أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - ضياء رحيم محسن - الإقتصاد العراقي ودور القطاع الزراعي في رفد ميزانية الدولة














المزيد.....

الإقتصاد العراقي ودور القطاع الزراعي في رفد ميزانية الدولة


ضياء رحيم محسن

الحوار المتمدن-العدد: 5587 - 2017 / 7 / 21 - 09:22
المحور: الصناعة والزراعة
    


يعد الشعور بالأمان مسألة ضرورية للإستقرار المجتمعي وللإقتصاد على حد سواء، ذلك لأنهما يعطيان صورة جيدة للمستثمر الأجنبي والمحلي، عن مدى الموثوقية في هذا البلد، وضرورة الإستثمار فيه، بما يعود بالنفع على البلد والمستثمر أيضا.
الملاحظ أن الشعور بالأمان في العراق غائب كليا، بسبب عدد كبير من الظواهر التي طفت على السطح بعد عام 2003، من هذه الظواهر نجد أن ظاهرة نهب الممتلكات والإستيلاء على العقارات (الحكومية والشخصية)، وكذلك وضع تشريعات وقوانين تشرعن الإستيلاء على هذه الأملاك، بما يوحي بعدم وجود هيبة للقانون، وأن السائد الأن هو قوة السلاح ليس إلا.
ما أدى الى ما ذهبنا إليه في مقدمتنا، يقف خراب الجهاز الإداري في مقدمة الأسباب التي ساهمت في إنتشار هذه الظاهرة، بالإضافة الى إنتشار الرشوة والتزوير، لتمشية المعاملات بأسماء وهمية، بحيث أن القانون يقف عاجزا أمام هذه الحالات التي تحتمي وراء الأحزاب الحاكمة، والتي تدافع عن هؤلاء الأشخاص الذين يمولون تلك الأحزاب بطرق عديدة.
بحسب بيانات رسمية فإن عدد العقارات التي تعود ملكيتها الى الدولة، تقدر بأكثر من 250 ألف عقار، وهي موزعة ما بين ساحات لوقوف السيارات ومباني سكنية وعمارات للإستخدام العام، ومن المفترض أن تدر هذه العقارات عشرات المليارات من الدولارات سنويا لخزينة الدولة، لكن الملاحظ أن هذه العقارات يتحكم في إدارتها مجموعة من الأشخاص بحسب إنتمائهم الحزبي، بما ينتج عنه عدم حصول الدولة على الإيرادات المتوقعة من هذه الأملاك.
كما أن ظاهرة نقل ملكية هذه العقارات الى أشخاص طبيعيين، مقابل مبالغ مالية (رشوة) يدفعها هؤلاء لمن يقوم بإكمال هذه المعاملات أصبح منتشرا بصورة غير طبيعية،
ومنذ أشهر خلت، أعلنت هيئة النزاهة العراقية ضبط شبكة موظّفين متلبّسين بنقل ملكيّة عدد كبير من العقارات العائدة للدولة إلى أشخاص آخرين مقابل مبالغ ماليّة عن طريق التلاعب والتزوير بالوثائق الرسميّة.
إن العراق وهو يمر بأزمة مالية خانقة بسبب الحرب على الإرهاب، بالإضافة الى هبوط أسعار النفط في السوق العالمية، جراء التخمة في المعروض النفطي، جعل منه بيئة غير آمنة، ما أدى الى تجنب المستثمرين عن الإستثمار في هذا البلد، ناهيك عن التعامل البيروقراطي لإنجاز معاملات الإستثمار، التي من المفترض أن لا تزيد عن أيام معدودة، والتي تزيد من الطين بلة، بما يعطي المستثمر حجة أقوى لعدم البحث عن فرص إستثمارية في العراق.
إن على الحكومة التفكير جديا في إستثمار هذا الأملاك العائدة لها، بما يعود بالنفع على جميع المواطنين، وليس كما هو حاصل الأن؛ حيث نجد أن المنتفعين من هذه العائدات هم فئة قليلة والذين يستحوذون على عوائد لا تقل عن 30 مليار دولار سنويا، وهذا المبلغ لو دخل خزينة الدولة؛ لرفع عن كاهلها العجز المزمن الذي تعاني منه، جراء قلة الواردات المتحصلة من بيع النفط.
على الحكومة أيضا التفكير في تنشيط حركة القطاع الزراعي، والذي تبلغ المساحات غير المستصلحة فيه أكثر من عشرين مليون دونم، لو قيض لها أن تستثمر بصورة صحيحة، لكانت موردا يزيد أهمية عن الواردات النفطية؛ التي تخضع لعوامل عديدة، لا يخضع لها القطاع الزراعي، ففي العراق كثير من المحاصيل الرئيسية التي يمكن من خلالها تأمين الأمن الغذائي للبلد، باٌضافة الى تصدير الفائض من الإنتاج لهذه المحاصيل (الحنطة والشعير والرز) بالإضافة الى عباد الشمس، بالإضافة الى الخضروات الموسمية التي كان الفلاح العراقي يزرعها أثناء مواسمها، ولكن نتيجة ظروف الحصار وما تلاه من فتح الحدود على مصراعيها، لإستيراد المنتجات من دول الجوار، نتج عنه إغراق للسوق المحلية لهذه المنتجات بأسعار تقل كثيرا عن مثيلتها العراقية، بسبب عوامل أدت الى إرتفاع أسعار السلع العراقية، خاصة البذور والأغطية البلاستيكية والوقود المستخدم في الحقول لسقي المزروعات، لعدم وجود الكهرباء الوطنية.
ولنجاح تنشيط القطاع الزراعي، ليعود يحتل مرتبة متقدمة في رفد خزينة الدولة بإيرادات لا تقل أهمية عن تصدير النفط، على الحكومة أن تقوم بتوفير البذور ذات النوعيات الجيدة للفلاحين، بالإضافة الى تزويدهم بالأغطية البلاستيكية بالنسبة للزراعة المغطاة، وتوفير الوقود بأسعار مدعومة، حيث أن هذا الأمر سيكون له تأثير قوي على نفسية الفلاح الذي يريد أن يزرع أرضه، ليساهم في توفير سلة غذاء له ولأبناء بلده، لكنه وكما قلنا بسبب مزاحمة المحاصيل المستوردة من الخارج، إضطر الى ترك الزراعة، وبدعم الحكومة للفلاح سنجد أن السوق العراقية ستكون عامرة بالمحاصيل المنتجة محليا، مع ضرورة الإلتفات الى فرض الرسوم الكمركية على السلع التي لها نظير في المنتجات العراقية، لحماية المنتوج المحلي وتشجيع المستهلك على شراء المنتجات المحلية، مع ضرورة الإلتفات الى الصناعات التحويلية، خاصة ما يتعلق بتعليب بعض المنتجات الفائضة عن الإستهلاك المحلي.



#ضياء_رحيم_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق، قطر، السعودية، ماذا بعد؟
- تحرير الموصل، مؤتمر السنة، ما بعد داعش، الحرب ضد قطر
- جدلية الخلاف بين المرجعيات السياسية الشيعية
- الموصل، العملية السياسة، حصار قطر.. ماذا بعد؟
- إقليم كوردستان: الإستقلال وحصار قطر!
- الحكومة والشعب، الفاسد والمصلح
- وصل الأذرع
- مجالس المحافظات والصلاحيات!
- إقليم كردستان: إستقلال، أم هروب من أزمة؟
- أزمة قطر، السعودية، الإمارات. لماذا؟
- ترامب، السعودية، ايران
- رحلة الرئيس، ونحن
- الإرهاب والحكومة والدين
- العراق يقاوم..
- الحشد الشعبي، ما بين فتوى المرجع الأعلى، ومزايدات بعضهم 2
- الحشد الشعبي، ما بين فتوى المرجع الأعلى، ومزايدات بعضهم!
- مخاض العملية السياسية
- تركيا:نار أصبحت رماد!
- ويل للمصلين!
- عفا الله عما سلف!


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - ضياء رحيم محسن - الإقتصاد العراقي ودور القطاع الزراعي في رفد ميزانية الدولة