطة مع إسرائيل أو في علاقتها مع الفصائل الفلسطينية الأخرى ،ناهيك بالحديث عن إنجازات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، بما يخدم حاضر ومستقبل الشعب الفلسطيني ، ولذلك سقطت في أول انتخابات.
(4)
لأن الشعارات لا تعني شيئا ، ولأن الحركة الفعلية للمجتمع ومؤسساته هي المقياس الحقيقي لأي تطور ، وتاليا هذا التطور هو الذي يقود عملية التغيير في اللغة التي من ضمنها الشعارات،لكل ذلك ليس المهم ما تعلنه حماس ، حيث تقول أنها ستبرم هدنة طويلة الأمد ، حسنا ، ليكن ، فليس هناك اتفاقات أبدية ، وتقول أنها ستقوم بكل ما يخدم الشعب الفلسطيني، وهل مطلوب منها غير ذلك؟
إذا كانت حماس ستنطلق من السياسة الداخلية في تحديد سياستها العامة مع إسرائيل والعالم ، أي من مكافحة الفساد وبناء دولة فلسطينية تعددية وتلتفت إلى الاستحقاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وبناء المؤسسات الكفيلة بذلك ، فهذا الطريق سيقودها بعيدا من الإيديولوجيا والشعارات ، ويضعها على الطريق الصحيح.
لقد حازت حماس مبدئيا ثقة الشعب الفلسطيني ، واليوم تحظى بتأييد عربي من مصر وسوريا على الأقل بل وربما من السعودية ، وليس من الصعب ببعض الواقعية والمرونة ، أن تحظى بدعم دولي ، وهذا في نهاية المطاف مرهون بها وبسلوكها.
نحن أمام تجربة جديدة بكل معاني الكلمة ، وسننتظر وسنرى ، أو كما قلت في مقالة سابقة سأمشي وراء حماس حتى باب الدار.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة الراهن 17
- من ذاكرة الراهن (16)
- من ذاكرة الراهن 14
- لنلحق بهم إلى باب الدار.
- من ذاكرة الراهن 15
- رمل في رمل
- ستربتيز وطني.
- من ذاكرة الراهن (12)
- من ذاكرة الراهن -11
- من ذاكرة الراهن (10)
- من ذاكرة الراهن (9)
- من ذاكرة الراهن- 8
- من ذاكرة الراهن - 7
- في الحوار ترتسم صورة الوطن
- من ذاكرة الراهن -6
- المجلس العاطل وجد عملاً مؤقتاً
- خله يطلع -علشان نشوفه-
- آن لسوريا العظيمة
- من ذاكرة الراهن (5)
- عبد الحليم خدام في بلاد الحرية


المزيد.....




- أسقطه عن اللوح ونهش ذراعه.. شاهد ما حدث لراكب أمواج هاجمه قر ...
- تأثير غير متوقع من -ميلتون-.. طفلان يعثران على طيور مدفونة ح ...
- مفتي عُمان ينعى يحيى السنوار: لحق بأسلافه -المجاهدين-
- المخابرات الكورية الجنوبية: بيونغيانغ ترسل قوات لمساندة روسي ...
- ميلوني من بيروت: استهداف اليونيفيل -غير مقبول-
- مصير حماس بعد -ضربة- مقتل السنوار.. وهل تتوقف الحرب في غزة؟ ...
- برلمان ألمانيا يقر حزمة أمنية جديدة ومجلس الولايات يرفض جزءا ...
- مصر تحذر من استدراج المنطقة لحرب واسعة تداعياتها بالغة الخطو ...
- لبنان يستدعي سفير إيران في بيروت بعد تصريحات قاليباف في -لحظ ...
- لافروف يوجه رسالة لإسرائيل عن لجوئها للاغتيالات السياسية وضر ...


المزيد.....

- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نور الدين بدران - من ذاكرة الراهن- 18 حماس الواقع وحماس الشعارات