|
الأسلام اليوم
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 5585 - 2017 / 7 / 19 - 13:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الأسلام اليوم
الأسلام اليوم ، يمر بأسوأ عهوده ، فلا ظفر بأسلمة العالم ، ولا تعايش مع مجتمعاته ، ولا شق له طريقا مميزا نموذجيا في خضم الاختلاف والخلاف والتغاير ، أراه غريبا منفردا عن واقع حال اليوم ، منعزلا في كل معتقداته ، ينطبق عليه قول الرسول محمد ( قال الرسُولُ : " بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ " / هذا الحديث رواه مسلم - 145 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ . ) ، نعم في البداية ، كان الأسلام كله ، محمد وخديجة وأبي بكر وعلي ، وأصبح الأن بالملايين ، ولكن مختلفين ومكفري بعضهم البعض في بعض الأحيان ، غير متحدي في المذهب والمعتقد والفقه والنهج .. فمثلا هناك المذهب الإباضي / أول مذهب يظهر على الساحة الإسلامية قبل مذاهب أهل السنة والجماعة ( المذاهب الأربعة : المالكية والحنفية الشافعية والحنبلية ) ، وهناك محور الأمامة / ويعتبر التقسيم فيه بناء على عدد الأئمة الذي تؤمن فيه المذاهب الشيعية ، ويتبع ذلك مباحث العصمة وغيرها ، ومنهم الشيعة الجعفرية والأسماعيلية والزيدية والعلوية .. ، وهناك الكثير من المذاهب المحدودة منها ( المذهب الأباضي والمذهب الظاهري ) ، وهناك فرق أسلامية مختلفة منها ( الأشاعرة ، الماتريدية ، المرجئة ، المعتزلة ، الجهمية والصوفية ..) وهناك القاديانية والبهرة ، ومذاهب كثر مندثرة منها المذاهب التالية ( الأوزاعي . الإمام الليث بن سعد . الإمام عطاء بن أبي رباح . الإمام مجاهد بن جبر . الإمام سفيان الثوري . الإمام الحسن البصري . الإمام عامر بن شراحيل الشعبي . الإمام إسحاق بن راهويه . الإمام سفيان بن عيينة . الإمام محمد بن جرير الطبري. ) ... كان أسلاما في عهد الدعوة المحمدية فأصبح حزمة من الأسلامات ، حتى تبنىت السعودية مذهبا متطرفا مكفرا للجميع ، وهو المذهب الوهابي ( السلفية الوهابية أو الوهابية أو السلفية التوحيدية مصطلح أطلق على حركة إسلامية ، قامت في منطقة نجد وسط شبه الجزيرة العربية في أواخر القرن الثاني عشر الهجري ، الموافق للثامن عشر الميلادي على يد محمد بن عبد الوهاب 1703 - 1792 ومحمد بن سعود حيث تحالفا لنشر الدعوة السلفية .. ) والتي أستند الى عقيدته أكثر المنظمات الأرهابية الأسلامية توحشا كالقاعدة وداعش وأخواتها ، فخلق شيوخ الوهابية في السعودية ودعاتها ، بما يقال عنه " الأسلام المتوحش " ، المعتمد على التكفير والجهاد وألغاء الأخر ، بل محو الأخر ! ، وهذا الأخر هو ليس فقط المسيحيين واليهود والصابئة و المجوس وغيرهم بل ألغاء كل مسلم غير وهابي ، وكأن حال حديث الرسول ينطبق على الواقع الحالي ( روى أبو داود (4597) عن معاوية بن أبي سفيان قال : ألا إن رسول الله قام فينا فقال : ( ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين : ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة ، وهي الجماعة / وهو حديث صحيح ، ) ، فأي الفرق التي ستذهب الى الجنة وماهي 72 فرقة التي ستذهب للنار !! . أصبح معظم مسلمي اليوم ، مصدر شك وريبة وشبهة ، من شكلهم من هيئتهم من هندامهم من أسمائهم من أفعالهم .. ، وذلك لأن مسلمي اليوم أصبحوا أسرى للنص القراني ، خاصة الأيات المكية - أيات السيف ، التي يبثها دعاة وشيوخ الأسلام في خطابهم المتطرف ، في المساجد وفي البرامج وفي المحاضرات ، هؤلاء الشيوخ بنفس الوقت حجروا على المسلمين فكرا وعقيدة ، حتى أصبح المسلمين مسيرين وموجهين حراكا وفعلا من قبل تأثير الخطاب الديني المتطرف الذي يحث / مثلا ، على الجهاد وقتل الكفرة ! وفق أيات منها .. ( لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا / سورة النساء : 95 ) و ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ / سورة التوبة: 73 ) ، فكيف يتحرر المسلم ويتعايش مع الأخر ويقبل بالرأي والرأي الأخر وهو مكبل بهكذا نصوص !! فيجب على كل المسلمين كسر وثنية النصوص ، نصوص الجمود والتحجر والأنغلاق ، نصوص الكفر والشرك ، ألم يقول القرأن ( فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ / 29 سورة الكهف ) ، على المسلمين كسر القيود وذلك من أجل حياة أفضل ، حياة لكل البشر عامة ، بلا تمايز وبلا طبقية وبلا فوقية ، تعايشوا مع البشر بغض النظر عن الدين والمعتقد والطائفة والمذهب ، تعايشوا مع البشر لأنهم بشر مثلكم ، أتركوا الدين جانبا وأعتنقوا المحبة ، يقول بولس – أحد رسل المسيح ، في رسالته الأولى الى أهل كورننثوس / 4:13-8 أ " المحبة تتأنى وترفق . المحبة لا تحسد . المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ . ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها . ولا تحتد و لا تظن السوء ولا تفرح بالأثم بل تفرح بالحق . المحبة لا تسقط أبدا " .. أما أنتم يا شيوخ السلفية فأنكم لستم وكلاء الله على الأرض في محاسبة البشر من مسلمين ومن غير مسلمين !! .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأسلام .. الوجه الأخر
-
النصوص والأحاديث - حكومة ظل - للأرهاب
-
قراءة في تمازج الدين مع الفكر الديني .. الأسلام كنموذج
-
الأسلام .. بين أزمة النص وصحوة العقل
-
قراءة .. للمفهوم الجنسي في الموروث الأسلامي (*1)
-
الأسلام .. و - لاهوت القتل -
-
لندن والأرهاب الأسلامي .. مرة أخرى / مع أستطراد لواقعتي مانش
...
-
أذا كان القرأن كلام الله ، فأذن هو كلام المسيح !! .. قراءة ن
...
-
الأقباط يتعمذون بالدم
-
مناظرة حداثوية بين - أيات القتل - و - الوليمة الطوطمية - لفر
...
-
قراءة لحديث الشيخ سالم عبدالجليل - المسيحيين أصحاب عقيدة فاس
...
-
بناء المساجد بين الحاجة العقائدية والغاية الخفية
-
قراءة نقدية حول موضوعة - هل كان الرسول أميا -
-
قراءة عن المعلن و المخفي في الأغتيالات
-
قراءة .. في قضية - الخمس - بين الشيعة و السنة
-
الأرهاب الأسلامي وتفجيرات الكنائس في مصر
-
هدم الكنائس بين الفتاوى والموروث الأسلامي
-
قراءة في شبهات أحاديث البخاري
-
قراءة حداثوية ... لدور الخليفة أبو بكر الصديق في - حروب الرد
...
-
قراءة في مسؤولية الخطاب الديني عن التحرش الجنسي
المزيد.....
-
بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران
...
-
40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
-
حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق
...
-
أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
...
-
لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م
...
-
فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب
...
-
ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال
...
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|