بشاراه أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 5587 - 2017 / 7 / 21 - 22:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في إطار - المُنَاظَرَةُ,, الَّتِيْ قَصَمَتْ ظَهْرَ البَعِيْر (1-4):
قسم المحروقات - بالليزر:
(08): سحق الفرية الثامنة بعنوان: ((...النجوم ليست مصابيح زينة فحسب بل بمثابة حجارة ستُقذف بها الأرض ...)):
الآن بالنظر إلى فريته الثامنة التي قال فيها: (... النجوم ليست مصابيح زينة فحسب بل بمثابة حجارة ستُقذف بها الأرض ...)) نجده لم يأت بجديد, بل كرر ما قاله سابقاً وعلى نفس الصفحة فأنظر إلى قوله هنا:
1. (( ... النجوم الهائلة فى منظور الأديان بمثابة حجارة سيَقذف بها الله الأرض يوم القيامة ولا تعلم لما هذا التهور, فورد فى في إنجيل متى 24 عن علامات نهاية الزمان ( وللوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع ). وفى سفر الرؤيا 6 عدد 13 تأكيد لذات المفهوم ( ونظرت لما فتح الختم السادس واذا زلزلة عظيمة حدثت والشمس صارت سوداء كمسح من شعر والقمر صار كالدم .ونجوم السماء سقطت الى الارض كما تطرح شجرة التين سقاطها اذا هزتها ريح عظيمة .
2. وقال: يقتبس القرآن نفس الصورة ففى النجم 1 ( والنجم إذا هوى ). وفى موضع آخر( وإذا النجوم انكدرت , وإذا الجبال سيرت , وإذا العشار عطلت , وإذا الوحوش حشرت , وإذا البحار سجرت ) . و"إذا النجوم انكدرت " أي تناثرت من السماء وتساقطت على الأرض ، يقال : انكدر الطائر أي سقط عن عشه , ويفسر الكلبي وعطاء : تمطر السماء يومئذ نجوما فلا يبقى نجم إلا وقع . وهذا يعنى أن النجوم التى تعادل الشمس (أى مليون مرة حجم الأرض على الأقل ) بمثابة حجارة ستسقط بأعدادها الغفيرة التى تتجاوز المليارات على الأرض يوم القيامة .!.. كأن تقذف بجبال على حبة تراب ...)).
خلاصة إشكاليته هذه المرة انه غير قادر على إستيعاب العلم الحديث وحقائقه, والعلم الحقيقي والتأكيد المستمر لحقيقته وصدق القرآن الكريم فيه. ولكن هذا الكاتب قد أغلقت دونه المدارك والمدركات الحسية والعقلية, وها هو ذا يعترف - بكامل إختياره وسعيه - بأن أفقه أضيق من سم الخياط وأعتم من قاع المحيط في ليل غائم.
فلنجسد إذاً هذا الوصف المتواضع من خلال أقواله فيما يلي:
أولاً,, قال: ((... النجوم الهائلة فى منظور الأديان بمثابة حجارة سيَقذف بها الله الأرض يوم القيامة ولا تعلم لما هذا التهور ...), فلنفند هذا المسخ والمنكر من القول,, فنقول وبالله التوفيق:
1. لنأخذ بعض العبارات من العدد من - حيث التركيب اللغوي فقط - الذي جاء فيه: (... عن علامات نهاية الزمان,,, وللوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء ... الخ),, فنقول للكاتب,, هل هذا التعبير يصف يوم القيامة كما يدعي الكاتب أم هو وصف واضح إلى آخر الزمان حيث يتدمر الكون عاليه على واطيه تدميراً كاملاً شاملاً, وبديهي أن يتكدس الأعلى منه على الأدنى, والتكديس لا يتوقف على المساحة التي تحته,, وهذا كله الذي يحدث إنما هي أحداث دنيوية تقع قبل أن يأتي يوم القيامة (ألم تفهم معنى عبارة "آخر الزمان" هنا؟؟؟). فآخر الزمان ليس يوم القيامة وإنما قبله.
2. كذلك الحال بالنسبة للتركيب اللغوي للنص الثاني الذي جاء فيه: (... واذا زلزلة عظيمة حدثت والشمس صارت سوداء كمسح من شعر والقمر صار كالدم. ونجوم السماء سقطت الى الارض كما تطرح شجرة التين سقاطها اذا هزتها ريح عظيمة), أيضاً الحديث عن الأهوال التي ستحدث في نهاية الحياة الدنيا, قبل قيام الساعة, وليس يوم القيامة كما يأفك هذا الكاتب.
ملحوظة: أنا أتكلم هنا فقط عن التعبير اللغوي الذي جاء بهذه الأعداد - لا أكثر - بغرض محاجَّة الكاتب "لغوياً",, فلا علاقة لي بتقييمها أو تبني الحديث عنها عقدياً حتى إن صدق المعنى أم لا,, ولكنني أعتقد بأن المتربص الكبير نصير الأديب حالياً - هو المندوب السامي للنصارى - ولعله المكلف بالحديث عنهم وعن كتابه المقدس لديه فهو الذي عليه أن يرد على الكاتب إن إستطاع لذلك سبيلاً, ولو أني أشك في ذلك إذ تعودنا منه الهروب من المواقف والرمي بالمحارم والمناشف, والغبن في المصداقية وسرعة البديهة وروح التحدي, وقد جربناه أكثر من مرة وطلبنا منه البرهان والمرجعية في أمور بسيطة للغاية فلم يستطع أن يرد عليها وإستبدل ذلك بالمهاترات والمناورات. المهم أننا هنا نريد أن نقول للكاتب إن مفهومه للنصوص دائماً مغلوط وهذا هو سر تخبطه وشطحاته حتى بالنسبة لكتاب أسلافه وذويه.
ثانياً,, أما فيما يتعلق بالقرآن الكريم,, بإعتباره (المقصود الأول والأخير بالملاحقات الحاسدة الفاشلة من هذا وذاك وتلك,,,), نرى كيف أن الكاتب يكشف عن أوراقه بسذاجة حمقى الأطفال, فمثلاً:
1. نراه دائماً يكرر عبارته الفاشلة التي يقول فيها: (يقتبس القرآن ...), ظناً منه وتوهماً بأنه يتذاكى ويتخابث ويمكر بالإسلام والمسلمين, ولا يدري بأن تفاهة هذه العبارة الساذجة تجعل الناس يتأففون من أن يذكروها أو يردوا عليه فيها. ولكن فلنسأله "منطقياً" وموضوعياً وعلمياً هل رأيت أو سمعت قط بأي مُقْتَبَسٍ يكون أعلى وأسمى وأكمل من "المُقْتَبَسِ منه" بأي حال من الأحوال أو صفة أو عقل أو منطق؟؟؟ ..... فلو سلمنا جدلاً بأن ذلك ممكن وفقاً لملكة المحاججة واللجاجة والإفتراء, إذاً "منطقياً" ما حاجة الكامل المكتمل للإقتباس مما هو دونه قدراً وقصداً ودوراً وخلوداً وهيمنة؟؟؟
ثم,, لماذا التعمية والتعمم في ما يلزم فيه البيان والتفصيل والتأكيد المفيد إن كنتم من الصادقين,, لماذا لا تأتونا - أنتم ونصير وأنصاركم - فقط بعشر آيات من القرآن الكريم وتقولون للقراء - علناً بكل الوضوح وبكامل الحجة والبرهان - مباشرة بأن (الآية رقم كذا وكذا مقتبسة أو مسروقة من الصحاح أو العدد رقم كذا أو كذاك) حتى نلجمكم فوراً بما تقولون بالحقائق الدامغة وأنتم جميعاً تعلمون إستحالة ذلك ولن يجرؤ أحد منكم على توريط نفسه والآخرين معه بمثل هذه الحماقة التي سيندم عليها بقية عمره.
أما ليُّ وتقعيره اللسان - بلا روية ولا إحسان - لا يعتبر فلسفة إلَّا عند السفلة والأفاكين والمحتالين,,, الآن هذا تحدى مفتوح ومشوب بإستفذاذ نطلب منكم عبره بصفة عامة ومن نصير وأتباعه المحبطين بصفة خاصة أن يتحلوا مرة واحدة بالشجاعة الأدبية والثقة في النفس ويقدموا للقراء المطلوب منهم فوراً على الأقل حفظاً لماء الوجه (هلم يا نصير لا تصرف من الكلام الكثير).
2. هل فهم الكاتب معنى وقصد وغاية قَسَمِ اللهِ تعالى بذلك النجم العظيم حين قال: (والنَّجْمِ إذَاْ هَوَىْ؟), هل هذا القسم له علاقة بيوم القيامة "حقاً" كما يظن ويأفك سواءاً أكان من قريب أم من بعيد؟؟؟ .... فإن لم يكن كذلك, فلماذا التخبط والتمحك إذاً؟؟؟
وهل فهم الكاتب أن الحرف (و) هو واو القسم أم ظنه واواً أخرى, مثلاً واو العطف أو واو الإستئناف ... ؟؟؟
وهل أدرك أن الله تعالى قد أقسم على شئ عظيم, عِظَمِ المُقسم به وهول ما يحدثه ذلك النجم المُقسم به إذا هوى على الأرض فأزالها عن الوجود؟؟؟
وهل فهم وإستوعب "لغوياً" وبيانياً أن هذه الآية بلغت أقصى مستوى ممكن لتصوير عِظَمِ الأمر المقسوم عليه في قوله تعالى للمكذبين الضالين ألمقسوم لهم بهذا القسم المغلظ: (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى 2)؟؟؟
ثم,, أولاً وأخيراً,, ما علاقة هذا القسم بيوم القيامة إبتداءاً؟؟؟ ..... أليس الواجب على الباحث والمنتقد المدعي أن يتوثق أولاً حتى لا يريق ماء وجهه بلا مقابل؟؟؟
ولتأكيد ذلك أنظر إلى بعض الآيات من الذكر الحكيم التي جاء فيها ذكر يوم القيامة,, فيما يلي هل فيه ما يدل على حدوث هذه الأهوال في الدنيا؟:
- قال تعالى في سورة مريم: (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا 95), بعد البعث في أرض غير الأرض وسماوات غيرها.
- وفي سورة المؤمنون, قال: (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ 16), وهذه تؤكد أن القيامة هي يوم البعث والنشور والحساب.
- وفي سورة الزمر, قال: (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ 31), وهذه من الأحداث التي يصبح الأخلاء الفاسدين يوم القيامة هم الأعداء, قال تعالى في سورة ص: (إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ 64).
- وفي سورة الحج, قال: (اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ 69).
- وفي سورة الفرقان, قال: (يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا 69).
- وفي سورة النحل, قال تعالى: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ 25). وقال: (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ 27).
كما تلاحظ فإن كل الآيات التي جاء فيها ذكر يوم القيامة تشير إلى اليوم الذي يأتي بعد نهاية الحياة الدنيا بكاملها, حيث يبعث الله من في القبور للحساب.
3. ثم هل مفهوم الكاتب عن قوله الله تعالى: (وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ 2), معناها أن النجوم العملاقة بكامل تكوينها ستكون كالحجارة وتقذب بها الأرض يوم القيامة كما تأفك؟؟؟ ..... ألم يقرأ السورة فيفهم ما يفهمه الطفل ليفرق ما بين نهاية الدنيا وما يحدث في آخر أيام فيها قبل القيامة وما بين القيامة نفسها التي هي بداية الحياة الآخرة حيث البعث للحساب كما فصلنا ذلك من قبل؟؟؟
4. وهل رسخ في خلده أن معنى كلمة (انكَدَرَتْ) المقصود بها انها ستكون بمثابة حجارة سيَقذف بها الله الأرض يوم القيامة كما تدعي؟؟؟ ...... من أين جاء بهذا التعبير؟؟؟ ثم قبل هذا وذاك,,, هل نسي مفهومه الغريب عن النجوم وقوله بأنها عبارة عن (كون غازي)؟؟؟ هل غير رأيه أم نسى ما قاله وجادل به من قبل؟؟؟
5. ثم من قال له إن عبارة (انكَدَرَتْ), في الآية معناها تناثرت من السماء وتساقطت على الأرض بكاملها,, ألم يدَّعِ بأنه يتحدث من منطلق علمي؟؟ .... إذاً هل أخذ في إعتباره المفهوم العلمي الفلكي عن الفتق أو (الإنفجار العظيم) في بداية خلق الكون؟؟؟ الذي قال الله تعالى عنه في سورة المائدة معجزاً ألعلماء وليس الرعاع: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ 30), فإنكدار النجوم هو فناءها وذهاب ضوءها.
فأنظر إلى مفهومه الضيق, عندما قال: (... وهذا يعنى أن النجوم التى تعادل الشمس (أى مليون مرة حجم الأرض على الأقل) بمثابة حجارة ستسقط بأعدادها الغفيرة التى تتجاوز المليارات على الأرض يوم القيامة). وكان تعبيره عن مفهومه صوره بقوله: (... كأن تقذف بجبال على حبة تراب ...),,, ولكننا نقول له هنا:
أولاً,, الإنكدار هو ذهاب الضوء,, وتكوير الشمس هو ذهاب ضوئها, وجمع بعضها إلى بعض هو ضمورها, وإلقائها.
ثانياً,, سورة التكوير تحكي بداية النهاية للكون تمهيداً لإبدال الأرض غير الأرض والسماوات, حيث يبعث الله الخلائق للحساب, وتبدأ أهوال القيامة هنا إبتداءاً من قوله تعالى (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ 7), وقد بين الله تعالى فيها أن النفس عندما تواجه تلك الأهوال فإنها بلا شك في أنها ستعلم أن الوعد حق وستتذكر حينئذ ما أحضرت من خير أو شر.
قال تعالى واصفاً الأهوال بدءاً من الشمس التي سيذهب ضوءها وتجمع مكوناتها ويلقى بها: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ 1), ويتبع ذلك إنكدار النجوم بذهاب ضوءها أيضا, قال: (وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ 2), ثم تُخلع الجبال (أوتاد الأرض) من جذورها وتفقد مقومات ودعائم رسوخها وثباتها, قال: (وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ 3), ولإنشغال كل بنفسه بين تلك الأهوال, قال (وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ 4), حتى الوحوش ماجت وإضطربت وقد إجتمع الذئب مع الغنم, قال: (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ 5), حتى البحار تشتعل ناراً, قال: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ 6). هذا الجزء من السورة يتحدث عن آخر ما سيحدث في الدنيا للناس وغيرهم وذلك قبل أن تأتيهم الريح فتميتهم جميعاً بلا إستثناء.
أما باقي السورة فهو يحكي ويصور أمرين:
الأول: أحداث ما بعد القيامة من بعث فما بعده. وتبدأ هذه الأحداث هنا من قوله تعالى: (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ 7), فنصبت الموازين وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد, فيُسأل المجنى عليه قبل الجاني, قال: (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ 8), (بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ 9), ثم تنشر صحف الناس لمواجهتهم بما فيها, وهي لا تغادر كبيرة ولا صغيرة إلَّا أحصتها, قال: (وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ 10), (وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ 11), (وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ 12), (وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ 13), حينئذ لم يكن هناك مجال أو توقع لتكذيب أو شك, فالرؤيا بمستوى عين اليقين قد حدثت, قال تعالى: (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ 14).
والثاني: يتضمن قَسَماً من الله تعالى يؤكد به حقيقة هذه الآيات وما وصفته من أهوال ومحاسبة على الأعمال, قال فيه: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ 15), (الْجَوَارِ الْكُنَّسِ 16), (وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ 17), (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ 18), هذا هو الحق من ربكم الذي أوحاه لرسوله الخاتم الأمين, قال: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ 19), ليس ذلك فحسب, بل هو أكبر من ذلك بكثير, من (ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ 20), بل هو (مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ 21), ولقد تطاولتم على رسوله وبهتموه بالجنون لأنكم لم تجدوا ما تكذبوه به وأنتم تعلمون أنه يقول الحق والصدق ولم يعرف عنه كذب قط, لذا قال لهم: (وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ 22).
إن ما جاءكم به لم يدَّعيه من عنده أو يفتريه على الله, بل جاء به الروح الأمين, قال: (وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ 23), (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ 24), (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ 25), لذا ليس لكم منه بد ولا مفر, إذاً: (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ 26)؟؟؟, هذا القرآن ليس مفروضاً عليكم ولم ولن يجبركم عليه أحد, فلكم مطلق الحرية في الإختيار, قال: (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ 27), فهو لمن أراده بإختياره, قال: (لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ 28), (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ 29).
هذه هي السورة بكاملها,, فالآخرة لها سماء جديد وأرض جديدة ليس فيها لا تكوير ولا إنكدار ولا طمث ولا تسجير ولا تسيير فيها ميزان وحكم وجزاء (لا ظلم اليوم).
وفيما يتعلق بقول الكاتب: ((... النجوم الهائلة فى منظور الأديان بمثابة حجارة سيَقذف بها الله الأرض يوم القيامة ...)). قد أسهبنا في مسألة النجوم والنيازك والشهب في موضوعنا السابق ولن نكرر ما قلنا فمن أراد فليذهب إلى هناك للتفاصيل على الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=565864
وعلى ضوء ذلك نقول لهذا الكاتب,,, نعم وألف نعم القرآن الكريم يقول والواقع والعلم الحديث الصادق والدقيق والمؤكد يصدقه بأن النيازك والشهب هي عبارة عن نجوم بأحجام مختلفة تسقط على الأرض falling stars أو تقذف قذفاً shooting stars. وأحجامها تتراوح ما بين عدة كيلومترات إلى حصاة تُحمل على اليد بأصبعين, سواءاً أكانت حديدية, أو حديدية صخرية, أو صخرية. فالقرآن الكريم لم يقل ما إعتقده وإفتراه الكاتب بأي حال من الأحوال. قال الله تعالى للجن والإنس في سورة الرحمان متحدياً: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ «« إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا »» - لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ 33), (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 34)؟؟؟, ( «« يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ »» - فَلَا تَنتَصِرَانِ 35) shooting stars.
ولنذكره ببساطة فنقول له: ألم تكن السماوات والأرض - قبل الفتق (الإنفجار العظيم) - "رتقاً" كتلة واحدة, إذ كانت الأرض قلبُها وباقي الكون منطبق ومتراكم عليها؟؟؟ ..... فما الغضاضة في أن الذي فتقها إلى سماوات طباقاً, كانت كسفاً على أرض كروية صماء فكان هذا الخلق الذي وجد ما بين السماء والأرض من فتات سمي بالمجرات والنجوم والكواكب والنيازك والغبار الكوني,,, فهل الذي فطرها أول مرة, ثم فتقها وكوَّن منها كل ذلك ليس بقادر على أن يعيدها كما كانت قبل الفتق؟؟؟
وهل ترك الله الناس دون أن يعلمهم بأنه سيفعل ذلك بقوله في سورة الأنبياء: (« يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ » - «« كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ »» - وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ 104)؟ فكيف يتجرأ الرعاع بدس أنوفهم في الملكوت الأعلى بهذه الصفاقة والسفه والتطاول على الخلاق العليم ومنازعته في ملكه؟؟؟ ..... علماً بأن ذلك المتطاول قد أتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً, وهو ينازع من خلقه من نطفة أمشاج,,, ليبتليه فقط جعله سميعاً بصيراً.
أما تعبيرك عن حقائق لا ولن تصل إلى مداركك بعبارة سخيفة ساذجة تدل على صاحبها بقولك: (... ولا تعلم لما هذا التهور ...), فهذا بحق دليل على ضيق الأفق الذي يتبلور للعيان أكثر فأكثر,,, فنقول له ببساطة: لو تذكرت أن البلديات والسلطات المحلية في قريتك التي تعيش فيها تحرق يومياً مئات الأطنان من النفايات التي كانت قبل الإستغناء عنها أشياء ذات قيمة, فبعد أن كانت هناك باقة زهور نضرة عطرة, موضوعة بعناية فائقة ومفخرة على مزهرية كريمة ثمينهة في قصر منيف, أصبحت بعد ذلك بساعات قلائل ضمن النفايات بعد أن أدت دورها فزبلت, وذهب ريحها وغاب رونقها وبهاءها, وتحتَّم أستبدالها بما هي خير منها. قال تعالى في سورة إبراهيم: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ 48). فالتهور الذي تقول عنه هو صادر منك وقد إتخذته خصلة فأصبح عنك سمة بعد أن غارت المصداقية, وهوت بها الريح في مكان سحيق وضاعت الأمانة العلمية والفكرية.
لا يزال للموضوع بقية باقية,
تحية كريمة للأكرمين,
بشاراه أحمد عرمان
#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟