أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم المقدادي - للحقيقة والتأريخ وفاءاً لذكرى شهيد الشعب والوطن وصفي طاهر ورفاقه الميامين















المزيد.....



للحقيقة والتأريخ وفاءاً لذكرى شهيد الشعب والوطن وصفي طاهر ورفاقه الميامين


كاظم المقدادي
(Al-muqdadi Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 406 - 2003 / 2 / 23 - 03:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 

 

 

للحقيقة والتأريخ

 

وفاءاً لذكرى شهيد الشعب والوطن وصفي طاهر

 

ورفاقه الميامين

 

           د. كاظم المقدادي   

 

      تصادف في هذه الأيام مناسبات عديدة يحتفي بذكراها كل العراقيين الطيبين: الذكرى الرابعة والخمسين لـ " يوم الشهيد الشيوعي"(14 شباط- يوم إعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي فهد وصارم وحازم)، والذكرى الأربعين لإعدام الزعيم عبد الكريم قاسم ورفاقه، وإستشهاد سلام عادل ورفاقه تحت التعذيب البربري على أيدي أوباش البعث العفلقي الآثمة. وبعد اسابيع قلائل، يستقبل الشيوعيون وأصدقاؤهم  الحادي والثلاثين من اَذار-عيد ميلاد حزبهم  التاسع والستين.. وبعدها بأسابيع، تحل الذكرى الخامسة والاربعون لثورة 14 تموز المجيدة، التي فجرها الجيش والشعب، وكان للشيوعيين العراقيين " دور في الاعداد والتحضير لثورة تموز عبر إتصالاته مع الضباط الاحرار وبالاخص عبد الكريم قاسم، إضافة الى ان الحزب كان له تنظيم عسكري خاص به هو " اللجنة الوطنية لاتحاد الضباط والجنود " [1]..

 

    وإذ نحتفي جميعاً بهذه المناسبات العزيزة على قلوب الشيوعيين وكل الناس الخيرين، فإنما نحيي،في اَن واحد ، صفحات تأريخية وأمجاد مشهود لها، ووفاء مطلوب  لمناضلين ابرار من ابناء وبنات شعبنا الابي، سطروا بدمائهم الزكية تلك الصفحات وصنعوا تلك الأمجاد.. ولا نستثني احداً ممن إفتدوا الشعب والوطن، وسلكوا درب الكفاح الوطني والديمقراطي الباسل والمشرف، درب التضحية والاستشهاد، وهم بالآلاف.. والإحتفاء بهذه المناسبات هو واجب علينا أزاء شهداء شعبنا الميامين، وبذات الوقت أزاء أجيالنا الشابة، التي ما يزال الكثير منهم، رغم مرور  الاعوام الطويلة، لا يعرف، للأسف، الشيء الكثير عن العديد من أبطال شعبنا وشهدائه، وبضمنهم ضباط وطنيين احرار، ممن هيئوا للثورة، ونفذوا ساعة الصفر صبيحة الرابع عشر من تموز 1958..

 

سيرة حافلة

    واحد من ابرز الضباط الاحرار هو الشهيد العقيد وصفي طاهر، الذي كان له دور بارز ومتميز وحساس جداً في تلك الثورة المجيدة، سواء في الاعداد لها، اوفي التنسيق مع طلائع قوى شعبنا السياسية، لتحقيق هذا الهدف، او في المساهمة الفعالة في تفجير الثورة، وإنجاحها، والدفاع عن مكتسباتها.. ولذا كان من اوائل المستهدفين من قبل اعداء الثورة، ومن اوائل الذين تصدوا لانحراف قيادة ثورة 14 تموز، ومن اوائل الذين صفاهم جسدياً إنقلابيو شباط الاسود، في عام 1963، من جلاوزة  "القطار الامريكي"، الذي جاءوا به - كما اعترف بذلك احد اقطاب الفاشست العفالقة..

 

          ينتمي الشهيد وصفي طاهر لعائلة عراقية معظم افرادها من ضباط الجيش التركي، الذين إنظموا الى الحركة التحررية العربية بقيادة الملك حسين بن علي في الحجاز، الذي وثق بتعهدات القوات البريطانية القائلة " جئناكم محررين لا محتلين". وجاء أعمامه ووالده مع الضباط العراقيين الاخرين مع الملك فيصل الى بغداد[2]، حيث ولد الشهيد في 10 تموز 1918، في بغداد، محلة الطوب – مقابل مقر وزارة الدفاع، و هو نجل المرحوم عقيد الجيش طاهر محمد عارف – احد مؤسسي الجيش العراقي.. دخل، في عام 1925، مدرسة المأمون الابتدائية، واكمل دراسته المتوسط والاعدادية في المدرسة العرابية.. في عام 1936 سافر لتكملة تحصيله العلمي في الجامعة الوطنية اللبنانية- سوق الغرب.وبعد تخرجه منها دخل الكلية العسكرية العراقية وتخرج منها،في عام 1939، برتية ملازم ثاني. وفي عام 1943 تزوج، وله اربعة كريمات[3].

 

     لقد رضع الشهيد المشاعر الوطنية في عائلة كبيرة كانت تجمع الاعمام واحفادهم، وكان بينهم القائد الشيوعي زكي خيري، الذي كانت لاعتقالاته المتكررة تأثيرها على مجمل العائلة.وقد لعبت كل من والدة زكي خيري وشقيقته زكية دوراً كبيراً في التأثير على العائلة، وبث الوعي الثوري بينها، وايصال ادبيات الحزب اليها. ولذا ومنذ سنوات الدراسة الثانوية كان الشاب وصفي متأثراً بمعاناة شعبه، يضمر الحقد الدفين لاعداء الشعب ولخونته ولمستعبديه، وكان غير بعيد عن النضال الثوري ونضالات الشيوعيين. فتعرف على الحزب الشيوعي العراقي ومبادئه واهدافه عن طريق قريبه الشيوعي المخضرم زكي خيري" فكان  يقرأ ادبيات الحزب ، ويدفع التبرعات للحزب، وفيما بعد راح يرسل المساعدات الى السجناء السياسيين في الكوت ونقرة السلمان، عن طريق والدة وشقيقة زكي[4]. وهكذا ومنذ الثلاثينات ارتبط الشهيد وصفي طاهر بعلاقة حميمة مع المرحوم  زكي خيري، بحكم علاقة القربى بينهما - من جهة والد زكي خيري سعيد..وعن طريقه تعرف على الكثير من القضايا ذات العلاقة بمصير الشعب والوطن ومستقبلهما ..[5]

 

في الجيش

       في الجيش العراقي عمل الشهيد وصفي طاهر، في عام 1948، في فوج التدريب الثابت في محافظة الحلة. وكان من اشد المتحمسين للقضية الفلسطينية.ولذا، وبناء على طلبه، تم نقله الى احدى الوحدات الفعالة في فلسطين، واسندت له مهمة قيادة" رتل فرعون"، الذي يتكون معظم منتسبيه من المجاهدين الفلسطينيين وبعض افراد الجيش العراقي، والذي قام، بقيادته، بعمليات بطولية جريئة خلف خطوط العدو الصهيوني.. والى جانب القضية الفلسطينية الملتهبة اَنذاك، كان الشهيد مهموماً بقضايا شعبه ووطنه العراق- المستَعمَر. فبدأت في عام 1950  الاتصالات بينه وبين عدد من الضباط الوطنيين العراقيين للقيام بعمل ثوري حاسم للاطاحة بالنظام الملكي العميل، في سبيل حرية واستقلال الوطن، ومن اجل قيام حكم وطني ديمقراطي في العراق. وصار واحداً من الذين ساهموا بتشكيل الهيئة العليا للضباط الاحرار، ومن الذين ساهموا مساهمة فعالة وبارزة في التهيئة لثورة 14 تموز 1958 المجيدة [6] - كما سيرد لاحقاً.

 

     بالرجوع الى الاحداث التأريخية ، وبخاصة السياسية، والى دور الجيش في ثورة تموز 1958، يجد المرء للشهيد العقيد وصفي طاهر دوراً بارزاً في تلك الاحداث، مثلما يتأكد من الدور الكبير للشيوعيين العراقيين في الاعداد للثورة وفي تفجيرها..

 

مع الشيوعيين

     تؤكد الاحداث التأريخية ، بما لا يقبل الشك ، بانه كان للضباط الشيوعيين العراقيين داخل الجيش العراقي دور مشهود، حيث يشهد الجميع بعمق تأثيرهم وفاعليتهم في هذه المؤسسة وخاصة أثناء مقارعتهم للحكم الملكي البائد، ودور الجيش الوطني في تفجير ثورة 14 تموز الخالدة "[7]. فلقد عمل الحزب الشيوعي العراقي" على كسب الجنود وضباط الصف داخل القوات المسلحة، واقام اول التنظيمات الشيوعية في صفوفهم في عام 1953..وكان من دروس إنتفاضة تشرين إستعمال الجيش مباشرة لقمع الانتفاضة، وهي: العمل على كسب القوات المسلحة، الذي اصبح من المهمات الملحة، وانه لابد من تنظيم ديمقراطي يستطيع كسب اوسع الفئات والجنود والضباط على ان يكون التنظيم الحزبي عموده الفقري. فتم بمبادرة الجنود والضباط الشيوعيين تشكيل " اللجنة الوطنية لاتحاد الضباط والجنود" في اواخر عام 1954، واصدرت جريدتها " حرية الوطن" في كانون الثاني 1955 [8].. وشمل نشاطها جميع الوحدات العسكرية، وكانت قاعدتها الواسعة الجنود، كما انظم اليها عدد من الضباط ومنهم وصفي طاهر وعبد الكريم قاسم وإسماعيل علي[9].

 

    وقد أكد هذا الدور العديد من المؤرخين المحايدين، فقد كتب العميد إسماعيل العارف " تمكن الحزب الشيوعي العراقي من التغلغل داخل الجيش وانضم اليه عدد من الضباط وضباط الصف، الذين ينتمون على الاغلب الى الصفوف الفنية، التي تضم عناصر اكثر ثقافة من غيرها"[10].ويشير العارف الى "الموسوعة الجنائية"، التي تشرتها  مديرية الامن العامة، وتضمنت اسماء العسكريين الاعضاء في الحزب الشيوعي، مبنية على التحقيقات التي اجرتها مع أعضاء من اللجنة المركزية في العامين 1947 و 1948.ويؤكد العارف بأن الحزب الشيوعي ساهم مع بقية القوى الوطنية في النضال ضد السلطات الحاكمة ومقاومة مخططاتها.فاشترك في تأليف جبهة الاتحاد الوطني سنة 1957، التي تعتبر القاعدة السياسية للثورة.كما كان الحزب الشيوعي على إتصال مباشر بالضباط الاحرار عن طريق بعض اعضائها الذين لهم علاقة شخصية باعضاء الحزب الشيوعي البارزين، كصلة العقيد وصفي طاهر، احد الضباط الاحرار، بزكي خيري( ابن خالته) عضو اللجنة المركزية للحزب.وكان للزعيم عبد الكريم قاسم قناة إتصال بالحزب الشيوعي عن طريق رشيد مطلك وكمال عمر نظمي عضو الحزب الشيوعي وممثل الارتباط بجبهة الاتحاد الوطني[11].

 

في المنظمات العسكرية السرية

    من جهته كتب ليث الزبيدي : منذ  عام 1950 كان يوجد تنظيم للضباط الاحرار تابع للحزب الشيوعي العراقي، واسمه  "اللجنة الوطنية لاتحاد الضباط والجنود"، وكان يرأسه الرائد ابراهيم حسين الجبوري.. واخذ هذا التنظيم يصدر نشرة سرية مكتوبة باليد باسم  "حرية الوطن"، فصدر العدد الاول منها في كانون الثاني عام 1955 وفيه نداء موجه الى الضباط والجنود يحثهم على المساهمة في الاوضاع القائمة داخل الجيش..واستمر هذا التنظيم في العمل داخل صفوف القوات المسلحة لحين قيام ثورة 14 تموز 1958.وكان هناك تنظيم شيوعي اَخر مقره في لواء الديوانية، ومن ابرز اعضائه النقيب إحسان مهدي البياتي .. ويرتبط التنظيم بتنظيم بغداد الذي يرأسه الرائد فاضل البياتي [12].

 

    ونقل جرجيس فتح الله عن  مذكرات العميد إبراهيم حسين الجبوري:" عندما إنتقلت الى بغداد في عام 1950 كانت منظمتنا تتألف من 23 ضابطاً بمختلف الرتب، وكانت مهمتي توسيع المنظمة في بغداد والشمال.وكنا قد قمنا بتغيير إسمها السابق الى " منظمة الضباط الاحرار".وفي هذه السنة زاد عدد الضباط في المنظمة .واتصل البياتي بالحزب الشيوعي العراقي.وكان قد حقق إتصاله بنا وأنضم الينا.وتم الاتفاق على ان ينشر الحزب كل البيانات التي سنصدرها..وبعد هذا وبناء على إتصالنا بوصفي طاهر قررنا تغيير إسم المنظمة، وتم ذلك في إجتماع بمنزلي، وكان بين المجتمعين وصفي طاهر ..واتخذنا اسم " اللجنة العسكرية المتحدة الحرة"، وانتخبنا لها رئيساً هو العميد إسماعيل علي، وأنتخبت نائباً اولاً ، وانتخب وصفي طاهر نائباً ثانياً.وادينا القسم على السرية، وعلى البرنامج، وقسمنا الواجبات وميادين العمل والنشاط..وأذكر ان وصفي طاهر أخذ على عاتقه ضباط الدبابات خزعل السعدي وجليل إبراهيم"[13]..

 

     ويؤكد د. عقيل الناصري بان الشهيد وصفي طاهر كان عضواً في "اللجنة الوطنية لاتحاد الضباط والجنود" التابعة للحزب الشيوعي العراقي، وعضواً في الحزب وفي مكتبه العسكري[14]، وفيما تؤكد  د.سعاد خيري  انه كان عضواً في الحزب الشيوعي العراقي[15]، يؤكد العميد إسماعيل العارف ان المقدم وصفي طاهر كان " ديمقراطي الفكر، يساري النزعة، وله صلة قربى باحد اعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي – زكي خيري- ابن خالته…"[16]، وذات الشيء أكده ليث الزبيدي بقوله:" ان المقدم وصفي طاهر مستقل سياسياً ويميل الى الافكار السياسية اليسارية "[17]، والمحامي جرجيس فتح الله:" وصفي طاهر عميد إحتياط، رئيس مرافقي قاسم، يساري، متعاطف مع الشيوعيين"[18].وكتب لوريل دان:بإنه" كالمهداوي وماجد، لم يكن قط عضواً في الحزب"[19]..

 

شخصيات وطنية أخرى غير شيوعية

   لم يكن الجيش ميداناً محتكراً للشيوعيين وحدهم..ومن الشخصيات العسكرية التي لعبت دوراً في تكوين تشكيلات سياسية مناهضة للحكم الملكي، يمكن ان نشير الى: عزيز عبد الهادي( مقدام)، وكذلك سليم الفخري وغضبان السعد وطه الشيخ احمد وجلال الاوقاتي وحسين خضر الدوري ومحي عبد الحميد ومير حاج. وفي عام 1945 صاغ المؤتمر الاول للحزب الشيوعي العراقي سياسة الحزب العسكرية، وثبت في النظام الداخلي فقرة حول العمل في القوات المسلحة، لكن هذه الفقرة لم تنشر في وثائق المؤتمر المعلنة، لان التنظيم العسكري للحزب اتخذ طابع السرية الشديد تحاشياً لردود الفعل الحكومية.وقد دفع الحزبيين من خريجي الاعداديات الى الانخراط في المدارس العسكرية، فضلاً عن صياغة الشعارات المناسبة لتعبئة الجنود والضباط حول اهداف النضال الوطني…وطور الشيوعيون اساليب عملهم داخل هذه المؤسسة، فقاموا في عام 1955 بتشكيل " اللجنة الوطنية لاتحاد الضباط والجنود"، وإصدار صحيفة خاصة بهم، وفتح باب الانضمام لها امام العسكريين الوطنيين، لانها كانت ذات طابع ديمقراطي تقدمي.وقبل ذلك تكونت منظمة ذات طابع يساري بقيادة العقيد ابراهيم حسين الجبوري، ولدى معرفتهم بتنظيمات اللجنة الوطنية ..حلوا المنظمة والتحقوا بها. وفي غضون ذلك برزت شخصيات عسكرية ديمقراطية وقومية على علاقات مباشرة وغير مباشرة بالحزب الشيوعي العراقي، مثل الزعيم الطيار الركن جلال جعفر الاوقاتي والزعيم الركن محي عبد الحميد والزعيم الركن داود الجنابي والعقيد سلمان الحصان والعقيد طه البامرني والعقيد فاضل عباس المهداوي والعقيد الركن ماجد محمد امين والعقيد وصفي طاهر و… وعشية الاعداد لثورة 14 تموز 1958 كان نفوذ الحزب في المؤسسة العسكرية قد بلغ اعلى مستوى له، فقد كانت قيادة الحزب على علم بجميع المحاولات التي سبقت الرابع عشر من تموز للاطاحة بالحكم، وقد بلغت 6 محاولات، واهمها محاولة العقيد الركن عبد الوهاب الشواف في 11/12 ايار 1958، وكان في تجمع الضباط الوطنيين الذين تجمعوا في بيتي عبد الطيف الدراجي و خليل ابراهيم العلي اكثرية مطلقة للحزب الشيوعي ومؤيديه، وقد اكد ذلك جاسم العزاوي في كتابه " ثورة تموز"( ص 103)، نقلاً عن العقيد محمد مجيد[20]..      

 

أول الإتصالات

     في عام 1952 جرت اول الاتصالات لتشكيل منظمة باسم (الضباط الاحرار) من قبل المقدم رفعت الحاج سري، وضمت احد الضباط الشيوعيين، لكنها لم تواصل مهمتها. وفي منتصف الخمسينات بدأت خلايا الضباط الاحرار بالنشاط من جديد في الوحدات العسكرية.[21].وكانت هناك العديد من الكتل " وكان المقدم وصفي طاهر من بين ابرز اعضاء كتلة رفعت الحاج سري/ رجب عبد المجيد، الذي اوفدته كمندوب عنها في منتصف عام 1957، للالتقاء بقاسم بغية التوحيد… أما الابعاد الفكرية لهذه الكتلة فغلب عليها الطابع العربي-الاسلامي، ما عدا وصفي طاهر، الذي كانت له صلة بالحزب الشيوعي العراقي[22].

 

     وفيما يتعلق بتنظيم الضباط الاحرار فقد إنظم اليه "خليط من الضباط يحملون خليطاً من الافكار السياسية المختلفة.فكان بعضهم اعضاء في احزاب سياسية سرية، واَخرون يتعاطفون مع بعضها الأخر.فكان المقدم وصفي طاهر يتعاطف مع الحزب الشيوعي العراقي "[23]، وكان "طابع التنظيم موسمياً، مما دفع الضباط في "اللجنة الوطنية لاتحاد الضباط والجنود"  التابعة للحزب الشيوعي العراقي، الانضمام الى الحركة لتنشيطها وليشكلوا حلقة الوصل بين التنظيمين لرفض الحركة إنضمام الجنود اليها .. ومع تطور الاحداث.. نشطت الحركة وأدى ذلك الى الالتقاء بين العناصر الشيوعية والديمقراطية،وبدأ التعاون بينهم، فشكل الضباط الاحرار عام 1956 اللجنة العليا.. لم يقبل فيها سوى وصفي طاهر المعروف بعلاقته بالحزب الشيوعي[24].. وكان الشهيد العقيد وصفي طاهر المنسق بين تنظيم الضباط الاحرار والحزب الشيوعي العراقي، وقد ارتبط بعلاقة وثيقة مع الشهيد سلام عادل بعد خروجه من السجن عام 1953[25]. وبعد تشكيل جبهة الاتحاد الوطني والترابط بين الجبهة وحركة الضباط الاحرار كثرت الاتصالات بين الحركة والحزب الشيوعي العراقي، وكان يجري معظمها في بيت الرفيق وصفي طاهر.فقد إلتقى الرفيق سلام عادل السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي عدة مرات مع عبد الكريم قاسم في بيت الرفيق وصفي طاهر [26].

 

في اللجنة العليا للضباط الأحرار

     عندما قرر الضباط الاحرار تشكيل اللجنة العليا لتأخذ على عاتقها مهمة التهيؤ واعداد الخطة اللازمة للاطاحة بالنظام الملكي.. كان وصفي طاهر احد الضباط الذين حضروا في بيت الرائد الطيار محمد سبع في كانون الاول 1956 وانتخبوا اللجنة العليا للتنظيم.. وانتخب وصفي طاهر ضمن اعضاء اللجنة العليا للضباط الاحرار الـ 15.وتم في الاجتماع وضع اسس العمل التي بموجبها يتم الاتصال بالخلايا والتنظيمات الاخرى.. وكان عضواً في لجنة جمع المعلومات التي ضمت الى جانبه الرئيس الاول الطيار محمد سبع والمقدم رفعت الحاج سري( ليث الزبيدي، مقابلات شخصية) [27]. وبعد ان تقرر في الهيئة العليا للضباط الاحرار ضرورة وجود احد أعضائها في موقع قريب من ديوان رئاسة الوزارة، لمعرفة ما يجري وما يتخذ من قرارات من قبل السلطة اَنذاك، أختير الشهيد وصفي لهذه المهمة الخطيرة.فتم نقله الى ديوان رئاسة الوزراء، وعُين سكرتيراً خاصاً لرئيس الوزراء من عام 1954 ولغاية عام 1956، وعمل مع عدد من رؤساء الوزارات السابقين، كأرشد العمري، و فاضل الجمالي، وتوفيق السويدي، ونوري السعيد.وأثناء تنفيذه لمهمته هذه إرتابت السلطة به، فتم نقله الى معمل الآليات والنقل في الجيش، بعيداً عن الوحدات الفعالة.وبذات الوقت شُددت المراقبة على موقع سكنه وتحركاته ، إلا انه بدد، بذكائه وحنكته ودهائه، شكوك السلطة به، فلم تستطع من كشف امره حتى قيام الثورة في 14 تموز 1958[28].

 

    أكد هذا العميد إسماعيل العارف في إشارته الى النكسة التي اصابت حركة الضباط الاحرار إثر كشف السلطات إجتماع الكاظمية، وتفريقها 3 من اعضاء الهيئة العليا الاولى الى اماكن متباعدة داخل وخارج العراق.وقد عمت موجة من الخوف والرعب والتردد في صفوف ضباط التنظيم، واوشكت ان تثبط عزائمهم وتقعدهم عن العمل لتحقيق اهداف التنظيم والقيام بالثورة.فنفض البعض ايديهم عن العمل.. إلا ان الغيورين منهم، ممن لم تستطع السلطات كشف أسماءهم، قرروا المضي في إعادة تنظيم الحركة والاستمرار بها، وتوسعت بعد ان انظم اليها عدد كبير من ابرز ضباط الجيش، وقد لعب المهندس رجب عبد المجيد دوراً فعالاً في إحياء الخلية التي كان فيها، فبدأت تنشط الاتصالات بين ضباط الخلية وبقية المعارف من المنتمين الى الحركة، وعادت الحياة الى التنظيم بعد جمود استمر حوالي ستة اشهر، فاجتمع الضباط الاوائل والفوا خلية موسعة إمتداداً لنفس التنظيم الذي كانوا اعضاء فيه، ضمت المقدم وصفي طاهر واَخرين..وعقدت الخلية عدة إجتماعات، وكانت الاجتماعات تعقد في داري محمد سبع ووصفي طاهر[29]..

 

     وبعد ان ضاع اثر الضجة الذي احدثه إعتقال رفعت، وجدت اللجنة من الضروري ضم الوحدات العاملة، فارسلت في منتصف عام 1957 مندوبها وصفي طاهر الى قاسم، وكان اَمراً للواء التاسع عشر، في جلولاء، لضمه عضواً في اللجنة العليا، ووافق قاسم بعد لقاء مع ناجي طالب في داره بالعلوية.[30].حول هذه المهمة  يشير إسماعيل العارف انه هو الذي ضم عبد الكريم قاسم الى الضباط الاحرار، وانه قال لعبد الكريم قاسم عقب إجتماع الكاظمية وإنكشاف امره إثر خيانة المقدم صالح عبد المجيد السامرائي، انه الان يتحمل أمانة الثورة في عنقه وعليه متابعة تنفيذ اهداف حركة الظباط الاحرار وإعادة تنظيمهم، وزرع الثقة بالذين افزعهم ذلك العمل الخياني المشين، ورجاه ان يتصل بعد فترة مناسبة بالخلايا، التي لم ينكشف امرها ولم يرد ذكر لاعضائها في الوشاية، وعلى الاخص بالمقدم وصفي طاهر ومحي الدين عبد الحميد ورجب عبد المجيد [31].. بينما يشير الباحث حنا بطاطو ان الزعيم إسماعيل علي كان قد أقام الاتصال مع قاسم في عام 1956[32]، لكن بطاطو يقول أيضاً، في مكان اَخر: " بغية كسب قادة الوحدات القوية الجديرين بالثقة، فوضت اللجنة العليا في نيسان 1957، او حوالي ذلك، المقدم وصفي طاهر، العضو فيها، السعي الى قاسم وجس نبضه حول إمكانية توحيد الجهود، وعبر قاسم عن جاهزيته، وفي اَيار إندمجت جماعته بالحركة الرئيسية" [33]. ويؤكد ليث الزبيدي ان اللجنة العليا بعد ان عرفت بوجود تنظيم المنصور قررت مفاتحته لتوحيد التنظيمين، فانتدبت كل من العقيد الركن ناجي طالب والمقدم وصفي طاهر ممثلين عن اللجنة العليا للاتفاق مع الزعيم عبد الكريم قاسم، وتم ذلك في كانون الثاني 1957 [34]. وذات الشيء يؤكده احمد الجبوري، الذي كتب:"في كانون الثاني 1957 قام ناجي طالب ووصفي طاهر بالاتصال بعبد الكريم قاسم لتوحيد تنظيمي بغداد ومعسكر المنصور، فتم ذلك" [35] ، و د. عقيل الناصري:" ان وصفي طاهر هو الذي اقنع عبد الكيرم قاسم بالانضمام الى اللجنة العليا للضباط الاحرار، وظلت صلة عبد الكريم قاسم بوصفي طاهر وثيقة، وقد كلفه بقيادة المجموعة التي تستولي على المراكز الحساسة في بغداد يوم الثورة، وكان من الادلاء الكبار.وهو الوحيد الذي يعرف بساعة الصفر" [36].

 

إختلف الباحثون بحق رجل المهمات الصعبة

       مرت حركة الضباط الاحرار بفترات حرجة. فقد" ادت الخلافات داخل اللجنة العليا وعدم إنسجام اعضائها الى إعاقة تنفيذ الثورة "[37]. فقرر الضباط الاحرار من اعضاء اللجنة الوسطية ( الظل) وبعض اعضاء اللجنة العليا تشكيل هيئة جديدة منهم تأخذ على عاتقها مهمة تفجير الثورة [38]، "لان اللجنة العليا غارقة بالخلافات" [39] . فعقدوا اجتماع، في كانون الثاني 1958، في منزل الرائد كامل شياع.ضم 9 ضباط ، وكان المقدم وصفي طاهر احدهم، واخذوا على عاتقهم مهمة القيام بالثورة، وبدأوا الاعداد للثورة في ايار 1958 [40].. ويوم 10/7/1958 كان يجتمع في منزل الرائد عبد الستار عبد اللطيف 6 ضباط بانتظار بدء الحركة، احدهم المقدم وصفي طاهر[41].. وقد ضمت مجموعة الضباط الاحرار 203 ضابطاً من مختلف الوحدات العسكرية[42].

 

   في كتابه الثالث" العراق"،  يشير الباحث حنا بطاطو الى "إنسحاب وصفي طاهر من اللجنة العليا للضباط الاحرار في اَيار 1958"، دون ذكر اسباب هذا الانسحاب. بينما يشير د. عقيل الناصري الى انه جرى في عام 1957 إخراجه من اللجنة العليا للضباط الاحرار بعد ان إنكشف امر إشتراكه في "اللجنة الوطنية لاتحاد الضباط والجنود".. بيد ان هذه المعلومة تتناقض والاحداث التأريخية. والحادثة التالية تؤكد هذا، حيث ينقل المحامي جرجيس فتح الله: "بحسب ما رواه لي العميد حسن عبود- اَمر اللواء الخامس ان باب القبول في تنظيم الضباط الاحرار الموسع ظل موصداً بوجه الضباط المعروفين بميول يسارية او بصلة ما وبالتظاهر بالعطف على الحزب الشيوعي العراقي حتى منتصف العام 1957 عندما اتصل به وصفي طاهر واتفق معه على لقاء في نقطة ما على طريق بغداد- المحمودية، وهناك ابلغه بان اللجنة العليا قررت فتح باب القبول بوجه الضباط الديمقراطيين"[43].

 

   و كان للشهيد وصفي طاهر دور كبير في نجاح ثورة 14 تموز 1958، فهو ليس فقط من ابرز الذين هيئوا للثورة، بل" وله دور رئيس في إنجاحها،، سواء بإحتلال المواقع الحساسة يوم الثورة، وفي إعتقال رموز النظام الملكي، او في الحفاظ على عبد الكيم قاسم، وترجيح كفته على عبد السلام عارف "( د. عقيل الناصري). والشهيد وصفي طاهر هو ثالث ضابط من الضباط الاحرار، بعد عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف، الذين كانوا يعرفون بساعة الصفر. ففي يومي 10 و11 تموز حضر الى بغداد سراً عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف، وأتصلا بالمقدم وصفي طاهر وكلفاه تبليغ كل من الرؤساء جاسم العزاوي وعبد الستار عبد اللطيف وابراهيم جاسم التكريتي وابراهيم عباس اللامي، ليكونوا أدلاء للقطعات ليلة 13/14 تموز، ويلاقوا اللواء العشرين في مثابة تقع شرقي بغداد الجديدة، ثم يتولوا دلالة المفارز العسكرية الى اهدافها .. وعندما وصلت مقدمة اللواء الى ضاحية بغداد الجديدة، كان بانتظاره ادلاء من الضباط الاحرار بملابسهم المدنية فاستبدلوها بملابسهم العسكرية التي جلبوها معهم واستلموا دلالة المفارز وقيادتها الى اهدافها في مدينة بغداد[44].وكان المقدم وصفي طاهر مكلف بواجب الدلالة في خان بني سعد.. وقام بمهمة الادلاء على المراكز الهامة التي يجب الاستيلاء عليها[45].

 

   ويؤكد جرجيس فتح الله: في الثالث عشر من تموز 1958 إلتقى وصفي طاهر بابراهيم الموسوي، وهو من المدرعات، وسأله فيما إذا كانوا مستعدين لاسناد إنقلاب قد يحصل يوم الغد.وكان هذا اول إشارة لنا الى إنتمائه الى منظمة اخرى، وطبعاً اجبنا بالتأكيد.وقام بابلاغ زملائه.. وقد اخبرني عضو منظمتنا ابراهيم اللامي انه ذهب في ليلة 14 تموز مع وصفي طاهر للقاء اللواء العشرين الزاحف على بغداد بقيادة عبد الكريم قاسم[46]. وفي حدود الساعة الثالثة من فجر 14 تموز.. وصل " كاسل بوست" ( وهي محطة قطار فرعية تقع بحدود ثلثي المسافة بين جلولاء وبغداد) ضابط إرتباط من خلية الضباط الاحرار قادماً من بغداد، لم يكن هذا إلا المرافق الاقدم لنوري السعيد المقدم وصفي طاهر[47].

 

عقب إنتصار الثورة

    لابد من الاشارة الى انه عقب إنتصار الثورة كان الشهيد وصفي طاهر الوحيد من أعضاء اللجنة العليا للضباط الاحرار الذي رفض أن يصبح وزيراً، ولم يستام أي منصب او وظيفة حكومية، إنما قبل ان يكون السكرتير الشخصي والمرافق الاقدم لقائد الثورة الزعيم عبد الكريم قاسم[48].

 

    ويذكر انه بعد إطلاق سراح السجناء السياسيين، في عام 1958، توطدت العلاقة بين الشهيد وصفي طاهر والمرحوم زكي خيري، فكانا يلتقيان باستمرار، ويتبادلان وجهات النظر بشأن الاوضاع السياسية، وتطوراتها، ومواقف وسياسات الزعيم عبد الكريم قاسم من الحزب الشيوعي العراقي. وكان للشهيد وصفي دور كبير في توصيل افكار الحزب وتوجهاته الى رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم، باعتباره المرافق الاقرب اليه. وكان يطلع زكي خيري على وجهة نظره وموقفه الرافض لاستمرار هيمنة الجيش على السلطة، وكان من المطالبين بضرورة إنهاء الفترة الإنتقالية وتسليم السلطة للمدنيين. ومن هنا مرد الإختلاف مع المرحوم عبد الكريم قاسم حول العديد من القضايا المهمة المتعلقة بمصير الشعب والوطن، إذ كان يصر وصفي طاهر على ضرورة الالتزام بقرارات الهيئة العليا للضباط الاحرار، ومنها: تأسيس مجلس لقيادة الثورة للمرحلة الانتقالية، إنسحاب الجيش الى ثكناته العسكرية، وإنهاء المرحلة الانتقالية، إجراء إنتخابات حرة ديمقراطية، وقيام سلطة مدنية ينتخبها الشعب، وحل القضية القومية للشعب الكردي بالطرق السلمية، واحقيته بالحصول على حقوقه القومية المشروعة[49].

 

      يشيرالعميد إسماعيل العارف الى الحادثة التالية حول تواضع قاسم وخجله ودور الشهيد وصفي في تغلبه على الخجل، وبعده أخذ يعقد المؤتمرات الصحفية، والظهور في المناسبات لالقاء الخطب على الجماهير، مشيراً الى أول خطاب القاه في مظاهرة جماهيرية، ضمت عشرات الالوف لتأييده في وزارة الدفاع، وكانت اولى محاولاته. ويقول العارف أن العقيد وصفي طاهر، المرافق الاقدم لعبد الكريم قاسم، ذكر له قصة إلقاء الخطاب: كانت الجماهير محتشدة امام شرفة وزير الصحة في ساحة الوزارة الواسعة، واحتشدت مثلها في شارع الرشيد تحمل شعارات الوحدة الفورية، وكان يخطب فيهم عبد السلام عارف. فدنى  وصفي من الزعيم وقال له" اخرج الى الجماهير من الشرفة وتحدث معها لانها تناديك وتطلب منك ان تتكلم اليها، فتردد في الخروج والظهور امامها، ولكن وصفي اثاره ودفعه للوقوف امام الجماهير في الشرفة المطلة على الساحة، ولما جابهها لاول مرة اخذ يزأر كالاسد.. في ذلك الخطاب الهب عبد الكريم حماس الجماهير عندما قال:" انني ابن الشعب"[50].

 

     ويتذكر اديبنا الكبير الفقيد عبد الغتي الخليلي:" سألني عبد الكريم قاسم لحظة دخوله دار الجواهري، وكان يسكن في حي الشيوخ في الاعظمية، عن جيران الجواهري القريبين من داره، أجبته: في أعلى سطح الدار شباب اوفياء للثورة ولقائدها، فابتسم واطمأن.وبعد ان رشف فنجان القهوة، راح يتحدث عن دور الجواهري وإخوانه الشعراء والادباء في نشر الوعي وتعميق الحقد على الطغاة المستبدين وإضاءة الدرب وغرس حب الوطن في قلوب الناس وتهيئة الجماهير للثورة. ثم إلتفت الى مرافقه المقدم وصفي طاهر، طالباً اليه ان يقرأ بيت الشعر الذي كانا يرددانه وهما في طريقهما الى بغداد ليلة 13/14 تموز، ثم اردف قائلاً للجواهري:كنت اقول لوصفي: في الصباح سيكون الحساب مع الطغاة عسيراً.. والبيت للجواهري، وهذا نصه:دم الشهيد مضرجاً وثيابه   تطوى وفي يوم الحساب ستنشر" [51]..

 

وطني شجاع وشهم  ومبدأي

      لقد كان الشهيد وصفي طاهر رجلاً محبوباً بين زملائه ورفاقه، بنبله وكرمه وبجديته، بأمانته ونزاهته وتضحيته واخلاصه في الواجب، شجاعاً مقداماً لا يهاب المخاطر ولا يرفض واجباً او مهمة انيطت به، مهما بلغت من خطورة، وفياً واميناً علىا الاسرار، مبدئياً، وله اَراؤه، التي يتمسك بها ويدافع عنها مادام مقتنع بها.وللشهيد مواقف وطنية وإنسانية وثورية مشهودة.. و من مواقفه المشهودة "التي يذكرها بالامتنان عدد من الشيوعيين العراقيين لتمتعهم بحقوقهم الوطنية، وهي من اعز حقوق الانسان، فبعد إنتصار ثورة 14 تموز 1958 اصبح عبد السلام عارف وزيراً للداخلية، وقرر تسفير جميع السجناء الشيوعيين المسقطة عنهم الجنسية العراقية من قبل حكومة نوري السعيد الى إسرائيل. وفعلاً تم تسفير عدد منهم، وبذل الاَخرون جهوداً مستميتة للاحتفاظ بحقهم الوطني دون جدوى، بما في ذلك إقدام بعضهم على إشهار إسلامهم.فحمل الرفيق زكي خيري عريضة الرفيقات السجينات الى وصفي طاهر، الذي اوصلها في الحال الى عبد الكريم قاسم، فصدر قرار فوري من مجلس الوزراء بوقف تسفير أي شيوعي عراقي الى إسرائيل، وإعادة الجنسية العراقية اليهم جميعاً، تقديراً لنضالاتهم الوطنية" [52].

 

تحذيرات وتوقعات صائبة

     بعد إشتداد الصراع بين القوى السياسية، من جهة، وبين القوى السياسية وعبد الكريم قاسم، من جهة اخرى، نبه الشهيد وصفي قيادة الحزب الشيوعي العراقي الى إحتمالات سوء الاوضاع اكثر في المستقبل، وطالب بضرورة إتخاذ كافة التدابير اللازمة لانقاذ البلد والشعب من الكارثة المحتملة..وبعد إحتدام الخلافات بينه وبين رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم، خصوصاً بعد تعنت الاخير بسلوكه الفردي، وعدم إصغائه لتحذيرات زملائه الآخرين بشأن المخاطر الجدية التي تتعرض لها الثورة ومكتسباتها، ورفض قاسم ايجاد حل جذري وسريع للازمة، وإنقاذ البلاد من الكارثة الوشيكة، واستهانته بتلك المخاطر، التي تهدد باراقة الدماء.. كل ذلك دفع بالعقيد وصفي طاهر الى ترك ديوان الرئاسة، والاعتكاف في داره، رافضاً الاستمرار في عمله إحتجاجاً على تردي الاوضاع العامة وعلى اسلوب عبد الكريم قاسم التسلطي الفردي في الحكم[53] .

عدو لدود لأعداء الثورة

     أزاء مواقفه الوطنية كان الشهيد مشخصاً من اعداء الثورة والحزب الشيوعي العراقي منذ الساعات الاولى لنجاح الثورة، بوصفه احد اعداءهم، وكانوا يتحينون الفرص للتخلص منه. يقول لوريل دان:  " هناك شخصية هامة بنوع خاص: المقدم، ثم العقيد وصفي طاهر، المرافق الاقدم لقاسم. كان هذا يتقلد عين الوظيفة عند نوري السعيد، فهي والحالة هذه، وعلى وجه الدقة، لم تكن جديدة، ولكنها إتخذت طابعاً متميزاً الآن، ومثله مثل المهداوي وماجد محمد امين، مالبث وصفي ان صار أسمه مقروناً بالشيوعيين من خلال لقاءاته بهم والتحدث بلغتهم. وهو، كالمهداوي وماجد، لم يكن قط عضواً في الحزب… إلا ان صورته الشعبية بوصفه شيوعياً ثابت اللون، بقيت كما كانت" [54].  و يشير دان الى انه بعد رحيل عارف الى اوربا مباشرة سرت إشاعة بان شيئاً ما سيقع في الخامس من تشرين الثاني او بُعيده. ولم تكن ثمة حدود لافاق المتوقعات: عارف سيعود الى الوزارة، قاسم سيُعتقل، وصفي طاهر " رأس رمح التغلغل الشيوعي في السلطة" ستتم تصفيته.."[55].

 

      وقبل هذا حاول كتبة " التأريخ" الدس والافتراء على الشهيد، ومن ذلك " ولائه وحبه لنوري السعيد" (مجيد خدوري)..ولا ادل على بطلان تلك الافتراءات المشينة من  توجه  وصفي طاهر بنفسه على رأس مفرزة لاعتقال نوري السعيد، والقضاء على سلطته، في الساعات الأولى للثورة.

 

إستشهاد بطولي

      رغم التوتر الذي اصاب علاقة وصفي طاهر بعد الكريم قاسم، بعد الارتداد في سياسة الاخير وإختلافه معه، لكنه، وإدراكاً منه للمخاطر، غادر بيته صبيحة يوم الثامن من شباط الاسود عام 1963، حال علمه بقيام الانقلاب الفاشي، حاملاً رشاشته، التي لم تفارقه منذ قيام ثورة 14 تموز 1958، ملتحقاً برفاقه. وبعد مقاومة باسلة للانقلابيين في وزارة الدفاع إستشهد يوم 9 شباط  مع رفاقه المخلصين- كعبد الكريم الجدة، و فاضل المهداوي، و طه الشيخ احمد، وكنعان خليل حداد، وغيرهم ، رافضين الاستسلام او الهرب ..

 

   ويؤكد إسماعيل العارف انه " بقي في البناية الرئيسية في وزارة الدفاع يقاوم حتى اصابته شظية من قصف الطائرات، واردته قتيلاً [56]. ويؤكد لوريل دان ان وصفي طاهر وعبد الكريم الجدة إستشهدا في وزارة الدفاع وبقيت جثتيهما مدفونتين تحت انقاض الوزارة عندما تحول عبد الكريم قاسم والمهداوي وطه الشيخ احمد وكنعان خليل حداد من وزارة الدفاع الى قاعة الشعب المجاورة[57].

 

   وقد عرض القتلة الاوباش في التلفزيون العراقي " على مقربة من جثة الزعيم عبد الكريم قاسم جثتا العقيد فاضل عباس المهداوي والزعيم الركن طه الشيخ احمد. كما عرضت لقطة لجثة العقيد وصفي طاهر ملقاة على الارض في مدخل وزارة الدفاع، وقد اصيبت بشظايا صاروخ من الطائرات التي هاجمت بناية الوزارة  [58].

 

*     *     *     *     *

 

   هذه السطور هي جزء من الوفاء المطلوب للبطل وصفي طاهر، الوطني الشريف، المحب لشعبه، المخلص للثورة حتى اَخر لحظة من حياته،  الذي استشهد في معركة الشرف ضد إنقلابيي شباط الفاشي عام 1963، وقد شُبه وهو يقاوم الفاشست في وزارة الدفاع "مثل الذئب"[59]  بحق، ليدرأ عن شعبنا احلك مرحلة في تأريخه، التي ابتدأها ذلك الانقلاب الاسود، وتستمر حتى يومنا هذا..

 

   ولتكن عبارات الوفاء والإخلاص، الإعتزاز والفخر، والحب والتقدير والإمتنان لكل من وهب حياته وإسترخصها فداء للشعب والوطن، منتفضاً ضد قطعان " الحرس القومي" الفاشي، وفي النضال ضد الدكتاتورية والأرهاب والعسف والجور.

 

   والمجد والخلود لكل الشهداء الذين عمدوا الطريق المفضي الى الوطن الحر والشعب السعيد !

 

  ولتبق ذكراهم حية وعطرة في قلوب كل الوطنيين العراقيين الأوفياء !

 

                                                                                           

الهوامش:

 

1- ليث عبد الحسن الزبيدي، ثورة 14 تموز 1958 في العراق، مكتبة اليقظة العربية، بغداد، 1981، ص 76.

 

2-  معلوملت زودتني بها مكتوبة د. سعاد خيري، بعنوان:" الرفيق الشهيد العقيد وصفي طاهر".

 

3-معلومات وافتني بها مكتوبة أم بشار- كريمة الشهيد الكبيرة .

 

4-معلومات زودتني بها د. سعاد خيري ، مصدر سابق .

 

[5]- معلومات مكتوبة وافتني بها أم بشار، مصدر سابق.

 

6- المصدر نفسه.

 

7- ابو بابل، تأرخة وتوثيق لواقع القوات المسلحة العراقية،" الثقافة الجديدة"، العدد 237، ايلول 1991.

 

8- زكي خيري و سعاد خيري، تأريخ الحزب الشيوعي العراقي، المجلد الاول،ط1،1984، ص 208.

 

9- زكي خيري و سعاد خيري، المصدر السابق، ص 261.

 

10-إسماعيل العارف، اسرار ثورة 14 تموز وتأسيس الجمهورية في العراق، منشورات الماجد، لندن، 1986،ص 93-94

 

11- إسماعيل العارف، المصدر نفسه.

 

12- ليث عبد الحسين الزبيدي، ثورة 14 تموز 1958 في العراق، مصدر سابق، ص 110

 

13- جرجيس فتح الله المحامي، العراق في عهد عبد الكريم قاسم ( اَراء وخواطر 1958-1988)، ج 2، دار نيز، السويد 1989ص،499

 

14-د. عقيل الناصري، السلطة في العراق الملكي ( 1921-1958)، دار الحصاد، دمشق،1999

 

- معلومات زودتني بها د. سعاد خيري، مصدر سابق.15

 

- إسماعيل العارف،اسرار ثورة 14 تموز، مصدر سابق، ص 135. 16

 

- ليث عبد الحسين الزبيدي، ثورة 14 تموز 1958،مصدر سابق، ص 152. 17

 

18- جرجيس فتح الله المحامي، العراق في عهد عبد الكريم قاسم، ج 2،ص 721

 

19-لوريل دان ، العراق في عهد قاسم ( تأريخ سياسي 1958-1963)، ج 1،نقله الى العربية وعلق على حواشيه: جرجيس فتح الله المحامي، دار نيز، السويد، 1989، ص 44.

 

 

 

[20] - ثابت حبيب العاني، الحزب الشيوعي، السلطة والقوات المسلحة( 1935-1963)،" الثقافة الجديدة"،العدد266  تشرين الثاني1995.

 

21- احمد الجبوري، ثورة 14 تموز والجيش العراقي،" الثقافة الجديدة"، العدد 199-200، تموز-اَب 1988

 

22- د. عقيل الناصري، الجيش والسلطة في العراق الحديث،" المجتمع"، العدد الثالث، تموز 1995.

 

23- إسماعيل العارف،أسرار ثورة 14 تموز ،مصدر سابق، ص 82.

 

24- زكي خيري و سعاد خيري، تأريخ الحزب الشيوعي العراقي، مصدر سابق،ص 261.

 

25- معلوملت وافتني بها كريمة الشهيد- مصدر سابق.

 

26- د. سعاد خيري، معلومات وافتني بها مكتوبة، مصدر سابق.

 

27- ليث عبد الحسين الزبيدي، ثورة 14 تموز 1958 في العراق، مصدر سابق، ص120 و 122.

 

28- معلومات مكتوبة وافتني بها  كريمة الشهيد، مصدر سابق.

 

29- إسماعيل العارف، مصدر سابق،ص 132-133.

 

30- جرجيس فتح الله المحامي، العراق في عهد عبد الكريم قاسم،ج 2،مصدر سابق، ص 509.

 

31- إسماعيل العارف، مصدر سابق، ص 101-102.

 

32- حنا بطاطو، العراق، الكتاب الثالث، الشيوعيون والبعثيون والصباط الاحرار،ط،1 ، ترجمة: عفيف الرزاز،مؤسسة الابحاث  العربية، بيروت، 1992،ص 291.

 

33- حنا بطاطو، العراق، الكتاب الثالث،الشيوعيون والبعثيون والضباط الاحرار،ط 1،مصدر سابق، ص 97.

 

34- ليث عبد الحسين الزبيدي، ثورة 14 تموز 1958 ،مصدر سابق، ص 111.

 

35-أحمد الجبوري، ثورة 14 تموز والجيش العراقي،" الثقافة الجديدة"،العددان 199-200، تموز-اَب 1988.

 

36- د. عقيل الناصري، الجيش والسلطة في العراق الملكي( 1921-1958)، دار الحصاد، دمشق،1999.

 

37- احمد الجبوري، ثورة 14 تموز والجيش العراقي، مصدر سابق،ص 60-61.

 

38- ليث الزبيدي، ثورة 14 تموز 1958 في العراق، مصدر سابق.

 

39- احمد الجبوري، ثورة 14 تموز والجيش العراقي، مصدر سابق.

 

40- ليث عبد الحسين الزبيدي، ثورة 14 تموز 1958 في العراق، مصدر سابق، ص 130.

 

41- ليث عبد الحسين الزبيدي المصدر نفسه، ص 183.

 

42- ليث عبد الحسين الزبيدي، المصدر نفسه، ص 111.

 

43- جرجيس فتح الله المحامي، العراق في عهد عبد الكريم قاسم، ج 2،مصدر سابق، ص 521.

 

44- إسماعيل العارف،اسرار ثورة 14 تموز وتأسيس الجمهورية في العراق، مصدر سابق، ص 171-172.

 

45- ليث عبد الحسين الزبيدي،  مصدر سابق، ص 181 و 183.

 

46- جرجيس فتح الله المحامي، العراق في عهد عبد الكريم قاسم،ج 2، ص 502.

 

[47] - لوريل دان ، العراق في عهد قاسم ( تأريخ سياسي 1958-1963)، ج 1،مصدر سابق، ص 44.

 

48- معلومات  زودتني بها كريمة الشهيد، مصدر سابق.

 

49- نفس المصدر.

 

50- إسماعيل العارف،اسرار ثورة 14 تموز وتأسيس الجمهورية في العراق، مصدر سابق، ص 370.

 

51- عبد الغني الخليلي، ذكرياتي عن الايام الاولى لثورة الرابع عشر من تموز،" المنار"، العدد الثالث،1988.

 

52- د. سعاد خيري، مصدر سابق.

 

53- معلومات مكتوبة وافتني بها كريمة الشهيد، مصدر سابق.

 

54- لوريل دان ، العراق في عهد قاسم،ج 1،مصدر سابق، ص 134.

 

55- لوريل دان، العراق في عهد قاسم،ج 1،مصدر سابق، ص 114.

 

56- إسماعيل العارف،اسرار ثورة 14 تموز وتأسيس الجمهورية في العراق، مصدر سابق، ص 414.

 

57 لوريل دان، العراق في عهد قاسم ، ج 1، مصدر سابق، 464.

 

- إسماعيل العارف، اسرار ثورة 14 تموز وتأسيس الجمهورية في العراق، مصدر سابق، ص 424. 58

 

[59] - د.  شاكر اللامي، إنقلاب المخابرات المركزية،" رسالة العراق"، العدد 51، اَذار 1999.



#كاظم_المقدادي (هاشتاغ)       Al-muqdadi_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الأمريكية القادمة لن تجلب للعراقيين سوى الكوارث والمحن ...
- وكالات الأمم المتحدة المتخصصة وضحايا سلاح اليورانيوم المنضب ...
- وكالات الأمم المتحدة المتخصصة وضحايا سلاح اليورانيوم المنضب ...
- وكالات الأمم المتحدة المتخصصة وضحايا سلاح اليورانيوم المنضب ...
- وكالات الأمم المتحدة المتخصصة وضحايا سلاح اليورانيوم المنض ...
- وكالات الأمم المتحدة المتخصصة وضحايا اليورانيوم المنضب - الق ...
- صحيفة إستبيان لبحث علمي خاصة بالعراقيين
- مبروك لدعاة الحرب !!!
- لمصلحة من تشويه المواقف والحقائق ؟!
- - مبروك - عليكم جرائم البرابرة !!
- إدارة بوش وضحايا الحروب ومحكمة الجنايات الدولية
- كلام الناس والتدخين
- ضربة موجعة لوزارة الدفاع البريطانية والبنتاغون
- النظام العالمي الجديد" وأطفال العالم . . حصاد مر
- الكشف عن تأثيرات اليورانيوم الناضب مهمة إنسانية آنية ملحة !


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم المقدادي - للحقيقة والتأريخ وفاءاً لذكرى شهيد الشعب والوطن وصفي طاهر ورفاقه الميامين